المُصلِحون| Reformers.

#غزة_أخت_إدلب قضايا المسلمين غير قابلة للتجزئة. الذين يُجرِمون بحق المسلمين في أي بلد فلا يستحقون توجيه التحية لهم ولا الثناء عليهم ما دامت أيديهم ملطخة بدماء المسلمين. دم المسلم السوري والعراقي واليمني، والحدود تراب. والمسلمون جسد واحد. فلا أمدحُ من يتظاهر بتضميد جرح في يدي إذا كان في الوقت ذاته يقلع عيني. الذي يحارب المسلمين بأي بلد فإنما هو يحاول أن يتخذ غزة مطية وممسحة لقذارته. نحن نحب أناساً لجهادهم. لكن هذا لا يعني أبداً أن نقر أخطاءهم ولا أن نقبل بكل مواقف قادتهم. وفي الوقت ذاته، من السفاهة والخذلان أن يتخذ أحد أخطاء إخوانه عذراً لعدم نصرتهم في قضيةٍ الحقُّ فيها واضح بين.

عسى صوتي وحبي يصلُ إليك يا أختي يا هديل، عساني أنال ما نلتِ، في جنات النعيم المُلتقى يا رفيقة..

رحمك الله يا رفيقة القلب والقرآن..

هل حقًّا أليقُ بكِ أُختًا ياهديل؟ أيليق الصادقُ بمَن هو دُونه بعد؟ رغم كلّ شيء، بعض الأحبّة يملكون كلامًا سحريًا يجعل الفؤاد يطير .. وهكذا عندما قرأتُ هذه الجملة، لوهلةٍ أحسستُها تُطفئ لهيب العجز، وتذيبُ جليد التقصير عن الصدر بحنوّ عظيم .. يملكُ الله سبحانه أساليبه العجيبة في تكوين المعجزات الجابِرة، فيجعل بعض الكلام روحًا تعانقُ روحكَ الخَجلى، يجبرُ سبحانه القلبَ المُحطَّم وكأنه لم يعرفَ التحطيم قطّ! لازلتُ أرى جبرَ الله في كلّ أمر، ولازال الله يُبدع بجبره لقلبي .. أليس اسمه "البديع"؟! أحبّ كل هذه الأرواح النقيّة التي يرسلها لتخفف وطأة الأوقات، أحبّ جنودَه الأخفياء، والجنودَ الذين لم يأتوا بعد، لكنهم على الطريق، أحبّ الابتلاء بالقَدر الذي أحبّ فيه العافية، فكلاهما منه، ويا لروعة الأشياء التي تأتي منه! أحبّ هديل، ومُحبّيها، أحبُّ الحبّ في سبيله كما أحبّ الفراق في سبيله، طالما أنه في سبيله فما الذي يضرّ؟ لاشيء يا مولاي فأنتَ لا ضررَ في مقاديرك وإن بدت للعيان ضررًا، وأحبّ البِشْرَ حُبًّا كثيرًا، فسأقبلُ البشرى، ثمّ وأخيرًا .. يابديع، سبحانكَ كيف للمرء أن يرى كلّ هذا الإبداع فيكَ ومنكَ، ولا يحبّك! 🤍 - هُدَىٰ ~

وصية الشهيدة ريم الرياشي رحمها الله. " أتوق لأن أصل إلى ربي شهيدة على علماء هذه الأمة الذين شغلتهم فتاوى الزواج والطلاق عن طلقات المدافع والصواريخ التي تهطل علينا كالمطر، وشغلتهم فتاوى الربا وتحليله عن تحليل اليهود لدمائنا وأعراضنا وبيوتنا وأشجارنا، وشغلتهم فتاوى طاعة الحاكم وعدم الخروج عليه والدعاء له بالصلاح عن خروج الأمر من يد الأمة وعن طاعة الحاكم وولايته للعدو، أريد أن أشهد بأنهم شياطين خرس "

• لقَد تعلَّمتُ العَقيدة عشرينَ عامًا ودرَّستُها وعلَّمتُها للنَاس عشرين عامًا أُخرىٰ. فلمّا أذَّنَ المُؤذِّنُ للجِهادِ وذَهبنا لِمُلاقاةِ العَدوّ إذا بي أُولِّي دُبري هارِبًا مع صَوْتِ الرَصاصِ والمَدافع! وحَزِنتُ لنفسِي كثيرًا، كيْف أنا العالِمُ الكَبيرُ أهربُ مع أوَّلِ مُواجهةٍ ويفتُّ في عَضدِي كُل ما أؤمِنُ بهِ وربَّيتُ عليه الناسَ من عقيدةٍ وثباتٍ لله! حتى أخذتُ أُصلِّي طُوال الليلِ أسألُ اللهَ الإخلاصَ والثباتَ، واعتذرتُ إلىٰ اللهِ ما فعلتُ ثم يَمَّمتُ وجهي ناحيةَ العدوّ وقاتلتُهُم وَحدي فترةً، حتىٰ وَلَّوْا هاربين مِن أمامي.. فعلمتُ وقتها أنّ ما بيْني وبيْن اللهِ هُو إيماني وتقوايْ، وليس كُتبي ودُروسِي وعِلمي الشَّرعيّ. -  الشيخُ عِزُّ الدِّين القَسَّام رَحِمَهُ اللهُ.

