cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

تدبرات قرآنية

للشيخ أبي جعفر عبد الله الخليفي.

Show more
Advertising posts
955
Subscribers
+124 hours
+97 days
+1430 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

معرفة الضعف باب السلامة من الفتن... تعسير الحلال (بتأخير الزواج وحرب التعدد وغلاء المهور وغيرها) وتيسير الحرام (بالتسامح في الاختلاط والتبرج والنظر المحرم) هذا عنوان المرحلة في عامة الدول العربية. مع كوننا لا زلنا (والحمد لله) ننْفُر مِن الزنا، غير أن من نفر من شيء دعم ضده، ويلاحظ في كثير من أبناء الجيل السابق الاستهانة بأمر الشهوات وميل الجنسين لبعضهما البعض وعدم إدراك خطورة الأمر، لأن الجيل السابق لم يتعرَّضوا للفتن التي يتعرض لها الشباب في هذه الأيام، خصوصاً مع انتشار مواقع التواصل. ولو استناروا بنور الوحي لتغيَّر هذا السلوك. تأمَّل معي هذه الآيات: {ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات • والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان • فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم} [النساء]. تأمَّل التيسير هنا: مَن لم يستطع أن يتزوج حرة أُبيح له الزواج من الأمة، وفي هذا توسيع لدائرة الحلال. وفيه التنبيه على أن هذا يضيِّق دائرة الحرام {ذلك لِمَن خشيَ العنت منكم} والعنت: الفاحشة. وفي الآيات التي بعدها قوله: {يريد الله أن يخفف عنكم وخُلق الإنسان ضعيفا}. وهذا معناه أن توسيع دائرة الحلال تخفيف من الله، وقوله {وخُلق الإنسان ضعيفا} فسَّره عامة السلف أنه ضعيف في أمر النساء. وهذا ليس تبريراً للفاحشة؛ ولكن لفهم خطورتها وقطع الطريق إليها، وهذا الضعف فطرة، ولكن البلاء في تجيير هذه الفطرة في غير المباحات. ثم قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما • ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا • إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}. بعدما التنبيه على الكبيرة التي بها شهوات الفرج (الزنا) جاء التنبيه على الكبيرة التي بابها المال (أكل المال بالباطل)، ثم الكبيرة التي في الأنفس (القتل). ثم قال سبحانه: {ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا}. فيه: التنبيه على أن هناك أبواباً لقضاء الوطر في المباحات في أمر الفروج في الزواج وفي أمر المال بالتجارة الحلال، وفي أمر العقوبات في الحدود والقصاص وما خالف ذلك فهو اعتداء وباب كبيرة. ثم قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}. الترغيب لمن ترك هذه الكبائر واستغنى بالحلال عن الحرام أن ذلك له ثوابه في الآخرة، والهالك من يترك لذةً مباحة عاقبتها جنة الخلد ولذات دائمة بلذة محرمة عاقبتها العقوبة. ثم قال سبحانه: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما}. وسبحان الله، اليوم أعظم أبواب الفواحش تمني النساء لأدوار الرجال، ومِن ثَمَّ خروجهن غير المنضبط واختلاطهن بهم؛ مما سهَّل الحرام جداً، فكان هذا النهي مناسباً جداً في باب سد ذرائع الحرام وتوسيع الحلال وتضييق باب الحرام. ثم في الآية بعد التي تليها ذِكر آية القوامة، وسبحان الله ما ضعفت القوامة في مجتمع إلا فشت فيه الفاحشة، فسبحان الحكيم العليم.
Show all...
إشارة قرآنية لحديث «سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فنهاه وأمره، فقتله». هذا الحديث على شهرته لا يقوم إسنادياً على التحقيق. واليوم بدت لي إشارة إلى شطره الثاني في قوله تعالى: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد (٢٠٥) وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد (٢٠٦) ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد} [البقرة]. فالذي إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم من مصاديقه الإمام الجائر يُؤمر ويُنهى فتأخذه العزة بالإثم، وقد أفسد في الأرض بجوره فأهلك الحرث والنسل. ومن يشري نفسه ابتغاء مرضات الله من مصاديقه ذلك الرجل الذي قام أمام السلطان الجائر فأمره ونهاه. فهو أعظم المجاهدين، فالمجاهد عادة قد ينتصر، أو يفوز بالغنيمة، أو يخرج بجراحات، أو يُقتل بعدما أثخن بالأعداء وشفى صدره، وأما هذا فهو أمام سلطان بيده القوم، وهو لا حول له ولا قوة لذا ضوعف جزاؤه باعتبار الحديث إن صح، ومعناه تعضده الشريعة.
