صَلَاْحُ بَنِي قَيْسٍ

هكذا بدأ الدكتور سلطان العميري وفقه الله بحثه، في نقض دعوى الخليفي حول مسألة غلاة الجهمية، ومفهوم كلامه: من خلال هذا البحث الذي هو "مقدمة" سينقض مسألة تكفير الأشاعرة، فالمقدمات ثلاث اولها أن غلاة الجهمية هم نفاة العلو وآخرها أن الأشاعرة تنفي العلو. فكان لزاما على من يريد أن يرد على البحث، يتكلم حول أصل هذا البحث ونتيجته لا تفريعاته، فتكلم الشيخ أبو جعفر حول تينك المسالتين، [ثبوت الغلو من عدمه لا يقدم ولا يؤخر في البحث شيئا لان القوم من نفاة العلو والكلام]. لانهما أساس البحث، لكن التهويل الإعلامي عند الدكتور جعله يحيد إلى السلاح السري: لا يفقه أصول البحث، يشغب، لي صولات معه منذ عشر سنين، ولا أدري ما علاقة كل هذا في البحث والرد، وهذا أن دل على شيء، يدل على أن الدكتور نسى ما المراد النهائي من هذا البحث، وما هي مقدماته.

هكذا بدأ الدكتور سلطان العميري وفقه الله بحثه، في نقض دعوى الخليفي حول مسألة غلاة الجهمية، ومفهوم كلامه: من خلال هذا البحث الذي هو "مقدمة" سينقض مسألة تكفير الأشاعرة، فالمقدمات ثلاث اولها أن غلاة الجهمية هم نفاة العلو وآخرها أن الأشاعرة تنفي العلو. فكان لزاما على من يريد أن يرد على البحث، يتكلم حول أصل هذا البحث ونتيجته لا تفريعاته، فتكلم الشيخ أبو جعفر حول تينك المسالتين، لانهما أساس البحث، لكن التهويل الإعلامي عند الدكتور جعله يحيد إلى السلاح السري: لا يفقه أصول البحث، يشغب، لي صولات معه منذ عشر سنين، ولا أدري ما علاقة كل هذا في البحث والرد، وهذا أن دل على شيء، يدل على أن الدكتور نسى ما المراد النهائي من هذا البحث، وما هي مقدماته.

هذا أحد إخواننا من السودان، توفي رحمه اللّٰه بسبب الحرب في بلده، فرج اللّٰه عن المسلمين وقد أُخبرت أنه قد مات بسبب القصف المدفعي العشوائي من مليشيا الدعم السريع، فأتاه شيء من ذلك في العنق فقطع شريان العنق. فأسأل اللّٰه العظيم رب العرش العظيم أن يُبعث يوم القيامة ينزف، اللون لون الدم والريح ريح المسك، وأن ينتقم من قاتليه، وأن يفرج ربنا ﷻ عن المستضعفين من المسلمين في كل مكان. لم تمنعه حداثة سنِّه من الاشتغال بالعلم حفظا ودراسة وسماعا، مع ما يشهد له شيخه في الصورة من حسن الخلق والاجتهاد والحرص مع تعبد. وسمت الخير ظاهر على مُحيَّاه. كما أن له كتابات رائقة في الدفاع عن أئمة السلف ونشر آثارهم وأخبارهم والتذكير بالفضائل. أقول دائما أني أجد دَيْنا لكل إخواني من أهل السنة أن أَذكُرهم بعد موتهم عسى اللّٰه بمنِّه يُسخر من يذكرني إذا صِرت إلى ما صاروا إليه.. وقد روى اللالكائي في كتاب السنة له عن حماد بن زيد عن إمام أهل البصرة أيوب السختياني أنه كان يقول: ”إني أُخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي.“ ‏ وذُكر أنه كان إذا بلغه موت الفتى من أصحاب الحديث يُرى ذلك فيه. وهنا قناته: https://t.me/ahmed3tsalah

«رأيت أهل العلم في زماننا قد حصلوا حزبين وانقسموا إلى فرقتين أصحاب حديث وأثر، وأهل فقه ونظر، وكل واحدة منهما لا تتميز عن أختها في الحاجة، ولا تستغني عنها في درك ما تنحوه من البغية والإرادة؛ لأن الحديث بمنزلة الأساس الذي هو الأصل، والفقه بمنزلة البناء الذي هو له كالفرع، وكل بناء لم يوضع على قاعدة وأساس فهو منهار، وكل أساس خلا عن بناء وعمارة فهو قفر و خراب.» — الخطابي، معالم السنن.

إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِىَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٍۢ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِىَ ٱلْعُلْيَا ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

https://www.gofundme.com/f/support-jakes-fight-against-chronic-illness هذا رابط تبرع للأخ جايك، أحد دعاة السنة في الغرب، وقد أصيب بما يسمى بالتصلب المتعدد (multiple sclerosis). التصلب المتعدد (التصلب اللويحي) هو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي، والذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي والعصب البصري. ولكي يُفهم جهد هذا الأخ، قبل مدة أنزل رداً على حمزة يوسف الأشعري ومُني بهجوم عظيم. فقال أحد الإخوة أنه راسله بما يلي: "سبحان الله، قبل عدة أيام أرسلت له رسالة عن الأمور التي قد يعاني منها في طريقه وهو يعارض الأشاعرة والجهمية، فكان للتو عمل مقطعاً في الرد على حمزة يوسف والأشاعرة وعقيدتهم المعطلة لمعنى الإله، هذه ترجمة رسالتي له وترجمة رده: ”كشخص قد رأى الأنماط متكررة في هذا الطريق (تفنيد الأشاعرة وأمثالهم، أو أولئك المرتبطين بهم بشكل كبير)، استعد للأمور التالية: ١- ستُتَّهم بالتسبب في "الفتنة" وتطرف الشباب نحو "التكفير"، وربما تُطلق ألقاب عليك مثل "تكفيري" "بوابة لداعش" "عميل مدفوع" "جاسوس لأمريكا أو بريطانيا أو إسرائيل"، أو على أقل تقدير سيتهمونك بأنك "قاسي" "متطرف بعض الشيء" "تخالف الإجماع" وسيبدأون بالتشكيك في نواياك، من سبقك في هذا؟ لماذا تركز على هذا؟ إلخ. ٢- ستُقتطع كلماتك من سياقها، لتُرسم الصورة التالية: أنك مجرد شخص محب للتكفير ومتعجل وغير ناضج ويريد رؤية دماء المسلمين (سيكون هذا بشكل رئيسي من أشخاص من التوجه "الحركي")، أنك مجرد غبي ذو بعد واحد مجسم "حشوي" (سيكون هذا بشكل رئيسي من أشخاص من التوجه الجهمي)، أنك مجرد مقلد أعمى لشيوخك (سيكون هذا بشكل رئيسي من أشخاص من التوجه "الأكاديمي")، أو على أقل تقدير ستُشوَّه صورتك عمداً إلى حد ما. ٣- سيبدأون في لفت الانتباه لأي زلة أو عيب لديك، وتكبيرها وإحداث ضجة كبيرة حولها. قد يتعاونون حتى مع "أعدائهم" ضدك، لأنك تمثل تهديداً فكرياً أكبر بالنسبة لهم (غالباً من أولئك أصحاب التوجه "الأكاديمي")، أو تهديداً لمشروعهم (غالباً من أصحاب التوجه "الحركي")، أو تهديداً لنفوذهم (غالباً من أصحاب التوجه الجهمي). ومن المرجح أنك تعاني بالفعل من بعض الأشكال الأولية لهذه الأمور، لكن كلما تعمقت في هذا الطريق، زاد تدخل "الأشخاص الكبار" ومساهمتهم في عرقلة طريقك، لكن اعلم أن الله عز وجل معك ما دمت تتبع طريقه وأوامره بأقصى درجات الإخلاص“". فكان رده على الأخ بقوله: "أقدر نصيحتك ودعمك، لقد كنت أتلقى هذه الأمور وأكثر في الحقيقة منذ فترة، هذا جزء من الواقع المحيط بهذا المجال". والآن اجتمع عليه المرض مع ما يجده في سياق الدعوة، جعله الله من ورثة نبيه أيوب ونبيه المصطفى ﷺ وأجزل مثوبته. (واعتذار عن الإعلانات في الرابط، ولكن لإعانة الأخ).

