خباب بن مروان الحمد

قال إِسْحَاقُ بنُ هانئ: «كُنَّا عِنْدَ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ فِي مَنْزِلِهِ، وَمَعَهُ المَرُّوْذِيُّ، وَمُهَنَّى، فَدَقَّ دَاقٌّ البَابَ، وَقَالَ: آلمَرُّوْذِيُّ هَا هُنَا؟ فَكَأَنَّ المَرُّوْذِيَّ كَرِهَ أَنْ يُعلَمَ مَوْضِعُهُ، فَوَضَعَ مُهَنَّى أُصبُعَهُ فِي رَاحتِهِ، وَقَالَ: لَيْسَ المَرُّوْذِيُّ هَا هُنَا، وَمَا يَصْنَعُ المَرُّوْذِيُّ هَا هُنَا؟ فَضَحِكَ أَحْمَدُ، وَلَمْ يُنْكِرْ». [الذهبي، سير أعلام النبلاء]

" إياك أن تنكر شيئاً من عجائب يوم القيامة لمخالفته قياس ما في الدنيا، فإنك لو لم تكن قد شاهدت عجائب الدنيا، ثم عرضت عليك قبل المشاهدة لكنت أشد إنكاراً لها، وفي طبع الآدمي! إنكار ما لم يأنس به! ولو لم يشاهد الإنسان الحَيَّةَ وهي تمشي على بطنها كالبرق الخاطف؛ لأنكر تصور المشي على غير رجل، والمشي بالرجل -أيضاً- مستبعد عند من لم يشاهد ذلك. ولو لم يشاهد الإنسان توالد الحيوان، وقيل له: إن له صانعاً يصنع من النطفة القذرة مثل هذا الآدمي، المصور، العاقل، المتكلم، المتصرف، لاشتد نفور باطنه عن التصديق به.   ففي خلق الآدمي مع كثرة عجائبه واختلاف تراكيب أعضائه أعاجيب تزيد على الأعاجيب في بعثه وإعادته، فكيف ينكر ذلك من قدرة الله وحكمته من يشاهد ذلك في صنعته وقدرته! فإن كان في إيمانك ضعف فقوَّ الإيمان بالنظر في النشأة الأولى: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴾ [القيامة: 36 - 40]". [الغزالي، إحياء علوم الدين].

من دُرَرِ الحافظ الذهبي: «فأصحابُ سفيانَ الثوريِّ كبارٌ قدماءُ، وأصحابُ ابنِ عُيينة صغارٌ لم يُدركوا الثوريَّ، وذلك أبْيَنُ، فمتى رأيتَ القديمَ قد روى فقال: حدثنا سفيان، وأبهَمَ، فهو الثوري، وهم: كوكيع، وابن مهدي، والفريابي، وأبي نعيم. فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بيَّنه. فأما الذي لم يلحق الثوريَّ وأدرك ابنَ عيينة فلا يحتاج أن ينسب لعدم الإلباس، فعليك بمعرفة طبقات الناس». [ الذهبي، السير : (7/ 466)].

لن تنال الأمَّة مجدها وعزَّتها بأن يُمكِّن الله لنا أمر دينها، وأن تكون القوامة لها على الأمم الأخرى؛ إلا إذا قدَّمت طاعة الله وطاعة رسوله على أي موروث. فإن فعلت ذلك فإنَّ وعد الله سيتحقق لها، واقرؤوا إن شئتم آيات سورة النور التي سبقت آية { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض}. اقرؤوا سياق هذه الآية، وانظروا إلى سباقها كم تعرَّضت الآيات إلأى الحث على طاعة الله ورسوله والتحاكم إليه وخطر الإعراض عنه وخطر التشهي والهوى والمزاجية في التعامل مع أوامر الله. ثم اقرؤوا بعد ورود هذه الآية التوصية القرآنية مرَّة أخرى بضرورة طاعة الرسول، وأنَّ من خالف ذلك فلقد استنَّ طريقة الكافرين!! https://t.me/aquds

