حبةُ الدُر

شهيد ليلة أمس، بقصف صهيوني غادر، الصحفي سعدي مدوخ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم صل على الحسن إبن أمير المؤمنين، سبط رسول الله، أخ سيد الشهداء، إبن الزهراء (سلام الله عليهم جميعًا)، اللهم ارزقنا شفاعتهم يا كريم.

أمس تكلمت عن مظلومية مذهب التشيع وذكرت كيف بعض الشيعة يجرحون به بأي طريقة ممكنة بحجة نقد الظاهرة الخاطئة (بنظره) فبدل ما ينتقد الظاهرة بذاتها، ينتقد بالسخرية من الأمر بشكل عام وهذه أزمة فعلية غير مدركة لحقيقة الأمر. وللأسف تقرأ كلمات بلا ورع ولا علم هنا وهناك، كل شخص عنده حساب أو بيج أو منصة وضع نفسه موضع أعلى حتى من الفقيه وصار يحرم ويشنع ويسخر وما إلى ذلك من دعوى بعض البسطاء لمقاطعة الرواديد والخطباء لأسباب سطحية وصولًا للسخرية من المواكب والعزاءات. ومن أبرز هذه الأمور ما يقوم به بعض الشيعة من السخرية من بعض ما يقوم به آخرين من شعائر عزاء، فالتطبير وغيره من الأمور الجدلية التي لا تعجبك هناك فقهاء يحللونها وآخرين متوقفين عنها وآخرين حرموها، لذلك التزم بفتوى مرجعك ولا تتطفل على غيرك وتستهزء وتخلق خلافًا لا معنى له. وأكرر عجبي ممن يدعي الوحدة الوطنية والإسلامية أو السياسية وهو لا يستطيع تقبل ابن مذهبه المختلف معه بأمور جزئية، لذلك لا تتناقض.

بخصوص الجدلية المنتشرة منذ يومين حول انعدام الخيارات وجبريَّة الصمود، وأننا ضحايا ولسنا أبطال، وأننا جائعون ولسنا أساطير، نحن ضحايا وأبطال، ضحايا لأن عدونا مجرم ويُمعن في قتل أطفالنا ونسائنا جبنًا وخوفًا وخسة ونذالة، وأبطال لأننا هشَّمنا هذا العدو وحطّمنا صورة جيشه وأمنه ونظرية ردعه، نحن صامدون ومجبرون على الصمود، صامدون لأن مقاتلينا ونصف شعبنا اختاروا هذا الطريق طواعية رغم ما فيه من كلفة وألم وعذابات، ومجبرون على الصمود لأن جوارنا متواطئ وعدونا منحط، وجعلونا في ظرف سياسي وبيئة جغرافية لا نملك فيها إلا الصمود، ومن لا يريد الصمود أغلقوا الباب في وجهه، فشاءت الأقدار أن يكون مجبرًا على الصمود، نحن جائعون ومجوّعون، صحيح، فهذا لا يديننا بالقدر الذي يدين عدونا وحلفائه من عرب وعجم، جائعون لأننا أردنا أن تكون لقمتنا مغمسة بكرامة بعد سبعة عشر عاما من الذل والحصار والتحكم بالسعرات التي تبقينا على الحياة. جائعون لأن حجم المؤامرة من داخلنا ومن أهلنا ومحيطنا كانت أقذر بكثييير مما خطر في بالنا، جائعون لأننا بأمعاء أطفالنا نكتب شهادة وفاة هذا العالم الظالم، ومنظماته الدولية الكاذبة، وشعاراته الهشة وقوانينه الفارغة، جائعون لكننا أجبرنا العالم على الالتفات لمأساتنا، وها نحن نقضُّ مضاجعهم بصور أطفالنا لتصبح كل لقمة في أفواههم كما العلقم، حتى يضطروا للاعتراف بحقوقنا وآمالنا وتطلعاتنا، جائعون لأن بندقية أطفالنا الجوع ولأن طلقات الجوع أكثر ألمًا وإثخانا، ونحن على يقين أن مثل هذا لن يذهب هدرًا، لا والله…! علي أبو رزق.

مجلس قيم في مدينة الناصرية للخطيب السيد محمد بدر الدين، تحت عنوان «اللهم عرفني حجتك» عشر ليالي بمركز المحافظة بمنطقة التضحية، حسينية الإمام الحسين، الساعة ٨:٣٠ مساءً. لمتابعة ما ينشره السيد على قناته بالتلگرام: https://t.me/meedaad