﴿إِنَّاۤ أَنذَرۡنَـٰكُمۡ عَذَابࣰا قَرِیبࣰا یَوۡمَ یَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ یَدَاهُ وَیَقُولُ ٱلۡكَافِرُ یَـٰلَیۡتَنِی كُنتُ تُرَ ٰ⁠بَۢا﴾ [النبأ ٤٠]

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: "يَقْضِي اللهُ بَينَ خَلْقِهِ الجِنِّ والإنْسِ والبَهائم، وإنَّه لَيَقِيدُ يَوْمَئِذٍ الجَمَّاءَ مِنَ القَرْناءِ، حتى إذَا لَمْ يَبْقَ تَبِعَةٌ عِنْدَ وَاحِدَةٍ لأخْرَى، قالَ اللهُ: كُونُوا تُرَابًا، فَعِنْدَ ذلكَ يَقُولُ الكافِرُ: يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا".

بعض طلاب العلم الشرعي قد يجلس مع من يتحدث عن كتب الفلسفة والفكر والروايات.. = فيحس بضيق ونقص لقلة علمه بها!  يا أخي الكريم لا تحزن! فما آتاك الله خير مما آتاهم، وعلمك أفضل من علومهم. ‏❍ قال ابن تيمية: «العلم الممدوح الذي دل عليه الكتاب والسنة= هو العلم الذي ورثته الأنبياء». «الفتاوى» ٣٩٦/١١. ‏❍ وقال أيضا: «العلم الأعلى= هو العلم بالأعلى.. والعلم به تعالى= سيد جميع العلوم، وهو أصل لها». «جامع المسائل» ٢٦٨/٥. ‏❍ وقال أيضا: «العلم الأعلى هو العلم بالله، والله هو الأعلى على كل شيء من كل وجه، كما قال سبحانه: {سبح اسم ربك الأعلى}، فالعلم به أعلى العلوم، وإرادة وجهه أفضل الإرادات، ومحبته أفضل المحبات». «الرد على الشاذلي» ص٢٤٢.

التلاعب بالرجل (٣) إضافة هالة متخيلة للنساء، إلى حد المبالغة بالزعم ان النساء أقوى من الرجال! [ص٩٢] جعلني لا أجد وصفا مناسبا للكاتبة أكثر من أنها نسوية مقنعة، أو نسوية من جهة اخرى، فالنساء أساتذة في التلاعب، قويات، يجب أن يعملن كالرجال، فلن تجد النسوية افضل من هذا الاعتراف من خصم شرس لتقرير مبادئ كالمساواة والحق في المشاركة والفرص والعوائد مناصفة مع الرجال. على صعيد آخر فالكتاب يعتريه ضبابية في الطرح، فما هي المرأة المثالية بالنسبة لفيلار؟ لن تجد جوابا لسؤالك، فتارة تحتقر ربة البيت، واخرى تهاجم العاملات، وثالثا تهاجم الأمومة، ثم في مقابلة لها اخيرا تطرح مافي جعبتها من حلول: نعم انه النزول إلى ميدان العمل! «أنا لم أخض صراعًا مع أحد من أجل أن تعود المرأة إلى المطبخ، إنما أردت أن أقدم نموذجا لوقت العمل يسمح لكلا الجنسين بأن يمتلكا وقتا للعمل ووقتا للحياة، وقتًا أقصر للعمل ولكن العمل للجميع، وهذا سيكون أفضل لكلا الطرفين،» [ص٢١٢] ملاحظة بدهية على الهامش: لم تكن هذه المراجعة دفاعا عن النسوية، بقدر ما هي مثال مناسب على هشاشة القوم في ميدان النقد كما اسلفت، وغبن من يعتمد عليهم من بني جلدتنا، فإذا كانوا هؤلاء هم المرجع والمعول، إذن أنها لمعركة خاسرة. لا يخلو الكتاب من لفتات مهمة، فالكاتبة تعرضت لمسألة الهالة المعاصرة التي تكتنف المرأة، إلى حد جعلها "آلهة" على حد تعبيرها، وجعل الرجل هو عبدا لها، فكان الدين قديما، والمرأة حديثا، بل اصبحت ألفاظ الثناء على الإله قديما تطلق على المرأة في الاغاني الحديثة، وارى أنها اجادت في هذا. كلام عن أساليب استغلال المرأة الحديثة للرجل لتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب، كان كذلك يستحق الاطلاع عليه والوقوف عنده، ولولا خشية التطويل لعرضت بعضا منه، ونظرا لأن هذه العدوى انتشرت الى عالمنا العربي، من قوانين تعسفية وجائرة في البلدان بحق الرجال، ومنح امتيازات للنساء من اجل تحويل منظومة الزواج لمنظومة كسبية تمتص الرجل لصالح المراة، ارى انه من المهم التركيز على هذا الجانب في الكتاب لمن احب قرأته والأطلاع عليه. وللكتاب مراجعة أخرى، للأخ محمد عثمان، أجاد فيها -جزاه الله خيرا-، تجدها هنا. في النهاية: الكتاب ضعيف، ولا يستحق الترجمة، لكنه لا يخلو من فائدة.