أشَدُّ النَّاسِ بَلاءً الأنْبياءُ، ثُمَّ يَأْتي بعْدَهمُ المؤمِنونَ؛ فالمَرءُ يُبْتَلى على قَدْرِ دينِه، ولمَّا كان صَحابةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أكمَلِ النَّاسِ بعْدَ الأنْبياءِ، كان بَلاؤُهم شَديدًا، ومِحنتُهم عَظيمةً، وقدْ أرادَ اللهُ لهم ذلك؛ ليُمحِّصَهم ويَرفَعَ دَرجاتِهم في الآخِرةِ.. وكان خَبَّابُ بنُ الأرَتِّ رَضيَ اللهُ عنه مِن أشدِّ الصَّحابةِ تَعرُّضًا للعَذابِ في مكَّةَ في بِدايةِ البَعثةِ النَّبويَّةِ، فيُحدِّثُ أنَّه جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع بَعضِ أصْحابِه وهو نائمٌ مُتوسِّدٌ بُرْدةً في ظِلِّ الكَعبةِ، أي: جعَل تحتَ رَأسِه بُرْدةً، وهي كِساءٌ أسوَدُ مُربَّعٌ، فسَأَلوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدْعوَ اللهَ لهم، ويَسألَه النَّصرَ والعِزَّ والمَنَعةَ، فأخْبَرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ما همْ فيه لَيسوا مُختصِّينَ به مِن الأُمَمِ، بلْ كان المؤمنُون فيمَن قبْلَنا في الأمَمِ السَّابِقةِ يُعذَّبون أيضًا.. وكان مِن طرُقِ تَعْذيبِهم أنْ يُحفَرَ له في الأرْضِ، ثمَّ يُؤْتى به، فيُجعَلَ في تلك الحُفرةِ، فيُجاءَ بالمِنْشارِ -وهو آلةُ قَطْعِ الأخْشابِ- فيُوضَعَ على رأْسِه، فيُشَقَّ نِصفينِ، وما يصُدُّه ذلك عن دِينهِ، ويُمشَطُ بأمْشاطِ الحَديدِ ما دونَ لَحمِه مِن عَظْمٍ أو عَصَبٍ، وما يصُدُّه ذلك عن دِينِه؛ وذلك لقوَّةِ إيمانِهم، وتَصْديقِهم لأنْبيائِهم.. وأرادَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلكَ أنْ يُعرِّفَهم بمِقدارِ ما كان يُلاقيه غيرُهم منَ المؤمِنينَ؛ ليَثْبُتوا على ما همْ فيه، ويَصْبِروا على البَلاءِ، ثُمَّ بشَّرَهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنَصْرِ اللهِ لهم، وأنَّ اللهَ تعالَى سيَكتُبُ النَّصرَ لأهلِ الإسْلامِ حتَّى يُعبَدَ اللهُ تعالَى فيما حَولَهم مِن الأرْضِ، فيَسيرَ الرَّاكبُ مِن صَنعاءَ إلى حَضْرَمَوتَ -وهما مَدينَتانِ باليَمنِ- لا يَخافُ شَيئًا إلَّا اللهَ تعالَى، أو يَخافُ أنْ يَأكُلَ الذِّئبُ غَنَمَه أمَّا المُشرِكونَ فلا يُخافُ منهم؛ لأنَّهم إمَّا أنْ يَكونوا دخَلوا في الإسْلامِ، أو غُلِبوا، وصاروا أذِلَّةً، ولكنَّكم تَستَعجِلونَ نَصْرَ اللهِ المُحقَّقَ. .

لَعَلَّ مِن أبرَز ما تَتَعَلّمه مِن هذه الأحداث.. مقام «الجِدّ»، تِلكَ الصِّفَةُ الّتي جَعَلتكَ ترى اليوم نَتاج البَذل والجهد، نَتاجَ الجدّ والتَّعَب! وأنّ تحقيق المآرِب لا يَكونُ بالأُمنِيات، وأنّك لَن تَحفُرَ نَفَقًا بإطالَة النَّظَر! لن تَكتُبَ الخُطّة بلا مَيدان، ولن تُنَفّذها دون دَمِك، خُذ مِن الجِدّ زادًا يَقيك سُؤال العَجز، ويَفتَحُ لَكَ بابَ المُمكِن.

- مَريم ذات التّسع سنوات -حفيدة الشَّيخ يسرِي البلتاجي- قُصف بيتها فَدخلت فِي شبه غيبوبة.. لم يستَطعْ خالهَا أن يستنطقَها في المُستشفىٰ إلاَّ عندما قرأَ معها القُرآن فتكمل هيَ الآيات...وكانَ آخر ما قَرأته آية الكُرسي. ثم استش8دت بَعْدَ يومين. رحِمها الله وتقبلهَا في من عندهُ. عرفوا أبناءكم وبناتِكم بقصتِها لتحيُوا قلوبَهم ويأتِي بدل مَريم ألفَ مَريم.