أقلام مسددة

الانهماك والانشغال بقضايا الخلاف السلفي الأشعري التي محلها قاعات الدرس العلمي التخصصي بين المتأهلين لها في ظل هذا الواقع البائس والمرير للمسلمين = خيانة للأمانة وضعف عقل ومحدودية في النظر. ليس تهوينًا من عمق هذا الخلاف، ولكن توجيهه إلى أهله ومكانه؛ بحيث يكون تناوله عين الحكمة. طالب العلم الحقيقي يشتبك بصدق مع قضايا أمته الملحّة وواقعه المعاش لا الافتراضي، ويحسن به ترتيب أولوياته، واختيار متى وأين ومع من يتكلّم. وحق من رفع السماء بلا عمد لشيخ أشعري يعظّم دين الله وشريعته وينافح عنهما بصدق، ولا يحرّف أحكام الشريعة لرغبة ولا لرهبة، ويوالي المؤمنين ويعادي أعداءهم = خير من ملء الأرض من سلفيّ داجن يتلاعب بدينه لرغبات ورهبات. وعكس ذلك صحيح أيضًا. وكم أثنى شيخ الإسلام ابن تيمية على علماء أجلّاء أشاعرة وذكرهم بخير لمّا كانوا على الاستقامة في الجملة، وغالب الناس لا يفرّقون بين مقام المناظرة والإفحام، ومقام المعاملة والاحترام. فيأخذ منهج الشيخ في المناظرة ويسحبه في المعاملة! وشأن ابن تيمية رحمه الله أنه لا يخوض بمثل هذه المسائل مع عوام الناس وينأى بهم عنها. ولو عاش زماننا لكان له اهتمام بقضايا ستكون لها القمة في سلم أولوياته. تحتاج أمتنا اليوم رجلا فذًّا كصلاح الدين ولو كان أشعريًّا. وقامة علمية صادعة بالحق قائمة بالقسط كالعزّ بن عبد السلام ولو كان أشعريًّا. وليت لنا قلامة ظفر ابن حجر والنووي في دينهما وزهدهما وعلمهما ونصرهما للشريعة وتعظيمهما للنصوص على ما نُسب لهما من تأويل! كان عمر المختار رجلا صوفيًّا وهو الذي رفع راية الجهاد ضد المحتل في ليبيا! تتهارش الخراف وتتناطح بينما الذئاب تصول بينهم في المزرعة! ويتعارك الغرقى بألواح حطام سيفنتهم الغارقة! محمد عبده المنزلاوي

يا أصحاب الصدقات، يا من تبرعتم في العشر وعرفات، هذه أياديكم البيضاء -كما وعدناكم بأن نريكم- تدخل السرور على أهلكم بغزة يوم عرفة وأنتم تدعون الله، وإن فرحة الأطفال -كما أُخبِرنا من الفاضلات هناك- أكبر من أن يصوغها بيان. ليهنكم قوله ﷺ: (ما تصدق أحد بصدقة من طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كان تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله) رواه مسلم. 📌رابط التبرع لمن يريد: https://gofund.me/a68e3047 كل فلس يودع بالحساب نطعم به أهلنا الجياع هناك.

