من غيبٍ لشهادة

يا معشر من أحبَّ الله وهم لمعصيته -إذا غُلِبوا عليها- كارهون؛ هلُمُّوا. هذا أثرٌ مرويٌّ عن رب العزة تبارك، لا يدَع فؤاد عبدٍ يتألَّه اللهَ إلا أوجَع منه كل شيءٍ. بك اللهم نتلو ما يُروى عنك خاشعين: "أيؤمَّل غيري للشدائد؛ والشدائد بيدي وأنا الحي القيوم! ويُرجَى غيري ويُطرَق بابُه بالبُكُرات؛ وبيدي مفاتيح الخزائن وبابي مفتوحٌ عند دعائي! من ذا الذي أمَّلني لنائبةٍ فقطَعْته! أو من ذا الذي رجاني لعظيمٍ فقطَعْت رجاءه! أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له! أنا غاية الآمال كيف تنقطع الآمال دوني! أبخيلٌ أنا فيُبَخِّلني عبدي! أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي! ﻓﻤﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣِّﻠﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﻣِّﻠﻮﻧﻲ؛ ﻭﻟﻮ ﺟَﻤﻌﺖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﻋﻄﻴﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﺑﻠَّﻐﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻣﻠﻪ؛ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﺺ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻲ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺫﺭﺓٍ! ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﻘﺺ ﻣُﻠﻚٌ ﺃﻧﺎ ﻗﻴِّﻤُﻪ! فيا بؤسًا للقانطين من رحمتي، ويا بؤسًا لمن عصاني وتوثَّب على محارمي".

يا إخوتي لا تجلدوا أنفسكم بغير جريرة نحن لم نبايع ونعين يومًا هؤلاء الخونة على العروش بل بدا بيننا وبينهم العداوة والبغضاء وتبرأنا إلى الله، من أعانهم وأيدهم هو شريكهم في الجُرم، ويتوب الله على من تاب. وظفوا مشاعركم توظيفًا صحيحًا فلا وقت للإنكسار، من أقعدته المشاهد فليُقل منها ومن حرَّقته فليجعلها مداده.

الحمد لله وحده. قد تغفل غفلة في أول الصلاة، فما تعي إلا في تسليم آخر الصلاة، فيكون حظك التكبير، والتسليم. وقد تقع وقعة غفلة، لا تقوم منها إلا بعد أشهر، أو سنين، فيضيع من عمرك ما يضيع. ومن الناس من يسقط السقطة، فيظل يتمنى الأماني، حتى يفيق مع سؤال الملكين، وهم الذين سيجيبونهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنهم لا يدرون إلا أن الناس كانوا يقولون عنه شيئا، فقالوا كما قال الناس! والعاقل من لا يخلي يومه من أشياء يرجوها مكتوبةً في صحيفة حسناته، ويفرغ صحيفة سيئاته، وهكذا يفعل كل يوم، وكل موسم، يأخذ نفسه بالجد، فإنه لا ينتفع بعمره، إلا بهذا. لا أن يُسرق منه عمره بغفلة تليها غفلة، وأمنية تلو أمنية، وسوف، ولعل، حتى يقف فجأة أمام الله، وما هي بفجأة. والذي لا يدري فيم تسكَّعَ مدة عمره؛ هو المغبون. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

‏لن تهدأ نفسُك في الأزمات الشديدة إلا بكلام عُلوي يأتي من خارج قدرات البشر، من خارج نطاق التفكير البشري وحدود تصوراته، ولا تستطيعه النفوس البشرية ولا تطيق اختراعه صدورُهم. تحتاج نفسك إلى كلام من رب قوي عزيز محيط رحيم رؤوف عليم باحتياجها وفقرها، فتهدأ النفس عندئذ، ويثبت القلب ويرضى العبد. الحمدلله الذي أنزل على عبده الكتاب. د. أحمد عبد المنعم

[غزة وصياغة الأولويات] شعب غزة يجعلك تعيد النظر في ترتيب أولوياتك.. فهذا النتاج العجيب يبينُ عن تربية مختلفة.. وكأن الأجيال تتوارث الهم، وتُرضع الأمهات القضية لأبنائها! ولك أن تتساءل أنت اليوم: كيف تربي أبناءك؟ ما أولوياتك تجاههم؟ ما مقدار حملهم لقضية نصرة الدين ؟ ما هي أولوياتهم الدراسية؟ ما حظ القرآن في حياتهم؟ بل قل .. ما أولوية الدين في حياتك أنت قبل أولادك؟ ما الحيز الذي يشغله الدين في بيتك؟ أيأتي الدين في أوقات الفراغ والراحة، أم هو إطار الحياة وقلبها؟ أيتها الأم.. المسئولية عليك كبيرة، ونتاج تربية أطفال غزة ينبئك أن الفارق كبير بين تربيتهم وتربيتنا. أنتِ من تنجبين الرجال، وتنحتين همومهم.. إن غزة تعيد صياغة أولويات الأمة..

اللين المقصود في الدعوة هو: التلطّف في منهج بيان الحق، لا التفنّن في إخفائه؛ والحكمة في كشف الباطل بجلاء، لا التستّر عليه بدهاء! فهذا الأخير هو الذي قال الله تعالى عنه لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9]. #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة

أردتَ الذهاب فحُصرت! أردتَ التبرع فحبست المساعدات! أردتَ نصرتهم بالكلام فحذف كلامك! أردتَ تمريضهم فمنعوك إلا لمن أرادوا! وكأن الله يقول لهذه الطائفة: انفضوا أيديكم منهم، فإنما تنصرون من السماء! فلا أعظم إذا من الدعاء!

الحمد لله وحده. إن الله عز وجل وحده هو الذي يحمي، وهو وحده الذي يئوي، وهو وحده الذي ينصر. ولو اجتمع أهل الأرض لينفعوا أهل غزة بشيء لم يكتبه الله فلن يقدروا، ولو اجتمعوا ليضروهم بشيء، ما ضروهم إلا بما كتبه الله العظيم. والذي يفعل ما أمره الله به؛ إنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل على نفسه. ولا رجاء إلا في الله وحده.

أحداثٌ كفيلة جدًا بأن يفيق من يريد أن يفيق وأن يراجع حياته من يريد أن يراجعها، ولكن بعض الناس يريدون أن يبقوا كما هم، ويتمنون أن تنتهي الأحداث بسرعة ليس من باب الشفقة بالصامدين، ولا من باب أنهم لا يستطيعون تحمل المزيد من المشاهد المؤلمة، ولكنهم يريدون من الجو العام أن يتناسب مع التلاهي الذي هم غارقون فيه، وأن يحرروا يومياتهم من سطوة المجتمع الحزين من حولهم، يريدون من المصعد المعطل بين السماء والأرض الذي تنحبس فيه الأنفاس أن يعمل مرةً أخرى، فيخرجون للحياة ويمارسون كل عاداتهم التي أغرموا بها، ويعبدون هواهم الذي لا يحبون أن يتوقفوا عن عبادته. محمود توفيق

غزة الآن .... القصف في كل مكان🇵🇸