كُتب راما 📚💕

هممم واضح :)

أقرأ نص العام الماضي.. أقرأ نصوص الأعوام الماضية.. وأرى راما تتغير في كل عام.. أراقبها منذ الصباح.. ثم لا أجد في نفسي ما يُكتب.. لا أجد في نفسي هذا العام سوى كثير من الصمت والشرود، كثير من الأشياء تغيرت في نفسي.. بعضها للأسوأ وبعضها للأفضل، لكني حين أقرأ أنني كتبت عن عامي السابق أنه من أفضل أعوامي على الإطلاق أشعر بشيء ما.. أشعر أني في هذا العام قد عشتُ شيئاً أشبه بالاختبار.. بريق البدايات بدأ يخفت، والمشاعر المغدقة التي تغمر القلب بدأت تصبح صعبة المنال، وتشعر أنك الآن قد تجاوزتَ مرحلة الترحيب ووصلتَ إلى اختبار من قبيل: "إن نزعنا منك بعض اللذات والسعادة.. هل ستثبت؟ إن تجاوزت حماسات البدايات وحمرتها تعلو وجنتيك، هل تمشي في مواجهة رياح الفتور غير مكترث لارتعاش قلبك الذي يحاول أن يفقد الأمل ويسقط رايته لكنك في كل مرة تشد على يديه ليعيد إمساك الراية؟ كنت تدعو كثيراً أن يرزقك الله قلباً لا تعطله الأحزان عن السعي.. فها هي الأحزان حولك من كل جانب، أحزان حين تراها تعلم أن ما كان سابقاً لم يكن من الأحزان حقاً.. فهل ستعطلك الأحزان عن السعي؟ أراك اعتدتَ النجاح يا حلو الملامح؟ خذ فشلاً.. فشلين.. ثلاثة.. هل ستدير ظهرك؟ هل كنت هنا لأنك تنتشي بإنجازك؟ ما هذا يا جميلة؟ يبدو أن أحدهم قد اختلطت عليه الأمور وباتت نيته تشوبها الشوائب.. قد كنتِ دائماً تقولين: أحب بدء الأمر من جديد على أن أصلح أمراً مكسوراً.. فها هي حولك.. كومة من الأشياء المكسورة، ولا سبيل لإعادة الأمر من جديد للأسف، هل تصلحينها؟ أم تنفضين يديكِ عن كل شيء.. وتمضين.. خالية الوفاض.. خاسرة المعارك والحروب.. أي الأشخاص ستكونين يا راما؟ أي الأشخاص ستكونين يا راما؟" بغض النظر عما سبق.. منذ ست سنوات كان هذا اليوم ميموناً بانتهائي من اختبارات الثانوية العامة.. واليوم ينام طلاب الشهادة الإعدادية هانئي البال وقد أنهوا امتحاناتهم في هذا اليوم الذي لا يزال في كل عام يحدث فيه شيء جميل.. كإنهاء امتحان.. أو حصاد سنبلة قمح.. أو تفتق زهرة زيتون.. أو ميلاد راما :) 🩵

قال يحيى بن معين: رأيتُ الأعمش في المنام، فقلتُ: ما فعل ﷲ بك؟ ‏قال: أوقفني بين يديه للحساب وقال: احملوه للجنة، فإنّـي أستحي من صُوَّامِ عشر ذي الحجة أن أوقِفَهم للحساب.

في داخِلِ كُلّ واحدٍ مِنّا.. بُكاء يملأ صدره، وعجز يحيط قلبه، لكنّا نؤجّله، ليس هذا وقته، نُصَبِّر النُّفوس يقينًا بالنَّصر، وإيمانًا بوَعد اللّه، إن اهترأتَ ابكِ وحدَك لا أرى دمعتك! ثم قُم، نحتاج إلى كلّ ذَرَّةٍ فيك، أمّا التَّعَب؟ يَهون.. وإن اشتَدّ، يزول.. وإن امتَدّ، انتبه جيّدًا؛ نَحنُ اليَومَ نُعَدّ. قسمًا بِمَن أحَلَّ القَسَم أنّا وُلِدنا مُجَدَّدًا داخل هذه الأحدَاث، كُلّ ما فينَا تَغَيّر، يُعادُ تشكيلُنا بالألَم، فاشتَدّوا رَحِمَكُم اللّه، ولا تَلينوا فالطَّريقُ طَويل، والنَّصرُ قَريب، وَليَكُن في صَدرِ كلّ واحدٍ منكم مَشروع شَـ.هيد، «وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ» .. - أ. قصي العسيلي

