القعقاع

”وَلِهَذَا كَانَ الرَّفْضُ أَعْظَمَ أَبْوَابِ النِّفَاقِ وَالزَّنْدَقَةِ. فَإِنَّهُ يَكُونُ الرَّجُلُ وَاقِفًا ثُمَّ يَصِيرُ مُفَضِّلًا ثُمَّ يَصِيرُ سَبَّابًا ثُمَّ يَصِيرُ غَالِيًا ثُمَّ يَصِيرُ جَاحِدًا مُعَطِّلًا.“ [ مجموع الفتاوى ٤٢٩/٤ ]

الرواية الصحيحة لقصة عفان وأحمد والقراءة على القبور. في السياق المذهبي واللامذهبي والنقاشات بينهما مما يعاب على كثير من المذهبيين أنهم إذا قالوا ”المعتمد“، فهم يوهمون القارئ أن ذلك أمر محسوم وكأنه لا توجد رواية أخرى في المذهب واختارها أصحاب كثيرون، خصوصاً في سياق التهييج على تيارات معينة فمثلاً يراد أن يقال: التيار الفلاني يبالغ في اعتبار الأشياء بدعة (مع أنه ينكر بدعاً لا خلاف في كونها بدعاً)، فنأتي إلى مسألة فيها نزاع قوي داخل المذهب هل هي بدعة أم لا؟ ونصور للناس من خلال اختزال (المعتمد) أنها رواية واحدة في المذهب والثانية ضعيفة ، مع أن الواقع أن الرواية بالبدعية شبه متواترة عن الإمام واختارها الكثير من الأصحاب، وهنا مثال موضوع القراءة على القبور ، اختار عدد من الحنابلة جواز القراءة على القبور بناءً على آثار وروايات رووها عن أحمد. واختار آخرون البدعية بناءً على روايات عن الإمام وما ثبت عنه من تضعيف الآثار في الباب بل واستنكارها كما يظهر واختار هذه الرواية غالب المنتسبين للسلفية اليوم، فيأتي البعض ويذكر الرواية الأولى فقط ويصفها بالمعتمد ليصور للناس شذوذ القول بالبدعية وليس كذلك بل بعض الروايات التي يستدلون بها على الإباحة لفظها الصحيح يدل على أن الإمام يقول بالبدعية. قال الخلال في القراءة على القبور أخبرني العباس بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا جعفر بن الحسين النيسابوري، عن سلمة بن شبيب، قال: ”أتيت أحمد بن حنبل فقلت له: إني رأيت عفان يقرأ عند قبر في المصحف، فقال لي أحمد بن حنبل: ختم له بخير “. ظاهر هذه الرواية أن أحمد يثني على قراءة عفان على القبور ويراه أنه ختم له بخير ولكن الرواية لها لفظ آخر أصح يدل على عكس هذا تماماً.. قال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ قال سلمة: وقلت لأحمد: طلبت عفان في منزلك فقالوا خرج، فخرجت أسأل عنه الجيران فقالوا توجه في هذا الوجه. فقلت أمضي وأسأل عنه فأدل عليه، حتى انتهيت إلى مقبرة وإذا هو جالس يقرأ على قبر (50 ب) ابنة أخي ذي الرئاستين. فنزلت عليه وقلت: سوءة لك. فقال: يا هذا الخبز الخبز. فقلت: لا أشبع الله بطنك. قال: فقال لي أحمد: لا يحتاج إلى هذا لا تذكرن هذا فإنه قد قام في المحنة [1] مقاما محمودا عليه، أو نحو هذا من الكلام. أقول: هذا الخبر سنده صحيح بخلاف رواية الخلال فيها جعفر بن الحسين لا يعرف( ثم أفادني أحد الأخوة أنه جعفر بن محمد بن الحسين ثقة معروف ولكن تبقى المخالفة حاضرة ) ،وتفسير الرواية أن عفان بن مسلم في محنة القول بخلق القرآن ثبت وكان المأمون قد هدده أن يقطع عنه العطاء وكان ينفق على أسرة كبيرة فيها أربعين نفساً. المأمون، من كان من الشيوخ الكبار لم يكن يضربهم ولكن يهددهم بقطع العطاء ومع ذلك ثبت عفان. وهنا سلمة بن شبيب تلميذ أحمد يذهب لعفان فيجده يقرأ على قبر بأجرة فغضب عليه سلمة وسبه (لأنه يرى هذا الأمر ليس جائزاً ) فاعتذر له عفان وقال له :الخبز الخبز.. يعني إنما أفعل ذلك لأجل أن أطعم من عندي. فغضب سلمة وقال له : لا أشبع الله بطنك فأخبر سلمة أحمد بهذا فأحمد اعتذر له وقال لا تذكر هذا عن عفان فإنه قام في المحنة مقاماً محموداً يعني أنه خسر عطاءه في المحنة ذباً عن التوحيد فإن رأيناه ضعف في أمر المال في سياق آخر ندمح له خصوصاً وأنه معترف فاللفظ الصحيح للرواية يدل على أن أحمد يوافق على أن هذا الفعل منكر بخلاف رواية الخلال الموهمة للعكس بل شدة سلمة على عفان تشبه تماماً شدة السلفيين على من يفعل ذلك اليوم، وقد فات هذا أصحاب الجامع لعلوم الإمام أحمد فأوردوا رواية الخلال وتركوا رواية يعقوب بن سفيان قال أبو حفص بن مسلم العكبري كما في كتاب الروايتان والوجهان (1/213) :" وقد روى عن أبي عبد الله بضع عشرة نفساً كلهم يقول بدعة ومحدثة فأكرهه وبهذه الرواية أقول " أقول : وحقاً هذه هي الروايات الأشهر عن أحمد والروايات الأخرى عامتها لا يثبت كما حققه غير باحث وفيها غرابة شديدة لأنه يبعد عن رجل في اطلاع أحمد أن يؤكد في أكثر من عشر مناسبات على شيء أنه بدعة ثم يظهر له دليل في ذلك ينقله عن القول بالبدعية فاطلاعه عظيم ومثل هذا لا يخفى عليه بل في الغالب يكون أمراً من الغرائب والطريف أن أبا يعلى مال للاباحة مستدلا بأحاديث هي منكرة عند كل المحدثين ولا تختلف الرواية عن أحمد في عدم الاعتماد عليها لذا لا وجود لها في المسند. =

