cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

أبناء الأب المربي الشيخ منتظر الخفاجي

Advertising posts
2 508Subscribers
-124 hours
-67 days
-4430 days
Posts Archive
الخداع وتضليل الرأي.. ج١ تسالم الكثير على أنَّ بعض الصفات سيئة أو ممقوتة ومنها صفة الخداع، والتي تعني بصورة مبسطة بيان شيء على غير وصفه الحقيقي، سواء بالكلام أو الفعل أو غيرهما، لأيٍ كان حتى ولو كان الأمر لنفس الشخص!. مع إننا نود الإلفات لأمر هام رغم ان الحديث عنه ليس محله الان؛ وهو أنَّ جميع الصفات التي نشهدها ما كانت منها سلبية أو إيجابية، هي عبارة عن وسائل أو لِنَقُل محركات للوصول الى شيء نريده أونستهدفه، فالأمر مرتبط بالهدف المطلوب وهذا متعلق بنيّة ما نريده من تلك الصفة أو الوسيلة، وهذا ما يمكن أن نفهمه بمستوى معين من الحديث " إنَّما الأعمال بالنيات " فالأعمال النابعة من الصفات هنا مُطلَقةٌ شاملةٌ للجيد والسيء، لكن المُحدِد لها هي النوايا، وبالتالي فإن الغاية المستهدفة هي التي تتيح لنا الحكم على الوسائل او الصفات المحركة هل هي حسنة أم لا، فضلاً عما اذا كانت هذه الصفات الدافعة هي من التصنيف السيء، والذي يدل على سوء الباعث أو النيّة المحركة، وبالنتيجة فإننا سنكون أمام منظومة هدامة وليست بناءة، وسنواجه أعمالاً وأهدافاً غايتها سلبٌ لنتائج ايجابية، وتحطيم أو تضعيف لقيم ومبادئ تم انشائها بجهد جهيد. والذي يهمنا هنا في الكلام هو هذه المنظومة الخطيرة التي تستهدف تضليل الناس، والعمل على تضعيف الجانب العقلي والتحليل المنطقي وتخدير الفكر للإنسياق وراء هدف الجهة المُضلِلة او المُخادِعة، مع استخدام جميع الطرق والعمل بكل الوسائل - سلبية كانت أم إيجابية - للوصول الى غاياتهم. فمازالت هناك جهات عديدة - منذ ازمنة بعيدة - تعمل بأسلوب الخداع وتضليل الآخرين، لأننا أمام اختلاف وتنافر وصراع مستمر لعله يصل الى التناحر بين الطرفين الكبيرين بجميع ما تحتوي دائرتهما من الافراد والادوات طرف الخير وطرف الشر، وبالرغم من ذلك فإن مستويات الخداع والتضليل مختلفة ومتدرجة تعوُد في ذلك إلى مستوى الجهة المخادعة وادواتها اولاً، والى مستوى الجهة المستهدفة بالخداع ثانياً، وايضاً يمكن القول انها تعود كذلك الى مستوى نسبة الخداع أو التضليل المنفذة. ومن المؤكد إنَّ الوسائل المستخدمة في هذا المجال هي في تطور مستمر لأن هناك عقولاً وأفكاراً يتم تسخيرها لإنتاج هذا التضليل وإيصاله الى الجهات المستهدفة، وقد حصلت مساحة واسعة أفادت هذا الغرض بسبب التطور الكبير في وسائل الإعلام والاتصالات، وكذلك انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي أعطت الفرص السانحة لسرعة العمل ووفرت الجهد المبذول في عمليات التضليل وتحصيل النتائج المتوخاة، وفي مقابل ذلك أدت هذه العوامل الآنفة الذكر الى سهولة التلقي وسرعة القبول من قبل الدائرة المستهدفة بعميلة الخداع والتضليل، وغياب الفكر وعدم حضور العقل حين التلقي، إضافة الى عدم ادراك المَغزى أو الوقوف على مخاطر الامور المستهدفة من عمليات التضليل والخداع. وللحديث تتمة.... السيد مهند الصافي
Show all...
1
أبناء #الأب_المربي
Show all...
2
تهنئة سماحة #الأب_المربي #الشيخ_منتظر_الخفاجي دام عطاؤه بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك
Show all...
1
الوسيلة في شهر رمضان... يقول الإمام علي بن الحسين عليه السلام في دعائِه مستقبلاً شهر رمضان(( وَالْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ)). الإمام عليه السلام يخبرنا إن من السُّبُلِ التي جعلها الحق تبارك وتعالى لنا للوصول لمعرفته ونيل محبته ورضوانه هي شهر رمضان، والمعلوم ان فضيلة هذا الشهر الكريم مما تختلف عن بقية شهور وأيام السنة، فجعله الله شهراً للعطاء، وفضائله للنماء، ولكونه شهر الله وفيه ليلة عظيمة خصها الله تعالى دون سائر لياليه وهي ليلة القدر، فوَجب علينا العمل لإعطاء هذا الشهر حقّه؛ ولنجازي الإحسان أحسانا، للوصول لما أراده لنا من غاية إيجادنا وتكريم خلقنا. فأول ما نعمله ان يكون صومنا مانعاً لنا من خطيئات الجوارح ونوازل الخواطر، فعند الصوم والسيطرة على الرغبة في الطعام، يكون من الحَسُنَ أن نُقيد جوارحنا من دواني الأفعال، فآفة البصر والسمع واللسان أشد وطأةً لخراب نفوسنا وفساد قلوبنا، (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)) الإسراء:36، فوجب السيطرة على ما تنظُر و تسمَع وما تتكلم به، ولا تجعل منك مَسْكناً للخواطر النفسية المُهلكة، فها هو الشيطان قد غُلّت يداه بقدرة الرحمن، فلتُغَل أيدينا إكراماً عن المعصية والعدوان، (( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) البقرة: 229. فلنأتي إلى نفوسِنا في هذا الشهر الكريم ونُطهرُها من الرذائل ونَسوقُها نحو الفضيلة وتكامل الصفات، وذلك بمخالفتها ومراقبتها وترويضها نحو الأكمل والأفضل من الصفات، وغَلق مفاسد القلوب ؛ وهي البصر والسمع، ثم نأتي ونُفرغها من الأغيار، ونعني بها كل ما سَكن في القلب مما دون الله سبحانه، ونملؤها بمحبته، واليقين من انه هو مسبب الأسباب، وتعديل بوصلة عقولنا في التفكير والتدَبر من الدواني والأوهام إلى المعالي وحقائق الأشياء. فأن تحركت إرادتنا خلال هذا الشهر الكريم بذلك وتقدمنا خطوة، والتوفيق منه تعالى أسمه، نكون قد تقدمنا إليه تقرُباً، وجازيناه بإحسانه إلينا تطهُراً من ملوثات البُعد والجحود، فصِرنا بذلك خير العباد الذين أمتثلوا وأطاعوا نداءه حين قال: (( اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)) المائدة:35. حارث اللامي أبناء #الأب_المربي
Show all...
2
2- الاستخدام: وهو المقصود بالتوظيف بعد الإدراك والتسخير بعد الفهم، وهذا دور الإنسان المُدرك لطبيعة السُنن والمدرك لأنه أهل لإستخلاف الله تعالى له، وجعله سيداً في هذا الكون؛ فهو بهذا الإستخلاف وتلك السيادة يملك بعقله، الذي وهبه الله تعالى له، توظيف السُنن والإستعانة بها، وساعتها سيكون من أهل النصر القريب والفتح المبين. والأمة اليوم في أمس الحاجة إلى هذا الفِكر الواعي الذي يقوم على التدبر في سُنن الله تعالى، وفقه التعامل معها، فإن كثيراً من أمراض أمتنا نشأت وترعرعت في ظل غياب الفهم الكامل لمضامين القرآن الكريم، والغيبوبة التي طالت عن مُراد الله تعالى، ونحن بتقصيرنا في هذا الجانب، نُشارك في رسم صورة سيئة عن الإسلام عند أعدائنا، فإنهم يربطون بين تخلُفِنا العلمي والحضاري والثقافي والمعيشي وبين ديننا، فيُظلم هذا الدين بهذه النظرة إليه، ولنا في صنع هذا الظُلمِ، نصيب. (و سبحان من عَلم الإنسان ما لم يَعلم). محمد حبيب أبناء #الأب_المربي
Show all...
