أنَس.

اللهم العنهم. (هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله)

بعيدا عن زخارف القول، يجلي القرآن الكريم الحقائق، كما في قوله تعالى "ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين"، ويقول تعالى "فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا".

ربَّنا... يا ربَّنا...

لا بد أن نعلم أن الآلة الحربية والأمنية والتجسسية المستعملة ضد أهلنا غزة هي أعلى وأقصى ما وصلت إليه البشريّة من القدرات التقنيّة، وأن مساحة غزة صغيرة جدا، وأن الحرب لها ثمانية أشهر، وأن الدمار الذي حصل كفيل بإخضاع أقوى الرجال. ومع ذلك نحن نشاهد بأعيننا عجز المحتلين عن تحقيق هدفهم الأكبر من الحرب إلى الآن، ونشاهد أثر قوّة الإيمان بالله كيف تعمل في النفوس، ونوقن بإحاطة الله بكل شيء، فلا يحدث شيء إلا بإذنه، وهذا من أعظم ما يحرر الأمة من حالة العجز والخور التي تعيشها، حين تثق بالله وحده وتتوكل عليه ولا تخاف أعداءه.

اللهم لك الحمد.. الله وليّ الذين آمنوا. ولينصرنّ الله من ينصره. إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.

يا شباب،، يا كرام ،، يا أبناء أمة محمد ﷺ، قد يضل الإنسان بسبب جرأته على الخوض فيما لا علم له فيه، وهذه مخالفة شرعية يتحمل وزرها من يتقحّمها، فالله سبحانه نهى في محكم القرآن عن ذلك فقال: (ولا تقف ما ليس لك به علم) وتفكروا في الخوارج الأولين لماذا ضلوا وهم أهل صدق وشجاعة وإقدام ورغبة في الآخرة وزهد في الدنيا؟ هل تظنون أنهم يشكّون في صحّة طريقهم؟ بل كانوا يؤمنون إيمانا قطعيا بصحة طريقهم ويتقربون إلى الله به، وطلّقوا الدنيا وقذفوها وراء ظهورهم. ولكن الحق يحتاج إلى أناة، وحكمة، ونور وبصيرة، كما يحتاج إلى الشجاعة والقوة. لا تضيعوا أنفسكم يا شباب بحماسة توافق طباعكم وعاطفتكم وتظنون أنها دين الله وطريق السلف وليست إلا أهواء نفوس استعجلت الثمرات واستطالت الطريق فحرقت المراحل، والله إن دين الله ليس في هذه الجهة، وإن هدي محمد ﷺ لا يؤخذ هكذا، وكفى بالله هادياً ونصيراً

من ترك الاشتغال بما ينفعه ابتلي بالانشغال بما يضره.