قال أبو داود: سمعت أحمد سئِلَ عن القراءة عند القبر؟ فقال: لا. -"مسائل أبي داود" (1062) قال ابن هانئ: سألت أبا عبد اللَّه عن القراءة على القبر؟ قال: القراءة على القبر بدعة (3). -"مسائل ابن هانئ" (946) قال عبد اللَّه: سألت أبي عن الرجل يحمل معه المصحف إلى القبر يقرأ عليه؟ قال: هذِه بدعة. قلت لأبي: وإن كان يحفظ القرآن يقرأ؟ قال: لا، يجيء ويسلم، ويدعو وينصرف. الزيارة بعد حين رخص النَّبي صلى اللَّه عليه وسلم فيها. يقولون ذاك. _"مسائل عبد اللَّه" (544) قال الدوري: سألت أحمد بن حنبل قلت: تحفظ في القراءة على القبور شيئا؟ فقال: لا. نقل المروذي عنه: القراءة عند القبر بدعة، وإن نذر أن يقرأ كفر عن يمينه ولم يقرأ؛ لما روى أبو هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ليفر من البيت يقرأ فيه البقرة"، فلولا أن المقبرة لا يقرأ فيها لم يشبه البيت الذي لا يقرأ فيه بالمقبرة. "الروايتين والوجهين" 1/ 212، "الفروع" 2/ 305 وقال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم :" والثانية: أن ذلك مكروه. حتى اختلف هؤلاء: هل تقرأ الفاتحة في صلاة الجنازة إذا صُلِّيَ عليها في المقبرة؟ وفيه عن أحمد روايتان، وهذه الرواية هي التي رواها أكثر أصحابه عنه، وعليها قدماء أصحابه الذين صحبوه، كعبد الوهاب الوراق وأبي بكر المروذي، ونحوهما، وهي مذهب جمهور السلف، كأبي حنيفة ومالك وهشيم بن بشير وغيرهم، ولا يحفظ عن الشافعي نفسه في هذه المسألة كلام، وذلك لأن ذلك كان عنده بدعة. وقال مالك: " ما علمت أحدًا يفعل ذلك "، فعلم أن الصحابة والتابعين ما كانوا يفعلونه" فحين تقول (المعتمد) ولا تبين للناس أن هناك رواية أخرى عن الإمام شبه متواترة وعليها متقدمي أصحابه تخالف المعتمد عندك تنص على البدعية وأحياناً إلى درجة الإنكار وأن هذا مذهب أهل الرأي وأهل المدينة فهذا فيه إيهام وإذا كان أمر فيه آثار مثل القراءة على القبر ونجد الإمام عنه روايات بالبدعية فما بالك بأمر لا آثار فيه وعلم يقيناً أن الأوائل ما فعلوه مثل المولد ؟ وهناك أثر عن ابن عمر يوحي بالجواز كان يحيى بن معين يفتي به من يسأله ولكن يبدو الإمام لا يعتمد الخبر ولا يتسامح به ويرى أن السنة دلت على أن القبور لا يقرأ فيها القرآن إلا للضرورة ، وحمل ابن تيمية هذه الرواية على بداية الدفن فحسب ، ورواية رجوع الإمام انفرد بها مجهول ولا تقاوم الثابت المتواتر عنه وموطن الخلل إلحاق هذه المسألة بمسائل العقيدة والمخالف عنده شبهة أثرية.

