فِطرَة

ليس تخلُّفًا منكِ أن تعوِّدي ابنتك منذ صغرها على العفة والحجاب، فرُب عادة في صغر ابنتك يصعب تغييرها إذا كبرت، ولقد رأينا مَن ربَّت ابنتها على القصير والرقص والغناء، حتى إذا كبرت صعب على الأم أن تُغيّر ما نُقِش في ابنتها في صغرها. الأمر يأتي أولاً بالترغيب والتحبيب لا بالأمر والضرب، كما نفعل بالضبط مع الصلاة كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم: "مُروا صبيانكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر". فهنا الأمر للترغيب والتدريب لا للوجوب، ولكن إذا بلغ العشر فيُضرب ويُجبر عليها، والحالة الثانية غالبا لا يصل إليها إلا مَن قصَّر في الأولى. طيب، كيف أعوّد ابنتي وأحببها في الحجاب؟ -التربية بالقدوة! يجب أن تكوني ملتزمة بحجابك الشرعي حتى تقتنع ابنتك به، فالتربية بالفعل أبلغ وأفضل من ألف كلمة وألف نصيحة، فَأرِي ابنتك منك ما تريدينها عليه عندما تكبر. -تربية الابنة منذ صغرها على مراقبة الله، وعلى تعظيم حرمات وأوامر الله، فإذا كبرت على ذلك؛ عظّمت الحجاب وباقي الأوامر، واستسلمت للنصوص الشرعية. -لا تدعي أحدًا يُقلل من قيمة الحجاب أمامها، بل أثني دائما على الحجاب، وأنه طاعة وعِفة ووقار. -الحديث مع الابنة عن فلسلفة الإسلام والشريعة في جسد المرأة وعوراتها، وأنّ جسدها شيء غالٍ ثمين، ليس ملكا وعرضا للكل، فلا يظهر منه لأحدٍ إلا مَن أذن الله وأحَل. -تربية الابنة على الاقتداء بأمهات المؤمين، وقراءة سيرهنّ ومَن بعدهن من التابعات ومَن اقتدَين بأمهات المؤمنين. -ذَم السافرات الفاجرات أمامها مِمّن يتصدرن على الشاشات والإعلانات، وإخبارها بأنّ هذه متبرجة على غير طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم. -اصطحاب ابنتك إلى مجالس فيها أخوات يرتدين الحجاب الشرعي كحلقات حفظ القرآن أو دروس العلم الشرعي، وعوديها على الاحتكاك بهن دائما ومصاحبتهنّ. -التربية بالثواب مهمة جدا في فترة الطفولة، فالهدايا والمكافآت باب جيد للتربية. -مهم أيضًا انتقاء مَن ستصاحبها الفتاة، فالمرء على دين خليله. محمود الرفاعي

القرآن والأذكار صباح كل يوم، بمثابة غَيث يُنبت فيك القوة والإيمان، فلا تُفرّط فيهما. #أذكار_الصباح

فقدّم ما لله! قال ابن العربي المالكي: "قال لي شيخنا أبو بكر الفهري: متى اجتمع لك أمران أحدهما للدنيا والآخر لله، فقدم ما لله؛ فإنهما يحصلان لك جميعا. وإن قدمت الدنيا ربما فاتا معا، وربما حصل حظ الدنيا ولم يبارك لك فيه. ولقد جربته فوجدته".

من أراد أن يسجل أبناءه في برنامج إلكتروني مفيد تربويا وإيمانيا وشرعيا، فليبادر بالتسجيل غداً الأحد (٢٣ ذو الحجة | ٦/٣٠) وذلك بحدود الساعة ٦:٠٠ مساء، بإذن الله تعالى. ‏البرنامج مجاني، مدته سنتان، وفيه مسارات متنوعة، ونشاطات تعليمية وتربويّة كثيرة. العمر: من ١٠ إلى ٢٠ فقط ‏ونسأل الله التوفيق والسداد. ‏رابط التسجيل سيُنشر هنا: https://t.me/JeelAcademySA