قال ابن القيم رحمه الله: "مثل أهل الدنيا في غفلتهم مثَل قوم ركبوا سفينة، فانتهت بهم إلى جزيرة، فأمرهم الملّاح بالخروج لقضاء الحاجة، وحذّرهم الإبطاء، وخوّفهم ذهابَ السفينة، فتفرقوا في نواحي الجزيرة، فقضى بعضهم حاجته، وبادر إلى السفينة، فصادف المكان خالياً، فأخذ أوسع الأماكن وألينها وأوفقها لمراده، ووقف بعضهم في الجزيرة ينظر إلى أزهارها وأنوارها العجيبة، ويسمع نغمات طيورها، ويعجبه حسن أحجارها، ثم حدثته نفسه بفَوتِ السفينة، وسرعة مرورها، وخطر ذهابها، فلم يصادف إلا مكاناً ضيقاً، فجلس فيه، وأكبّ بعضهم على تلك الحجارة المستحسنة، والأزهار الفائقة، فحمل منها حِمله، فلما جاء لم يجد في السفينة إلا مكانا ضيقا، وزادَه حملُه ضِيقاً، فصار محمولُه ثقلاً عليه ووبالاً، ولم يقدر على نبذه، بل لم يجد من حَمله بداً، ولم يجد له في السفينة موضعاً، فحمله على عاتقه، وندم على أخذه، فلم تنفعه الندامة، ثم ذبلت الأزهار، وتغيرت أراييجها، وآذاه نتَنُها. وتولّج بعضُهم في تلك الغياض، ونسي السفينة، وأبعد في نزهته، حتى إن الملّاح نادى بالناس عند دفْع السفينة، فلم يبلغه صوتُه؛ لاشتغاله بملاهيه، فهو تارة يتناول من الثمر، وتارة يشم تلك الأنوار، وتارة يعجب من حسن الأشجار، وهو على ذلك خائف من سبع يخرج عليه، غير منفكٍّ من شوك يتشبث في ثيابه، ويدخل في قدميه، أو غصن يجرح بدنه، أو عوسج يخرق ثيابه".

قال ابن الجوزي رحمه الله: "والله لو كانت الدنيا صافية المشارب من كل شائب، ميَسّرةَ المطالب لكل طالب، باقيةً علينا لا يسلبها منا سالب، لَكان الزهدُ فيها هو الفرض الواجب، لأنها تشغل عن الله، والنعم إذا شغلت عن المنعم، كانت من المصائب»

لا أجد في نفسي كثيراً من الطاقة لإعطاء الكتاب حقه، لكنه حقاً من ألطف وأجمل ما قرأت.. لماذا الأدب؟ لماذا اللغة؟ لماذا نهتم بهذا ولماذا قد نجعل الأدب والشعر واللغة مما يتعلمه أطفالنا يوماً؟ يجيبك الكتاب برشاقة وإمتاع، وإن جمال أسلوبه يمثّل في حد ذاته جواباً عن سؤال: لماذا يجب أن أهتم بالأدب؟ مع مجموعة من أخبار الأدباء والشعراء المؤنسة التي جعلتني إحداها أضحك في مكان عام :) يفوز الكتاب بجزء من قلبي. 💞

"يا من ظلمة قلبه كالليل إذا يَسْرِي! أما آن لقلبِكَ أَنْ يَسْتَنير أو يلين؟ تَعَرَّضْ لنفحات مولاك في هذه العشر؛ فإِنَّ لله فيه نفحاتٍ يُصيب بها مَنْ يَشَاءُ، فمن أصابَتْهُ سَعِدَ بها آخر الدهر". °ابن رجب °لطائف المعارف

"المبادرةَ المبادرةَ بالعمل، والعجل العجل قبل هجوم الأجل، قبل أنْ ينْدَمَ المفرّط على ما فعل، قبلَ أَنْ يَسْأَل الرجعة لِيَعْمَلَ صالحًا فلا يُجابَ إلى ما سأل، قبلَ أَنْ يَحُولَ الموتُ بين المؤمّل وبلوغ الأمل، قبل أن يصير المرء مرتهناً في حفرته بما قَدَّمَ مِن عمل". °ابن رجب °لطائف المعارف

"لما كان الله سبحانه قد وَضَعَ في نفوس المؤمنين حنيناً إلى مشاهدة بيتِهِ الحرام، وليس كلُّ أحد قادرًا على مشاهدته في كل عام؛ فَرَضَ على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجَعَلَ موسم العشرِ مشتركًا بين السائرين والقاعدين، فمن عَجَزَ عن الحج في عام؛ قَدَرَ في العشر على عملٍ يَعْمَلُهُ في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج". °ابن رجب °لطائف المعارف