خواطري

الصحراء بصحبة القمر!

السماء والنجوم الليلة في الصحراء!

الهلال الليلة باللون الأحمر

يومًا ما ستواجه لحظات صعبة ومؤلمة وحزينة، وستقول من شدة ثقلها عليك: كيف ستمضي وكيف ستعبر؟ ثم ستتجاوزها وينقلك الزمان مراحل بعيدة عنها، وفي ليلة هادئة سترتسم على وجهك ابتسامة وأنت تحدث من حولك من أصحاب عن قصتك التي واجهت فيه المصاعب، وكيف تغلبت عليها، وستتحدث أمامهم كقدوة ومثال.

ثقة المستغني عنك بك لا تقارن بثقة المحتاج لك والمضطر إليك، الأولى ثقة حقيقية تنبع من تثمن لذاتك، والثانية ثقة حرجة اضطرارية نتيجة ضغط الحاجة، وربما تزول الثقة بزوال الحاجة. والنبيل يثمن الثقتين ولا يتردد في استقبالهما بحب وتقدير، مع إدراكه الواعي والمتبصر بالفرق الكبير بينهما.

الحب لا يُتَصنع ولا يمكن أن يستمر فيه التصنع، والتظاهر الزائف به مكشوف مفضوح، ولسوف تُحس به في الآخرين حينما يكون حقيقيًّا وصادقًا في قلوبهم، ولسوف يلامس أعماقك، ولسوف تجد له رصيدًا في الواقع من أفعال من يحبك وفي أفعالك، فالحب ليس دعوى تُقال ثم لا يصدقها الواقع.

سكون الصحراء في الليل!

الحبُ نبيلٌ وكتومٌ وليس ثرثارًا ولا استعراضًا للمهرجين، والسعادة الحقيقية داخليةٌ ولا فرحًا زائفًا يتظاهر به الشخص من خلال ما يملكه من أدوات، والنقصُ لسانٌ فاضحٌ، وضيقة الصدر تبحث عن ضجيجِ لهوٍ ظاهريٍ يخفف آلامها، وهو ضجيج يخدرها للحظاتٍ لكنه لا يشفيها، والحزن يرسم ملامح الوجه.

لا تلم مبتلى أو محتاجًا، ولا تعتب عليه ولا تزدريه في قلبك، فضلاً أن يظهر ذلك من نظراتك أو فلتات لسانك، أو تُقَلِّل من معاناته أو ما يكابده ويقاسيه، حتى تلبس قميصه الذي عليه، فتسكن داخل جسده، وترى بعينه الأشياء.

أصدق من أحبك من قربك إلى الله، بقوله وفعله وحاله، فإن هذا برهان عظيم على صدق محبته لك وإن كره هواك ذلك منه. فالمحب الحقيقي هو من نظر في المآلات المحمودة لمحبوبه، وهيأه إلى ذلك حتى وإن كان في ذلك فوات بعض لذاته ومحبوباته التي تتبع هواه، إذ قلبه لا يرتضي مضرة من أحبه.