كُنَاشةُ أبي عزام

من الناس من يلزم مجافاة الكلام في أبواب التقصير العام التي يطرقها الوعاظ ، ولا تخطئ عين الناظر ولعه بدقائق الهوى الداخلة على المتشرعة ، وما يُخِلون به من المصالح والمفاسد ، ودقيق الفقه = مما يظنه حسن نظر وبعد غور. وما أكثر ما يحمل على ذلك دسائس من خفي الكبر ، والأنفة عن المطروق المعلوم العام الورود ، والتلذذ بعلوم الخاصة التي لا يتفطن لها أكثر الخلق ، وأشباه هذه الآفات التي تعرض للأذكياء والمثقفين حديثا ، وكانت تعرض للفلاسفة قديما فتحملهم على أنواع يختصون بها من التدين واعتناق المقالات وسبل الاحتجاج. وما أحرى بذي الديانة من محاذرة هذه المزالق فإنها لا تهلك إلا من يظن أنه في سوق التحقيق صاحب الكسب الأعظم ، وهو المصروف عن الخير على الحقيقة.

ابن عثيمين رحمه الله.. العالم الذي غلب فقهه تفسيره!. كَتَبَ الدكتور أحمد البريدي بحثًا ماتعًا بعنوان: (جهود الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في التفسير وعلوم القرآن) درس فيه تراثَ الشيخ رحمه الله المتعلق بعلم التفسير دراسةً أجاد فيها وأفاد، فجزاه الله خير جزاء وأوفاه. وكان مما كتبه الباحث في خاتمة البحث ونتائجه: (لقد كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله معتنيا بعلم التفسير، متميزا به، رغم عدم اشتهار ذلك عنه، نظرًا لشهرته في الفقه والعقيدة، وسبب ذلك يعود بشكل أساسي إلى عدم خروج تراثه في التفسير أيام حياته)[جهود ابن عثيمين في التفسير. ص٧٧٧]. وهذه النتيجة التي توصل إليها الباحث بعد دراسته لتراث الشيخ رحمه الله نتيجةٌ وجدتُّ آثارها في ثنايا حديث الشيخ رحمه الله، حتى كان الشيخ رحمه الله يتعجب من عدم إقبال الطلاب عليه في درس التفسير كما يكون ذلك منهم في درس الفقه، فهو عالمٌ مكتمل الأدوات، مستوفٍ لشروط المفسر، مع ما وهبه الله من ذكاء فطري يعينه على حل مشكلات علم التفسير. ولمَّا فقد الشيخ رحمه الله بعضَ طلابه في درس التفسير لجأ إلى البوح بشيءٍ مما يعتلج في نفسه تجاه هذا الدرس ومكانته في نفسه، فقال لتلميذه الدكتور حسين الغامدي: (درسُ التفسير يفتح الله عليَّ فيه فتوحًا ليست موجودة في بطون الكتب، غريبة الطلاب ماهم حريصين!).[لقاءات جمال سعيد مع طلاب ابن عثيمين، حلقة رقم: ٢٤] وقد كان الشيخ رحمه الله في درس التفسير كعادته في تدريس العلوم الأخرى، يحرص على تعليم طريقة التعامل مع العلم أكثر من حرصه على تعليم تفاصيل مسائل العلم ولو طالت مدة الدرس. ولمَّا أمضى الشيخ رحمه الله عدة سنوات في تفسير سورة النساء أشار بعض الطلاب إلى تلك المدة في ختام تفسير تلك السورة، ففهم الشيخ من إشارة ذلك الطالب استطالته الطريق، فقال رحمه الله: ( أنا لو أردت أن أمشي في التفسير مشيت بسرعة، لكن أنا جالس هنا أعلمكم كيف يُفسر القرآن، وكيف يُستنبط منه) [لقاءات جمال سعيد مع طلاب ابن عثيمين، حلقة رقم:١٥]. وقد كان الشيخ رحمه الله يُحِسُّ من نفسه تلك القدرة على التصدي لتفسير القرآن، ويشعر بأهمية ذلك، وهو مِن أوائل مَن أحيا طريقة التفسير المباشر للقرآن، وقد كانت الطريقة السائدة في البيئة العلمية آنذاك تجاه الدرس التفسيري هي الارتباط بكتاب معين في التفسير، والجولان حول مسائله والتعليق عليها إن كان ثمة تعليق، ولذا بثَّ الشيخ رحمه الله شجنًا آخر مرةً أخرى لتلميذه خالد المصلح، وقال له: (وددت لو أنَّ تعليمي كله في تفسير القرآن لكن الطلبة مايطيعون!)[محاضرة ابن عثيمين سيرة ومسيرة، خالد المصلح]. وهذا يدعو إلى دراسةٍ أكثر جدية، وأبعد عن تراتيب الأكاديمية وتكرارها، يلاحِظ فيها الباحث طريقة الشيخ وأصوله في درس التفسير، وهذا حديثُ مقال قادم بإذن الله. https://t.me/Othaymeeny