1
(قوانين السُنن الإلهية وأثرها في فهم الواقع) . الجزء الثاني أجمَل القرآن الكلام عن الأمم، وعن السُنن الإلهية، وعن آياته في السماوات والأرض، وفي الآفاق والأنفس، وهو إجمال صادر عمن أحاط بكل شيء علماً، وأمَرنا بالنظر والتفكر، والسير في الأرض لنفهم إجماله بالتفصيل الذي يُزيدنا ارتقاءً وكمالاً، ولو اكتفينا من علم الكون بنظرة في ظاهرهِ، لكُنا كمَن يعتبر الكتاب بلون جِلده لا بما حواه من علم وحكمة. " إن إرشاد الله إيانا إلى أن له في خَلقِه سُنناً؛ يوجب علينا أن نجعل هذه السُنن عِلماً من العلوم المدونة؛ لنستديم ما فيها من الهداية والموعظة على أكمل وجه، فيجب على الأمة في مجموعها أن يكون فيها قَومٌ يُبَينون لها سُنن الله في خلقه، كما فعلوا في غير هذا العِلم من العلوم والفنون التي أرشد إليها القرآن بالإجمال وقد بيّنها العلماء بالتفصيل عملاً بإرشاده، كالتوحيد والأصول والفقه. والعِلم بسُنن الله تعالى من أهم العلوم وأنفعها، والقرآن سجَل عليه في مواضع كثيرة، وقد دلَنا على مأخَذه من أحوال الأمم، إذ أمرنا أن نسير في الأرض لأجل كشفها ومعرفة حقيقتها، فمن خلال السُنن الإلهية نفهم التاريخ، ونفسر أحداثه تفسيراً شرعياً سليماً ينفعنا في تقييم حاضرنا وتوقع مستقبلنا؛ وللأسف كثيرٌ من المسلمين اليوم لا يملكون القدرة على ربط النتائج بالأسباب، وكشف اللِثام عن حقيقة السُنن، بل قد يدهشهم الواقع دون تفسير حقيقي لِما سيكون في الغد من أحداثٍ، قد تكون سعيدة أو مؤلمة. أما أصحاب البصائر من أهل العِلم، فهم يعرفون عوامل البناء والأمن والاستقرار والصحة والرفاهية، وعوامل الهدم والخوف والجوع والمرض، كما في قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) سورة الاعراف (96). فتبّدل الأحوال في المجتمع من الصحة إلى السَقم، ومن الغِنى إلى الفقر، ومن الأمن إلى الخوف، ومن العزة إلى الذلة...الخ، مُرتبط بإرادة الناس وسلوكهم وأفعالهم السلبية المخالفة لما أمر الله به. "والقرآن الكريم حين لَفَت أنظار الناس إلى أحوال الأمم السابقة وعواقب الأمم البائدة، إنما أراد بذلك أن نستخلص العبر ونستجلي العِظات لبناء مجتمعات مؤمنة سليمة، قوية وعادلة. وقد بيّن للناس أن مشيئة الله تعالى في خلقِه إنما تُنفَذ على سُنن حكيمة وطرائق قويمة، فمن سار على سُنته في الحرب مثلاً ظفر بمشيئة الله وإن كان مُلحداً، ومن تنَكبها خَسِر وإن كان صديقاً، وعلى هذا يتَخرج إنهزام المسلمين في واقعة أُحُد، فكان قُصارى ما يرويه المؤرخون وما يدونون من الأخبار، مُجرد روايات عن الأحداث، لا يُربط بينها منهج سَببي مُطرَد يُحدد نَسق التسلسل بين الأحداث، كما يُحدد نسق الترابط بين المُقدمات والنتائج، وبين الأسباب والمُسبِبات، وبين المراحل والأطوار، فجاء المنهج القرآني لينقل المجتمعات البشرية إلى الأفق الرَحِب، ويُحدد لها منهجاً للنظر والإستقراء والإستدلال في معالجة التاريخ الإنساني والفعل الإجتماعي عَبر الماضي والحاضر والمستقبل من هنا نستطيع أن نقول: - إن السُنن الإلهية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل. - مُطرَدة لا تتوقف ولا تتأجل. - عامة لا تنتَقي ولا تُحابي. ولقد نجم عن هذا الثبات وذلك العموم والإطراد أمرين: الأول: إستبعاد عنصر المصادفة تماماً، إذ لا يمكن للمصادفة أن تُثّبِت نظاماً أو تجعله شاملاً. الثاني: هو أن الثبات والإطراد والشمول جعل قيام العِلم أمراً ممكناً في الأمور العلمية والعملية الإنسانية والتجريبية على حدٍ سواء؛ إذ لو تغيَرت السُنن والنواميس من مكان إلى آخر أو من زمان إلى آخر لما قامت حقائق ثابتة وعلوم راسخة ننطلق منها لتحقيق التقدم والحضارة. ففهم السُنن الإلهية خطوة من خطوات الإنتفاع بها والإستفادة منها، وإذا كُنا نقول في مجال الحكم على الأشياء: إن الحُكم على الشيء فرع عن تصوره، فيمكننا أن نقول كذلك في ميدان السُنن: إن فهمها طريق إلى تسخيرها، وإدراكها سبب إلى توظيفها، وإلا فأنى لإنسان كائناً من كان أن ينتفع بشيءٍ لا يُدرك كُنهه ولا يُسبر غوره، ولا يعرفه على حقيقته، من هنا فإن أوجَب ما يجب على المسلمين أن يفهموه أولاً هو سُنن الله في الحياة والأحياء، وأن يتعاملوا معها بعد ذلك على هذا الأساس، فإن أكثر المسلمين اليوم لا ينقصهم إخلاص ولا ينقصهم إيمان بقدر ما ينقصهم من فهمٍ واعٍ لقضايا الدين وتصور مُعطياته. فالعلم بالسُنن والتعرف عليها يُعتبر الشرط الأول من شروط التعامل المنهجي السليم مع السُنن الإلهية والقوانين الكونية في الأفراد والمجتمعات والأمم. ويمكن أن نُحدد ذلك الفقه مع السُنن الإلهية بهذه الخطوات: 1- عدم المصادمة: ذلك أن الإدراك الحقيقي للسُنن الإلهية يجعل الإنسان بعيداً عن مُصادمتها، وكيف يصادمها وهو يدرك طبيعتها ويعلم سيرها وعدم تخلفها أو تبدلها وتحولها
Show all...
1
ووردت الآية الكريمة عقِب جواب الله تعالى على كلام المشركين، بأنه لو شاء الله ما عبدوا من دونه من شيء هم ولا آباؤهم، ولا حُرِموا من دونه من شيء. فكان الجواب أن الله قد أقام حُججَه برسله بياناً لا لبس فيه ولا خفاءَ أن أُعبُدوا الله وإجتنبوا الطاغوت، فكان الناس فريقين منهم من هدى الله لإتبِاع رسلهِ ومنهم من حقّت عليه الضلالة بعناده وتكذيبه وكفره وإعراضه، فجاءت الآية آمرة بالسير للتفكر في آثار الهالكين من المكذبين، الذين لم يسمعوا إلا لقول الآباء والأجداد وأعرَضوا عن دعوة المرسلين. إلى غير ذلك من الآيات الكريمة التي تدعوا إلى السير وتأمر به، فهي آيات تدعوا للكشف عن حقيقة السُنن الإلهية في الأمم الغابرة؛ لنعتبر بها اليوم ونتوقع بها المستقبل .... يتبع محمد حبيب
Show all...
