شُجُون

أحتاجك معي، لتُمسكَ بقبضةِ يدِك المتينةِ قبضتيَ الرّخوةَ، لتشدَّ على يديَّ بيديك، تلفُّهما وتضعهما على صدرك لتدفئَ برودَتهما بحرارة شعورك. أحتاجك معي، نتبادل الخطواتِ في درب المعالي، أسبقك بخطوة وأسحبك إليَّ، وتسبقني بخطوة فتشدني، تتأخر وأتقدم، وتتقدم وأتأخر، وحبلنا موصولٌ بمقدار، لا تزيد المسافةُ بيننا أكثرَ من طوله! نتبادل الخطواتِ في شِعاب الحياة، تتعثر خطوتي فتكفيني خطوتُك، وتتعثر خطوتُك فأكفيك. أحتاجك معي، رفيقًا رفيقًا، وصاحبًا رقيقًا، وناصحًا شفيقًا.. يَضيرك ما يَضيرني، ويسرك ما يسرني، وسعيي كأنه في طريقك، وسعيُك كأنه في طريقي. أحتاجك، لكي تبصرَ ما ورائي إذا ما رَنَتْ عيناي للأمام، وترنو بعيدًا بعينيك في أفقِ دربي إذا ما انشغلَتْ عيناي بما تحت قدمي. أحتاجك، كي أستند بظهري فلا أجد الخواءَ، أجدك.. أتكئ فلا يخدعني الفراغ فأسقط، ألقاك. أسقط، فإذا يداك ممدودتان ترفعان وتنفضان عني غبارَ السقوط. أحتاجك معي، تَخِفُّ بك أحمالي، وتَقْصُر معك مسافاتي، وتُستَعذَب في رفقتك آلامُ مَسيري وأوجاعُ خيباتي. أحتاجك، وجهًا أبصر فيه وجهي، وروحًا تَشِفُّ عن روحي، ونفسًا تَصِفُ نفسي، وقلبًا يخفق لي فإذا بصوت النبضات داخلي.…