براء 'ے (مَـوَاجِـیۡـد)

• وكم تحرّيتَ الجَبر في غير مظانّه!! في التفاتة عابر، واستعطاف مشفق، وترجّي راحل.. زيّنتَ سماء أحلامك بنجومٍ مُزيّفة؛ فما انفكّت تتهاوى عليكَ حاصبًا! تحتبي رداءَ الأملِ فيستحيل بيتَ عنكبوت أو أوهن، تهرعُ إلى أسقف الأغيار فتنصدع من فوقك، وتأوي إلى جبلٍ مخلوقٍ فما يعصمُك! غاب الرّفاقُ واشتَدَّ الخِناق؛ ثمّ استيقظتَ وقد أفل كل شيء! تقلّب ناظريك في السماء؛ وأنت ترى شُهُب الحقيقة ترمي بشياطين خيالاتك وأوهامك؛ فتتساقط أمامك وتحترق. تهربُ من السراب إلى الخراب، ومن العذاب إلى العقاب.. من الفاني إلى مثله؛ فما أن تقع يدُك عليه وتعقد يمينك على أنه حقيقيّ وليس كغيره حتّى يفنى من جديد؛ فتُخرِجُ كفّارةَ الخيبة من جيب العمر الذي شارف على النفاذ. تمسكُ خيط الحقيقة بِيَدٍ نزِقة لاتعرف الصبر؛ فما يلبثُ أن ينقطع، ثم تُحاول إمساكَه من جديد فينقطع أيضًا.. لم يكن ذنبُ الخيط؛ إنها يمينُك المرتَعِشة! أخيرًا.. احرص على ما تبقّى من هذا الخيط.. تمسّكُ بأنواره بقوّة، وأطبق عليه نواجذَ الصّبر. وابكِ بحُرقة، ولا تسأل لبُكائك عن سبب أوحَدٍ جامع؛ فهي كثيرة، ابكِ بكاء الأسيف المشتاق، ابكِ على التأخر واتّباع الأوهام، على تناثر الأغيار الأحلام. ابكِ بكاء الخَجول، وأطرق رأس المعذرة في طريق العودة الذي كنت تعرفه جيّدًا وتعدِلُ عنه لغيره؟! واعقد العزمَ بصدقٍ فيّاض، واعلم أنَّ الفِرارَ لغيره خوفٌ جديد، وخزيٌ مديد، وظلمٌ شديد..

"وَلَيسَ فِراقٌ ما اِستَطَعتُ فَإِن يَكُن فِراقٌ عَلى حالٍ فَلَيسَ إِيابُ"

• "إن العبد الذي أيقن بمعرفة الله، يفيض قلبه بالمحبة، محبة كل شيء، إذ يجد أخوة إيمانية في وجدانه مع كل شيء من الكائنات -عدا شياطين الجن والإنس- فالكل مستغرق في عبادة الله، سائر إليه عبر مسالك المحبة!" - د. فريد الأنصاري -رحمه الله- | من مقالة (لطائف الأسماء الحسنى)

• "يرى البائس أنَّ الماءَ مُنقِذٌ للشَّجرة؛ لِتَكْريس فكرة المُنقِذ والمُخَلِّص التي يَحلُم بها، بينما يعلمُ الواعي أنَّ الماءَ سابقٌ للشَّجرة." - محمد المقحم

تصبحون على مثل هذا النّداء -حالاً أو مقالاً- لكلٍّ باسمه..

هذه القصّة ترافقني دائمًا.. أعيدُ أحداثها في كلّ مُلمّة ونازلة.. في كلّ مرّة أخرج منها بمعنى جديد؛ حتّى أكرمني الله واخترتُها عنوانًا لمشروع التخرّج

• يقول كعب بن مالك -رضي الله عنه-: ‏«ثُمَّ صَلَّيْتُ صَلاَةَ الْفَجْرِ صباحَ خمْسينَ لَيْلَةً عَلَى ظهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبينَا أَنَا جَالسٌ عَلَى الْحال الَّتي ذكَر اللَّهُ تعالَى مِنَّا، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِى وَضَاقَتْ عَليَّ الأَرضُ بمَا رَحُبَتْ، سَمعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ أوفَى عَلَى سَلْعٍ يَقُولُ بأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ، فخرَرْتُ سَاجِداً، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ..» لقد كان -كعب رضي الله عنه- يترقب الفرج مع ما وصل إليه من ضيق نفس وطول أمد، تخيّل أنّه بمجرّد سماعه لكلمة (أبشر) وقبل أن يعرف المنادي وسبب النداء.. خَرَّ ساجدًا، وعلم أنه فرج الله! كان يتلمّس ألطاف الرحيم، كان شديد الانتباه متيقّظًا بأن الله تعالى أوّل ما عرّف بنفسه قال: ( الرحمن الرحيم) نعم! تضيقُ أنفُسُنا، وتتنكّر الأرض لنا، وتزورُّ الوجوه أمامَنا، لكننا نتحسّسُ الفرج في أبسط الأشياء، نستروِحُ بدمعة، ونأنس باستمراريّة بواعث الصّبر في قلوبنا، ونفرح باكتساب قلب صادقٍ يتعاهدنا بدُعائه، وأنّنا لم نسلك مسلكَ اليائس القانط.. وأن الله يحبّ هذه المعاني التي أوتَدَها البلاءُ في صدورنا؛ فسقّت ثمّ ترعرَعت ثمّ أزهرت واخضرّت وأثمرَت صبرًا وتصبُّرا، ورضا وأنسًا ومحبّةً لقضائه سُبحانه، وجعلتنا أكثرَ طمعًا بعوضٍ مُغدقٍ ولُطفٍ هتّان..