2
( قوانين السُنن الإلهية وأثرها في فهم الواقع ) الجزء الأول. إن ما أصاب الأمة الإسلامية بالخصوص والأمم جمعاء بالعموم، من احداث ونوازل عظيمة كان معظمها بسبب الجهل بالقوانين والسُنن الإلهية التي تنظم وتحكم حياة الأفراد والأمم والشعوب، وفقاً للمنهج الذي قرره العليم الخبير. فالذي يطلب الأسباب؛ ليخرج من ظلمات هذا التيه على غير بصيرة؛ لا يزيد إلا بعدا، ولن يفهم التاريخ، فيعرف عوامل البناء والأمن والاستقرار والبقاء والتمكين، وعوامل الهدم والخوف والتدمير و الإستبدال إلا بمعرفة قوانين وسُننِ الله عزّ وجّل. إن السُنن الالهية هي عبارة عن قوانين وقواعد أشبه ما تكون بالمعادلات الرياضية، قد خلقها الحق سبحانه لتُنظِم وتُحكِم حركة الكون والحياة والأحياء وحركة التاريخ، وتُنظِم ناموسية التغيير، وتتحكم بالدورات الحضارية، موضحةً عوامل السقوط وعوامل النهوض الحضاري فللّهِ في الأفراد سُنن، وفي الأمم سُنن، وفي المسلمين سُنن، وفي الكافرين سُنن. والسُنن تعمل مجتمعةً ولا تتخلف أو تتبدل، يخضع لها البشر في تصرفاتهم وأفعالهم وسلوكهم في الحياة، ويترتب على ذلك نتائج كالنصر أو الهزيمة، والسعادة أو الشقاوة، والعز أو الذل، والرقي أو التخلف، والقوة أو الضعف، وفقاً لمقادير ثابتة لا تقبل التخّلف ولا تتعرض للتبديل. لنتعرف على هذا المعنى مِن أحسن حديث وأبين بيان؛ كتاب الله، فالله سبحانه وتعالى عندما أراد من عباده أن يفقهوا سُننه الإلهية بيّن لهم منها ما تتحقق به الهداية لهم، فقال سبحانه((يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)) سورة النساء (26)، لذلك نحتاج للإستضاءة بنور الوحي لفهم هذه السُنن. فقد وردت لفظة سُنة الله في القرآن الكريم في مواضع كثيرة نذكر بعضها. قوله تعالى: ((فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا.اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلا)) سورة فاطر (42-43). وقد كانت العرب تتمنى أن يكون منهم رسول كما كانت الرسل من بني إسرائيل، فلما جاءهم ما تمنوه وهو النذير من أنفسهم، نفروا عنه ولم يؤمنوا به. (اسْتِكْبَارًا) أي عتوا عن الإيمان (وَمَكْرَ السَّيِّئِ) أي مكر العمل السيئ وهو الكفر وخداع الضعفاء، وصدهم عن الإيمان ليكثر أتباعهم. (( فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأوَّلِينَ)) أي إنما ينتظرون العذاب الذي نزل بالكفار الأولين. ((فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلا)) أي أجرى الله العذاب على الكفار، ويجعل ذلك سنة فيهم، فهو يعذب بمثله من استحقه، لا يقدر أحد أن يبدل ذلك، ولا أن يحول العذاب عن نفسه إلى غيره. وقوله تعالى:((وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلا * سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلا)) سورة الاعراف (76-77). وقد وردت هذه الآية في سياق الحديث عن صورة من صور الصراع بين الحق والباطل، تنتقل من مجرد بغض الحق وكراهته إلى إظهار العداوة والمبارزة مع أصحاب الدعوة، فالباطل لا يرضى حتى بمجرد وجود الحق،لأنه موقِن أن في الحق قوة ذاتية متحركة غير ساكنة لا تقبل إلا الانتشار والتوسع والتأثير وكسب الأنصار والأتباع والتمكين والهيمنة له. وسُنة الله إنتصار الحق ولو بعد حين ولو قامت للباطل دولة يوماً ما، فإنها لا تدوم فسرعان ما ينجلي الباطل ويحِلُ الحق وإن أخرجوا الدعاة من ديارهم، وإن حبسوهم، وإن قتلوهم فلن يحِلّ الباطل محلّ الحق أبداً؛ سنة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل. وقوله تعالى:((وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا)) سورة الكهف (55). ما منع الناس أن يؤمنوا؟ ألم يأتِهم من الهدى ما يكفي للاهتداء؟!. أم أنهم يطلبون أن يحل بهم ما حل بالمكذبين من قبلهم من هلاك، أو أن يأتيهم العذاب مواجهة يرون أنه واقع لا محالة، إن هذا ليس من شأن الرسل، بل هو من أمر الله كما جرت سُنته في الأولين بأخذ المكذبين بالهلاك سُنت الله التي لا تتخلف ولا تتبدل. وقول الله تعالى: (( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)) سورة النحل (36).
Show all...
2
#عيد_المعلم أبناء #الأب_المربي
Show all...
2
( رضى ورضوان ) من أجمل ما يتحلى به الانسان هي تلك القدرات التي أودعها الله تعالى فيه والتي على رأسها قدرته على التفكير، هذه القدرة مكنته من تجاوز التحديات للحصول على الاستقرار والسلام الداخلي واللذان هما أصل السعادة والرضا. فعند الوصول إلى مستويات السعادة يُصبح الانسان منتجاً وذا فائدة، خاصة لمن حوله من المقربين فضلا عن الآخرين. فيسعى في البناء والعطاء ويبدع في تشكيل الحياة بالوانٍ ونُظمٍ سامية ترقى إلى رفع مستوى القيم الانسانية، مثل الاحساس بالآخرين وتحقيق أفضل العلاقات الاجتماعية وغيرها الكثير. ولِما تقدم يمكن القول إن الانسان يقدر أن يتخطى ( الأنانية ) بالرضا والقناعة لأنهما الشفاء الحقيقي لأزمة الأنا وتبعاتِها، فهذا المرض إذا تَمَكّنَ من صاحبه أدى إلى تصاعد نبرة التعالي والإستبداد بالرأي وعدم مراعاة الآخرين، وهذا قطعاً مخالفُ لما صرّحت به الشرائع السماوية والأعراف المجتمعية. إذن فالوصول إلى درجات الرضا والهدوء هي مَن تُعطي الانسان مصداق السعادة. وهي من تحدد سلوكياته وتُشَكّل شخصيته المنتجة ليكون مصدر إثراء لمواطن القوة في مواجهة التحديات. إن من يتحلى بالرضا تجدهُ يبرز جلياً في ميدان العمل الاجتماعي، حيث تراه يتعامل بروح المحبة مع جميع الفئات البشرية وفي مجالات عدة كالتعليم والتربية والأسرة والطب، وذلك لاستمرارية هذا الدور المجتمعي في البناء والعطاء للجميع. فإذا تقبّل الانسان ذاته برضى؛ فانه سيتوافق بنفس التقدير مع أسرته وأصدقائه والمحيطين به. علي الربيعي أبناء #الأب_المربي
Show all...
2
قبس من آية " الصبر " ج/٢ وأما الفرق بين الصبر والانتظار، فأننا نستطيع ان نقسم الانتظار الى ثلاثة اقسام يتضح الفرق من خلالها للقارئ الكريم: الأول: هو انتظار عن وعي واختيار، وهو قرار تولد عن ضبط للنفس وتحكم بأفعالها وانفعالاتها، وهو اكمل وافضل صور الانتظار وهو " الصبر " المعني في الاية المباركة. الثاني: انه ترقّب وبقاء في سكون من غير نشاط، تحت ضغط الاكراه والإضطرار، ويكون الانسان مجبراً على هذا النوع من الانتظار لانه خارج سلطة قراره واختياره. الثالث: انه حالة من الجمود والكسل المتولد عن الغفلة والتضييع، والتدني في المستوى العقلي والمعرفي، وهو انتظار للمجهول لو جاز التعبير، وإختيار في الجانب السلبي المتسافل. والخلاصة: ١-ان الصبر هو حالة من الثبات الواعي المعبر عن قدرة الفرد وتحكمه بافعاله وانفعالاتها، وهو قرار واختيار يتخذه الفرد عن وعي وادراك ورغبة. وهو فرع التربية المعرفية المؤدية الى ضبط قوى النفس وانتظامها في سلّم التكامل والقدرة على اتخاذ القرارات اللازمة مع المواقف المختلفة. ٢-ان معيّة الله تعالى" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " تكون مع العاملين الصابرين، لا الكسالى الغافلين المؤملين بالاوهام والخيالات، وفي صبر الانبياء والاولياء درس عملي كبير، وتطبيق للمنهج الفكري والحركي العام، والعمل الرسالي وأدواته التي من اهم اركانها الصبر. ٣-يسمى الانتظار صبراً بعد الإتيان بمقدمة واركان العمل، وفي جانبه الايجابي والانساني وكل ما هو نافع لسير البشرية حصراً، وما عدا ذلك فليس ميداناً للصبر ولا يكون المنتظِر عندها صابراً. ٤-ان الاستعانة بالصبر تغذي العزيمة، والاصرار على مواصلة الطريق والاستمرار مهما كان المسير بطيئاً أو هكذا قد يبدوا، فتصنع ارادة حديدية وقدرة ممحصة بالاختبار لبناء ذاتٍ ناضجة و قادرة، ولكل عامل ميدان صبر يناسب مستواه واحتياجه. " وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ " باسم الخفاجي أبناء #الأب_المربي
Show all...
