فَصِيح

وَلي كَبِدٌ مَقروحَةٌ مَن يَبيعُني بِها كَبِدًا لَيسَت بِذاتِ قُروحِ أَبيعُ وَيَأبى الناسُ لا يَشتَرونَها وَمَن يَشتَري ذا عِلَّةٍ بِصَحيحِ.

فأجبتُ قَد أخذَ الفؤادَ حبيبُ

أخذ الطبيبُ بمعصمي متحسِّسًا نبضاتِ قلبي ثُمَّ قالَ: غريبُ لا نبضَ عندكَ أين قلبُكَ يا فتىٰ؟ ‏فأجبتُ قَد أخذَ الفُؤادَ حبيبُ ‏أَبدَىٰ ابتِسَامَتهُ وقَال : تَجِيئُني؟! اذهَب إلِيه فَما سِوَاهُ طَبِيبُ .

أهواهُ يا أهلَ الهَوى أهواهُ ‏قَلبي وعُمري والعُيونُ فداهُ

‏أهواهُ لا أرضَى سِواهُ بمَهجتي ‏حَتّى وإنْ سَفكتْ دَمّي عَيناهُ ‏لَو غَاب عَني أو طوته غمامةٍ ‏بعيونُ قَلبي فِي الضلوعِ أراهُ ‏وَدَّعْتُ عَقلي مُذ رأيتُ عُيونهُ ‏وفقدتُ قَلبي مُذ شَربتُ هَواهُ

قَد كنتُ أخشىٰ أنْ تُصاب بِشَوكةٍ ‏فإذا أُصِبْتَ فَقدتُ فيك صَوابي ‏واليومَ جرحٌ من فراقِكَ غائِرٌ ‏من ذا يُعزي خافِقي بِمُصابِي ؟

تَنامينَ لا تَدرينَ ما لَيلُ ذي هَوىً وَما يَفعَلُ التَسهيدُ بِالهائِمِ الصَبِّ .

تَذَكَّرتَ مَن تَهوىٰ فَأَبكاكَ ذِكرُهُ فَلا الذِكرُ مَنسِيٌّ وَلا الدَمعُ جامِدُ

وطيفُ وجهُك في المَنامِ يزورُنِي ‏أولست تدري ما جَناهُ جَناني ‏لا اللَّيلُ أبقى من خيالك ساعةً ‏حتى استباحَ الطيفُ مِنك زماني ‏عُدْ فعمري في غيابك مُوحشٌ ‏لا العمرُ عُمري لا المكانُ مكاني

‏وأنشأتُ في صدري لحُسنِكَ دولةً ‏لهـا الحـبُّ جنـدٌ والـولاءُ سفيـرُ ‏فُـؤادي لهـا عـرشٌ وأنـتَ مَليكُـهُ ‏ودونَـكَ مِـن تـلك الضُّلوعِ سُتـورُ ‏وما انتَقضَتْ يومًا عليكَ جَوانِحي ‏ولا حَـلَّ فـي قلبـي سِـواكَ أميـرُ .

ولَقد رأيتُك في مَنامِيَ رُؤيةً ‏ما زلتُ أُغمِضُ رَاجيًا تكرارَها