إِبرَاهِيم حَمدِي🔻

الجمعةُ عِيدُ المصلين على رسول الله ﷺ. ..

حياتنا بين طريقين أعجب لهؤلاء الأبطال المقاومين، وعجبي لهم يتضاعف كل يوم. لم أكن بطلا من قبل، وكل منا يأمل أن يكون بطلا مثلهم. هم هادئون، يحاربون بقوة، لا ينتابهم روع، ولا يشعرون بالقلق، فهذه الرميات الصائبات التي لا تُشْوي ولا تَصِيف عن هدفها لا تصدر عن قَلِقٍ وَجِلٍ. لا زلتُ أتذكر هؤلاء الأبطال وهم يتجهزون ليغيروا على عدوهم، كم كان أنيقًا هذا البطل الذي يرجِّل شعرَه، وكم كان هادئا هذا الذي يتأرجح في انتظار عدوه، وهذا الذي يشرب الشاي على مدفعه، كم كان أنيقًا وهادئا هذا الذي ارتدى الزيَّ الأسود المشهور وخرج في بهاء وجمال.. إنهم أبطال هادئون لم يضطربوا؛ لأن أهدافهم واضحة أمامهم، وحياتهم واضحة كذلك، حياة لا يشوبها هذا التصنع الذي أصابنا، تخلو من الادعاءات والأقوال الفارغة ويملؤها العمل والجد والحزم. لقد ضاعت من أمام أعيننا أهدافنا وقضايانا، ضاعت فظلْنا نتخبط، كأننا نحفر في الماء، وغابت عن أعيننا صورة عدونا المتربص دائما ظنًّا منا أنه لم يعد عدوا، أو لم يعد متربصًا، ولعبنا ولهونا. وكانوا هم على نقيضنا، يلاحظون عدوهم دائما ويعملون، فكان لعملهم ثمرته، وكان لسعيهم أثره. ما معنى أن يغيب عدوك عنك؟ معناها أن تعمل ببطء ولا تحذر شيئا.. كان الناس من قديم الزمان يعملون في حذر من شيء ما، يحذرون في أول عهدهم البدائي غارةً تأتي من مكان مجهول، أو جدب لا يستطيعون أن يروا فيه الطعام والغذاء. وكانوا يعملون أيضًا بدافع من إيمانهم بالعمل وضرورته. وقد غابت عنا مثلما قلتُ صورة عدونا، وغاب عنا من يتربصون بنا، لم نلحظهم لأن كثيرا منا كان يجهلهم وهم أمامه، والذين لاحظوهم لم يعملوا بالجهد اللازم لينتصروا عليه، ولم يعرِّفوا الذين جهلوا مبلغ خطورته. أعجبني جدا الشهيد البطل يحيى عياش، هذا الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره، الذي أمد القسَّام بسلاحها الفتاك: المتفجرات والصواريخ، كان طالبًا مجدًّا وعثر في يوم على بحث عن كيفية صناعة المتفجرات، فأكب عليه حتى أدركه وشرع في تطبيق ما جاء فيه بحماسة بالغة، واستطاع في النهاية أن يصنع أول قنبلة، كان الاحتفاء به عظيما، لقد وضع ما سيغير تاريخ حركة المقاومة الفلسطينية. لقد صنع ما صنع وكأنه يصنعه لأول مرة في التاريخ وكأن العرب لم تعرفه قبل ذلك، وكأننا لم نحصل عليه، لقد ولدت هذه القنبلة تحمل روح فلسطين وحقيقة جهادها في سبيل التحرير. كان عياش شابًّا مثلنا في سن الثالثة والعشرين حين فتح هذا الفتح المبين في تاريخ صراع المسلمين مع الغرب، وهو فتح بسيط لم نتجاوز به قدرات الخصم ولكنه كان كافيًا، فيكفيهم أن يروا هذا الكيان يسقط شيئا بعد شيء، إن عدم قدرتهم على تدميره في وقت واحد لا ييئسهم، بل يشجعهم ليعملوا ويجتهدوا.. أتساءل عنا، عن أطفالنا وشبابنا وكهولنا وشيوخنا، ماذا فعلنا بعد جهادنا مع المحتل الانجليزي؟ إننا في حلقة مفرغة. ابتعدنا من بعد مقاومته كثيرا عن ديننا وعن لغتنا وعن تاريخنا، وصرنا لقمة سائغة يزدردها أي نَهِمٍ جَشِعٍ. لقد ازدهرت جامعاتنا المصرية في فترة من تاريخها لكنها اضمحلت في النهاية وصارت لحالها الذي نراه، لا زلنا نرى الاضمحلال يهجم على كل شيء في حياتنا يدمره ويفتك به. وشبابنا أيضا كانوا بقوة يُنتظر منها خير كثير ولكنهم آلوا إلى وهن وضعف، ضيَّع الفقر آمالهم في مستقبل قريب مشرق، وصيَّرهم باحثين عن شيء واحد فقط وهو المال والحياة الطيبة، ووراء ذلك تساقطت قيم كثيرة، ونسينا أشياء كثيرة الوطن أولها وتأتي المنسيات تباعا بعد ذلك. إننا في هذه الفترة التاريخية الحاسمة في رأيي بين طريقين، أن نختار ما اختاره عياش وأبطال المقاومة، من عمل لا يعرف الكلل، وقوة لا تعرف الضعف، وإيمان ويقين لا يعرف اليأس ولا يؤمن به، لأن أسوأ الحالات أن يموت، والآخرة خير وأبقى. والطريق الآخر هو الطريق الذي نقتحمه الآن وهو طريق الخمول والكسل واليأس، طريق الحزن والضعف، طريق لا يفضي إلا إلى الخراب والفساد والنهاية العاجلة لكل مسعى رفيع يمكن أن يكون في هذه الحياة لولا هذا اليأس والضعف. أكتب هذا الكلام لنفسي قبل أن أكتبه لأي أحد، لأبصرها بنموذج الأبطال الذين نراهم كل يوم، أبطال لا يعرفون التفاهات ولا تشغلهم سفاسف الأمور، بل يتعلقون دائما بالأمجاد العالية والأهداف النبيلة. - أحمد صلاح