2
قبس من آية " الصبر " ج/ ١ قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) عُرّف الصبر لغة : انه انتظار بهدوء واطمئنان دون شكوى أو تعجل، وهو بخلاف الجزع والنفور والتعجل. واصطلاحاً: هو حبس النفس عن التسخط وترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله تعالى. والاقوال الاخرى التي ذكرها اهل الاختصاص، جميعها تدور في فلك هذا المعنى او قريباً منه. و التعريف بهذا المعنى وما يبنى عليه من حيث اللغة والاصطلاح، يقودنا للبحث والتساؤل عن موارد الصبر، وكيفية تمييز الصابر عن غيره فنقول هذا صابر وهذا ليس بصابر وإن كان موافقاً لظاهر التعريف. وماهو الفرق بين الصبر والانتظار، إذ ليس كل انتظار بهدوء واطمئنان هو صبر. فنقول: ان المعيار العقلي والمنطقي الذي يبين لنا موارد الصبر، ويميّز الصابر عن غيره هو ما جاء في سياق الاية الكريمة ذاتها، وهو ان الصابر لابد وان يكون عاملاً بالدرجة الاساس وهذا شرط، وعمله محدد في الجانب الإيجابي كونه سبباً للمعيّة الالهية " إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " وهذا جواب الشرط. فقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا " خطاب مخصوص لتلك الثلة المؤمنة به، العاملة في سبيله، بمعنى ان الذين آمنوا ايمانهم تولد عن علم وعمل، وسعي لاجل غاية جليلة وهدف نبيل، فكانت اعمالهم تلك تقدمة بين يدي المولى جل وعلا، وما يلي تلك التقدمة حتى آخر نتيجة مرتقبة يكون هو ميدان الصبر، الداعي للتمحيص والتحمل والاستمرار، ولذلك دعاهم للاستعانة به " اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ". على ان الاستعانة بالصبر هي باب للترويض، ونضوج الافكار على نار التجارب، والتفكر والتدبر بهدوء وروية، ووسيلة لشحذ الهمة وتغذية الإرادة باستمرار العزيمة، دون كلل أو ملل. " والصلاة " من الصلة والاتصال به سبحانه، وهي حضور دائم في محضر الحق عز وجل، وسبباً لاستمرار المدد والعطاء الالهي الخاص، وهي أعم وأهم من كل صلاة. فأثمرت تلك التقدمة والصبر عليها، عن صفة الايمان التي وسموا بها من جهة، واستحقوا بها المعيّة الإلهية "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"من جهة اخرى، وهي الرعاية الخاصة والدعم والتأييد والمساندة والارشاد والتوجيه... يتبع باسم الخفاجي
Show all...
2
( سلوك الفرد ) السلوك هو كل مايقوم بهِ الفرد من فعل أو كلام أو إشارة دون تشّبه أو تقليد. وينبع هذا السلوك ويتشكّل من ثلاث محاور حسب منظورنا: أولاً: الوراثة. حيث يأخذ الأفراد الكثير من السلوكيات من الأباء والأجداد، فطريقة الكلام ونبرة الصوت وطريقة الجلوس والطعام والسير وغيرها الكثير من السلوكيات الجسمية نراها متشابهه وواضحة بين الابناء والآباء. ثانياً: الإكتساب. وهذا أهم بكثير من المحور الأول فهنا يبدأ الفرد بالتطبّع بسلوك وعادات الأخرين من خلال التواصل المباشر والقريب معهم، فتبدأ غالباً بالإعجاب والتقليد ومن ثم تَثبُت لتكون سلوكاً أصيلاً مستقلاً، وأكثر الاكتساب يكون من العائلة وبالخصوص الأبوين فتنتقل الأفكار والمفاهيم والمعتقدات من خلال الإعجاب بالآباء او كثرة الجلوس والتعاطي معهم خاصةً في مرحلة الطفولة، أما الإكتساب من الأصدقاء فهو أهم وأخطر أنواع الإكتساب، فهو سلاح ذو حدين ومُهلك؛ ولهذا كثيراً ما يؤكد التربويون على أهمية إختيار الصديق المناسب للأبناء، فالصديق الجيد على أقل تقدير يحافظ على تربية الإبن، أما اذا كان الصديق ذو مستوى خُلقي أعلى فسترتقي سلوكيات الإبن حتماً، اما الصديق السيء فإنهُ غالباً ما يهدم بناءَ سنين في أشهرٍ، إن لم تكن أسابيعاً قليلة، ويبقى الفرد يكتسب من كل المحيط به بنسب متفاوتة حتى تستقر سلوكياته وتكون غنية عن الأخرين، وهذا يعتمد على المحور الأخير. ثالثاً: الثقافة. للثقافة دور كبير في تحسين سلوك الفرد فالقراءة وتحري أخبار السابقين ومعرفة تجارب الاخرين ونتائج الأخطاء التي وقَعوا فيها والإطلاع على تجارب النجاح وتجارب الفشل وقراءة السِيَر الذاتية للقادة والعلماء، تُحسِّن من سلوك الفرد من حيث يعلم او لا، فتتولد سلوكيات جديدة تناسب المستوى الثقافي الجديد، وبالتالي تختفي بديلتها من السلوكيات القديمة الموروثة او المُكتسبةً، وهكذا كلما ازداد مستوى الإدراك والثقافة لدى الفرد يتغير سلوك ذلك الفرد ويرتقي وينضبط، وغالباً ما يُكشف محتوى الإنسان من خلال السلوك. علي جليل #أبناء_الأب_المربي #الأب_المربي
Show all...
2
#أبناء_الأب_المربي #الأب_المربي
Show all...
