كُتب راما 📚💕

بقدر قرب الدنيا من قلبك، تقرب الأحزان والهموم! قال سفيان الثوري: «ما أُعطيَ رجلٌ من الدُّنيا شيئًا إلا قيلَ له: خذه ومثلهُ حزنًا» • حلية الأولياء (٢٠/٧) اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا.

من خلف الشاشة تعتصرُ ألماً.. ودموعك تنهمرُ كم من أيام قد مرتْ وليالٍ علقمُها مرُّ في قلبك غمٌّ يتجمعْ ودخان يوقده القهرُ فيصيب عيونك يدمعها فمتى الأغلال ستنكسرُ؟ ومتى نتحرر من عجزٍ وحكايا الظالم تندثرُ حتّام تُقتّل أطفالٌ ويسيل من القتلى نهَرُ هل بات العالَم في صمم كم قد صرخوا كم قد جأروا أشلاءٌ.. وعظامٌ.. ودمٌ ومشاهد يبكيها الحجرُ والعجز تعاظم والوهنُ قد قيّد أيدٍ تنتظرُ تنتظر النصر وتمكيناً ورجوع العزة تنتظرُ وإلى أصناف ملذاتٍ قعدوا وبمعصية جهروا ما مرّ بخاطرهم يوماً هل خذلوا الأمةَ أم نصروا ما غيّرهم حجمُ البلوى ما حرّك شيئاً ما اعتبروا يا مَن ما زلتم في دعَةٍ وترون الأمة تحتضرُ لا طير أبابيلَ ستأتي أو معجزةً.. لا تنتظروا إن كان النصر سيتنزلْ وبدون حراكٍ ننتصرُ فلماذا نؤمر بجهادٍ؟ وببدرٍ وبأُحد نفروا من أول فجر الإسلامِ قد خطته أيادٍ حُمرُ وتضرّج بدماء صحابة أخيارٌ زانهمُ الطهْرُ لمَ قد بذلوا؟ لمَ قد قُتلوا؟ أهباءً تحسبهم عبروا؟ بل صانوا الدين بأنفسهم كي يصل إلينا قد صبروا فبمثل أولئك عزتنا هل مثل أولئك قد ظهروا؟ أم بتنا كغثاء السيلِ الجُبن سبانا والحذرُ لكن بالله وبوعوده وبجُندِ الحق سننتصرُ فلترقبْ إن شئتَ بصمتٍ لكن هل صمتك يُغتفر؟

"فالهوى هو الدافع القوي لكل طغيان وكل تجاوز وكل معصية، وهو أساس البلوى وينبوع الشر، وقلّ أن يُؤتى الانسان إلا من قبل هواه، فالجهل سهل علاجه، ولكن الهوى بعد العلم هو آفة النفس التي تحتاج إلى جهاد شاق طويل الأمد لعلاجها". "ولم يكلف الله الإنسان ألا يشتجر في نفسه الهوى، فهو سبحانه يعلم أن هذا خارج طاقته، ولكنه كلّفه أن ينهاها ويكبحها ويمسك بزمامها، وأن يستعين في هذا بالخوف.. الخوف من مقام ربه الجليل العظيم المهيب، وكتب له بهذا الجهاد الشاق الجنةَ مثابةً ومأوى، ذلك أن الله يعلم ضخامة هذا الجهاد، وقيمته كذلك في تهذيب النفس البشرية وتقويمها ورفعها إلى المقام الأسنى(وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ ۝ فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِیَ ٱلۡمَأۡوَىٰ)" °اليوم الآخر في ظلال القرآن

"ومن العجب أن التنافس في أمر الآخرة يرتفع بأرواح المتنافسين جميعاً، بينما التنافس في أمر الدنيا ينحطُّ بهم جميعاً، والسعي لنعيم الآخرة يصلح الأرض ويعمرها ويطهرها للجميع، والسعي لعرض الدنيا يدع الأرض مستنقعاً وبيئاً تأكل فيه الديدان الهوام والحشرات جلود الأبرار الطيبين". °اليوم الآخر في ظلال القرآن

خطير جداً !! ما يحدث الآن في غزة من قصف جنوني، وتهجير قسري، أشد وأقسى مما حدث منذ بداية الحرب، أهوال وفظائع تزلزل القلب، وتبكي العين، لكن الفرق أن التغطية الاعلامية الآن صارت صفراً، والعالم نسي غزة، أو بالأصح تناساها وانشغل عنها، فاللهم بقدر الخذلان الذي ذقناه، وبقدر الخيبات التي رأيناها، اجبر كسرنا، وارحم ضعفنا، وتولَّ أمرنا، فما لنا غيرك نرجوه، وليس لنا أحد سواك ندعوه !!