اللحظة التي تُفيق فيها من غفلتك ..ما علامتُها؟ علامتُها : حمدُ الله على أن أمهلك لتستيقظ من غفلتك وتقديرُ تلك النعمة؛ فكم من الناس أُخذوا في غفلتهم. وحُزنٌ على ماضٍ كنت فيه في غفلة ومعاص وتفنُّن في تضييع الوقت والتخلُّص منه. وعلمٌ بأن ربك توّاب غفور رحيم. وشعورٌ يملأ قلبك وفِكرك بإرادة التعويض والسبق في العمل الصالح وحفظ الوقت فيما ينفع. وفقرٌ شديد إلى ربك ليجعل ما بقي من عُمرك مغفرة وعفوا لما مضى من تفريط، وهدى ونور وإعانه على ذكره وشكره وحُسنِ عبادته فيما بقي من عمرك. فإذا لم يجتمع فيك هذه الأمور فأنت لا تزالُ غافلا وأنت الظالمُ والمظلوم. حسين عبدالرزاق

بسم الله الرحمن الرحيم عباد الله هذه عشر عظام قد قاربت على التمام، وليست العبرة فيها بمن سبق وإنما بمن صدق، فرُب درهم سبق ألف دينار، والأعمال في الشريعة إنما تتفاضل بقدر الحاجة إليها، ولا شيء أحوج من النفقة على أهلنا بغزة اليوم، والله يحثكم على ذلك في كتابه، ويسألكم مرغبًا: • ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً﴾ ؟! قال إمام المفسرين الطبري: يعني تعالى ذكره بذلك: من هذا الذي ينفق في سبيل الله، فيعين مضعفا، أو يقوي ذا فاقة أراد الجهاد في سبيل الله، ويعطي منهم مقترا؟!! وذلك هو القرض الحسن الذي يقرض العبد ربه. قال السدي: هذا التضعيف لا يعلمه إلا الله عز وجل! • ويقول جل في علاه: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾؟! قال ابن كثير: عن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾ قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله، وإن الله ليريد منا القرض؟ قال: "نعم، يا أبا الدحداح". قال أرني يدك يا رسول الله قال: فناوله يده قال: فإني قد أقرضت ربي حائطي-وله حائط فيه ستمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها- قال: فجاء أبو الدحداح فنادها: يا أم الدحداح. قالت: لبيك. فقال: اخرجي، فقد أقرضته ربي، عز وجل-وفي رواية: أنها قالت له: ربح بيعك يا أبا الدحداح. ونقلت منه متاعها وصبيانها، وإن رسول الله ﷺ قال: "كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح". وفي لفظ: "رب نخلة مدلاة عروقها در وياقوت لأبي الدحداح في الجنة". أما وقد علمتم الأجر والثواب، فإليكم الطريق لذلك: قد أطلقت منار الأمة مبادرة مع بعض الفضلاء والفاضلات في غزة، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، نعمل فيها على شراء حلويات وملابس وألعاب للأطفال هناك، ستشمل الحلويات عموم الناس كبارًا وصغارًا، والألعاب لعموم الأطفال كذلك، أما الملابس فسنخص بها ذوي الحاجة الشديدة، وإن بغزة من ينام في الشارع والله، فلا تبخلوا على إخوانكم وقولوا قولة أبي الدحداح: قد أقرضت ربي كذا من مالي لإخواني! عسى ملك من الرحمن يقول لكم قول زوجه: ربح بيعك يا فلان! 📌 تنويه بالأسعار: ٠ الحلويات: القطعة بـ 1 شيكل. ٠ الملابس: ما يلبس طفلا واحدا بـ 30 إلى50 شيكل. ٠ الألعاب: اللعبة الواحدة بـ 8 شيكل تقريبا. 📌 نأمل أن تسارعوا بالتبرع اليوم وغدًا؛ لأن شراء الحاجيات سيكون غدا إن شاء الله، وتذكروا حين كفل طفل بلباس أو لعبة أو قطعة حلوى، أن تمرة أوجبت الجنة لامرأة أطعمتها لابنتها كما بالحديث الصحيح، فكيف بصنيعكم لأهلكم الذين ليس بينكم وبينهم إلا آصرة الدين؟! وسنوافيكم بالصور في ذلك إن شاء الله. بسم الله لا بحولنا ولا بقوتنا وإنما بعظيم كرمك ومنك. 📌رابط التبرع: https://gofund.me/a68e3047 عمموا هذا الإعلان فضلا.