مذهب التشيع مذهب مظلوم جدًا، مهما قدم المذهب وبذل من عطاء يبقى مظلوم، حقيقة الظلم ليست من الطرف المقابل فقط، هذا أمر مفروغ منه، لكن الظلم الذي يحدث من بعض المحسوبين عليه، مظلومٌ ممن يستغلونه للدنيا أو ممن يجعلونه عرضة للسخرية أو ممن يجعلونه عرضة للتسقيط بسبب مهاجمتهم لمن ينتسب له، أرفض دائمًا زج اسم التشيع بأي مسمى أخر أو تقسيمه بأي تقسيمات جغرافية أو فكرية، ومما يؤسفني شديدًا ما رأيت، نصر القضية الفلسطينية لا يسمح لك بجعل المذهب عرضة للسخرية، نصر القضية الفلسطينية لا يسمح لك بجعل الشعائر الحسينية عرضة للمزاج العام الشخصي، وقد وصل حال البعض بأنهم يرون ما يرون بعض الشيعة سببًا لتضعيف نصرة القضية، ولا كأن الشيعة هم الثابتون الوحيدون بهذه المعركة، الطرف المقابل رغم سوء موقفه لا ينتقد مذهبه ولا ينتقد المحسوبين على مذهبه وإذا أراد عاتب وإذا زاد ذكر شخوصًا بلا ربطهم بالمذهب، لكن الشيعي يغفل عن حقيقة الأمر ويتنازل لينتقد التشيع بتقسيمات بدل أن يفتخر بأن مذهبه وقف وقفة شريفة وبطولية، لا تسلط الضوء على السوء وأنر ذكر المحامد الفعلية، ولا تذكر المسيء بطريقة تسيء للتشيع إنما اذكر الجماعة نفسها أو شخوصها، بعيدًا عن انتسابهم، أبو عبـ،يـ،دة حينما يخاطب المتخاذلين من فلسـ،طـ،ين أو من أبناء العامة ببقية الدول يخاطبهم بكل هدوء وسماحة تطبيقًا للقرآن بالتي هي أحسن، لكن لعمري ما يقوم به البعض من مهاجم التشيع وتجريحه بحجة القضية، وهل القضية عندك أعز مما لدى أبي عبـ،يـ،دة، احفظ مكانك وانتبه لكلماتك ولا تتمادى.

حتى الدعاء لفلسطين وأهلها صار ممنوعًا بهذه المواقع اللعينة، لا حول ولا قوة إلا بالله، يرهبهم كل ما يرتبط بالقضية.

سمعت خطاب لأحد المعممين بمجلسه وهو يصف الواقع الحسيني بالعشيرة التي إذا اخطأ احد فيها يجب التغاضي عنه وعدم نقد الخطأ والتنبيه عنه وهو يدعو للدفاع عن المخطأ وما إلى ذلك. منبر سيد الشهداء مقترن بالتنوع والاختلاف ولا حرج في ذلك ولا خلاف، فاختلاف الاراء وكثرة الرؤى ما هو إلا أمر طبيعي بتعدد الأفكار وكثرة المتصدين، لذلك فحينما يتصدى إنسان للتبليغ على منبر سيد الشهداء يتحمل كثرة النقد لأن خطابه ليس خاصًا إنما خطاب عام يصل لملايين الناس بسبب مواقع التواصل عدا عن الحضور الذي يتأثر ويحب الخطيب ويضع صورته ويدافع عنه. فإن النقد هو رفع الفكرة بعيدًا عن الحط من قدر الشخصية، فذكر رواية لا أصل لها هو خطر على منبر سيد الشهداء أو نشر فكرة لا وجود لها بالمذهب من مساوئ الأمور أو الحان وموسيقى لا ارتباط لها بالعزاء أو دعاوي للنفس أو نشر المنامات والخرافات وغيرها فهذه ليس هفوات ليتغافل عنها المرء، بقدر ما هي أخطاء تؤثر بالمجتمع وتتجذر في أفكار المستمعين من العوام. لذلك ضروري جدًا نقد الأفكار بشكل عام، ما دام طرحها عامًا للعوام، لينتبه المرء ويبقى يفكر عن مدا صحة ما يُقال ويتبين الحقيقة بشكل دقيق وفعال، لا تدافعوا عن أحد دافع العبد لسيده وناقشوا الفكرة بدل جعل الأمور شخصية، للأسف بعض الخطاء يترك علوم أهل البيت بشهر محرم ويأتي بما تستلذ له نفسه من خطاب.

مع قرب بداية شهري الأحزان والمصائب محرم الحرام وصفر، ولعظيم مصيبة سيد الشهداء وأهل بيته، أوجه بمتابعة محاضرات بعض الخطباء الثقاة ممن يحاضرون في ليالي العزاء، بالعلم والتقوى بعيدًا عن الهوى والمزاجيات والمنامات والغلو، المحاضرات تنزل على قنوات اليوتيوب يوميًا وتبث مباشرةً في كل ليلة والله ولي التوفيق. سماحة الشيخ هاني البناء https://youtube.com/channel/UCoaP4D3uSTKJDY3FbhAeJxw سماحة الشيخ فوزي آل سيف https://youtube.com/c/fawzialsaif سماحة السيد منير الخباز https://youtube.com/c/almoneerorg سماحة السيد موسى العلي https://youtube.com/channel/UCFopKyqJ_IoNeNUX8eqYnYg سماحة السيد علي ابو الحسن https://youtube.com/channel/UCZ7IYwkzbVl4735QR9WfNLQ سماحة الشيخ أحمد سلمان https://youtube.com/c/AlahmdiTube وهذا مع وجود العديد من الخطباء الأكفاء لكن أحببت ذكر هذا العدد البسيط من أهل العلم ممن يكون لهم محاضرات في ليالي شهر محرم الحرام، عسى الله أن يتقبل أعمالكم جميعًا.