عجيبة؛ سكتوا مخافة القتال فكان ماذا؟ وأنا بصدد كتابة مقال معين احتجت إلى البحث عن سلف من قال بأن قول النبي ﷺ: «الندم توبة» هو من خصائص هذه الأمة. عكس الأمم السالفة التي كانت توبتها القتل في قوله ﷻ: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ يَٰقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِٱتِّخَاذِكُمُ ٱلْعِجْلَ فَتُوبُوٓاْ إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَٱقْتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [البقرة] فراجعت عددا من التفاسير فوقفت على أثر عجيب في تفسير الطبري، يقول أبو جعفر: «قال ابن جريج، وقال ابن عباس: بلغ قتلاهم سبعين ألفا، ثم رفع اللّٰه عز وجل عنهم القتل، وتاب عليهم. قال ابن جريج: قاموا صفين فاقتتلوا بينهم، فجعل اللّٰه القتل لمن قتل منهم شهادة، وكانت توبة لمن بقي. وكان قتل بعضهم بعضا أن اللّٰه علم أن ناسا منهم علموا أن العجل باطل، فلم يمنعهم أن ينكروا عليهم إلا مخافة القتال، فلذلك أمر أن يقتل بعضهم بعضا.» تأمل الكلام المسطور فإنه من أعجب الكلام وفيه عبرة وعِظة! فإن طائفة من بني إسرائيل عبدت العجل، وكانت هناك طائفة لم تعبده وأدركت أن عبادته باطلة ولكنها سكتت عن الإنكار على من عبد العجل خوف الفتنة والتفرق والاقتتال! فماذا حكم اللّٰه ﷻ؟ حكم بأن من لم يعبد العجل يقتل من عبد، فكان كل من عبد العجل يحبو فيأتي من لم يعبد العجل فيقتله، فإذا تحرَّك أو قاوم لُعن ولم تُقبل توبته، فقتل الرجل أباه وأخاه وولده وعمه وابن عمه وجاره، والنساء والذراري يركضن نحو موسى ﷺ يبكين طلبا أن يدعو ربه ﷻ فيعفو عنهم، فتضرع موسى وهارون ﷺ لربهما ﷻ أن قد هلكت بنو إسرائيل، فرفع اللّٰه ﷻ القتل عنهم وقد قُتل أزيد من سبعين ألف رجل منهم! الأمر هذا يتكرر في أمتنا، أن يُرى الشرك باللّٰه ﷻ وتعطيل صفاته ﷻ وقوة شوكة المحدثات والبدع فيسكت كثير ممن يعلم بطلان هذه الطُّرق مخافة تفريق الأمة تارة، ومخافة الجماهير تارة، ومخافة الإعراض عن ما يُسمى بـ "قضايا الأمة" تارة أخرى! فكان ماذا؟ ما تفرقت الأمة وجماهيرها كتفرقهم في زماننا، وما تسلط أعداءها كتسلطهم في زماننا! وفي هذا عبرة وعِظة. وفي حديث غثاء السيل للنبي الكريم ﷺ ذكر أن الوهن يأتي من ”حب الدنيا“. وهل هناك حب للدنيا أعظم من أن تترك المشرك يموت على شركه والمعطل يموت على تعطيله والمبتدع يموت على بدعته دون أن تدعوهم، فقط رجاء أن يتوحدوا معك على مشروع؟