قال عبد اللَّه - بن أحمد بن حنبل - : حدثنا أبي قال: ” قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة، فساق أهل السنة أولياء اللَّه، وزهاد أهل البدعة أعداء اللَّه.“ [ طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١/١٨٤ ]

🩵 🔊 #اليوم_العلمي الأول على قناة رواق أهل الأثر. 📖 يُجرد فيه بإذن الله :- 📃١- كتاب العلم لأبي خيثمة زهير بن حرب رحمه الله. 📃٢- كتاب الزهد لأبي حاتم رحمه الله. 📃٣- الأربعون حديثا متنا وشرحا لأبي بكر الآجري رحمه الله. 📃٤- كتاب بر الوالدين للبخاري رحمه الله. 📃٥- الرد على الجهمية للدارمي رحمه الله. ⏳️وذلك يوم غد الجمعة ١٥ ذو الحجة ١٤٤٥. 🕑 من الساعة 7:30 صباحا بتوقيت مكة مباشرة. 📌 ساهم بنشر الإعلان واحتسب الأجر وفقك الله. ▫️ رابط القناة / - https://t.me/rawak_Athar

جامع سفيان! للإمام سفيان الثوري رحمه الله جوامع الجامع الكبير الجامع المتوسط الجامع الصغير قال أبُو العرب التميمي في طبقات علماء أفريقية «..وإنَّما رَوى (جامِعَ سُفْيانَ الكَبِيرَ) البُهْلُولُ بْنُ راشِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيادٍ، عَنْ سُفْيانَ، وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خالِدٍ، عَنْ أبِيهِ، قالَ: قالَ لَنا البُهْلُولُ بْنُ راشِدٍ: قُومُوا بِنا نَذْهَبُ إلى ابْنِ خارِجَةَ، عَنْبَسَةَ بْنِ خارِجَةَ، نَسْمَعُ مِنهُ جامِعَ سُفْيانَ الثَّوْرِيِّ، يَعْنِي: جامِعَهُ فِي الرَّأْي» فالجامع الكبير فيه الحديث والاستنباط منه ومعانيه والجامع المتوسط والصغير مجرّدة للحديث والأثر قال ابو العرب في موطن من الكتاب المذكور «وقَدْ رَوى عَنْ سُفْيانَ جامِعًا لَهُ وسَطًا، آثارٌ كُلُّهُ.» أما الجامع الصغير فهو مختصر في الأحاديث وهذه قصته جاء في الثقات لابن حبان عن أحد الرواة «..وكانَ فِي أوله مجوسيا أسلم على يَدي الثَّوْريّ وله صنف الثَّوْريّ الجامِع الصَّغِير» ! وقد كان الجامع الكبير كتاب في الفقه المقارن ذكر ابن خير الإشبيلي جامع سفيان فقال «جامع سفيان الثوري الكبير في الفقه والاختلاف» وذكر أبو داود في رسالته لأهل مكة «ويكْتب أيْضا مثل جامع سُفْيان الثَّوْريّ فَإنَّهُ أحسن ما وضع النّاس فِي الجَوامِع» ومن شهرة جامعه كان بعض المشايخ يتقوت من نسخه وبيع نُسخِه جاء في بعض التراجم «وكان قوته شيئا يسيرا، كان يكتب جامع سفيان الثوري لقوم لا يشك في صلاحهم ببضعة عشر درهما فمنها قوته» وقال الدوري في تاريخه الذي كتبه عن يحيى بن معين «سألت يحيى، قلت له: ما ترى في رجل فرط في العلم حتى كبر فلم يقو على الحديث، يكتب جامع سفيان بيديه ويعمل بما فيه؟ قال: كان سفيان إماما يقتدى به. قلت: فمن كرهه؟ قال: ليس يكره جامع سفيان إلا أحمق!» ومن سعة الجامع الكبير للثوري صار الشعراء يضربون به المثل ، فقال أحدهم لمن جمع صفات عديدة (وهذا هو وجه الشبه): فقر وذلٌّ وخمولٌ معا أحسـنـتَ يا جـامـع سـفـيـان وقال آخر : طبيبا مُنجِّما وفقيها شــاعـــرا شعره غذاء الروحِ أنت طورا كـمـثـل جامع سفيان وطورا تحكي سفينة نوحِ.