فائدة لمن يطلب تغيير نفسه: في حديث عائشةَ، رضي اللَّه عنها، قَالَتْ: سمعتُ رَسُول اللَّه ﷺ، يقول: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُراةً غُرْلًا قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّه الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ،؟ قَالَ: يَا عَائِشَةُ الأَمرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُم ذلكَ. وفي روايةٍ: ((الأَمْرُ أَهَمُّ مِن أَن يَنْظُرَ بَعضُهُمْ إِلى بَعْضٍ)) يعني ما هم مشغولون به مهتمّون به لا يترك لهم أي مساحة لمجرد التفكير في النظر إلى العورات فضلا عن أن ينظروا بالفعل. في هذا الحديث: أنّ من كان مشغولا بأمرٍ عظيم في فِكره وعمله فإنّه لا يهتم بغيره من الأمور الثانوية والتافهة مهما كانت نفسُه في الأصل تهواها. ومَن كان طالبا للآخرة خائفا من سيئات عمله، عالما بأن الله يراه ويُحصي عليه عملَه ويُجازيه به=فإنه ينشغل بقدْر ذلك عن سفاسف الأمور و مُنكرًا لما يعرَض على قلبه من شبهات وشهوات، ويكون عاملا بطاعة الله مُنشغلا بها. عن السديّ في قول الله: ﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ﴾ قال: بذِكرهم الدار الآخرة، وعملهم للآخرة. وهذا ما أؤكّده كثيرا لمن يطلب النصيحة لتغيير نفسه: عمِّر قلبك بالتفكير في الأمور النافعة واشغلْ نفسك بأهدافِ خيرٍ، واكتبْ جدولا للأعمال وخطِّط لذلك واطلب تطوير نفسِك فيها فلو لم يكُن في ذلك سِوى أنك مصروفٌ بها عن الحرام والمُنكرات والتفاهة والأخبار الفارغة لكان من أعظم أسباب تمسُّكِك بها فكيف وأنت مُثابٌ فيها على فِكرِك واهتمامك ونِيَّاتِك وأعمالك وسعيك وإنْ لم تُحقق كل ما تريد؟! وجودُك في المكان ال (صحّ) سببٌ لانصرافك عن المكان ال(خطأ) وكم من رجل وامرأة كانوا أسرى لشبهات ووساوِس وخواطر سوء ومعاص وأهواء زالتْ كلُّها بمجرد انشغالهم بالخير وشروعِهم فيه واهتمامهم به، وأصبحت تلك الأمور لا تخطر ببالهم أصلا وربُّك الأكرم وهو معك هاديا ونصيرا. *** على الهامش: قبل سنوات اشتكى لي شابٌ من ضياعه ووقوعه في معاصٍ وأنه كره نفسَه فاقترحتُ عليه أن يشتغل بأمور نافعة يطلبُها ويملأ بها وقته (كمحاولة حفظ القرآن، وقراءة الكتب، وحضور دروس العلم، وتعلُّم اللغة والاشتراك في نادي لممارسة الرياضة) ونحو ذلك.. ولو لم يكن فيها سِوى أنه مشغولٌ بها عن الحرام حتى لو لم يُنجزها على أكمل وجه استجاب الشابُّ، ولم يخطر بباله في ذلك الوقت إلا أن هذه الأعمال مجرد حاجز بينه وبين الحرام فأقسمُ بالذي خلق فسوى لقد أتمّ كتاب الله حفظا بإتقان وصار إماما في التهجد والقيام، ومن خيرة طلاب العلم، ويُعلِّم ويُدرِّسُ وعنده طلاب يتعلمون منه، ويخطب الجمعة وعلى مستوى الرياضة فهو يواظب عليها من يومها..وبنى جسده ونقص وزنُه.. لقد وُلدَ من جديد استيقظَ واستيقظَ به كثيرٌ ممن حوله.. ولا قوة إلا بالله.. هذه قصة واحدة من قصص كثيرة وقع أصحابُها في وَحل التفريط والضياع فما رضُوا به لأنفسهم وألقَوا بأنفسهم في طريق الخير مُستعينين بالله طالبين ما عنده ويزيدُ اللهُ الذين اهتدوا هدى والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم. حسين عبدالرزاق