الحاجة إلى الوعظ حتى مع وجود القضاء... قال النسائي في سننه: "35- باب عظة الحاكم على اليمين. 5469- أخبرنا علي بن سعيد بن مسروق، قال: حدثنا يحيى بن أبي زائدة، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: كانت جاريتان تخرزان بالطائف، فخرجت إحداهما ويدها تدمى، فزعمت أن صاحبتها أصابتها، وأنكرت الأخرى، فكتبت إلى ابن عباس في ذلك، فكتب أن رسول الله ﷺ قضى أن اليمين على المدَّعى عليه، ولو أن الناس أُعطوا بدعواهم لادَّعى ناس أموال ناس ودماءهم، فادعُها واتل عليها هذه الآية: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة} حتى ختم الآية، فدعوتُها فتلوتُ عليها فاعترفت بذلك، وبلغه ذلك فسرَّه". أقول: هذا خبر صحيح، وفيه أن القاضي يستخدم الوعظ والتخويف من النار للمتَّهم حتى يعترف. وهذا الخبر -على اختصاره- يدل على نقض أصول باطلة منتشرة بين الناس. فكثير من الناس يظنون أن وجود (القضاء) أو (القانون) يغني عن الوعظ والأخلاق الدينية، وهذا المعنى يكثر في اللادينيين وليس الأمر كذلك، فمهما كان القانون قوياً فإنه لا يمكنه أن يمنع الجرائم قبل وقوعها، فالعقوبات تتعامل مع الأمر بعد وقوعه، ثم ثبوت الأمر على الشخص يحتاج إلى بيِّنات عظيمة حتى لا نقع في الظلم، وهذا يترك مساحة لبعض المجرمين أن يتستَّر ولا تصيبه طائلة العقوبة مطلقاً أو تصيبه متأخراً. ومن الناس من يستصغر دور الواعظ ويعظِّم دور الفقيه والقاضي. والواقع أن كثيراً من ضلال الناس ليس بابه القوة العلمية التي يعالجها الفقيه، وإنما بابه القوة العملية التي يعالجها الواعظ. حتى أن كثيراً من أهل العلم صاروا يزهدون بالوعظ ولا يحسنونه، مع أنه نافع في القضاء كما في هذا الخبر ونافع أيضاً في الإفتاء. ولذلك نصوص الجنة والنار في القرآن نافعة حتى مع الكفار، لأن الناس لا يكفرون لداعي الشبهة فقط، بل غالب كفرهم لداعي الشهوة، وهذا يعالجه الترغيب والترهيب إن كان ثمة مجال للعلاج.

يقول أحد الباحثين المعاصرين المنتسبين لمذهب الإمام أبي حنيفة مصورًا حال من خالفهم في الاستحسان: (المخالفون ساءت ظنونهم، وطاشت أحلامهم، فوجّهوا سهامًا إلى الحنفية ترتد إلى أنفسهم، وذلك لتقاصر أفهامهم عن إدراك مرامهم، ودقة مدرك هذا البحث في حد ذاته). ومِن قبله وصف أحد متقدمي أصوليي الحنفية من خالفهم بالاستحسان بـ (قلة الحياء، وقلة الورع، وكثرة التهور). واستحضر بعد ذلك أن رأس المخالفين للحنفية في الاستحسان هو الشافعي. ولا يقع في وهمك أنهم يريدون بتلك الأوصاف غير الشافعي ممن بالغ في الرد على الحنفية، فإن المعاني التي رتبوا عليها تلك "الشتائم" يقول بها الشافعي وينطلق منها لنقض مقالة الحنفية في الاستحسان، بل هو أول من أسّس لمقالات الطاعنين في الاستحسان وكان من أشدّهم قولًا فيه وفي القائلين به. أقول ذلك وأؤكد عليه لتثبيت واقع الخلاف والإبقاء على صورته الحدّية كما هي، فإن الإبقاء على واقع الخلاف في قضايا المنهج ضرورةٌ معرفية، سواء في الاستحسان أو غيره، وليس من توقير الأئمة أن ينفى الخلافُ بينهم والحال أن ذلك الخلاف مفرّع عن مسالك كانت مكوّنًا أصيلًا لمناهجهم، فإن نفي الخلاف نفيٌ لتلك المكونات المنهجية. وعن الاستحسان، فكل محاولةٍ لتهوين الخلاف فيه بردّه إلى المشاححة في العبارة، أو حصره في معانٍ متفَقٍ عليها، أو غير ذلك = لا تعدو أن تكون تزييفًا باردًا لواقع الخلاف في هذا المسلك المنهجي عظيمِ التأثير والذي كان أحد أكبر محددات امتياز المذهب الحنفي .. فنفي الخلاف فيه أو تهوينه يفضي إلى إهدار أحد أكبر الخصائص المنهجية للحنفية.

