نُزْهَةُ الفُضَلَاءِ

‏شرح «آداب المشي إلى ⁧الصلاة⁩»

‏للإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب⁩ ‏-رحمه الله- ————————— ‏للشيخ أ.د عبدالسلام بن محمد الشويعر⁩ ‏-حفظه الله-

«هدم الدين بدعاوى التعظيم»

من الأساليب الماكرة الخفية التي سلكها أعداء الإسلام قديمًا وحديثًا: معارضة الدين بدعوى تعظيم الله وتنزيهه عن النقص. - فالمشركون استغاثوا بأصنامهم وعبدوها بدعوى أنها تقربهم إلى الله زلفى، وأنّ الله أجلّ من أن يدخلوا عليه بذنوبهم بلا واسطة وشفاعة! - وأنكروا رسالة النبي ﷺ بدعوى أن المناسب لعظمة الله أن يرسل ملَـكًا، لا بشرًا! - وأنكروا القرآن بدعوى أن فيه أمثالًا مضروبة، والله عندهم أجلّ من أن يضرب مثلاً. - وفيما بعد، ادّعى المعطلة أن نفي الصّفات تنزيهٌ لله عن التشبيه. - وادّعى القدرية أن نفي القدر تنزيهٌ لله عن الظلم. وهكذا كلُّ مذهبٍ باطلٍ يُلبسُ باطله لَبُوس تعظيم الله وإجلاله، وجميعهم مبطلون في ذلك، بل مذاهبهم تقتضي تنقّص الله تعالى وتسويتَه بخلقه، وإبطالَ كمالِه وحكمتِه وقدرتِه، مع ردّ ما جاء في كتابه وسنة رسوله ﷺ. وبمثل هذا يدّعي العلمانيون اليوم أن الدين شريفٌ لا ينبغي أن يدنّس بالسياسة القذرة! ويمنعون أحدًا من الدفاع عن حقّ الله، بدعوى أنّ الله لا يحتاج إلى من يدافع عن حقّه! فيكذبون على الجهلة بهذه الحجج، مع كونهم أكثرَ الناس محاربةً لشرع الله وإيذاءً لأوليائه! والمقياس الحقّ الواضح لتعظيم الله هو التسليم لشرعه والانقياد لحكمه، وتحقيق العبودية له سبحانه. والله الهادي.

د. لؤي الصمادي

”من عدل عن الطَّريقة الشَّرعيَّة؛ لم يُحقِّق الغاية المرضيَّة؛ اتَّخذ أُناسٌ رابطة أحزابٍ وجماعاتٍ ليجتمع بها المسلمون فزادتهم فُرقةً، وصاروا طرائقَ قِددًا؛ فاحفظ نفسك من سلوك بُنيَّات الطَّريق؛ فإنَّها تجرُّ إلى شتاتٍ سحيق“. ◄ [معالي الشيخ د. صالح العصيمي | ٢٦ شوال ١٤٤٤]

الإسلام الأمريكي الذي كنت حذرتكم منه سابقاً يغزو مجتمعاتنا ومنطقتنا بقوة هذه الأيام، عن طريق مشايخ السوء وغيرهم الذين باعوا دينهم بدنياهم، فمن يهتم بدينه ودين أسرته فليحرص كل الحرص على تعلم دينه كما أنزله الله تبارك وتعالى وكما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنه، فلا نجاة لكم إلا بذلك. فإني ألتمس التغير في المجتمعات المسلمة بشكل واضح. لا تظنوا أن الأمر هين، بل والله إنه لعظيم وعظيم جدا.