🌹على من تتمردين؟ يقال لك: تحرري، استقلي، تمردي! ولكن على من يا أخيتي؟ هل على أبيك الذي: ١/رعاكِ وأنتِ في بطن أمك أدوية ومتابعة! ٢/ورعاكِ وأنتِ رضيعة فرحًا وتغذية! ٣/ورعاكِ وأنتِ طفلة اهتمامًا ولطلباتك تلبية! ٤/ورعاكِ وأنتِ فتاة تعليمًا ومتابعة! ٥/ورعاكِ وأنتِ شابة حرصًا وأمانة! هل على قلب يخفض حنانًا وفؤاد ينبض حبًا وجَــنَـان يفيض إشفاقًا! أم على أخيكِ الذي: ١/عاش بنفس الرحم الذي آواكِ! ٢/ورضع من ذات الثدي الذي غذاكِ! ٣/والتحف نفس الحضن الذي احتضنكِ! ٤/وقاسمكِ الخبز! ٦/وشارككِ اللعبة! ٧/ورد عنكِ العدوان! ٨/وجعل من نفسه درعًا يحتمل الأذى دونكِ! ٩/ويتلهف للقاكِ! ١٠/ويشتاق لرؤياكِ! ١١/ويحزن لفرقاكِ! ١٢/ويغار على سمعتكِ! ١٣/وينهض لنصرتكِ! ١٤/ويبادر لنجدتكِ من صروف الدهر وغوائل الزمان! أم على زوجك الذي: ١/اختاركِ من بين نساء العالمين! ٢/ورضيكِ شريكة حياته! ٣/وتكفل بكل ما منحك أبوكِ وأخوكِ وكل أحبابك! ٤/وبذل لكِ قلبه حبًا! ٥/وجسده كدًا وتعبًا! ٦/واستقبل الهموم والأحزان دونكِ! ٧/ويعمل لتستريحين! ٨/ويحزن لتفرحين! ٩/ويشقى لتسعدين! ١٠/ويستقبل غضب الناس وكبرهم وسوء تعاملهم ومتطلبات إداراتهم ونظام أعمالهم لتسلمين! ١١/عليكِ يغار! ١٢/وبكِ يُسر! ١٣/وفيكِ يجاهد! ١٤/وعنكِ يجالد! ١٥/وإليكِ يسكن! أم تتمردين قبل كل أولئك على: ١/الرب الذي خلقكِ! ٢/الإله الذي تعبدين! ٣/الله الذي يرعاك ويرحمك! ٤/المَلِك الذي إليه تعودين وتبعثين! ٥/الله الذي: أ/قال: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم..." ب/وقال: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا" ج/وقال: "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا" د/وقال: "... وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون..." ه/وقال: "لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهن ولا تعضلوهن..." و/وقال: "... وعاشروهن بالمعروف..." ز/وقال: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض..." ح/وقال: "ولهن مثل الذي عليهن وللرجال عليهن درجة" ٦/الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي تلقى المصاعب وتحمل الأحزان وصبر على الأوجاع ليسعدكِ الدنيا وينقذك من النار! ٧/الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي: أ/قال: "خيركم خيركم لأهله" ب/وقال: "استوصوا بالنساء خيرًا" ج/وقال: "لا يكرمهن إلا كريم" د/وقال: "أمك... ثم أمك... ثم أمك" ه/وأوصاك بأبيك وأخيك وزوجك... ... إلخ هل الله الذي: ١/حرم عليك ضرب الأرجل كي لا تظهر زينتك يبيح لك أن تجتهدين في إظهارها! ٢/ونهاك عن الخضوع بالقول يحل لك أن تضحكين وتمازيحن! ٣/وأمرك بالتصفيق في الصلاة بدلًا عن التسبيح يتيح لك أن تغنين وتمثلين! ٤/وحرم عليك الخلوة مع رجل من غير المحارم في الحضر يشرع لك الخلوة في السفر! .... إلخ هل ترين هذا لائق بالله الذي هو أحسن حديثًا وأحكم قيلًا! أينهى عن الصغير ويبح الكبير! ويأمر بالضواب البعيدة ويأذن بالغوائل القريبة! سبحانه سبحانه! وإني أربأ بعقلك وحلمك وعلمك أن يغرك من قال الله عنهم: "والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلًا عظيمًا" أختي الكريمة أمة الله أمة الله الله الله😭، أيهون عليك كل من سبق ويعز عليك أفكار الغرب وإغراء المنظمات وتزييف العلمانيين والحداثيين وتزيين النسويات! أتفضلين أوامر المدراء على قوامة الأولياء! أتُقَدِّمين عَنَت الغرباء على شفقة الأقرباء! أتختارين انحطاط الإختلاط على ترفع الاحتشام! أتنحازين لصحبة البعداء في الأسفار عن رفقة المحارم الأغيار! أتبادرين لمساواة كل من هب ودب وتتخلين عن السلطنة في بيت الأخ والزوج والأب! أختاه أختاه، إنما هي قليل حياة إما نمضيها فيما يرضي الإله ثم خلود محمود أو فيما يرضي شرار الخلق ثم شر خلود! تلك نصيحة مشفق غيور لأجل شموخك ورفعتك ونجاتك في الدارين يبذل ويثور والله عليم شكور. أسأل الله لي ولكِ الهداية والصلاح والثبات وصلاح الحال وسعادة المآل وحسن الختام والله المستعان. #لا_غالب_إلا_الله #إضاءات_أبي_المقداد