1
الوعي السياسي للخروج من سلطة النفوذ. قلنا في المقال السابق، بحاكمية دول النفوذ على الدول الخاضعة عن طريق القوة والسياسة والإقتصاد والإعلام، وتكاد تكون هيمنة الدول المتنفذة هيمنة دائمة لا يصلح معها مقاومتها، بل هذا المنطق تم توهيمه وترسيخه في قناعات شعوب الدول الخاضعة، حتى أمسى ما يُؤنَسُ به تلك الشعوب، هو رؤية بعض الدول إستقلّت اقتصادياً وعلمياً وعسكرياً وسياسياً، أي انهم أوجدوا سياسات ناجحة في تلك المجالات، فلا يحتاجوا لمدّ يد المساعدة من أي دولة، ومع ذلك نراها تخضع لدولة دول أخرى! فما هو السبب؟ وما هي طريقة الخلاص من ذلك؟ اقول نحتاج لأمرين: الأمر الأول: مرتبة القادة، ونقصد بها مراتبهم في الوعي والإرادة والثقة. الأمر الثاني: وعي شعوبهم. وقد يقول قائل توجد هنالك دول ذات مرتبة من الوعي والإرادة ما به تستطيع الخلاص من نفوذ غيرها، إلا أننا نرى العكس، نراها خاضعة!! فأقول كلامه منطقي لكن لو قارنا التأثير على هكذا دول هل هو نفس التأثير على الدول المتخلفة عنها مرتبياً؟ سيكون الجواب هو كلا، فهنالك دول تخضع بقراراتٍ سياسيةٍ للدول المُتنفِذة، لكنها لا تخضع بباقي أركان دولتها، على عكس دول العالم الثالث مثلاً، فنراها منقادة في كل شيء حتى، وان ظهَر عكس ذلك. ولنتحدث اولاً عن مرتبة القادة، والتي نعني بها امكانياتهم العقلية والتدبيرية، فشخصية القائد لا بد ان تكون شخصية لها استقلالها العقلي، فلا يحتاج لمشورة الآخرين وأخذ الراي منهم، لانهم سيعطونه آراءاً وِفق تصوراتهم وامكانياتهم العقلية، بل وبدون تحمل ثقل المسؤولية والأمانة، واكيداً إننا لا نعني بذلك وقف الإستشارة نهائياً، ولكن يجب ان يكون بمستوى جزئي لا كلي، فإن كان، ونعني به القائد، لا رأي له فهو لا قيادة له، لأن القائد، من يكون في مقدمة الرأي، كما كان على مرِ التاريخ في مقدمة جيوشه، ليعطي الأطمئنان لهم. هذا من جهة ومن جهة اخرى، فمن المفروض ان يكون القائد هو من اصحاب الصفوف الأمامية في القدرات العقلية، أي انه مُعد عقلاً لذلك، اما إن كان غير مؤهلٍ لذلك ، فلا نحتاج ان نقول عنه انه ليس بقائد، ولا يُحتَمل ان يُؤثِر في الواقع السياسي للبلد، أو يكون مؤثراً على الدول الأخرى، اما عن صفاتهم التدبيرية فيجب ان يكون القادة ممن يُحسٍنوا التصرف، ويجدوا الحلول لكل معضلة، ويأخذوا بزمام الأمور، وان يحسبوا لكل خطوة يقومون بها حتى وان كانت لا تُرضي شعوبهم، لأن الشعوب تبحث دائماً عن ما يُسعدها، ويُلبي احتياجها الآني، دون التفكر بمستقبل البلد او ما يحيط به من مخاطر داخلية او خارجية، لذلك يجب ان تكون قدراتهم التدبيرية ناضِرةً للمصلحة العامة ولا تُحركها المصالح الخاصة او العواطف والمجاملات، ثم من المُلزم للقيادات أن تكون ذات وعيٍ عالي تستقرء من خلاله الأحداث قبل حصولها، وتستشعر بالأخطار قبل حدوثها، ولها ملَكة التأثير على الآخرين، ولديها الثقة بقدراتها وافعالها، وأمينة على مصلحة العباد والبلاد، ترى نفسها خادمة لا حاكمة. أما الأمر الآخر الذي يُحرر أي شعب من الهيمنة؛ فهو وعي ذلك الشعب، أي مراتبه العقلية وما يُلازمها من تحرك نحو ما يُلهم أفراده، التحرك، نحو الأفضل بكل نواحي المجتمع وبكل المستويات، مما يعطي دعماً قوياً لقادة البلد في اتخاذ أي قرار به فائدة تشمل الجميع، وهذا الوعي لدى الشعوب يُقلل من تدخل أي دولة بهذا الشعب او تحريكه بما يخدم مصالحها الخاصة، فيكون الشعب محصناً تحصيناً عالياً من ان يخترقه أي توجه، ان كان من الداخل او من الخارج، ثم طاعة ذلك الشعب لقادته والأنصياع لما يصدر منهم، لثقته بهم اولاً، ولفهمه الناتج عن وعيه لما يصدر منهم، وقد يكون التنازل عن بعض المصالح الشخصية لغاية المصلحة العامة من شروط المجتمع المتحرر والناجح، فالمجتمع الواعي ينتج قيادة واعية والقيادة الواعية تحافظ على هكذا مجتمع وتسير به قُدُماً، حينها لا يُحتمل لهكذا دولة ان تُهيمِن عليها مطامع الدول الأخرى. حارث اللامي. بإمكانكم مراجعة المقال السابق الموسوم ((سياسة النفوذ في مساحة الخضوع)) من خلال الرابط أدناه https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=752474346885101&id=100063676271852&mibextid=Nif5oz
Show all...
1🙏 1
تلازم الخطاب الثقافي مع قيم المجتمع الواعي… يتشكل وعي المجتمعات بعدة مفاهيم منها ثابتة وأخرى متغيرة، حيث تسهم هذه المفاهيم في نقل المجتمعات، من مرحلة رداءة القيّم وضعف البُنية والعنصرية والطائفية والاستبداد، إلى مرحلة متحضرة وقوية، ذات قيم جيدة من قيم الحرية والوعي والتعايش والعمل والوحدة، فمفاهيمٌ كالاحترام وحب الوطن والاعتزاز بالذات والكرامة؛ كفيلة بأن تمنح المجتمعات صفة الوعي والرقي ووحدة الهدف والتحشيد له. من هنا يتضح دور الخطاب الشامل، من الطفل إلى الكبير ومن النخب إلى عامة الناس. فالخطاب الثقافي مَعنيٌ بكل التوجهات نحو التغيير والتشكيل، بما يَملكُ من أسلحةٍ تمنحُ القدرةَ للفرد في تحمّل مسؤوليتهِ تجاه مجتمعه، وبث روح الثقافة وإيصال الفكرة وتحديد الهدف وفق آلياتها وأدواتها. والخطاب لغةً واصطلاحاً هو: التخاطب والاتصال والتواصل وإحداثُ الأثر المطلوب في الأفراد عامة ضمن أساليب متعددة بتعدد أوجه الحياة. وللخطاب الثقافي مضامين مختلفة، كالتربوية والعلمية والإنسانية، وكلها تصب في مصب واحد. إن واجب المثقفين الأهم هو إيصال المجتمع إلى الوعي المطلوب، لأنهم الفاعلين والمؤثرين في مكونات هذا الخطاب، وهم الذين يقع على عاتقهم الدور المؤثر والمهم في قضايا المجتمع المختلفة، كالباحثين والمربين والمفكرين والعلماء وكثيرٌ ممن يساهم حقاً، في خلق مناخ التأثير في أفراد المجتمع فضلاً عن المجتمع كله. ولعل أبرز ما يستند إليه الخطاب الثقافي العام هو العمق الحضاري والديني للمجتمع، هذا الإرث الذي تناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل؛ للحفاظ عليه وديمومته والعمل به والانطلاق منه نحو ادراك أهمية الوعي المجتمعي. ومن ملازمات الخطاب الثقافي أنه يمنح المجتمع اليقظة والإحياء والقدرة على فهم حقائق الأمور، وتفويت الفرصة على بروز مؤشرات الاستبداد والفُرقة وغيرها. فيكون بذلك عمل الخطاب الثقافي في المجتمع هو بناء وتعزيز ثقافة الفرد، وصولاً إلى مجتمع مثقف واعي. علي الربيعي
Show all...
