ينابيع الأفكار

لا بد أن نعلم أن الآلة الحربية والأمنية والتجسسية المستعملة ضد أهلنا غزة هي أعلى وأقصى ما وصلت إليه البشريّة من القدرات التقنيّة، وأن مساحة غزة صغيرة جدا، وأن الحرب لها ثمانية أشهر، وأن الدمار الذي حصل كفيل بإخضاع أقوى الرجال. ومع ذلك نحن نشاهد بأعيننا عجز المحتلين عن تحقيق هدفهم الأكبر من الحرب إلى الآن، ونشاهد أثر قوّة الإيمان بالله كيف تعمل في النفوس، ونوقن بإحاطة الله بكل شيء، فلا يحدث شيء إلا بإذنه، وهذا من أعظم ما يحرر الأمة من حالة العجز والخور التي تعيشها، حين تثق بالله وحده وتتوكل عليه ولا تخاف أعداءه.

وأسماء القرآن أربعة : القرآن والفرقان والكتاب والذِّكر ، وسائر ما يُسمّى به صفاتٌ لا أسماء ، كوصفه بالعظيم والكريم والمبين والعزيز ونحو ذلك .

﴿وَتِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعقِلُها إِلَّا العالِمونَ﴾ [العنكبوت: ٤٣] تعلّم يا قارئ القرآن كيف تربُطَ بين آيات الله الكونية، وبين سنن الله المعنوية في الناس.

تعلّم يا قارئ القرآن كيف تربُطَ بين آيات الله الكونية، وبين سنن الله المعنوية في الناس. ﴿وَتِلكَ الأَمثالُ نَضرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعقِلُها إِلَّا العالِمونَ﴾ [العنكبوت: ٤٣]

مصداقه قول سيدنا جندب بن عبد الله رضيَ الله عنه إذ يقول : (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة -الغلام الذي قارب البلوغ- فتعلّمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ، ثم تعلّمنا القرآن فازددنا به إيمانًا) . وهكذا طريقة القرون الأولى في تعلم الكتاب المجيد ، يعرفون أوامره وزواجره ومعاني الإيمان ، ثم يتعلمون القرآن فيزداد إيمانهم ، لا كنثر الدقل الذي نفعله في زماننا . والحديثُ ثورة معرفية كبرى على الطريقة التقليدية في تعلم القرآن ، تُخرّج قوالب لا فقه لها ولا دراية ، والله المستعان .

الإمام الشافعي : «والناس في العلم طبقات ، موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم بالقرآن» كلمة عميقة تبين حقيقة العلم والمعرفة ، فليس القرآن تحسين الأصوات وتجويد التلاوات ، ولن تحصل النهضة للأمة ما دامت مبتعدة عن كتاب ربها فهمًا واستهداءً وعملًا ،فهو المعين الصافي ، والمنبع الدائم لأنوار السماء .

قال بعض السلف: "النَّظرُ في عواقبِ الأمور من أحوال العاجزين، والهجومُ على المواردِ من أحوال السَّائرين"!

كلما ازداد الكمال ازدَادَتِ المَحبّة والانجِذَاب؛ فالكمال المطلق يوجب كمال الانجذاب والمحبة، وكمال الانجذابِ والمحبَّةِ يوجبانِ كمال الانقيادِ.

أخبث الناس الآحن المضمر ، ينتظر من أخيه الغفلة ؛ فيأخده على غِرّة .

والعرب تخصّ المَأْتَم بالمصيبة ، فتقول كنا بـمأتم فلان ، والأجود في مَنَاحَتِه . المصباح | العلّامة الفيّومي ..