| التكبير المقيد | 🔹مستنده: إجماع أكابر الصحابة رضي الله عنهم ، حكاه الإمام أحمد رحمه الله. 🔸مبدؤه : فجر يوم عرفة للمُحل، ومن ظهر يوم النحر للمحرم . 🔸منتهاه : عصر آخر أيام التشريق . 🔹شرطه : أن يكون قد صلى الفريضة -ولو فائتة- في جماعة. 🔹محله: بعد السلام مباشرة. قال البهوتي في كشاف القناع: "...ويؤخذ منه تقديمه على الاستغفار، وقول: اللهم أنت السلام - إلى آخره". 🔸 عدده: يجزئ مرة واحدة، وإن زاد فلا بأس، وإن كرره ثلاثًا فحسن . قاله في الإقناع . https://t.me/AhmadNalSwailem

بخصوص مناظرة الشيخ محمد بن شمس الدين مع الرافضي المهدوي قرأت عددًا من ردود الأفعال السيئة والتي فيها قِلّة أدب تجاه الشيخ محمد لقبوله المناظرة، وقبل أن أتحدث عن مسألة المناظرة أريد أن أبيّن أن كثير من الإخوة يتجاوب مع إرهاب المخالفين المدجنة لا شعوريًا فيقدّم إخوانه للذَبح بجلافة وغِلظة الشيخ محمد رجل في الدعوة من مدة طويلة ولا يغرنّك محاولات مجموعة من السفلة كالمدجنة والمناطقة وحبايب المناطقة للتقليل من علمية وفضل هذا الرجل فمحاولتك التقليل منه وسبّه حتى تبيّن للمُخالِف الي ماهو محترمك ولا شايفك شيء أنك إنسان غير متعصّب؟! هذا من السفاهة وقلة العقل والله للشيخ محمد مكانة عظيمة وسيبقى هكذا إن شاء الله شيخًا لتربية وتعليم أمثالك، بل ربما عدد من الإخوة الذين يسيؤون أدبهم معه اليوم تعلّموا مجموعة من مسائل السُنّة والأثر منه، فإذا كنت تحتمل مصائب مجموعة من المشايخ المشاهير لفضلهم عليك وتعليمهم لك فالشيخ محمد من باب أولى وهذه المُقدّمة ليس المراد منها التعصب لذات الشيخ محمد أو لغيره، وأنا أعرف أن مجموعة من مرضى القلوب قد يعترضون علي بهذا قدّمت بهذا حتى أشرح لمجموعة من الإخوة أن تصرفاتهم الصبيانة واعتراضاتهم التي يحوم حولها قلة الأدب والحكمة والفقه في الدعوة ما لها مبرر إلا لتعرضهم لتخرصات وإرهاب أما من ناحية المناظرة، فبغض النظر عن هل أنت ترى أن الشيخ أخطأ أم أصاب بقبوله للمناظرة فهذا لا يبرر لكم سوء الأدب والتقليل من الرجل الشيخ مقبل على مناظرة فهل تتصور مدى تخذيلك له وخذلانك لنفسك وأنت تتكلم بهذا الكلام قبل المناظرة حتى؟ ألا يحتاج منك الدعاء والدعم؟ بغض النظر عن رأي حضرتك الذي تحسب أنه "مهم جدًا" في هذا... لكن خلاص الشيخ وافق فلا تُشمت وتضحك عليك الرافضي والمدجّن يا قليل العقل... وادعم الشيخ باختياره هذا مع اظهار تحفظك لكن بأدب لا بغلظة يا جَلف الشيخ محمد وافق على المناظرة لأنه يرتجي مصلحة معينة، وله فيها وجهة نظر... اذهب وكلمه باحترام وأدب واسأله عنها علاء المهدوي اسم له شهرته الكبيرة في الأوساط الرافضية، وأتمنى أن لا تنظر من مكانك وأنت لا تعرف بعمق هذه البيئات... فنحن نعيش هناك ونعلم تأثير هذا الكافر عليهم وله جمهور كبير نسبيًا، مئات الآلاف على مواقع التواصل والرجل يلتزم بآداب المناظرة، ورأينا أنه في مناظرته مع وليد إسماعيل ما خرج عن السياق بشكل عام وهذا مراد الشيخ محمد شمس الدين بقوله عنه أنه "مُؤدّب" لأن هذا الاتزام بالسياق يخرج عنه فروخ المدجنة حتى، وهذا الرافضي