2
( الصفات ثمار الأخلاق ) اغلب تصرفات البشر وافعالهم ان لم يكن جميعها تندرج تحت قسمين إما أن تكون مقبولة أو حميدة، وإلا فهي مرفوضة أو خبيثة وبالتالي فأمامنا نوعين من الاعمال الصادرة من الإنسان فهناك اعمال الخير والتي تتضمن الكثير من العناوين الجميلة وجميعها تعطي نوعا من الشعور بالإرتياح والسرور أولاً لصاحب العمل وثانيا لمن يصل إليه هذا العمل أو التصرف، والنوع الاخر هي اعمال الشر أو الظلم والتي تنطوي تحتها الكثير من الافعال أو العناوين الطالحة والغير الجيدة وهي غالبا تكون مرفوضة ممن تصل إليه وأما من صدرت منه فتكون بحسب نسبة اعتياده أو تطبعه فقد يكون راضيا أو رافظا، وهذا الكلام مما قد تسالم عليه الأعم الأغلب من الناس ورغم ذلك نرى استمرار صدور اعمال الشر بشكل كبير، وعليه فإننا نصف الإنسان الذي تصدر منه اعمال الخير بانه إنسان مستقيم أو ذو صفات حسنة، ويوصف حينما تصدر منه اعمال الشر بعدم الإستقامة أو صاحب صفات سيئة، وهذا يعني أن جميع الافعال والسلوكيات الخارجية لأي فرد راجعة الى منابعها التي صدرت منها وهي الصفات التي يحملها الإنسان في نفسه وتكون هي المتحكمة بتلك الافعال وتضفي عليها آثارها وسماتها، وسنصل الى وجود صنفين من الصفات فالتي تتسم بالمقبولية والحسن وهي مجموع الصفات المحمودة والحسنة فهذه ما ندعوها بالفضائل، وأما تلك التي تتسم بالقبح وعدم المقبولية فندعوها بالرذائل، وحين التقصي يمكن لنا القول إنّ معظم الرذائل تمثل الجانب السلبي للفضائل فاذا اراد الانسان إزالتها أو السيطرة عليها لكي يصدر منه الخير بدلا من الشر والظلم فعليه أن يقوي ويعمر الصفات الحسنة والتخلص أو إضعاف الصفات القبيحة أو السيئة، ولكن وفق برنامج أو منهج إلهي مُعد لهذا الأمر، فإنّ ما يميز الإنسان هي إنسانيته التي تظهرها وتحييها الصفات الحسنة، والتي تعتبر المقدمة الفعلية للوصول والاكتساب من الصفات الإلهية، ويمكن الالتفات لمسألة مهمة أنّ هنالك دوافع أو محركات للصفات الحسنة وهي عبارة عن منظومة من القيم العليا أو ما نسميها بالأخلاق وهي المحفز الحقيقي لقوة وظهور الصفات وكلما إرتقينا بالأخلاق فستعطي مستويات عالية من تلك الصفات وهذا ما يمكن إدراكه من حديث الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال " إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " فإنّ من اهداف بعثته (ص) هو الوقوف على مكارم الأخلاق بل والإرتقاء بها والتي سنحتاجها للوصول الى غاية أعلى واسمى وهي قوله صلوات ربي وسلامه عليه وآله " تخلقوا بأخلاق الله ". وهذه مرحلة في غاية الاهمية لأنها تشير الى طهارة داخل الإنسان بعد وقوفه على الأخلاق الإنسانية العليا والعمل بتمامها حينئذ سيكون مؤهلا ومعدا للوصول الى حضرة الأخلاق الإلهية والإكتساب منها. السيد مهند الصافي
Show all...
2
غزة قد تكون الحرب هي وسيلة لتحقيق بعض الغايات، الأساسية والفرعية، وبما ان الغاية تبرر الوسيلة، كمنطق صناع الحروب، أمست حرب "طوفان الأقصى" وسيلة لتحقيق غايات المنتفعين منها، والذي يدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني، فحينما يجلس مدبري الحروب لا ينظروا لما تحدثه تلك الحروب من قتل وجوع وخوف وهدم ومآسي ـ وقد يتعدى تأثيرها للعالم كله ـ بل ينظروا لفوائدها العاجلة والآجلة لهم، بل الفائدة حتى لمن يظهر استنكاره الحرب، فلا يتعدى استنكاره اللسان فقط، حتى لو كانت قوته العسكرية توازي القوى المعتدية، فهي اتفاقات أصحاب الحروب؛ فما أريد من معركة طوفان الأقصى هو جعل الحرب ذريعة لزيادة سيطرتهم على مساحة اكبر، وهذه السيطرة لا تشمل الصهاينة فقط ولا الأرض، ارض فلسطين، بل يتعدى ذلك لكثير من بقاع الأرض المنتشرة لزيادة النفوذ والسيطرة ووضع العقبات امام كل من يحاول ضرب القوى العالمية عسكريا واقتصاديا وسياسيا، فبعد اليوم الأول من الحرب الذي أرادوا منه ان يكون هكذا، لنقل صورة إعلامية مشوهة عن المقاومين والفلسطينيين بصورة عامة، وذريعة للقتل والتهجير، وقد نجحوا في ذلك، بدؤوا بالفتك والطغيان على شعب لا يملك مقومات الدفاع عن نفسه، فكان لا بد لهم من ان يسقطوا آخر جدار مقاوم للفلسطينيين، ويرغموا الدول العربية والأسلامية على قبول التطبيع معهم، والتنازل عن آمالهم بعودة الأرض، بل أرادوا من جهة خبيثة ان يتقاتل العرب مع الفلسطينين حينما أرادوا نقل شعب غزة الى جزيرة سينا المصرية، فتتحول القضية من صراع فلسطيني صهيوني الى صراع الأخوة بين فلسطين والعرب، وحينها سيجد العدو نفسه متفرجاً، مبتعداً عن كل صراعات المنطقة؛ ومن جهة أخرى حينما يريدوا حل الدولتين فيجب ان تكون على مقاساتهم، ومنها التخلص من حركات المقاومة الفلسطينية والمرتبطة بأيران خصوصاً، فأن أي حرب سيكون المنتصر والقوي فيها هو صاحب القرار والخاسر والمُدمّر فيها هو من عليه التنازلات، وهذا هو سياق الحروب؛ وبعد ذلك ما دمروه بأيديهم ستقوم شركات تابعة لهم او ظاهرها لدول أخرى، بتعمير كل الخراب الذي احدثوه، وهو ما سيجلب المنفعة لأقتصاد دولهم. ان الحرب وان كانت صراع عربي صهيوني إلا ان تأثيرها أوسع من ذلك، فالولايات المتحدة الأمريكية لا تهدأ حتى يكون ابراز قوتها العسكرية امام دول المنطقة، وتغافلها عن حق الشعب الفلسطيني، ومؤازرتها لدولة الاحتلال الصهيوني، لهو رسالة لكل دول المنطقة على الرضوخ لها والتطبيع مع وليدها الصغير، الآن او بعد حين. ومن جهة اخرى بما ان روسيا تعيد نشاط حقبة السوفيت المناصرة لشعوب المنطقة، كما هو الحاصل الآن في سوريا، وما يفرزه هذا الوجود من سيطرة اقتصادية لها في المنطقة مع شريكها اللاعب الصيني، وقد بدأت فعلاً بشن حرب اقتصادية على دول الغرب بعد التوقيع على اتفاقات اقتصادية مع الكثير من الدول، فيكون الضغط عليها للوصول لتسوية معها، وإيقاف المد الروسي الصيني في المنطقة عن طريق مفاوضات حرب غزة. فلإيجاد موازنة بين قوى الغرب من جهة وتحالف روسيا والصين وايران من جهة أخرى، باتت الحروب هي مصدر الضغط للوصول الى موازنات بين القوى الدولية المهيمنة، ففتحت جبهتين الجبهة الأوكرانية وجبهة فلسطين، فالسماح لروسيا لإكمال غاياتها من حربها مع أوكرانيا يعني توسعها على حساب التوسع الغربي في اوربا، وغلق المجال على إنضمام أوكرانيا لحلف الناتو، وما سيشكله ذلك من خطر وصول الحلف الى حدود دولة روسيا، لذلك ان ورقة حرب غزة ستكون ضاغطة على التحرك الروسي في حربه نحو أوكرانيا وإلا خسرت موطئ قدمها في الشرق الأوسط وهو مما لا تريد التنازل عنه؛ والضغط على ايران من جهة أخرى عن طريق روسيا في قبول شروط صناع القرار في المنطقة، كالتعهد بعدم مواصلة دعم المقاومة ببعض الأسلحة ورفع اليد عن مساندة الحوثيين وغير ذلك، كل ذلك يكون بمفاوضات ما يسمونها لاحقا مفاوضات السلام او مفاوضات وقف الحرب، والضغط على بعض التجمعات الأقتصادية مثل بريكس التي ارادت الأنفراد بالجانب الأقتصادي دون المشاركة مع الدول الأقتصادية الأخرى ومن بينها الاتفاق على التعامل بعملاتها الوطنية وفتح طرق اقتصادية للتنمية؛ فالصين تريد انعاش طريق الحرير، وبالتالي سيتم تأثيرها وهيمنتها الأقتصادية في المنطقة، والمتطورة سريعاً خلال السنين الماضية. ان الحرب وان كان ظاهرها فلسطيني صهيوني، إلا انها حرب دولية هدفها الزيادة في الهيمنة العسكرية والسياسية والأقتصادية؛ حينها تظهر اتفاقية سايكس بيكو جديدة بين اطراف الصراع وصناع الحروب، وكل ذلك على حساب الشعوب.
Show all...