سَمِعْتُ أَحْمَدَ، سُئِلَ» مَلِكِ أَوْ مَالِكِ؟ قَالَ: مَالِكِ [الفاتحة: ٤] أَكْثَرُ مَا جَاءَ فِيهِ الْحَدِيثُ. [ مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود ص 381 ]

بحثت بصفحة صاحب الحساب المسمى "حمزة بن محمد" فوجدت أنه أقرب للأشاعرة، إلا أنّ الكلام الذي قلته عنه المدجّنة ليسوا ببعيدين عنه، بل زادوا عليه بالشماتة والتخذيل ونصرة الرافضي على المسلم لمجرد خلافات شخصية راجع هنا و هنا و هنا و هنا نماذج عن عدد من المدجنة تؤكد ما قلته عنهم

‏عندما يصبح المدجن جروًا للروافض الأعداء لأصحاب رسول الله ﷺ من أجل التشفي بمن يطعن بالنووي وابن حجر هذه نتيجة الاقبال على تخرصات وفجور مصطفى شرقاوي وأبو عبيدة الهبادي وطارق السيد، ومن لف لفيفهم من حُماة الجهمية ‏للمعلومية؛ أداء الشيخ محمد بالمناظرة كان جيدًا، والمهدوي حاول بخبث أن يكثر ويكثف من عدد الشبهات المطروحة حتى لا يسع الشيخ الرد عليها جميعًا في الوقت المفروض..وبالرغم من هذا استطاع الشيخ أن يرد على معظم الشبهات المطروحة وأن يحشر المهدوي بعدد من الأسئلة التي ما قدر على الإجابة عنها. الأمر الذي لم يعجبني هو تنظيم المناظرة السيئ، مما أعطى فرصة للرافضي أن يعول على المظلومية واللطميات والعنتريات المزيّفة لكن بالمجمل مناظرة عادية خرج منها الشيخ محمد وبجعبته عدد من المهتدين الروافض الذين قرأنا تعليقاتهم ورسائلهم وفيها التوبة والبراءة من الشرك والتعطيل، والله أكبر

