مدرسة الحنابلة

أهمية الروض المربع وكثرة مسائله وحسن تصويرها وذكر ضوابطها.. من أهم الكتب التي يرجع إليها الشيخ عفيفي

قال العلامة مجير الدين العليمي الحنبلي قاضي القضاة ببيت المقدس في تفسيره 1/361 : {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} يعني: موسى -عليه السلام-. {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} يعني: محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، ولم يصرِّحْ باسمِه تفخيمًا له. والمعنى: إنه ساوى الأنبياءَ في فضلِهم، وفضل عليهم بأشياءَ كثيرةٍ، منها: أنه بُعث إلى الأحمرِ والأسود، وأُحِلَّت له الغنائمُ، وغيرُ ذلك -صلواتُ اللهِ عليهِ وعليهم أجمعين-.

البلاء بالمؤمن آخر الزمان: روى ابن ابي الدنيا في الزهد، وذم الدنيا عن كعب الأحبار قال: "لتحببن إليكم الدنيا حتى تتعبدوا لها ولأهلها، وليأتينكم زمان تكره فيه الموعظة، وحتى يختفي المؤمن بإيمانه كما يختفي الفاجر بفجوره، وحتى يعير المؤمن بإيمانه كما يعير الفاجر بفجوره." وعن كعب -فيما رواه أبو نعيم في الفتن- قال : "ليأتين على الناس زمان يعير المؤمن بإيمانه، كما يعير اليوم الفاجر بفجوره ، حتى يقال للرجل إنك مؤمن فقيه، و لا ينجو من هذا البلاء إلا من يقول : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، دعاء سيدنا يونس في بطن الحوت ، ما دعا بها مسلم في شيء قط إلا استجاب له الله" وعَنْ أَبِي الْجَلْدِ -فيما رواه الداني في الفتن- قَالَ : "يَلِجُ الْبَلاءُ بأهل الإسلام خُصُوصِيَّةً دون الناس ، وأهل الأديان حَوْلَهُمْ آمِنُونَ يَرْتَعُونَ ، حتى يَتَهَوَّدَ قَوْمٌ ، وَيَتَنَصَّرَ آخَرُونَ"

قال الإمام سفيان الثوري رضي الله عنه: إذا رأيتَ الشابَّ يتكلم عندَ المشايخ - وإن كان قد بلغ من العلم مبلغًا - فآيسْ مِن خيره؛ فإنه قليلُ الحياء ! ‏(المدخل للسنن) للبيهقي ص388 فيا شبابَ الأمة: احرصوا على هذا الأدب النبيل، فهكذا كان الصحابةُ رضوان الله عليهم، وكذلك كانت العلماءُ والأئمة رضي الله عنهم … وسلوا اللهَ العلمَ النافع، واحذروا من علمٍ لا يزيدكم حياءً وتواضعًا وأدبًا !

‏قال الحافظ ابنُ رجبٍ الحنبلي: (‏وما أحسن قولَ أبي حنيفةَ وقد سُئل عن علقمةَ والأسودِ: أيهما أفضل ؟ ‏فقال: والله ما نحن بأهلٍ أنْ نذكرَهم، فكيف نفضل بينَهم ؟!) العاقل مَن علم قدرَه فوقف عندَه، فرضي الله عن أبي حنيفةَ ما أعقله ! لا تسود أمةٌ دونَ عاقلٍ أو عالم، وإذا أردت إفشالَ شعبٍ وتشتيتَهم في الأرض، فأبعدْهم عن العلماء والعقلاء …

خطورة مشاهدة دروس أهل البدع المضلة قال العكبري الحنبلي رحمه الله: " لا يحملن أحدًا منكم حسن ظنه بنفسه، وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه، في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول: أداخله لأناظره، أو لأستخرج منه مذهبه؛ فإنهم أشد فتنة من الدجال، وكلامهم ألصق من الجَرَبِ، وأحرق للقلوب من اللهب، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم، فما زالت بهم المباسطة، وخفيُّ المكر، ودقيق الكفر حتى صبَوا إليهم".

السر في تخصيص البول، والنميمة بعذاب القبر: قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور 89 : "وقد ذكر بعضهم السر في تخصيص البول، والنميمة، والغيبة -يعني: المذكورة في بعض طرق الحديث- بعذاب القبر، وهو أن القبر أول منازل الآخرة، وفيه أنموذج ما يقع في يوم القيامة، من العقاب، والثواب، والمعاصي التي يعاقب عليها يوم القيامة نوعان: حق للَّه -تعالى-، وحق لعباده، وأول ما يقضى يوم القيامة من حقوق اللَّه الصلاة، ومن حقوق العباد الدماء، وأما البرزخ فيقضى فيه من مقدمات هذَين الحقَّين ووسائلهما، فمقدمة الصلاة الطهارة من الحدث، والخبث، ومقدمة الدماء النميمة، والوقيعة في الأعراض، وهما أيسر أنواع الأذى، فيبدأ في البرزخ بالمحاسبة والعقاب عليهما"

- هل يستحب نضح فرج بعد الاستنتجاء ؟ وماذا يفعل الموسوس؟ يستحب نضح فرج وسراويل لمستنج بماء بعد الاستنجاء؛ قطعًا للوسواس. لحديث الترمذي عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت فانضح». ومن توهم خروج شيء كالموسوس، فقال أحمد: لا تلتفت حتى تتيقن وَالْهَ عنه فإنه من الشيطان، فإنه يذهب إن شاء الله.

فائدة حديثية من كتابي الحنابلة: أصح حديث في المهدي موقوف وليس مرفوعا: قال الإمام أحمد: سألت عبد الرحمن بن مهدي - وهو من أساتذة العلل - : أي حديث أصح في المهدي؟ قال: أصح شيء فيه عندي: حديث أبي معبد عن ابن عباس. (المنتخب من العلل 305) يعني قوله رضي الله عنه :"إني لأرجو أن لا تذهب الأيام والليالي حتى يبعث الله منا أهل البيت غلاما لم يلبس الفتن ولم تلبسه الفتن كما فتح الله بنا هذا الأمر فأرجو أن يختمه بنا". أخرجه البيهقي في دلائل النبوة بإسناد قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية: إسناد صحيح إليه.