جمييل جدا، كملي على نفس الطريقة وهي الافراد، وأنصحك بعدم الجمع، ما أراه مناسبا أن تشغلي نفسك بأي علم آخر زي النحو أو الفقه أو البلاغة أو التفسير...إلخ وخذي بجانب هذه العلوم القراءات واحدة تلو الأخرى تتبركين بها وتكون صلة بينك وبين القرآن، وكده كده طالما خلصتي نافع(ورش وقالون) مفيش حاجة صعبة، اللي بيخلص ورش بيجري في باقي القراءات لأنها أصعب رواية، خدي حمزة براوييه، تكوني خلصتي كل ما هو صعب، بعد كده السوسي ثم أبو البصري، ثم الكسائي براوييه...إلخ ولا تتكاسلي عن هذا العلم فهو علم شريف مبارك، تخيلي موقفك يوم القيامة حينما يقال لك اقرأي ورتلي، الناس حواليكي بيقرأوا بقراءة أو اتنين مثلا وانت بتقرأي بالعشر قراءات، ومنزلتك تكون عند آخر آية!!

مبتدأة ولا قطعتي شوطا؟

بلاش السؤال ده، لأني إلى الآن للأسف لا أعرف ماذا أفعل وماذا أريد، كنت انتويت أن أعزم على أمر وأسلك طرقه ومَهامهه، ولما بدأت في السير تعثرت وأغلقت دوني الأبواب ورجعت القهقرى، وعلمت أن عزمك على شيء لا يعني أنك ستنجزه أبدا طالما لم يأذن الملك، أقول ذلك لأني فعلا طرقت أكثر من باب رجاء الوصول لبغيتي وسلكت أكثر من طريق ولكن لم يتيسر شيء ولم أصل لشيء، فرضيت بما قضاه الله عالما أن ذبك هو الخير حاليًا، والله المستعان، ولعله يحدث بعد ذلك أمرا، ونسألكم الدعاء بالتيسير.