• "خصوبة الفضائل المستملحة مرهونة بكثافة المواجع ونماء الصبر وفيض المحاولة، فمن ذاق المرارة ونبل حسّه جعل من ذاته جُنّة لسواه وانسكب شهدًا؛ أُنسًا ورفقًا ورحمة." - دلال العمودي

الذي خرج من تحت الأنقاض، سيبقى يتحسس الأسقف، يبحث عن الأمان، يرى أن السّماء هي السقف الوحيد الآمن..

على سبيل الاستيثاق وراحة البال، واطمئنان الضمير في التعامل والعلاقات البشرية: "لا أسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا في ضَمائِرِهِمْ مَا في ضَميري لَهُمْ مِنْ ذَاكَ يَكفِيني"

صديق المرحلة هذا صاحبي؛ فليُرِني امرُؤٌ صاحِبَه.

أيها الكرام.. أعتذر؛ لأن هذه القناة لم تكن من دواعي سروركم، لكنني والله ما قصدت ذلك.. قلّبت فيها كثيرًا فلم أجد فيها فرحًا.. ويعلم الله أنني ما قصدت إلا نفسي، وما كتبت إلا لنفسي، وما أردت إخال الحزن على قلب أحد.. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

طيب مشكور.. متذكر والله 😢💔

أسفي على المنبر الذي كان يعتليه أبو حمزة..

كنت أنتظرُه منذ سنوات، قبل أن أعلم مؤخّرًا أن العيد يبتدئ من صدورنا أوّلًا، ثم يتّصل بما حولنا، فإن لم يكن كذلك فما هو إلّا مراسم..ثمَّ؛ "مَنْ كان يغرِفُ من منابعِ صدرِهِ ما كانَ جَذبُ المُتعَبين ليُعجِزَهْ" الحمدلله.. هذا العيد تعلّمت؛ وربّما أفرح في القادم..

- هل انتهى العيد؟

• «قالَ عمرُ رَضِيَ اللهُ عنه: غَدَوتُ إلى رسولِ اللهِ ﷺ، فإذا هو قاعدٌ وأبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وإذا هما يبكيانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَخبِرني ماذا يُبكيكَ أنتَ وصاحبَكَ، فإن وجدْتُ بُكاءً بكيتُ، وإن لم أجِد تَباكَيتُ لبكائِكما..» • صحيح مسلم

‏• يُؤلمني لُؤْم النّاس، ويُؤلمني أكثر من ذلك اتهامي لنفسي. ‏مصطفى صادق الرافعي ‏رسائل الرافعي | ص١٩١ | ط١ شركة نوابغ الفكر

موقف الدكتور إبراهيم شاشو الأخير لو أن جميع دكاترة كلية الشريعة ومدرسيها وطلبة العلم والمشايخ وخطباء المنابر صدعوا بالحق كما صدع به الدكتور إبراهيم شاشو مؤخرا وبينوا حرمة الظلم والتعدي على الناس وسجنهم وتعذيبهم بغير حق لما تجرأ متجرئ على فعل ذلك، ولما استطاع أحد تبرير الظلم، لكن هي مواقف وشهادات تكتب وتاريخ يُسجل، فالساكتون عن الظلم لن يكونوا أئمة في الدين، ولا موقعين عن رب العالمين.