الذي يريد أن يجمع بين (الهُدى) و(الهَوى) يعني يطلبهما جميعا، يسعى فيهما جميعا =فهو يخدع نفسه ويشقّ عليها ؛فهما طريقان لا يجتمعان! ومما يُذكر : أن أحدَهم كان يطوف بالبيت فنظر إلى امرأة جميلة فمشى إلى جانبها ثم قال : أهوى هوى الدين واللذاتُ تعجبني فكيف لي بهوى اللذاتِ والدين ؟ فقالت له المرأة : دع أحدهما تنل الآخر … ولا أقصد هنا (أن تضعف نفسُك أحيانا فتقع في معصية) بل أقصد أقصد: أن تفعل أصنافا من المعاصي بشكل اعتيادي وأنت راضٍ عن نفسك (لا تحتاط من الوقوع فيها، ولا تغتم بها ولا يعظمُ في نفسك أنك عصيتَ) بل ترى ذلك أمرا هينا لأنك تُعوِّضه بالعمل الصالح والحسنات والاستغفار (الباهت) الذي هو مجرد قولٍ #وإنما المؤمن: الذي( يريد الهدى ويُجاهد الهوى) يريد الهدى ويسعى فيه ويتخذ سُبله وأسبابه ويكره الذنوب والمعاصي ويخافها ويخشى سيئات عمله (وربما يضعف -مع ذلك- ويقع في شيء منها لكنه يغتم ويهتم ويضيق صدرُه بها ويستغفر استغفار من يُعظّم ربَه ويخشى عاقبة ذنبه ويرجو عفو ربه ويُكثر من العمل الصالح الذي يُذهِبُ سيئته) وهذا من معاني( ولم يُصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) يعني: لا يرضى أن يكون مُذنبا راضيا عن نفسه لا يكترث ولا يهتم ولا يستغفر (وهم يعلمون) يعلمون ماذا: يعلمون نِعمة الله عليهم التي تستوجب الذكر والشكر ويعلمون عظمة الله ويعلمون أن الله يكره لهم الذنب ويرضى لهم الطاعة يعلمون أن الله يأخذ بالذنب ويعلمون أيضا أنه يعفر الذنب مهما كان عظيما فلأنهم يعلمون ذلك كله فإنهم لا يطلبون الذنوب ولا يعيشون لها (وإنما يتخذون الأسباب لاجتنابها) وإذا صدرت منهم كرهوا ذلك وعظموه وسعوا في إزالة أثره بكل سبيل كما وصف ابن مسعود رضي الله عنه حال المؤمن فقَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ، يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا - قَالَ أَبُو شِهَابٍ بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ…رواه البخاري رحمه الله. فيجتمع فيه حبُ الله وذكره وشكره والحياء منه وتعظيمه والخوف منه ورجاؤه فمن كان كذلك فهو ممن قال الله فيهم أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ حسين عبدالرزاق

الذي يريد أن يجمع بين (الهُدى) و(الهَوى) يعني يطلبهما جميعا، يسعى فيهما جميعا =فهو يخدع نفسه ويشقّ عليها ؛فهما طريقان لا يجتمعان! ومما يُذكر : أن أحدَهم كان يطوف بالبيت فنظر إلى امرأة جميلة فمشى إلى جانبها ثم قال : أهوى هوى الدين واللذاتُ تعجبني فكيف لي بهوى اللذاتِ والدين ؟ فقالت له المرأة : دع أحدهما تنل الآخر … ولا أقصد هنا (أن تضعف نفسُك أحيانا فتقع في معصية) بل أقصد أقصد: أن تفعل أصنافا من المعاصي بشكل اعتيادي وأنت راضٍ عن نفسك (لا تحتاط من الوقوع فيها، ولا تغتم بها ولا يعظمُ في نفسك أنك عصيتَ) بل ترى ذلك أمرا هينا لأنك تُعوِّضه بالعمل الصالح والحسنات والاستغفار (الباهت) الذي هو مجرد قولٍ #وإنما المؤمن: الذي( يريد الهدى ويُجاهد الهوى) يريد الهدى ويسعى فيه ويتخذ سُبله وأسبابه ويكره الذنوب والمعاصي ويخافها ويخشى سيئات عمله (وربما يضعف -مع ذلك- ويقع في شيء منها لكنه يغتم ويهتم ويضيق صدرُه بها ويستغفر استغفار من يُعظّم ربَه ويخشى عاقبة ذنبه ويرجو عفو ربه ويُكثر من العمل الصالح الذي يُذهِبُ سيئته) وهذا من معاني( ولم يُصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) يعني: لا يرضى أن يكون مُذنبا راضيا عن نفسه لا يكترث ولا يهتم ولا يستغفر (وهم يعلمون) يعلمون ماذا: يعلمون نِعمة الله عليهم التي تستوجب الذكر والشكر ويعلمون عظمة الله ويعلمون أن الله يكره لهم الذنب ويرضى لهم الطاعة يعلمون أن الله يأخذ بالذنب ويعلمون أيضا أنه يعفر