كم شخصًا يُثبت ويقر بلفظة "يا ساكن السّماء" التي يكفّر النووي القائل بها؟ قال الشيخ أبو جعفر الخليفي ¹ : قال النووي في روضة الطالبين (10/85) :”وأنّ الكافر إذا قال : لا إله إلا المالك ، أو الرازق ، لم يكن مؤمنا ; لأنه قد يريد السلطان الذي يملك أمر الجند ويرتب أرزاقهم ، ولو قال : لا مالك إلا الله ، أو لا رازق إلا الله ، كان مؤمنا ، وبمثله أجاب فيما لو قال : لا إله إلا الله العزيز ، أو العظيم ، أو الحكيم ، أو الكريم ، وبالعكوس ، وأنه لو قال : لا إله إلا الله الملك الذي في السماء ، أو إلا ملك السماء ، كان مؤمنا ، قال الله تعالى : { أأمنتم من في السماء } . ولو قال : لا إله إلا ساكن السماء ، لم يكن مؤمنا ، وكذا لو قال : لا إله إلا الله ساكن السماء ; لأن السكون محال على الله تعالى ، وأنه لو قال : آمنت بالله إن شاء ، أو إن كان شاء بنا ، لم يكن مؤمنا ، وأنه لو قال اليهودي : أنا برئ من اليهودية ، أو نصراني : أنا بريء من النصرانية ، لم يكن مؤمنا ; لأنه ضد اليهودية غير منحصر في الإسلام ” فهنا النووي يكفر من يقول ( الله ساكن السماء ) ولا تظننّ أنه في كلامه الأول يُثبت العلو فإن له عنده تأويلاً وكُتبه تنضح بالتأويلات فعبارة ساكن السماء قائلها عند النووي ليس مؤمناً فمن قالها ؟ قال البغوي في الجعديات حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، نا سَيَّارُ، نا جَعْفَرٌ، نا ثَابِتٌ قَالَ: ” كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُطِيلُ الصَّلَاةِ، ثُمَّ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَقُولُ: إِلَيْكَ رَفَعْتُ رَأْسِي يَا عَامِرَ السَّمَاءِ، نَظَرَ الْعَبِيدِ إِلَى أَرْبَابِهَا يَا سَاكِنَ السَّمَاءِ “ وهذا إسناد قوي في المقطوع وقد روى هذا الخبر اللالكائي في «السنة» محتجاً به على الجهمية ، ورواه أبو نعيم في «الحلية» وهو منسوب للأشعرية الأولى، وراه ابن قدامة في «إثبات صفة العلو» محتجاً به على الجهمية ، وكذا رواه عبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» وقال الذهبي في كتابه العرش :”133- وصح عن ثابت البناني قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة، ثم يركع، ثم يرفع رأسه إلى السماء، ثم يقول: إليك رفعت رأسي [يا عامر السماء] ، نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء”. رواه اللالكائي بإسناد صحيح عن ثابت” وكذا صححه في الأربعين في الصفات وقال أبو الحسن الأشعري في «الإبانة»:” ومن دعاء أهل الإسلام جميعا إذا هم رغبوا إلى الله تعالى في الأمر النازل بهم يقولون جميعا: يا ساكن السماء، ومن حلفهم جميعا: لا والذي احتجب بسبع سماوات” وهذا نقل إجماع وقد نقل ابن تيمية وابن القيم هذا النص وأقراه قال الماوردي في تفسيره :” قال الشاعر: (وما تَدري جذيمةُ مَنْ طحاها … ولا من ساكنُ العَرْشِ الرّفيع)” والماوردي معتزلي وكذا نقل هذا البيت القرطبي الأشعري وابن عادل الحنبلي وهو أشعري وكذا الشوكاني وهذا يدل على أن هذه العبارة موجودة في أشعار العرب دون نكير وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/215) : أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن قال سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول ح وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو بكر البيهقي قراءة عليه قال أنا أبو عبد الله الحافظ قراءة عليه قال سمعت علي بن حمشاذ العدل يقول سمعت جعفر بن محمد بن الحسين يقول سمعت سلمه بن شبيب يقول: كنا عند أحمد بن حنبل إذ جاءه شيخ معه عكازه فسلم وجلس فقال من منكم أحمد قال أحمد أنا ما حاجتك قال صرت وقال البيهقي ضربت إليك من أربعمائة فرسخ أريت الخضر عليه السلام في المنام قال لي قم وصر إلى أحمد بن حنبل وقل له إن ساكن العرش والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك. وهذا إسناد صحيح وفيه حل الإشكال الوارد في الرواية الأخرى فهذا ظاهر في أن هذه رؤيا منام و(ساكن العرش ) و ( ساكن السماء ) بمعنى واحد فالسماء في اللغة العلو وتطلق على كل ما سما فالعرش بهذا الاعتبار يسمى سماء وهذه الكلمة ليس فيها إثبات شيء زائد على ما ورد في الأخبار من علو الباري على عرشه."

¹ مقال: ” لو كانوا أحياءاً لكفّروك وما ترحموا عليك ! “