• قَالَ: فَجعلت أسأَل: أَيْن الطَّرِيق؟ إِلَى أَن ضجرت، فَقلت وَأَنا مكروب: "غَرِيب الدَّار لَيْسَ لَهُ صديقُ جَمِيع سُؤَاله أَيْن الطَّرِيقُ؟ تعلَّق بالسّؤال بِكُلِّ صَقعٍ كَمَا يتَعَلَّقُ الرَّجُلُ الغَريقُ" وَجعلت أردد ذَلِك وأمشي، وَإِذا بِرَجُل مشرف من منظر، فَقَالَ لي: "ترفق يَا غَرِيبُ فَكلُّ عبد تَطيفُ بِحَالهِ سَعَة وضيقُ وكلُّ مُصِيبَة تَأتي سَتَمضي وَإِنَّ الصَّبْر مَسلكُهُ وثيقُ" - الفرج بعد الشِّدّة للتنوخي (١٢٤/٣)

• "الحياة الحقيقية في جنَّة الله، وما بين عبادتك لله وانتقالك إلى جنَّة الله بلاءٌ وغُصَصٌ وآلام؛ فلا تذهب نفسك حسَرَاتٍ على سعادةٍ تأخَّرت، أو جفاءٍ أحزنك، أو صديقٍ صدَّ عنك، أو حبيبٍ استبدلك، أو عدوٍّ كاد لك؛ فحياتك لله؛ والسعادة هناك في جنَّة الله." - د. سلطان العَرَابي

"جميعُ سُؤالِهِ أينَ الطّريقُ؟"

"وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي" كانت الخنساء تتعزَّى بمُصاب غيرها، بعلّة الاشتراك، وأنَّها ليست الوحيدة في الفَقد.. كيف يَعيشُ من يبكي لكلّ محزون، ويرثي لكلّ فاقِد، ويغتمُّ لكلِّ فقير، ويهتَمُّ لكلِّ مُبتَلى، ويضمُّ مُصابَهم إلى مُصابِه، ويحزنُ عنهُم جميعًا؟!

الجمال عندي هو الحقيقة؛ يكفي أن يكون الشيءُ حقيقيًّا ليكونَ جميلًا في عيني..

عندما ترى مثاليةً زائدة فاهرب؛ إنّه فخّ نحنُ بَشَر..

• أُريدُ أن أعرِفَ لذَّة الصَّداقَةِ والحُبِّ حينَ لا أجدُ مِنَ الحَياةِ إلاَّ آلامَ صَداقَتِي وحُبِّي.. أُريدُ.. أُريدُ! أُريدُ مَنْ أقولَ له: ها أنَذا بعَذَابِي وضَعْفي وخُضُوعي؛ فَيقول: وها أنَذا بِصَبري وقُوَّتي وحبِّي لَك.. أُريدُ مَن أقولُ لَهُ: هذِهِ جُروحي التي تَنْفُثُ الدَّمَ، لا ترْقأُ ولا تَستَريحُ ولا تبرأُ إلاَّ على وعيٍ من دَمِها؛ فيقول لي: وهذا طِبِّى الذي يَحسِمُ هذا الدَّمَ لتَستَريحَ وتَبرأَ من أَلمِ النَّزيف.. - محمود شاكر | جمهرة مقالاته (١٨٦/١)

وسامحني على الأخطاء عذرًا فمالي في القوافي أيّ زادِ

لقد وصلَ الدُّعاءُ إلى فؤادي وكانَ لجُرحِهِ نِعم الضِّمادِ وألزَمَني لِمُرسِلِهِ سَدادًا أذا ما النَّاس حَنَّت للوِسادِ فأجلِسُ عِند مِحرابي وأهذي بأن يَهديهِ ربِّي للرَّشادِ وأن يكيفه من همٍّ وغمٍّ وأن يَحمِيهِ من مَكرِ العبادِ

"يُراوِدُني شعورٌ أنَّ الأمَّ صَبّت حنانَها كلّه فوقَ قلب أوّل بناتها"

• "قَد استقرَّ في نفسِي أن أعيشَ في هذا العالَم مُنفردًا كمُجتمع، وغائبًا كحاضِر، وبعيدًا كقريب، وأن ألهُو بشأنِ نفسي عَن كلِّ شأنٍ سِواه، وأن أستعينَ على نسيانِ المَاضي باجتنابِ مواطنِه ومَظاهره." - المنفلوطي

تقبّل اللهُ طاعَتَكم، وكلّ عامٍ وأنتم بِخير أعتذر.. لم أنتبه عند نشرها أنّها معايدة طويلة جدًا وربما لن يقرأها إلا قليل.. المهم وباختصار؛ عيدكم مُبارك🥀

طبعًا لا أنشر جميع الرسائل التي تصل؛ لذلك كن صريحًا ولا تخف🌹

أنت لا تعلم كم أعيد سماع صوتي قبل نشره هنا، ثم أسمعه لنصف أصحابي وأشهدهم على أنه جيد..

اللهم لك الحمد.. أنت وضعتني بين الخوف والطمع 😅 والله يعلم أني أحب حمص وأهلها، أتشرف🌹

ليت أهلي يصدّقون 😐

العيد للفرح، والحمدلله أستقبل هذا العيد برضا تــــام وتسليم، قصدت من سؤالي ما هو الشيء الذي يتمثّل فيه العيد عندك.. هل هو اجتماع الأهل، أم عودة غائب، أم حلاوة الجبن (الحموية المنشأ) وأهلًا بأهل حمص الكرام