الذنب مهما كان عظيما فلأنهم يعلمون ذلك كله فإنهم لا يطلبون الذنوب ولا يعيشون لها (وإنما يتخذون الأسباب لاجتنابها) وإذا صدرت منهم كرهوا ذلك وعظموه وسعوا في إزالة أثره بكل سبيل كما وصف ابن مسعود رضي الله عنه حال المؤمن فقَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ، يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا - قَالَ أَبُو شِهَابٍ بِيَدِهِ فَوْقَ أَنْفِهِ…رواه البخاري رحمه الله. فيجتمع فيه حبُ الله وذكره وشكره والحياء منه وتعظيمه والخوف منه ورجاؤه فمن كان كذلك فهو ممن قال الله فيهم أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ

من سَلَك الجَدَد أمِن العِثار من الأمثال العربية الشهيرة: "من سَلَك الجَدَد أمِن العِثار"، والمثل لأكثم بن صيفي كما في الأمثال لأبي عبيد وأنساب الأشراف للبلاذري، والجَدَد: الأرض الصلبة المستوية، والجادة الطريق الواضحة البيّنة، وهذا مثلٌ يُضرب لمن أراد السلامة أن يسلك الطريق الواضحة البيّنة، والأرض المسلوكة التي قد وطئتها الأقدام؛ فاشتدت وصلبت، وتسمى -أيضاً- القارعة لكثرة قرع الارجل لها، ودروج الناس فيها، ويقول أهل البوادي اليوم: "الجادة وانْ طالت"، فمن سلك الجادة -ولو طالت- أمِن العِثار = من السقوط على وجهه، والهوي على أمِّ رأسه. والجادة التي يجب أنْ تُسلك دوماً وأبداً = جادة الوحي الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، وذلك: بــ (1/ اعتماد الأصلين الأساسيين مصدري شريعتنا المطهرة = الكتاب والسنَّة. 2/ معرفة طرائق الأسلاف في تصرفاتهم واستنباطاتهم، ومناهجهم في استدلالاتهم. 3/ مراعاة مقاصد الشريعة في الأحكام). [من كلام محمد الحبيب ابن الخوجة في تقديمه لكتاب العلّامة بكر بن عبدالله أبو زيد "المدخل المفصل لمذهب الإمام أحمد" بتصرفٍ يسير]. وفي هذا الصدد كان شيخُ الإسلام ابن تيمية يقول: "من فارق الدليلَ ضلَّ السبيل، ولا دليلَ إلا ما جاء به الرسول". [مفتاح دار السعادة، ط: عالم الفوائد (1/ 229)]. يقول أبو العباس -قدَّس الله سرّه- موضحاً ومجليّاً القاعدة السالفة الذكر: (من اتبع ما جاءت به الشريعة، وأعرض عن سبيل المبتدعة، فقد حصل له الهدى، وخير الدنيا والآخرة... بمنزلة من سلك السبيل إلى مكة خلف الدليل الهادي، فإنَّه يصل إلى مقصوده ويجد الزاد والماء في موطنه، وإنْ لم يعرف كيف يحصل ذلك وسببه. ومن سلك خلف غير الدليل الهادي: كان ضالاً عن الطريق. فإما أنْ يهلك، وإما أنْ يشقى مدة ثم يعود إلى الطريق. و"الدليل الهادي" هو: الرسول الذي بعثه الله إلى الناس بشيراً ونذيراً، وداعيا إلى الله بإذنه، وسراجاً منيراً، وهادياً إلى صراطٍ مستقيم = صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض). [مجموع الفتاوى (11/ 642)]. فالمعيار الحقّ عمدته الحجَّة والبرهان، وسلطانه الدليل والإثبات، ومردُّ الحجج والبراهين والأدلة إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إمَّا إجمالاً أو تفصيلاً، وهذا هو العلم النافع، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (العلم ما قام عليه الدليل، والنافع منه ما جاء به الرسول). [درء التعارض (7/ 329)].  ومن قواعد الإسلام الكبار: الاعتماد على الحجّة والبرهان، ووزن المسائل كلها -صغيرها وكبيرها- بالميزان القسط الذي يعتمد سلطان الدليل، فما دلَّ عليه الدليل فهو الحقُّ، وما خالفه فهو باطل، قال الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، وقال سبحانه:{نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، وقال عزَّ وجل: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. ✍️ أمين بن عبدالله جعفر