لا شَك أن القرآن صالح لكل زمان ومكان، وكذلك السنة، ولا يقول غَير ذلك إلا جَاهل أو كافر، ولا يتلبَّس بهذا الفِكر إلا كُل غارق في المدنية الغربية، والتي تتنافى تمامًا مع شرائع الإسلام، وهنا تأتي الإشكالات في هذا الباب! تنظر إلى العالم الغربي، فتجد الحُرية المُطلقة، فتجد الزنا تحت مُسمى (الحرية) وتجد الشذوذ واللواط والسُّحاق وغيرها من الأفعال الدنيئة تحت مسمى (الحرية) وتجد إنحناء الناس للمادة، وتنحِّي الدين من النظام الإجتماعي والسياسي، وفي نفس الوقت تجد التقدم في الصناعة والمادة. فتُحاول أن تدمج كُل هذا مع بعض، وتقيس التقدم المادي لهم بـ (مُطلق الحرية) فترى -ببصيرتك القصيرة، وإيمانك القليل- أنَّ الحُرية المُطلقة هي التي فعلت هذا التقدم، فتحاول أن تُفعِّل هذه الأنظمة في بلادك الإسلامية، فتجد أهل الدين والمروءة يقفون لك قائلين: هذا يتنافى مع الإسلام! فتتهم القرآن والسنة بأنهما لا يُصلحان لهذا الزمان، وتتقيأ علينا بالجملة الشهيرة: (نَحن في القرن العشرين!) ونقول لك: ولو في القرن المائة؛ شريعة الإسلام قائمة وصالحة إلى يوم الدين. يقول محمد أسد (ليوبولد فايس سابقًا) : "إنَّ السبب الذي يَحمل على مثل هذا الموقف من المعارضة بين كثير من المسلمين المعاصرين، يمكن تَتبعه إلى مصدره؛ والسبب يرجع إلى استحالة الجمع بين طريقة تفكيرنا الحاضرة المُتَقهقرة، وبين روح الإسلام الصحيح في نظام واحد" وللأسف الكثير من المدنية الغربية توغلت داخل بلاد المسلمين، وماذا حدث؟ أصبح كُل مُتمسك بالمدنية الغربية عبارة عن (مَسخ) لا هو مُسلم جاد، ولا هو غربي جاد، مُذبذب، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، يراه المُسلم المُعتز بدينه عبارة عن أُلعوبة ولاعق لأحذية الغرب، ويشمئز مِنه كُل مؤمن عاقل، ويراه الكافر الغربي عبارة عن حِمار، يَركب عليه بأفكاره، ويحملها إلى بلاد المسلمين. أو كما قالَ ابن خلدون في مقدمته: "المغلوب مُولِعٌ بتقليد الغالب! " وللأسف أصبح الذل والخجل يَعتري الكثير من المسلمين، عندما يُشاهدون طغيان مادية الغرب. فلا تَدع إنهزامك النفسي تجاه مادية الغرب أن يجعلك تبيع دينك بعرض من الدنيا (قليل) فالعزة ليست في مال ولا إقتصاد قوي...إلخ تريد العِزة؟ هاك رَبك يُخبرك: {وَلِلَّهِ العِزَّةُ وَلِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ} "مَن كانَ يُريدُ العِزَّةَ فللهِ العِزَّةُ جَميعًا" محمود الرفاعي

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: ليحذر أحدكم ان يكون يهودياً او نصرانياً وهو لايدري! قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يقول الله تعالى: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم".

‏من كانت لديه مهمّة صباحية؛ مشروع قرائي، بحثي، أو حفظ واستذكار، فليجعل قبله ورد من القرآن يتزود منه ما أمكن، التزود من القرآن في ساعات الصباح الأولى كفيل بنيل بركته وهُداه، كفيل لأن ينال به الإنسان معنى المعيّة في يومه، والموفق من استغلّ البكور بما يعود عليه بالنّفع.

الزم الرفق! قال أبو حاتم رحمه الله: "على العاقل لزوم الرفق في الأمور كلها وترك العجله والخفة فيها إذ اللَّه تعالى يحب الرفق في الأمور كلها ومن منع الرفق منع الخير كما أن من أعطي الرفق أعطي الخير ولا يكاد المرء يتمكن من بغيته في سلوك قصده في شيء من الأشياء على حسب الذي يحب إلا بمقارنة الرفق ومفارقة العجلة".