يلتزم به والسلف مع ذمهم للمناظرة إلا أن عددًا منهم ناظر معينين من أهل البدع والزندقة، كالإمام أحمد وغيره فالمناظرة لها تعلّق مصلحي، والشيخ محمد يرتجي مصلحة من هذه المناظرة بدعوة جمهور هذا الرافضي المغيبين إلى التوحيد... وهذه رسالة طيبة وحتى لو كان رأيي الشخصي معارضة قبول الشيخ للمناظرة، إلا أني أسكت عن هذا وأعرف متى أتكلم وأدعمه أشد الدعم باختياره وأسأل الله له التوفيق وأن يهدي به قلوب هؤلاء الجهلة والمعاندين، يا رب العالمين ويخسأ مجموعة من السفلة أن يُرهبوني حتى أبيع أخي لهم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه القناة أُنشِئت لكتاب موضوعه (عِلمُ الذِّكر).. والذّكر هنا: كلام يُراد به الله -عز وجل- سواءً كان ثناءً أو دعاءً. وهو علم وفقه، وليس كل ذاكر لله عالم بما يقول، ولا محيطا بمسائل الذكر ومتعلّقاته، وزيادة العلم بالذكر زيادة في قوة ذِكرك لله، وإذا قوي ذِكرك لله قويت أنت، وزيادة في أجرك وقربك. وذكر الله عبادة عظيمة جليلة كريمة، يكفيك لمعرفة قدرها وعظمتها أنك عند ذِكر الله في نفسك، فإن الله يذكرك في نفسه، نعم! الملك القدير الجليل بعظمته وكبريائه وإحاطته بكل شيء يذكرك -رغم حقارتك- في نفسه، ففي الحديث القدسي العظيم: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي" ويكفي هذه العبادة عظمة أنها أصل الدين، فبالشهادة (وهي ذِكر) تدخل الإسلام. وبذكر الله نجى آدم -عليه السلام- من العقوبة فغفر له ربه، قال الله: {فتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه}، والكلمات كما جاء عن السلف دعاء علّمه الله إياه، فنجونا نحن ذرية آدم. والذكر يعدل الجهاد ويعدل إنفاق الذهب والفضة كما جاء في حديث أبي الدرداء في صحيح مسلم. وغير هذا من الفضائل العظيمة التي هي في حقيقتها طريق مختصر للجنة والنجاة من النار. وسأتناول بحول الله كل ما يتعلق بذكر الله من معانٍ وصِيَغ ومسائل وتأملات شرعية نافعة بإذن الله. وسيكون الحديث حول (الثناء/الدعاء)، ومن الصعب أن أرسم حدّا لما لم يُرسم حده من قبل، لذا سأشرع في الحديث عن الذكر وبالحديث سيرتسم الحد إن شاء الله. ومما سنتطرق له حتى تتضّح الصورة لمن لم تتضح له: ١- أفضل أنواع الذِّكر. ٢- الترجيح في اسم الله الأعظم. ٣- قوة الذكر في التأثير عليك وعلى الماديات حولك. ٤- فقه الدعاء بأسماء الله، فهل يدعى بكل اسم في كل حال؟ ٥- ذكر الملائكة لله عز وجل وفهمه. ٦- ذكر الأنبياء. ٧- ذكر الحيوانات. ٨- أصول صيغ الذّكر، مثل (سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله) وما يتفرّع عنها. ٩- كيف أجعل غيري من الملائكة والحيوانات يذكر الله لي؟ ١٠- ما يُتعوذ به من صفات الله. وغيرها كثير، وسنفتح مجالا للمشاركات والأسئلة إن شاء الله.. وأرجو منكم نشر القناة، فنشركم صدقة معينة لي ولكم إلى الله عز وجل، هذا رابطها: https://t.me/thana011 وأسأل الله بذلك القبول والتيسير والسداد، وأسأله أن يقبل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، معينا لي في دنياي منجيا لي بعد موتي، والله الهادي والمعين.

