قناة | فُـرات

بنات عسولات.. هل يا ترى يوجد هنا مصممات رهيبات قابلات للسرقة؟🫂

شاركتني صديقتي بصورة هذا المنشور وهي تدون مهامها؛ حينها تذكرت كل حركة وأمل وخوف وأمنية كانت تعانق الروح في العام الماضي، وبعد سنة تامة أقول: كان حبل الظن بالله نجاتي، ورجائي سلوتي، وإيماني بتدبيره مستراحي وأنسي. لم أُطعم بكل ما اشتهت له نفسي، ولم تسير خطتي كما نصصت عليها، وما فزت بمطمعي الذي تيقنت أن فيه معنى سعادتي؛ ولكني تعلمت درسًا أصيلاً في سيري، ثابتًا لا تحركه كل الرغبات، راسخًا لا تزعزعه ظروف الزمان، شامخًا أذاقني كمال العزّة، دليلاً موصلاً إلى المولى؛ عنوانه: "التسليم، والرضا"، فأنا لا أثق إلاّ بالله، أتخلّى عن نفسي وآتي إليه بجيش أملي. من يتأمل في مراتب القدر -تأمل الراغب في الوصول لمولاه- سيتضعضع لمولاه، وسيذوق من كنوز الرضا بحسب يقينه بهذه الحقيقة المهيبة؛ فهذه عقيدة إذا رسخت في القلب كان لها نورًا وضياءً في حياة العبد، وبقدر ما تضج هذه العقيدة بالجلال والهيبة إلاّ أن فيها معنى لطيف نوراني؛ وهو أن كل وخزة ألم وكل لحظة فرح قد كانت مشهودة في الملكوت الأعلى، جرت عليها مراتب القدر؛ وهذه الحقيقة النورانية فيها سكون واطمئنان لمن تدبرها وفتح لها نوافذ عقله وقلبه. لقد تعلّمت درسًا قاسيًا قبل سنوات كان عنوان صارخًا عن: "جهل النفس وضآلة اختياراتها"، وبعد هذا الدرس تخليت عنها عند جريان أقدار الله تعالى، كان انحيازي لما يقضيه الله تعالى -وإن كان مذاقه شديدًا في لحظتها- هو الأحب لقلبي والأسلم لنفسي، وتذوقت مع هذا الانحياز التام حقيقة الطمأنينة. كيف تكون ثقة الإنسان باختياراته ونزوع نفسه لرغباتها أشد ثقة باختيار الله تعالى له؟ النفس التي من ضآلة جهالتها لا تعلم ماذا سيجري عليها بعد ساعة من الآن، والمتقلبة في رغباتها بحسب ظروفها وأحوالها، لها في كل حال مراد وفقر مختلف، كيف تسطو وتعلو عن مقامها؟ تعلمت أن التشبث بحبل رغبات النفس يطرح الإنسان أرضًا ويُخلده إلى الأرض؛ لأن من شأنه حجب البصيرة، وبث الحزن والشك باختيارات الله تعالى، وقطع سير القلب إلى السماء؛ لذلك لا سبيل إلى تحرير هذه النفس من رغباتها وأهوائها وتلهفها لكل تطلعاتها؛ إلا بتوجيهها إلى معبودها والتشبث بحبل الله، حيث العلو والنجاة والحرية، فحينئذ ترضى وتسكن.

عن لحظة رفع القلم بعد تدوين خطة من خطط الفلاح الدنيوية والأخروية من أجل أن تسلك النفس سبيلاً غير ذي عوج.. لحظة يخفق القلب فيها بين كل ثانية بشعور وجداني مغاير، ما بين أمل الوصول وتخيل حلاوة معانقة الحلم، وما بين الذعر من ضعف إرادة النفس، وقعودها عن غايتها التي وجدت من أجلها، الوجود الذي يقتضي منها حركة وعملًا إيجابيا في ذاتها، وفي الآخرين، وفي الكون؛ وهذا هاجسٌ عند أهل العزمات والمعالي، يتداعى له الدَّم وتهتز الرُّوح، وتصير بحرًا من الآلام لا يسكن، وما أصدق وصف من قال: «ما ابتلي الإنسان قطُّ بأعظم من علو همته». وهي مع ذلك ليست إلا لحظات وسواسية تُسكتها كلمات تخرج من قرارة فؤاد مترعٍ باليقين: «يا رب.. إني توكلت عليك»؛ عندها تشق النفس طريقها الصاعد لتصل إلى نورها وفلاحها وتقواها، ويكون مصفاتها من عوالق الدنيا نداء خالقها ومولاها: ﴿وَأَنَّ سَعۡیَهُۥ سَوۡفَ یُرَىٰ﴾

📎فمعرفة هذه الأسماء الأربعة وهي: الأول، والآخر، والظاهر، والباطن هي أركان العلم والمعرفة؛ فحقيق بالعبد أن يبلغ في معرفتها إلى حيث ينتهى به قواه وفهمه. 📎فهذه الأسماء الأربعة تشتمل على التوحيد. 📎فانظر كيف كانت هذه الأسماء الأربعة جماع المعرفة بالله، وجماع العبودية له. - | ابن القيم، طريق الهجرتين |

‏🔴التعبد باسمه (الظاهر) يجمع القلب على المعبود، ويجعل له ربًا يقصده وصمدًا يصمد إليه في حوائجه وملجأً يلجأُ إليه، فإذا استقر ذلك في قلبه وعرف ربه باسمه الظاهر؛ استقامت له عبوديته وصار له معقل وموئل يلجأُ إليه ويهرب إليه ويفر كل وقت إليه ‏🔴وأما التعبد باسمه (الباطن) فإذا شهدت إحاطته بالعوالم وقرب العبيد منه، وظهور البواطن له وبدوِّ السرائر له، وأنه لا شيء بينه وبينها؛ فعامله بمقتضى هذا الشهود، وطهر له سريرتك فإنها عنده علانية، وأصلح له غيبك فإنه عنده شهادة، وزكِّ له باطنك فإنه عنده ظاهر. - | ابن القيم، طريق الهجرتين |

التوبة اليومية تفتح على قلبك باب علم النِّيَّة، -مُعاملة الله بالإخلاص-؛ وهذه المعاملة معراج لك لمقام الإحسان «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

مجلس اليوم عنوانه: "الافتقار"

جلسة الصباح الجميلة: كتاب العبودية من فتاوى ابن تيمية رحمه الله، ويشرح لنا حبيبي الوالد💛📖

مع بداية العام الجديد: ماذا لو انضممت إلى ركبِ من يختمون القرآن كل شهر؟ فتقرأ في كل يوم جزءًا من كتاب الله؛ لن يأخذ منك الكثير بينما سيعطيك الكثير برحمة الله، عشرون دقيقة يوميًا تحلّق بها مع الآيات وتكون زادًا لطريقك وضياء لقلبك! ‏ابدأ من الليلة مستعينًا بربّك.

قوله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} لما أمرهم بالزاد للسفر في الدنيا أرشدهم إلى زاد الآخرة، وهو استصحاب التقوى إليها. وهذا معنى تربوي لطيف جدا، فإن الحث على إصلاح الحال في الدنيا ينبغي أن يصاحبه الحث على إصلاح الحال في الدين، وفي شأن الآخرة. وهذا المعنى تكرر في القرآن في مواضع، منها هذا الموضع، ومنها قوله تعالى: {وريشا ولباس التقوى ذلك خير}، فإنه حين ذكر اللباس الحسي نبه مرشدا إلى اللباس المعنوي، وهو الخشوع والطاعة.