👍 1
لكن عندما أرادوا تحقيق غاياتهم السياسية والأقتصادية، فأنهم قد وقعوا بمستنقع التوسع الذي سيزيد من استنزاف قوى الحرب ويلهيهم بلعبة ارادوها فوقعوا في جحيمها { وما للظالمين من أنصار }. حارث اللامي
Show all...
👍 1
انتصار المظلوم إن ما يقوم به المظلومون في غـ ـزّة لهو مفخرة لكل الشعوب المُستضعفةِ والحُرّةِ، حيثُ أن كسر ذلك الوهم الكبير الذي تعشعَش في عقول كل البشريةِ مِن أن شعب اسـ ـرائيـ ـل يختلف عن بقية الشعوب، وان له مزايا لا تتوفر في غيره، لهوَ إنجازٌ لم يتحقق، ولم يقدِر أحد على تجاوزه، وأبسط وأوضح مثالٌ على ذلك هو أن القيادات العربية مازالت تعيشُ في ذلك الوهم؛ مِن أن الفرد اليهـ ـودي يختلفُ عن بقيةِ بني البشر، وأن كيـ ـان اليهـ ـودِ لا يمكن ان يُغلَب او يُنافَس لانهم اصحاب عقول فعالة! لهذا ترى بوضوحٍ جَلي تردُد الحكام العرب، وتخاذلهم عن نصرة اخوتهم بل أنفسهم في معركة الشرف، وأمسى كلُّ حاكمٍ منهم يأخذ الإذن من أربابه لأجل إصدار بيان إستنكارٍ او شَجبٍ لِساني لا يُسمِن ولا يُغني، بل ان بعضهم يخشي حتى من الإستنكار، فيضطر إلى تقديم أثمانٍ مقابل إستنكاره الصوَري! كي يحفظ ماء وجهه امام شعبه. لكن الله ناصرُ المؤمنين؛ وإن لم يكن نصراً مادياً، فقد حقّق المقـ ـاومون من الاهداف ما عجزت عنه دول عظمى، وإن ذهبت فيها تضحيات كبيرة، فإن حجم التضحيات يكون بقَدرِ عظَمةِ الغاية. لقد كانت فرصةً كبيرةً للحكامِ العرب في أن يسجلوا موقفاً تاريخياً، وليَخرجوا من طوقِ التبعية، وليستَعيدوا شيئاً من مكانتِهم وكرامةِ شعوبهم. ان ما قام ويقوم به رجال المقـ ـاومة سيُغيرُ الموازين الدولية، ويكون مقدمةً لأمرٍ عظيم وتغيراتٍ على الساحة الدولية؛ ( فالعملية التي حرّكت كلَّ دولِ العالمِ حكومات وشعوب، لا ريب أنها تُخفي وراءها امراً كبيراً ) . حفظ الله غـ ـزة واهلها. لسماحة #الأب_المربي #الشيخ_منتظر_الخفاجي دام عطاؤه
Show all...
👍 1 1
" الثقافة والمثقف " قد لا يوجد اتفاق تام لتعريف الثقافة، من حيث المضمون، أوالعناصر والمقومات التي تتألف منها الثقافة، أو من حيث البيئة والمجتمعات المختلفة التي تتعامل مع هذا المصطلح الحديث نوعاً ما، والسبب يُعزى الى الجهل بمعنى الثقافة كمفهوم من حيث اللغة، والمصاديق والاشتقاقات المتولدة عن ذلك المفهوم. ما جعل الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام كل من هَب ودَب لتوظيف واطلاق هذا المفهوم دون قيد أو ضابطة. ولذا فان العودة الى اصل ذلك المفهوم والتعرف عليه، يمنحنا رؤية واضحة جامعة لأركان واهداف الثقافة، ومانعة من الانزلاق والوقوع في متاهات التوزيع العشوائي للألقاب والاختصاصات الدخيلة الى تلك الدائرة بالانتساب أو الادعاء، ويُمكننا ايضاً من اعادة تجنيده بهيئته وشكله الصحيح والمنضبط. الثقافة لغة مستمدة من الفعل الثلاثي " ثقف " ولها معانٍ عدة منها: الحذق، الذكاء، سرعة التعلم، الفطنة، ضبط العلم، الفهم، التقويم، التسوية، التهذيب، التشذيب، الظفر. فيقال غلام ثقف : أي ذو فطنة، ثَقِفَ الكلام : بمعنى حذقه وفهمه بسرعة، وثَقَّفَ الرمحَ : إذا قوّمه وسوّاه، وثَقَفه إذا ظفر به وادركه قال الله تعالى ( فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ )، وثقف الولد : بمعنى هذبه وعلّمه . وفي اللغة الانجليزية فأن كلمة " culture " ترجمتها العربية تعني " الثقافة، الحضارة، الاستنبات، التثقيف، التهذيب، الحراثة. وفي الاتفاق اللغوي بين العربية والانجليزية دعم لبحثنا، ودفع في اتجاه واحد لإرساء مفهوم مؤكد، حتى مع وجود مصاديق مختلفة " كالحراثة، الاستنبات " فهي تستبطن ذات المعنى، وجميعها تؤدي الى غاية واحدة. فأذا ادركنا أن معنى " الثقافة " يدور حول تلك المعاني التي قدمتها لنا اللغة، من الحذق والفهم السريع والادراك والظفر والتهذيب والتسوية، فأننا نحصل على ثلاثة نتائج موجزة تختزل هذا الموضوع : النتيجة الاولى : وهي ان المثقف هو ذلك الفرد الذي تتحقق فيه تلك المصاديق من الوعي والادراك وسرعة الفهم، والذكاء والحذق، فتلك ادواته التي يتمكن من خلالها من استخلاص الافكار والاستنتاجات وتحويلها الى تطبيقات عملية هادفة. إذ ان وظيفة المثقف وظيفة رسالية عابرة للقوميات والاعراق والاديان والالوان والاجناس. فالمثقف هو ضمير المجتمع الحي، ولسانه الناطق المعبّر عن صحوته، والداعي الى إعمال العقل، واستنهاض الهمم، وتفجير الطاقات، وغرس بذور الوعي في محيطه ومجتمعة، مواجهاً بذلك كل التحديات والصعوبات التي قد تعترض طريقه . النتيجة الثانية : الثقافة الخاصة : وهي دائرة فردية توجب العمل بمقتضى ذلك الفهم والادراك لتسوية وتهذيب واعداد الفرد، فيعمل بما قد عَلِم، ويبادر الى تكميل نفسه، وسد ثغرات نقصه، بإيتاء كل ذي حق حقه، أو كما قيل : إن لربك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعطِ كل ذي حق حقه، فثقافة القلب بالتوجه الصحيح والارتباط المعنوي الجاد والعبادة المؤدية اليهما، وثقافة العقل بالاطلاع وتعلم المهارات، واكتساب ادوات البحث والتنقيب الفكري، وثقافة الجسد بالرياضة والحركة وما لها من انعكاسات تعم كل البدن. فالثقافة الخاصة اذاً هي دائرة فردية تتركز حول الاعداد الشخصي لكل فرد، و تشمل جميع مستوياته وجوانب وجوده. الثالثة : الثقافة العامة : وهي دائرة عامة تقتضي مشاركة ذلك الوعي الخاص، وانفتاح بوابة الفكر والمعرفة الفردية، على المجتمع بنحو عام، وبذل تلك المعارف الى مستحقيها كلا بحسبه، كمساهمة فعلية في رفع نسبة الوعي والادراك، والنهوض بالمستوى المعرفي للمجتمع ككل، وتشخيص نقاط ضعفه وقوته وتقديم الحلول الناجعة لمشاكله، وكل ما يعرقل مسيرته، وتلك مسؤولية كبرى تقع على عاتق المثقف بالدرجة الاولى. أو قل هي تفعيل واستثمار للنتيجة الاولى والثانية، والدعوة الى التغيير والتجديد بما يوافق ويناسب كل مرحلة. الخلاصة : * ان الثقافة هي اسلوب حياة جامع وشامل ومسؤول، وهي منتج انساني يبتني على تلك المقاييس التي قدمناها، ولاعلاقة لها بالشهادات الاكاديمية الجامدة، ولا المناصب والاختصاصات العلمية المقيدة في دوائرها الضيقة، ما لم تنعكس تلك المؤهلات وتترجم الى تطبيقات عملية وسلوكية تتعدى دائرة الفرد والاختصاص لتشمل البيئة والمحيط والمجتمع ككل، وتعود عليه بالمنفعة والتقدم. * وان القيمة الحقيقة لتلك الشهادات العلمية لا يتعدى كونها شهادة، واعتراف بالدراسة وحيازة للعلم الخاص في هذا المجال لا اكثر، ولا علاقة لها بالثقافة من قريب او بعيد . * وان كل متعلم أو مختص لا يغادر مجال اختصاصه، ولا يسعى الى تنوع مشاربه، وينمّي مواهبه، ويفعّل ما اُودِع فيه من قدرة للابتكار والابداع، والمشاركة في التغيير والتجديد كعضو فاعل في المجتمع فهو متعلم فقط، و ليس كل متعلم مثقف ولا عكس، فلا يشترط في المثقف درس خاص ولا شهادة. باسم الخفاجي
Show all...