نشأت أنفسٌ من بعض طلبة علم تحمل إرثاً تعلّموه من بعض مشايخهم،أن العلماء الأقران يتغايرون فيما بينهم، لكنّهم لم يعلّموهم صداقات كثير من أهل العلم فيما بينهم، ودوام التواصل والتذاكر العلمي بينهم؛ فنشأ لدى أقران من طلبة العلم ظن سوء فيما بينهم لتحمُّل الفكرة السلبيّة السابقة، ونشأ عنها خصومات واختلافات شخصيّة؛ آلت أمام عدد من بسطاء الناس لتكون منهجيّة، وما هي كذلك؛بل وراء النفوس نفوس ! https://t.me/aquds

وكأنَّ الاهتمام بقضايا الأمَّة يكون بمجرد متابعة الأخبار، وكثرة اللت والعجن في ذلك؛ فإذا جلسَ أحدهم للعلم أو طلب العلم الشرعي جعلتموه يشتغل بالجزئيات، ويهتم بقضايا ثانوية، ويقرأ في الكتب الصفراء؟! حسناً اتركوا أشغالكم وأعمالكم ومختبراتكم وشهاداتكم وتجارتكم ووظائفكم ومِهنِكم وحِرَفِكم، وتسمّروا حول الشاشات وتابعوا الأخبار، وأكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لعلّ صلاح الدين جديد يظهر من بين ظهوركم؟!! https://t.me/aquds

حفظك للقرآنٌ بلا علم يجعلك حافظا للقرآن وكفى، وإذا رزقك الله صوتك حسناً فقد يسمعه المتدبر منك فيقع في قلبه فهمه وأنت لا زلت حافظا للقرآن لك تفهم معانيه...!! إذن ما الذي يمنعك من طلب العلم وفهم أصول الشريعة والتعلق بفهم وتدبر وتفسير كتاب ربك...؟! ألا من هِمّة...ألا من خطة...ألا من حفظ وفهم وتفسير؟!! https://t.me/aquds

قال الشيْخُ أحمد زرُّوق الفاسي (ت899هـ) العِيدُ سُمِّي بذلك لثلاثة أوجه: ـ أحدها: لأنه يعود زمنه ويتكرر وقتُه. ـ الثاني: لأن الناس يعودون فيه على أهاليهم بالإنفاق. ـ الثالث: لأنه يعود على الناس بالأفراح. والأعياد الإسلامية ثلاثة: ـ أولها: عيد الفطر، وإشارته حصول لذة المشاهدة بعد وجود المجاهدة. ـ الثاني: عيد الأضحى، وإشارته نَحْرُ النفوس بسيوف المخالَفة. ـ الثالث: يوم الجمعة، وإشارته حصول الجمع بالنظافة والتوجه.

إذا لم يستطع المرء الاضحية بالكبش؛ ولم يجد إلا العجول المسمنة فإنه يجوز شرعا الأضحية بها إذا كانت سمينة (350 - 450 كغم). والقول بجواز الأضحية بالعجول المسمنة عليه طائفة من الصحابة والتابعين وأتباعهم. والواقع أن العجول حالياً إذا كانت مسنة أي بلغت سنتين؛ فإنها لا تؤكل ويصعب طهيها؛لأن لحمها قاس لا ينضج، ولهذا فإن عموم أكل الناس من العجول المسمنة. لا ريب أن الالتزام بقول وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحديد السن فإن ذلك أوفق وأتبع، لكن إذا لم يجد المرء العجل المقصود بالسن،وإذا وجده كان لحمه غير مناسب للأكل؛ فهل يبقى لنا إلا اختيار ما نضج وتوافر اللحم فيه خاصة أنه من طعام الناس، وقول بعضهم أنه إذا عدمت العجول فلينتقل إلى الخرفان؛ فيه تشديد على الخلق، وحرمانهم من قصد الأجر، خاصة أن الخروف أغلى ثمنا وليس الكل يستطيع دفع مبلغه. https://t.me/aquds