رَزْنَة

ستكون المرة الأخيرة إن شاء الله الذي أُشارك فيه تفاصيل اعتكاف وريد، سأكتفي بأن يكون بيني وبين الله وبين الصُحبة التي نتشارك الليل ودُجى الأيام معًا. سأصنع لي زاوية خاصة في اعتكافات وريد؛ فالمرء بحاجة إلى العُزلة، أن يخلع قلبه ويذهب به إلى الله، أن تكون له خبيئة لا يعلمُ بها إلى الله. اختاروا ليلة محدد تخلعون فيه قلوبكم لله، ليلة تكون لله، بكُل ما فيها لله، ليلة تكون للإنابة والعودة لله بعد أيام وشهور من الشتات والبُعد والتوهان، ترتاح فيها صدروكم، تخرجوا ما في جَعبتكم لله، تتحدثون مع الله وكأنه أمامكم يا الله ما ألذُه من شعور! تمسكوا بمن يذكركم بالله، تمسكوا بمن يخشى عليكم عن الحرام، تمسكوا بمن يخاف عليكم من عذاب الآخرة، تمسكون فإن والله الدنيا ثقيلة وبحاجة لرفاق صالحين بعد الله. استفيدوا من مجالس العلم، ومن برامج العلم، ومن المحاضرات النافعة؛ فإنها والله ضماد وزاد للقلوب. جميعنا نُحاول، الجميع هنا يسقط ويقوم، فأحذر أن تسقط ولا تقوم؛ فالدنيا إلى زوال وما نحن إلا عابرون ولن تكون الدنيا في يومٍ لنا. رضي الله عن القائمين في البرامج النافعة، رضي الله عمن ينشر لينفع غيره، رضي الله عن كُل شيخ وكُل معلم وعن كُل صُحبة…