#أبناء_الأب_المربي #الأب_المربي
Show all...
3
إزدواجية الشخصية: على الرغم أن الأمراض العضوية تُمثل عامل خطر كبير على صحة وسلامة وحياة الإنسان في الكثير من الأوقات، إلا أن الأمراض والاضطرابات النفسية، وخصوصاً المتطورة منها، تُعد هي الأخطر على حياة الفرد؛ لأنها تؤثر بشكل كامل على حياته وتفاعله مع الاخرين. وتُعّد ازدواجية الشخصية إحدى أهم وأشهر أنواع الاضطرابات النفسية المنتشرة بين عدد كبير من الأشخاص وبنسبٍ متفاوتة. وتعرّف ازدواجية الشخصية إنها حالة الفرد الذي له نوعان من السلوك، أحدها سوي والآخر مرَضيٌ لا إرادي. كما توجد بعض الحالات التي تُمثل اضطراب الهوية الشخصية، ومن أشهرها ما يلي: - وجود شخصيتين مختلفتين أو أكثر، وكل شخصية لها صفاتها المميزة، بحيث تأتي الشخصية مصحوبة بتغييرات في السلوك والذاكرة والتفكير، وحتى التغيير في التفضيلات، مثل الطعام والأنشطة اليومية التي يُمكن ملاحظتها من قبل الآخرين. - فقدان الذاكرة وحدوث الفجوات المستمرة في الذاكرة، حول المعلومات الشخصية، والأحداث اليومية. - الشعور بالضيق والارتباك والقلق المتكرر بصورة مختلفة عن الشعور الطبيعي للإنسان. - ظهور العديد من المشاكل في الجوانب المهنية والاجتماعية. ومن أسباب الإصابة بازدواجية الشخصية: - عدم التكيّف مع الواقع، والهروب من تجربة مؤلمة، وعدم القدرة على حلّ مشكلات استعصت على صاحبها، وعدم تكيّفه مع نفسه، وغير ذلك مما يمكن أن تكون أسباباً لازدواجية الشخصية. وأؤكد أن التربية لها الدور الأكبر في بناء شخصية الإنسان وأساسها والذي يقوم عليه البناء الأهم في إنجاح هذه الشخصية، فإن كان هذا الأساس قوياً كان البناء قوياً، والعكس صحيح. إن الاهتمام والرعاية الإيجابية والحنان الأسري والإشباع العاطفي من حق الأبناء على الآباء، بل يجب إيصاله لهم بكل الوسائل، اضافة الى تأمين احتياجاتهم بيولوجياً ونفسياً، وأن يُعزز لديهم الشعور بالأمن والراحة صغاراً وكباراً حتى لا يبحثوا عن بدائل. فالبعض لا يُحسِن فن العلاقات الإنسانية مع أبنائه، خاصة في فترة المراهقة وطيشها، فلا يتعامل معها بهدوء وروية، بل يُضخِمها، فيؤنب وقد يقسو ولا يحتَوي، وهنا يقع للأبن ما لم يكن في الحسبان، وهو الهروب للشارع وأصدقاء السوء، من قسوة والديه، فتتحول سوء معاملة والديه، لقضايا قد يتورط فيها الأبن لا قدر الله. واقعاً، نحن نحتاج تطبيقاً لمنهج التربية الإسلامية في حياتنا، كما فعل رسول الهدى –صلى الله عليه واله وسلم - في تربية أبناء الإسلام، ومثال ذلك : الشاب الذي سأل الرسول أتأذن لي في الزنا؟!!قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا، قال: أتحبه لأختك؟ قال: لا، قال: ( كذلك الناس لا يحبونه) ، فلمْ يوبِخه ولم يُعنِفه صلى الله عليه وآله وسلم بل اجابه بأسلوب تربوي قويم. ومن التربية السلبية إنتقادُ الأطفال أمام الآخرين، وهو المتوارث، فبعض الآباء يطبقونه على أبنائهم للأسف الشديد، وهذا الإرث يخلق من مقومات خَلق الإزدواجيةِ في الشخصية. ويتم علاج الازدواجية في الشخصية من خلال الاتي: - العلاج النفسي: وفيه يكون العلاج من خلال اللجوء إلى أخصائي مُتخصص بالامراض والمشاكل النفسية، حيث يُمكن أن يُساعدهم على التحكم بعواطفهم، ويهدف هذا النوع من العلاج الى محاولة إعطاء المصاب الإحساس بذاته وزرع الثقة بها. - العلاج السلوكي: يندرج تحت هذا النوع من العلاج نوعين من العلاج: السلوكي الجدلي، والعلاج السلوكي المعرفي، بحيث تُركِز هاتان الطريقتان على سلوك الشخص وأفكاره، وتمكينه من إدارة مشاعره. والحمد لله رب العالمين. محمد حبيب #أبناء_الأب_المربي #الأب_المربي
Show all...
2
فيض من محاضرة الافكار لسماحة الشيخ منتظر الخفاجي " شيخي واستاذي " حفظه الله تعالى . في الظاهر ان الافكار هي وليدة الوعي البشري عموماً ، اساسها والسبب الاول في ايجادها في المستوى الظاهري ، هو مايرد على الانسان من صور حسية مختلفة عن طريق حواسه الخمسة ، فيقوم العقل بمعالجة وتحليل تلك الصور الحسية ، ويستخلص منها صيغ واستنتاجات تمهد لولادة " افكار" في مختلف مجالات الحياة وجوانبها المتعددة ، وهي بدورها " الافكار " تتوالد وتتغير بحسب مستوى كل فرد ومرحلة . وفي الباطن ان تلك الافكار والتصورات الظاهرية ، لا تأتي أكلها كل حين ، بل ولا يمكن لها ان تتعدى مستواها الظاهري وادواتها المادية ، ولذلك " هي طريق ناقص " كما وصفها شيخنا الاستاذ ، فتكون مضرّة من جهة الباطن ، لاختلاف المباني والأدوات المعرفية ، ومبعّدة للفرد ومقيّدة لسلوكه وكماله ، وحجاب عن جانب الحق سبحانه ، ولذا قال تعالى عن لسان الموحد ابراهيم "ع" : ( رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) " بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ " هو محل التجريد عن جميع الافكار والنوازع البشرية ، وافراغ الوعاء كاملاً لاستنزال ما يرد منه سبحانه حصراً . " عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ " البيت المحرم حجاب العزة الذي تسوّرت به الذات ، وما بعده ليس كما قبله ، فتنتهي عنده رحلة السالكين ، ويحلوا احرامهم الواصلين . " لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ " الصلاة من الصلة والاتصال وهي الحضور الدائم بين يدي المولى سبحانه ، ورؤيته في جميع الافعال والاحوال ، واقامة الصلاة غير ادائها ، كما ان هذه الصلاة ليست حركات ، بل هي تفعيل الجانب الحق ، والدعوة اليه بالحكمة والموعظة الحسنة لانها السبيل اليه . " فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ " تهوي اليهم … لم يقل تهوي إليك ، أو تهوي اليّ ، بل قال تهوي اليهم لأنهم ابوابه ، ومظاهره ، والدعاة اليه ، العاملين بين يديه ، المؤيدين برزقه من ثمرات العلوم والمعارف الحقه . والحمد لله تعالى وحده باسم الخفاجي
Show all...
2