إبراهيم المنوفي

قال ابن إسحاق في سياق إسناده لحديث يرويه عن جماعة: «كُلٌّ قد حدثني بعض الحديث، فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث بدر». قال سبط ابن العجمي معلِّقا: «اعلم أن الشخص إذا لم يكن سمع الحديث من شيخ واحد فأكثر، بل سمع قطعة من الحديث من شيخ، وقطعة منه من شيخ آخر فما زاد فإنه يجوز له أن يخلط الحديث، ويرويه عنهما أو عنهم جميعا مع بيان أن عن كل شيخ بعض الحديث من غير تمييز لما سمعه من كل شيخ من الآخر كما جرى في حديث الإفك في الصحيح من رواية الزهري، حيث قال الزهري: حدثني عروة، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، وكل قد حدثني طائفة من حديثها وأنا أوعى لحديث بعضهم، فذكر الحديث. فإن اتفق في مثل هذه الصورة والصورة التي ساقها ابن إسحاق أن يكون كلهم ثقات، فإن الحديث كله مقبول صحيح؛ لأن كل قطعة غير مميزة منه يحتمل أن تكون عن كل ثقة منهم، وإن كان فيهم مجروح، فذلك مقتض لطرح ذلك الحديث؛ لأنه ما من قطعة من الحديث إلا وجائز أن يكون عن ذلك الراوي المجروح، كما ذكرته في إذا كان كلهم ثقات».

الآن: «وافتخرت كصنيع بعض العرب أني موضوعي أكاديمي بحت ..»👀

«وهب أني عدمت الغيرة على الملة والدين، وافتخرت كصنيع بعض الأجانب بأني فلسفيٌّ بحت عادمٌ لكل عاطفة ووجدان، فلا أرضى ولا أغضب ولا أُسَرُّ ولا أغتاظ ولا أفرح ولا أتألم .. فهل كنت أرضى بأن تشوه وجه التاريخ وتدمغ الحق وتروج الكذب وتفسد الرواية وتقلب الحقيقة وتنفق التهم وتعود الناس بالخرافة! بئس ما زعمت أيها الفاضل، فإن في الناس بقايا وإن الحق لا يعدم أنصارا ...». العلامة شبلي النعماني في رده على جرجي زيدان.

«إضافة الصواب إلى العلماء أحمد من التفرد بالادِّعاء». التوحيدي

العلم النافع جُنة لصاحبه، يقيه هموم الدنيا ويصرفه عنها ويجعل همَّه شريفًا ووقته مشغولا ويدفع عنه الفراغ الذي ينخر في النفس ويذهب بها ويجيء في ظنون تافهة. وهذا أمر مجرَّب معلوم؛ فإنك لا تجد طالب علم ذاق لذته ثم شغله عنه شاغل إلا وقد تغير حاله واضطربت نفسه ودام حنينه إلى أمان يفتقده.

«المعاني ليست في جهة والألفاظ في جهة، بل هي متمازجة متناسبة، والصحة عليها وقف، فمن ظن أن المعاني تخلص له مع سوء اللفظ وقبح التأليف والإخلال بالإعراب فقد دل على نقصه وعجزه». التوحيدي.

ذكر الدهلوي بعض الآيات الدالة على أفضلية الخلفاء الأربعة ثم ذكر اعتراضا عليها وردَّه بما يصلح أن يستعمل في غيره من المسائل، كمسألة الصفات مثلا..

«فكل ما أُخذ من السلف هو الأصل واللوح، وما أتى به الخلفُ من التحقيقات النادرة والنكت المفيدة فهو من قبيل تفسير المجمل، ومن إلحاق الشيء بالشيء لأمر جامع، وكلّ ذلك صور بيانية على اللوح الأصيل ، فلا بد من الاعتراف بفضل الطبقة الأولى من الوسائط، وليعلم يقينًا أن لهؤلاء منة عظيمة على الملة الإسلامية». ولي الله الدهلوي.

[قال مالك: وهذا يفتي ولا يعلم ولم يتعلم ولم يطلب هذا الأمر حق طلبه، ولم يطلب هذا الأمر ممن يعرفه، فأنكر على مثل هؤلاء أن يفتوا. قال محمد بن رشد: المعنى في هذا بين؛ لأن ما يتعين على المعنى من الاجتهاد في الأحكام التي لا نص فيها في الكتاب ولا في السنة ولا فيما اجتمعت عليه الأمة يفتقر إلى القياس برد الفرع إلى الأصل بالمعنى الجامع بينهما، ووضع الأدلة في ذلك مواضعها، وذلك يُخشى التقصير فيه ممن طلب الأمر حق طلبه فكيف بمن لم يطلبه حق طلبه! وبالله التوفيق]. البيان والتحصيل.

[في فضل الله عز وجل على من زهد في الدنيا قال: وسمعت مالكا يقول: سمعت أنه يقال: ما زهد عبد واتقى الله إلا أنطقه الله بالحكمة. قال محمد بن رشد: هذا، والله أعلم لأن من اتقى الله وزهد في الدنيا صح نظره في الأمور بتقوى الله تعالى فيها، فوفق للحق وأنطق بالحكمة، فضل من الله تعالى فيها عليه في ذلك، من ذلك ما جاء عن عمر بن الخطاب من أنه كان يرى الرأي بقلبه ويقول الشيء بلسانه فيوافق الحق فيه كموافقته ما نزل في القرآن في الخمر وفي أسرى بدر وفي الحجاب في مقام إبراهيم، على ما جاء في ذلك كله، وبالله التوفيق]. - البيان والتحصيل.