ابن تيمية وتضيق العذر؛ حاشية على مقطع صاحبنا المتجاوز! – أولاً: حول تأويلات الأشعرية عند ابن تيمية: (1)_تأويل الأشعرية هي عين تأويلات الجهمية: قال-رحمه الله-:(وهذه التأويلات اليوم بيد الناس التي ذكرها: ابن فورك، والرازي وابن عقيل الحنبلي والغزالي وغيرهم هي بعينها التأويلات التي ذكرها بشر المريسي)[الفتوى الحموية] •السؤال:الجهمية عذروا بتلك التويلات؟ (2)_تأويلات الأشعرية من جنس تأويلات الباطنية: قال-رحمه الله-:(ثم المخالفون للكتاب والسنة وسلف الأمة-من المتأولين لهذا الباب- في أمر مريج، فإن من ينكر الرؤية، يزعم أن العقل يحيلها، وأنه مضطر فيها إلى التأويل، ومن يحيل أن لله علما وقدرة، وأن يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول: إن العقل أحال ذلك، فاضطر إلى التأويل[...] أن عامة هذه الأمور قد علم أن الرسول ﷺ جاء بها بالاضطرار، كما علم أنه جاء بالصلوات الخمس، وصوم شهر رمضان، فالتأويل الذي يحيلها عن هذا بمنزلة تأويلات القرامطة والباطنية في الحج والصوم والصلاة وسائر ما جاءت به النبوات)[الحموية] •السؤال: هل الباطنية عذروا بتلك التأويلات؟ (3)_تأويلات الأشعرية تحريف وإلحاد: قال-رحمه الله-:(وأما التأويل بمعنى: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح، كتأويل من تأول: استوى، بمعنى استولى، ونحوه، فهذا عند السلف والأئمة- باطل لا حقيقة له، بل هو من باب تحريف الكلم عن مواضعه، والإلحاد في أسماء الله وآياته)[درء التعارض] •السؤال: هل يوجد عذر يسمى بالعذر بـ(الإلحاد أو بالتحريف) –ثانيًا: حول علو الله واستوائه عند ابن تيمية: (4)_منْ تأول الاستواء بالاستيلاء؛ مجمع على تجهميه: قال-رحمه الله-:(فإن أهل السنة وسلف الأمة متفقون على أن من تأول استوى بمعنى استولى، أو بمعنى آخر ينفي أن يكون الله فوق سماواته فهو جهمي ضال)[التسعينية] (5)_نفاة العلو لم يطلبوا الهدى من جهة الرسول ﷺ: قال-رحمه الله-:(فالجهمية النفاة الذين يقولون: لا هو داخل العالم ولا خارج العالم ولا فوق ولا تحت لا يقولون بعلوه ولا بفوقيته؛ بل الجميع عندهم متأول أو مفوض وجميع أهل البدع قد يتمسكون بنصوص كالخوارج[...]وغيرهم إلا الجهمية فإنه ليس معهم عن الأنبياء كلمة واحدة توافق ما يقولونه من النفي)[الفتاوى] – ثالثًا:حول العذر المعتبر عند ابن تيمية: (6)_العذر بطلب الهدى من جهة الرسولﷺ: قال-رحمه الله-(ولا ريب أن من اجتهد في طلب الحق والدين من جهة الرسول ﷺ، وأخطأ في بعض ذلك فالله يغفر له خطأه)[درء التعارض] (7)_العذر لا يكون عذرًا إلا مع العجز عن إزالته وعدم التمكن: قال-رحمه الله-:(إن العذر لا يكون عذرًا إلا مع العجز عن إزالته، وإلا فمتى أمكن الإنسان معرفة الحق، فقصر فيه، لم يكن معذورًا) [الفتاوى]

العبارة التي تجاوزها صاحبنا: (ويقول [=ابن تيمية] في كبار المتكلِّمين والحكماء: هؤلاء ما عرفوا الإسلام ولا ما جاء به محمد ﷺ)