كُنَّـاشَـةُ الفِـقْـهِ الـمَـالِـكِـيِّ

في الفرقِ بين القاعدةِ الفقهيَّة والضَّابطِ الفقهيِّ: هذا، ومع تعاقُبِ العصور وتطوُّرِ مفهومِ الضَّابط إلى أخصَّ ممَّا كان، لاحَظَ العلماءُ الفرقَ والْتزَمُوا الدِّقَّةَ بين الكلمتين ـ القاعدةِ والضَّابطِ ـ مِنَ النَّاحيةِ الاصطلاحيَّة، وتجلَّى التَّمييزُ بينهما مِنَ الحيثيَّاتِ الآتية: ـ مِنْ حيثُ النِّطاقُ: القاعدةُ الفقهيَّةُ تجمعُ فروعًا ومسائلَ مِنْ مختلفِ أبوابِ الفقه، فقاعدةُ: «زَوال الضَّررِ بلا ضَرَرٍ» فإنَّ تطبيقَها في مسائلَ كثيرةٍ في مُعظَمِ الأبوابِ الفِقهيَّة، وقاعدةُ: «الأُمورُ بمَقاصِدِها» فهي شاملةٌ لمباحثِ العباداتِ بشتَّى أنواعِها ومختلفِ أنواعِ المعاملات الماليَّةِ وغيرِ الماليَّة. بينما الضَّابطُ فإنَّه يجمعُها مِنْ بابٍ واحدٍ، أو يدورُ معناها على موضوعٍ واحدٍ، مِثلَ قولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ» فهو يُمثِّل ضابطًا فقهيًّا لا يتعدَّى موضوعَه، ويغطِّي بابًا واحدًا مخصوصًا، ومِثلَ قولِ بعضِهم: «ليس لنا عبادةٌ يجبُ العزمُ عليها ولا يجبُ فِعلُها سوى الفارِّ مِنَ الزَّحف: لا يجوزُ إلَّا بقصدِ التَّحيُّزِ إلى فئةٍ، وإذا تَحيَّز إليها لا يَجبُ القتالُ معها في الأصحِّ، لأنَّ العزمَ مرخِّصٌ له في الانصرافِ لا مُوجِبٌ للرُّجوعِ»، ومثلُه: «ما اقتضى عمدُه البطلانَ اقتضى سهوُه السُّجودَ إذا لم يُبطِل». ـ مِنْ حيث المُستثنَيَات: الشُّذوذُ والمُستثنَيَاتُ في القاعدةِ الفقهيَّةِ أكثرُ ممَّا هو عليه الضَّابطُ الفِقهيُّ، لكونِ الضَّابطِ يتضمَّنُ موضوعًا واحدًا تَضيقُ معانيهِ وتَقِلُّ فُروعُه، فلا يُتسامَحُ فيه بشُذوذٍ كثيرٍ، بخلافِ القاعدة. ـ مِنْ حيث الاختصاص: القاعدةُ الفِقهيَّةُ لا تختصُّ بمذهبٍ معيَّنٍ، فهي ـ في الأغلبِ ـ محلُّ اتِّفاقٍ بين فقهاءِ المذاهبِ أو أكثرِهم، بخلافِ الضَّابطِ فلا يَخرجُ عن حدودِ مذهبٍ فقهيٍّ معيَّنٍ، بل قد تَنضبِطُ به وجهةُ نظرٍ خاصَّةٍ بفقيهٍ وإِنْ خالفَ غيرَه مِنَ الفقهاءِ مِنْ نفسِ المذهبِ. أ.د. محمد علي فركوس.

مميزات "تنقيح الفصول": • المصادر. • الاختصار والاستيعاب، وحسن الترتيب، والتدقيق. • تركيزه على الحدود والتعريفات من حيث الصياغةُ. • عدم استطراده خارج إطار ما يحتاجه الفقيه. • الأمانة العلمية. • شروحه. ◄ د. محمد حموش، شرح تنقيح الفصول.

المصادر الأساسية لـ"تنقيح الفصول" للإمام القرافي: 1- المحصول للفخر الرازي. 2- الإفادة للقاضي عبد الوهاب البغدادي. 3- الإشارة للباجي. 4- كلامٌ لابن القصَّار في مقدمته الفقهية. ◄ د. محمد حموش، شرح تتقيح الفصول للقرافي.

مِن مؤلفات الإمام القرافي: 1- الفروق بين القواعد الفقهية والقواعد الأصولية. 2- الذَّخيرة (الخلاف العالي في الفقه). مصادر الذَّخيرة: المدونة لسحنون، الرسالة لابن أبي زيد القيرواني، عقد الجواهر الثمينة لابن شاس، التلقين للقاضي عبد الوهاب. 3- الإحكام. 4- العقد المنظوم في الخصوص والعموم. 5- الاستغناء في مسائل الاستثناء. 6- نفائس الأصول في شرح المحصول. د. محمد حموش، شرح تتقيح الفصول للقرافي.

اعذروني إنْ رأيتموني أكثر النشر، فبعض الفوائد مما يُخشى فقده، فتصيبني بسبب ذلك حسرة، وهذه غاية الكناشة الإلكترونية؛ رزقنا الله الإخلاص في القول والعمل.

4_5949547320151380682.pdf