عقليات | محمد القليط

هل كان الآمدي لا يصلّي؟ قال شمس الدين الذهبي: "وَكَانَ القَاضِي تَقِيّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ يَحكِي عَنْ شَيْخه ابْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ: كُنَّا نَتردَّدُ إِلَى السَّيْفِ، فَشَكَكنَا هَلْ يُصَلِّي أَمْ لاَ؟ فَنَام، فَعَلَّمْنَا عَلَى رِجْلِهِ بِالحِبْرِ، فَبَقِيَتِ العَلاَمَةُ يَوْمَيْنِ مَكَانَهَا، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ مَا تَوَضَّأَ - نَسْأَلُ اللهَ السَّلاَمَةَ فِي الدِّيْنِ" (سير أعلام النبلاء - جزء٢٢ ص٣٦٦) ذكروا في الدفاع عن الآمدي أمرين، قالوا: - قد يبقى الحبر لفترة على رجله مع توارد الماء عليه، فلا يكون دليلا على أنه لم يكن يصلّي... - إذا كان تاركا للصلاة لَتَواتَر ذلك عن طلابه الذي قيل إنهم كانوا يأتونه من كل البلاد... و يبقى تركه للصلاة في حاجة إلى دليل واضح...

في إبطال ما يسمى بالكلام النفسي... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتي عَمَّا حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ تَعْمَلْ، أَوْ تَكَلَّمْ بهِ" (صحيح مسلم : 127) فحديث النفس لا يؤاخذ به إلا إذا صارا عملا أو كلاما، أي أنه حينما كان مجرد حديث نفسٍ لم يكن كلاما.. و هذا دلالته واضخة جدا...

دليل في إبطال تسلسل العلل

يفترض تسلسل العلل أن العلة كافية في وجود المعلول، بينما المعلول لن يوجد حتى توجد هذه العلة المفتقرة إلى غيرها... فتكون هذه العلة كافية و غير كافية في نفس الوقت أو تامة و غير تامة في نفس الوقت... و هو نقض بسيط لهذا النوع من التسلسل...

أعجبني سلفيا أراد أن يناظره أحد الهبادين فلم يعره اهتماما... نفس هذا الهبّاد تهرب من نقاش محاورين سلفيين بحجة أنه لم يعد يناقش المسلمين في الكلوب هاوس، و قد كانت له بعدها نقاشات كثيرة مع مسلمين و في الكلوب هاوس...!!

و يا ترى قولك هذا حقيقة أم لا؟ إن كان حقيقة فقد قلت بحقيقة يعلمها غير خالق هذا الكون... و إن لم يكن حقيقة فلا قيمة له و لا يؤخذ به و لا يستند إليه، و يبطل بذلك حصر العلم بالحقيقة في خالق هذا الكون....

مناظرات شمس الدين لا تخلو من أخطاء، و كلنا نخطئ لكن بقدر معين... فلا أدري لماذا تكرار المناظرات...

أحد نقوضات ما يسمى بدليل: انقضاء ما لا ينقضي في إبطال التسلسل... يقول: لو كان الحوادث لا متناهية في الماضي فيلزم منه انقضاء ما لا ينقضي... قلت: لو فسرنا العبارة السابقة ستكون: ١- الحوادث غير منقضية من جهة الماضي.. ٢- الحوادث منقضية من جهة الحاضر... فحينئذ ستكون العبارة هي: لو كانت الحوادث لا منقضية من جهة الماضي فيلزم منه انقضاؤها من جهة الحاضر... قلت: و هذا هو عين ما نثبته، فصار دليلك هو إثبات للقضية التي تحاول إبطالها..! و لو قلتَ: لو كانت الحوادث لا منقضية من جهة الماضي فيلزم منه انقضاؤها من جهة الماضي.. قلتُ: هو عين ما تدعيه، فأنت تزعم انقضاءها من جهة الماضي، فأين دليلك على عدم انقضائها سوى أنك استدللتَ بدعواك؟ و الله المستعان...

إذا ابتدأت أمرا فلا تتحول لغيره قبل إنهائه، فإن فعلت فقد لا تنهي أياً منهما..!