الدهقان

خان يونس، جُثث في الشوارع

أَيُّ القُلوبِ عَلَيكُم لَيسَ يَنصَدِعُ وَأَيُّ نَومٍ عَلَيكُم لَيسَ يَمتَنِعُ (#أبو_تمام يرثي بني حميد بن قحطبة)

"ذُهِبَ بهدبة بن الخشرم الشّاعر ليقتل في حدّ أصابه؛ فَانقطع قِبالُ نعله فجلس يصلحه فقيل له: أتصلحه وأنت على ما أنت؟ فقال: "أشدّ قبال نعلي أن يراني عدوّي للحوادث مُستكينا" وهدبة هذا هو صاحب القصيدة الرّائقة الّتي مطلعها: "طربتَ وأنتَ أحيانا طروبُ"؛ وقد قالها قُبيل حَدّهِ". #قيامة_الشعر

كنتُ قد قلتُ قبل هذا: ..صلاةٌ وقرآنٌ وخوض غمارِ. ولم يكن في رُكنَي الحياةِ في قولي «صلاة وقرآن» زيادة معنى إذ كلاهما عبادة. فما زلت أقدم رجلا وأؤخر أخرى، وما برح في النفس شيءٌ لذكر معنى الجود والسماحة، لأن رجال الله لم يشتهروا بالبذل للفقراء -على ما كان يحدثني الشيطان حينها-، حتى خطر في القلب قول الله تعالى: ﴿وَيُطعِمونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسكينًا وَيَتيمًا وَأَسيرًا﴾ فمالت النفس إلى ذكر الجود والكرم، زيادة في المعنى وتحقيقا للثناء. حتى انقدح قول مسلم فأقرّ النفس على اطمئنانٍ وانشرحت له: يجودُ بالنفسِ إن ضَنَّ الجوادُ بها والجودُ بالنفسِ أقصى غايةِ الجودِ فاللهم انصرهم وثبتهم وسدد رميَهم.

أُريكِ صباباتِ الهوى وأواري أخا رِقبةٍ ألهو بهِ وأداري أطالَ اكتئابي أنني رهنُ شادنٍ عزيزِ مَزارٍ في قريبِ مزارِ وما دام يأتي الحبُّ من حيث يُتّقى يظل الفتى في خفةٍ ووقارِ ولاعجِ شوقٍ بين جَنبيَّ قائمٍ ودمعِ عيونٍ من نواكِ غِزارِ حرامٌ سلوّي عنكِ يا قرّةَ الحشا ويا جنتي لو تعطفينَ وناري وطيفٍ تراءى لي ليقضيَ حاجةً ويمطلَ أخرى من منازلِ ماري خليليَ قِف بالدار تسألْكَ حاجةً ولا تتبلدْ عن إجابةِ دارِ قفِ العيسَ مهلا وانتظر رجعها فقد أعلّ لسان الدارِ دهرُ بوارِ تلطّف ولا تنحَب هناكَ ولا ترُع ثراها بعبراتٍ تريقُ حِرارِ تجوفيتِ بينَ الأهلِ لا من جفاوةٍ وراحوا بأكبادٍ عليكِ مرارِ تواري بأثواب الكآبة والأسى شجونَ زمانٍ لا أكادُ أواري لو استُنطقت قالت لنا: لا زمانكم زماني ولا هذي الديار دياري أتحيي رسومَ الدار قولة قائلٍ: عليكِ سلامٌ وانهمالُ قطارِ؟ بل الدار يحييها وقائعُ فتيةٍ وصالحُ أيامٍ وطولُ فخارِ وإن رجال الله، لما تصاغرت أناسٌ، سموا للمجد غيرَ صغارِ سموا نحوه لم يجنحِ السيفُ للكرى ولكن لنحرٍ تارةً وعذارِ رجالٌ يعدون الحياةَ ثلاثةً: سماحٌ وقرآنٌ وخوض غمارِ إذا قيل قد أفناكم الموت، أومأوا لقومٍ قرومٍ في البطونِ ذراري يُنَشّؤ باديهم على الحرب والتقى لنيلِ فخارٍ لم يُبَح لنزارِ وإن الفتى تفنيه غاية همّهِ إذا ما غدا وغدٌ وراح بعارِ مشوا للعدو المسبطرِّ بغارةٍ ولم يستكنّوا في دجى وغبارِ فعادوا وتلك الجند بين مُعفّرٍ وعانٍ ومخلوعِ الفؤادِ مُطارِ إذا اقتحم المقدامُ قلبَ كتيبةٍ كما اقتحمَ الضرغام قلبَ صوارِ أماتهمُ الرعبُ المخالسُ لا الردى ولمّا تُعِذهم هِمّةٌ بفرارِ فأرواحهم لو أُبصِرت لرأيتها تطايرُ عن أجسادهم كشرارِ أُذيقوا المنايا من فم الغولِ مرةً وأخرى من الياسينِ ذاتَ سُعارِ ألم ترهم سيموا من الذلّ خطةً وإن عُصموا في قُلّةٍ وجِوارِ هتكنا إليهم كل حِصنٍ وجُنّةٍ وعدنا وهم في أنّةٍ وخوارِ وما للأماني قد تطاولنَ فاجترت علينا وكانت قبلُ جِدَّ قصارِ رمينا فأسدينا إليهم منيةً تسرُّ وتبكي صاحبا ومُماري تطير الصواريخ العليّةُ تبتغي كواكبَ في فُلكِ السماءِ تجاري فتهوي ولولا أنّ ربّكَ ممسكٌ نواحيَها لم تطّئد لقرارِ كأن أبابيلاً رمتهم أو انها رجومٌ بأسباب العذابِ ضوارِ لقد بصّر الله الكماةَ بثغركم وأعماكمُ عنهم بغيرِ عوارِ فهلا رأى ابن العمّ متّعظا بنا فيعلمَ من ذو إحنةٍ وضرارِ وأيّ يدٍ منا يدُ الله فوقها تتبِّرُ أعدى الأيدِ أيَّ تبارِ سيبصرُ منا ذو الولاء وخائنٌ إذا ما غضضنا شمسَ كلّ نهارِ مكاناً له أمّ الثريا تزينت ومجداً له باقي البروج جواري

دونكم صوتية القصيدة بغير موسيقى لمن أحب.

دونكم صوتية القصيدة بغير موسيقى لمن أحب.

الحمدلله مُنكِح الخنازير بالقرود، في ليلةٍ ذات بروق ورعود، مالئ الأرحام بالنُّطَف السود، خلقاً من بعد خلق.. حتى كان الي..ود. والصلاة والسلام على ملاقي العصاة بالبنود، وعلى آله وصحبه أنجم السعود، وبعد. فهذه الكلمة لكتائب الإسلام في غرّة بلاد الإسلام؛ بضاعة عاجزٍ عن نصرة، وآمنٍ لم يتربص به عدوّ، ومُنعّمٍ لم يُجرح في كرّ، ولم يغبرّ وجهه لتكون كلمة الله هي العليا. أسأل الله بها أن يخفف من حسابي يوم القيامة إنه هو الغفور والرحيم.