قناة | محمد خلف الله

https://youtu.be/8jRd8-PZ9Qs أهمية التاريخ الهجري للمسلم

واحدة من معالم انطماس الهوية الإسلامية في هذا الجيل هي أن المسلم صار لا يهتم أصلاً ببداية العام الهجري، بل كثيرون لا يعرفون التقوم الهجري أساساً وما هي أسماء أشهره؟ وما هي الأشهر الحرم الأربعة؟ رغم أن البنية الفقهية للتشريع كلها مبنية على التقويم الهجري؛ فمثلاً المتوفى عنها زوجها تعتد أربعة أشهر وعشراً بالأشهر الهجرية العربية لا الأشهر الميلادية الإفرنجية، وهذا مثال في فقه النكاح. ومثلاًَ الذي يقتل مؤمناً خطأً عليه صيام شهرين متتابعين بالأشهر الهجرية العربية لا الأشهر الميلادية الإفرنجية، وهذا مثال في الأقضية والحدود. ومثلاً أحكام الحائض في أقل مدة الحيض وأكثر مدة الطهر وأحكام الاستظهار تتعلق بالأشهر الهجرية لا الميلادية، وهذا مثال في فقه العبادات. هذا إضافة لارتباط التقويم بالهجري بكثير من فتوحات الأمة الإسلامية ومعالمها الكبرى ومعاركها المصيرية التي خاضتها؛ بما يجعل المسلم يعيد تذكر تلك الأمجاد سنوياً وتزداد عزته بدينه وأمته. وهكذا ... فلابد أن نتعلم ونعيد روح هذه الأشهر العربية الهجرية في حياتنا ورسائلنا وكتاباتنا والتذكير بها حتى لا تموت في نفوس المسلمين. اللهم أعد علينا هذا العام باليُمن والبركات والخير العميم والأمن والأمان وانقضاء هذه الحرب اللعينة بانتصار مؤزر لنا ولجيشنا على المليشيا الآثمة. غرة محرم ١٤٤٦هـ

عليكم بآيات السكينة والطمأنينة وقت الشدة "وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة. وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه تعجز العقول عن حملها، من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة، قال: فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي: اقرأوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبَة. وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته". • ابن القيم - مدارج السالكين - منزلة السكينة

المشكلة إنك خاتي إنه الوضع الافتراضي ليك في الحياة الدنيا هو الراحة والنعيم والأمان والرخاء والازدهار. الوضع ده ساهمت في صناعته طبيعة الحياة المدنية للدولة الحديثة البتوعد مواطنها بالرفاه المادي دائما.. وعموما النظرة الدنيوية المتضخمة في حياتنا اليوم .. وكمان برضو ناس التنمية البشرية الخلوه مفهوم النجاح عنصر مادي يتمحور حول الوظيفة والعربية والسلام الداخلي وشنو ما عارف .. في حين إنه تصورات المسلم مختلفة عن التصور ده تماما .. النعيم المطلق ده في تصور القرآن ما موجود إلا في الآخرة، وفي الآخرة في الجنة بس، والدنيا سجن المؤمن زيما قال النبي صلى الله عليه وسلم.. بل القرآن ده بيقول ليك عديل الحياة الحقيقة هي الآخرة بس: ﴿ وَمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَهۡوٞ وَلَعِبٞۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ لَهِيَ ٱلۡحَيَوَانُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ﴾ [العنكبوت - ٦٤] الحيوان ده يعني الحياة الكاملة السرمدية الحقيقية. أما الحياة الدنيا دي فقابلة لكل أنواع البلاء والتقلب .. ممكن تزدهر شديد فترة لكن ممكن برضو فجأة تنقلب شدة وجوع وتهجير وتقتيل واعتقال وحروب. والواحد لما يكون خاتي إنه الوضع الافتراضي هو الوجه الحسن للدنيا بتفاجأ جدا لما يشوف الوجه القبيح ليها. زمان كان الواحد بشوف البيحصل في فـلـــــطين والشيشان وأفغانستان والعراق ولبنان وسوريا وغيرها من الدول الجايطة وبسأل نفسه سؤال داخلي هو ليه بيحصل ليهم كده ؟ وهل ممكن السودان يدخل في المطب ده يوما ما ؟ طبعا الوهمات كتيرة بتجي كإجابة: نحن أطيب شعب .. نحن معلم الشعوب .. نحن شعب الله المختار . .إلخ عشان كده مستحيل يحصل لينا ده .. يلا دي كلها تخديرات ساي... الإجابة الحقيقة هي قول التهامي: حُكمُ المَنِيَّةِ في البَرِيَّةِ جاري ما هَذِهِ الدُنيا بِدار قَرار بَينا يَرى الإِنسان فيها مُخبِراً حَتّى يُرى خَبَراً مِنَ الأَخبارِ طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ زمان وقت نكلم الناس عن مسألة علاقة الشرك والذنوب والمعاصي بالبلاء والمصائب والعقوبات الإلهية كان في ناس بتضحك على الكلام ده وبتشوفوا كلام مولانات ساي ... لكن أتاري ربنا بيخلي العقوبة مدخرة لحينها ولوقت يعلمها هو .. المهم .. خليك مستكين وارخي جسمك خالص واتوطن على أي مصيبة في الدنيا دي .. دي ما دار استقرار ووظيفة وأمان ووو ممكن عادي في لحظة أي شيء يزول .. حتى أنت في منطقة مستقرة الآن أو دولة آمنة .. العالم ده لا يقبل الفراغ .. حركة التاريخ وسنن الله بتجي في أي لحظة .. الصعود والأفول بيجي على أي وضع بشري .. عادي ممكن بكرة تعتقل .. وبكرة تلقى روحك شايل سلاح وفوقك صواريخ .. وعادي تتشرد من بيتك وتهيم على وجهك ما عارف روحك ماشي وين ... وعادي كل البنيته وسعيت ليهو يضيع منك في لحظة .. دي الدنيا نظامها كده .. هي بس بتخدعك بمظاهر لحظية فترة معينة فبتظن إنها ده الوضع الافتراضي ليها .. لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ وده سبب إنه خطاب القرآن ملياااان بذكر الصبر والسلوان واليقين عشان تقدر تتحمل وتعيش الدنيا على كل أحوالها، عشان كده أمر المؤمن كله خير، لأنه بصبر على الوجه القبيح للدنيا لما يجيهو.. زي ما قال أبو البقاء الرندي: لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ الكلام ده لا يعني إنك ما تسعى وتعيش حياتك وتسعى للأفضل .. بس تذكير إنه الأمر في الآخر ما بيدك هو بيد الله وحده وله حكمة بالغة فيه .. وفي النهاية ربنا لما ذكر بالدنيا قال ليك: "ولا تنس نصيبك من الدنيا" يعني الدنيا دي حاجة كده متأخرة في سلم الأولويات بتاعت المسلم ما تنساها وأنت ماشي لهدفك الأسمى وهو الآخرة. نحن لم نُخلق للموت، بل خُلقنا للخلود، ولكن هذا الخلود في الآخرة، وما الدنيا إلا معبر له.

عبثية شعار لا للحرب...ومن هم أبواق الحرب؟!