اعتبروا ما يلي ثرثرة: أنهيتُ هذا الكتاب الآن ولكنني لا أشعر أنني أرغب في ترشيحه أو الكتابة عنه.. لا بأس به وفيه مقالات جيدة ولكن فيه الكثير من الفلسفة التي يفتح عقلي معها الباب ويخرج ليستنشق بعض الهواء ثم يعود مع نهاية المقال. كما فيه الكثير من المواقف والآراء المنبهرة بالغرب بشكل كبير، وربما كان هذا شائعاً في زمن الكاتب أما اليوم؟ فمن المجنون الذي ينبهر بأولئك؟ ثم إن أردتم الحقيقة فإن مواضيع الكتاب متناثرة ومقالاته كثيرة وقد قرأته على فترة طويلة لذا فإنني حتى وإن أردتُ الكتابة عنه فلن أُوفّق في ذلك.. ولكن دعوني لا أجحده حقه، فقد كان صديقاً لطيفاً.. ثم إن عنوانه قد ساعدني من خلال وجوده أمامي في الفترة الماضية.. ففي عنوانه الذي يدعو لعدم المبالغة في القلق والتفكير الزائد "صديقي لا تأكل نفسك" كنتُ أجد نصيحةً حانيةً في كل مرة كنتُ على وشك أكل نفسي فيها وكنتُ قد سمّيتُ بالله بالفعل، حتى إذا مر العنوان أمام عينيّ المضطربتين توقفت قليلاً وخاطبتُ نفسي: راما.. لا تأكلي نفسك.. كلما غمرني فجأة الشعور بالعجز مع اقتراب الامتحان وتكاثر الصفحات الدراسية بشكل غير مفهوم ويطلّ جلد الذات من النافذة كي يسألني لماذا لم تدرسي منذ البداية يا راما؟.. راما لا تأكلي نفسك كلما شلّني التوتر لكثرة المسؤوليات وضيق الوقت وخيبة أملي بنفسي وبقدرتي على الموازنة... راما لا تأكلي نفسك.. كلما جرجرتُ أذيال الخيبة نتيجة قرارات الاستسلام التي أزعم أنها كانت من أجل سلامي النفسي ثم أجد أنها جرّت عليّ حرباً نفسية.. راما لا تأكلي نفسك.. كلما نظرتُ إلى نفسي في المرآة وتأملتُ إطار النظارات وعدساتها الغريبة ولُمتُ نفسي على تخريب عيوني.. راما لا تأكلي نفسك.. وبالمحصلة فإنه كان نوعاً من اليد العطوف التي تمتد لي لتنتزعني قليلاً من دوامة جلد الذات وصرير الأسنان المستمر والجري الذي لا يتوقف..

"وعلّمتِ الحياةُ الدكتورَ أحمد أمين أن درهم حكمة قد يكون أفضل من قنطار علم، لأن العلم والثقافة وحدهما لا يؤهلان الإنسان للحياة بسلام مع البشر، وإنما يحتاج الإنسان أيضاً إلى الحكمة لكي تظل سفينته طافية فوق سطح الماء.. لهذا قد ينجح من هو أقل علماً في حياته الزوجية والاجتماعية والعملية لأنه أكثر حكمة من غيره وإن كان أقل علماً لأنه: (وَمَن یُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِیَ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰا)" °عبد الوهاب مطاوع °صديقي لا تأكل نفسك

"لكن مشكلة البعض هي أنهم يريدون أن يعكسوا الآية وأن يبدأوا حياتهم بما انتهى إليه الآخرون بعد رحلة العمر وكفاح السنوات، ولقد توقفت طويلاً أمام عبارة أجاب بها ملك الصناعة الأمريكية هنري فورد حين سئل عن سر احتفاظه بحيويته ونشاطه فقال: إنني لا أقف حيث يمكنني الجلوس ولا أجلس حيث يمكنني الاستلقاء! وتعجبتُ كيف صنع نجاحه إذن ثم زالت دهشتي حین تذكرت أنه سُئل هذا السؤال وهو في الثمانين من عمره وأنه أمضى قبلها ٥٠ عاما يعمل ١٦ ساعة كل يوم حتى صنع نجاحه.. فالراحة حقٌّ فعلاً.. ولكن لمَن تعب أولاً وليس لمن يريد أن يبدأ حياته بها كما يفعل البعض! والاستمتاعُ بثمرات الكفاح حق أيضاً.. ولكن لمن لهث وراء أهدافه ونام فوق حصانه كما كان يفعل نابليون بونابرت في المعارك، والحياة في النهاية لا ترفع القبعات إلا للمكافحين الذي يقبلون المخاطرة ويجربون أكثر من بداية.. حتى تستقر أقدامهم على الطريق ويصنعوا نجاحهم بالعرق والدموع والكفاح". °عبد الوهاب مطاوع °صديقي لا تأكل نفسك

"وأنا شخصياً من المؤمنين بأن الحركة أفضل من الجمود.. وأن الحركة حياة والسكون موت، وبأن كل الطرق وكل البدايات يمكن أن تؤدي إلى الأهداف مهما كان الطريق طويلاً والبداية متواضعة، لأن أهداف الحياة كالميادين الدائرية في المدن تصب فيها شوارع عديدة ويستطيع من بدأ طريقه من أي شارع أن يصل إلى الميدان فى النهاية بكفاحه وإصراره وثقته بربه "ثم" بنفسه". °عبد الوهاب مطاوع °صديقي لا تأكل نفسك