التلاعب بالرجل (٢) كان الإيمان بالعقيدة الجندرية ضرورة للمؤلفة لكي تبني عليه أمر لاحق، وهو تلاعب النساء بالرجال بعدة طرق ابرزها: الدين، والأمومة(التربية)، فتملي على الصبي ليكون عبدا، وتملي على الفتاة لتكون متلاعبة ومستغلة، «بناء سلسلة من التدريبات في حياة الرجل والتي تبدأ ممارستها في سن مبكرة جدا. من حسن حظ المرأة أن الرضيع الذكر يخضع لسلطانها القضائي لأنه من الأسهل تدريبه في حينها ومن خلال عملية الاختيار الطبيعية»[ص٦٩] ولم تسلم الكنيسة من هذا الترويض، فقد روضتها النساء كذلك لكي تقنع الرجل بالخضوع وتجبره على خدماتها، «عندما نسمع شخصا ما يتعجب من القوة السحرية التي تتمتع بها الكنيسة، نظرا لأنها لا تزال تجذب الناس إليها بعد مئات السنين فمن الواضح أن الظروف قد أسيء فهمها، ليست الكنيسة هي من تملك قوة سحرية، بل النساء قد أصبحت كل هذه المؤسسات منذ فترة طويلة مجرد أدوات في أيدي النساء، ومن غير المرجح أن تفعل أي شيء آخر غير تنفيذ توقعات المرأة في النهاية، الضحايا ليسوا ممثلين للطوائف الدينية المتنوعة أنفسها إنهم يريدون فقط أن يعيشوا حياة هادئة مسالمة ( على حساب الرجال، بالطبع، تماما مثل النساء) وقد أصبحوا نوعا من المافيا التي تستخدمها النساء الترويع الأطفال واستعباد الرجال وإعاقة التقدم.»[ص١١٠] فبعد سلسلة من المخططات، والتلاعب والأستغلال، وترويض الكل بداية من الرجل ذاته مرورا بالرضع، وصولا إلى الدين بكل مؤسساته ورجاله، تكون المرأة ماهي إلا ذاك الكائن العبقري، صاحب القدرات العقلية الخارقة والقدرة العجيبة على التخطيط، لكن لحظة! للمؤلفة رأي آخر، فهي تصف المرأة في نهاية المطاف: «إنهن لسن أكثر من تكتلات للمادة، كتل من الجلد البشري تتظاهر بأنها إنسان يفكر» [ص٦٠]، هذه التناقضات الفجة في طرح الكاتبة، جعل من الكتاب هزيل جدا واضعف من ان يجابه به المد النسوي في وقت حرج [وقت تأليف الكتاب] كانت النسوية تعيش ازهى عصورها، وتتمتع بأوقات انتصاراتها. -------------------------------------------- (١) التلاعب بالرجل، استر فيلار، ترجمة: تركي العنزي-نور الحسين علي، ط. منشورات نصوص-الاولى، ص٩٦ (٢) الجنس الآخر، سيمون دي بوفوار، ترجمة: د. سحر سعد، ط. دار الرحبة-الاولى، ج٢، ص١٣ (٣) مدخل إلى الإيديولوجيات السياسية، أندرو هيود، ترجمة: محمد صفار، ط. المركز القومي للترجمة، ص٢٨٢