مُدونة [تسخير القلم]

(عجائب الزمان) مما يثير عجب الفطن في هذا الزمان أن يجد أغلب تراثه مخطوطا، وبين التراب مستورا ، ويزداد عجبه أن يجد تراث إمام قريح من أئمة الدين بين التراب مضجعه ، ومن هولاء الأئمة ابن هشام الأنصاري النحوي الحنبلي ، فهذا الإمام لم ير نور الشمس ، ليل نهار يرصد ويتحين من يفتح السرداب ويخرجه من الجهمة ومن يمسح على وجهه التراب ، يصطرخ بصوته العالي: يا أمة اللغة يا أمة اللغة كنز أمامك أتجنحين عنه ؟!! أيا ليت شعري هل ذهبت بصيرتك أو أنتي في الأرماس والأجداث. تالله وجمت لحالك وجوما ، ورتمضت له ارتماضا.

• قال المزني أنشدني الشافعي: ومنزلة الفقيه من السفيه      كمنزلة السفيه من الفقيه فهذا زاهد في قرب هذا      وهذا فيه أزهد منه فيه إذا غلب الشقاء على السفيه     تنطع في مخالفة الفقيه

وأما المنهجية التي أختطها الشيخ فلكل وجهة هو موليها، وكل شيخ أدرى بتلاميذه وأعلم بتوجههم.

كلام متزن. ووجه الاتزان: أن المنطق لا يأخذه كل طالب، لِما رأيناه من فساد الذهن عند بعض الطلاب، فلا يزيدهم المنطق إلا تزيينًا لفاسد أقوالهم. فإذا أخذه على أستاذ يُنبتُ فيه مروءة العلم، وحُسن الحجاج، كان على الجادة التي يُراد منها أخذ المنطق. وإلا فليبق الطالب عاميًّا جاهلًا تركبه الشبه ولا يعرف دفعها خيرٌ مِن متعالم تركبه الشبه ويظن أنه يحسن دفعها. وهذا الكلام وإن كان غريبًا إلا أن معرة المعرفة هي المزلة فيه.

كفاية طالب الأصول من علم المنطق: س/أحسن الله إليك: من أراد أن يدرس المنطق ليفهم كلام الأصوليين فهل تكفيه المقدمة المنطقية لروضة الناظر ؟ ج/‏حياكم الله أخي الفاضل..المنطق لا تضبطه حتى تقرأه أو تسمعه من شيخ متقن له، فإن كانت المقدمة المنطقية للروصه تصدى لها من يشرحها شرحا جيدا واضحا فهي كافية، أما مجرد قراءتها منفردا فلن تضبط علم المنطق وحدك. وأحسن منها: السلم المنورق مع أحد شروحه المعاصرة فهو كافٍ في ضبط ما يقيم حاجة الأصولي من المنطق.والله أعلم.

❁ حملة ابن المبارك للحجّ (: كان عبد الله بن المبارك يتّجر في البَزِّ، ويقول: لولا خمسة ما اتّجرت: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، ومحمد بن سماك، وابن علية. وكان يَخرُج يتّجر إلى خراسان، فكلما ربح مِن شيء أخذ القُوتَ للعيال، ونفقةَ الحجّ، والباقي يَصِل به إخوانَه الخمسة. وكان إذا كان وقت الحجّ اجتمع إليه إخوانُه مِن أهل مرو، فيقولون: نصحبك. فيقول: هاتوا نفقاتكم. فيأخذ نفقاتهم، فيجعلها في صندوق، ويقفل عليها، ثم يكتري لهم -أي الركائب-. ويخرجهم مِن مَرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم، ويطعمهم أطيب الطعام، وأطيب الحلوى. ثم يخرجهم مِن بغداد بأحسن زِيٍّ، وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول ﷺ فيقول لكُلّ واحد: ما أمرك عيالُك أن تشتريَ لهم مِن المدينة مِن طُرَفها؟ فيقول: كذا وكذا. ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا قَضَوا حجَّهم، قال لكُلِّ واحد منهم: ما أمرك عيالك أن تشتريَ لهم مِن متاع مكة؟ فيقول: كذا وكذا. فيشتري لهم. ثم يخرجهم مِن مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو، فيُجَصِّص بيوتهم وأبوابهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام، عمل لهم وليمةً وكساهم، فإذا أكلوا وسُرُّوا، دعا بالصندوق، ففتحه، ودفع إلى كل رجلٍ منهم صُرَّتَه عليها اسمه». [طبقات الحنابلة - سير أعلام النبلاء] ❁ نبع العلوم

اجعلوها هدية العيد ✨ تقبل الله منا ومنكم.