Show all...
خلوة النساك السعداء 👇
Show all...
فائدة للدعاة من سورة النصر... قال تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح • ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً • فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً}. الأمر بالاستغفار بعد ذكر دخول الناس في دين الله أفواجاً حيَّر جماعة من المفسرين في حكمته، مع الوارد في الصحيح أنه إشارة إلى وفاة النبي ﷺ. وفيه فائدة أيضا: وهي أن النبي ﷺ الذي على يديه أدخل الله الناس في دينه أفواجاً يؤمر بالاستغفار، وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فبقية الدعاة من باب أولى. وفي ذلك تنبيه لهم ألا يغتروا بالإنجازات والخير الذي يجريه الله -عز وجل- على أيديهم؛ فيلهيهم ذلك عن الاستغفار من ذنوبهم، فالأمر كله من فضل الله -تبارك وتعالى- ولا أحد يمن بحسناته عليه سبحانه. وكذلك إذا وقع منهم الزلل أو الخلل يبادرون إلى الاستغفار والرجوع، فإن ذلك لا يزيدهم إلا خيراً، ورُبَّ استغفار كان خيراً من حسنات عظيمة، فمهما بلغتَ من الحسنات ولو دخل الناس على يديك في دين الله أفواجاً، فإن ذلك لا يعصمك من الاستغفار والاعتذار إن صدر منك موجب ذلك. هذا أمر أعظ به نفسي قبل كل أحد، وإن كان المرء يعلم من نفسه أنه اجتمع فيه ضعف الأثر واستثقال الرجوع عن الغلط، ومع ذلك أكتب ما أكتب عسى أن تصيبني بركته.
Show all...
{إنه يعلم الجهر وما يخفى} وأركان الإسلام الخمسة... هذه الآية {إنه يعلم الجهر وما يخفى (٧)} كثيراً ما تطرق الأسماع، ومؤخراً بدا لي فيها معنى. وهو أنك إذا نظرت إلى أركان الإسلام الخمسة لوجدت عامتها فيها {الجهر وما يخفى}، وكله يعلمه الله ونرجو أجره، وكل ذلك فيه أنواع تيسير {ونيسِّرك لليسرى (٨)}. فأما الشهادتان: ففيها الأركان القلبية (العلم واليقين والقبول والانقياد والصدق والمحبة) وكما ورد في الحديث: «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصا من قلبه». فالجهر: هو التلفظ بالشهادتين والإعلان بها، وأما ما يخفى: فالإخلاص القلبي والعلم بمعناها والأمور الأخرى. وأما التيسير: ففي جواز التكلم بكلمة الكفر عند الإكراه {إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالإيمان}. وأما الصلاة: ففيها صلوات جهرية وأخرى سرية، فذلك {الجهر وما يخفى} وفي الصلاة الواحدة في الجماعة يوجد ركعات جهرية وأخرى سرية، فذلك {الجهر وما يخفى} وفي الركعة الواحدة يوجد ذكر يعلِن به الإمام والمنفرد وأركان ظاهرة، ويوجد أذكار سرية كأذكار السجود والركوع والتشهد فذلك {الجهر وما يخفى}، وتوجد صلاة الجماعة ويوجد قيام الليل والناس نيام، فذلك {الجهر وما يخفى}، وتوجد الطهارة وهي شرط فيه من السرية ما فيه والنية كذلك، ويوجد استقبال القبلة وغير ذلك من الأركان الظاهرة المشاهدة، فذلك {الجهر وما يخفى}. وأما التيسير: ففي تقصير الصلاة للمسافر وجواز الصلاة جالساً للمريض وفي التطوع. وأما الزكاة: فهناك أموال ظاهرة مثل الزروع والماشية يقبضها الولاة، فذلك الجهر، وهناك أموال باطنة كالذهب والفضة وعروض التجارة -على الصحيح- فذلك ما يخفى، وهناك صدقة معلنة وهناك صدقة السر. وأما التيسير: ففي كون زكاة غير السائمة لا تجب -على الصحيح- وكون زكاة الزروع إن كانت بجهد وبالآلات وبالنواضح (بغير المطر) ففيها نصف العشر. وأما الصيام: ففيه قول المرء إن سابه أحد أو شتمه: إني صائم، فذلك الجهر، وهناك الامتناع عن المفطرات ولو غاب الناس عنك وصيام التطوع، فذلك ما يخفى. وأما التيسير: ففي سقوط الصيام عن المريض والمسافر وأنه يقضي في وقت آخر وأن المريض الذي لا يرجى برؤه يطعم. وأما الحج: فعامة أحواله جهر، والالتزام بأركان الإحرام فيه من السر عدم الأخذ من الشعر الباطن المخفي عن الناس وعدم مباشرة الزوجة وإن خلوت بها، فذلك ما يخفى. والتيسير في الحج: في قوله ﷺ في يوم النحر لمن قدَّم وأخَّر «افعل ولا حرج» وفي الإذن للضعفة بتعجيل الدفع من مزدلفة وفي إسقاطه عن غير المستطيع وجواز التشريك في الهدي وغيرها. فتأمل كيف أن هاتين الآيتين على اختصارهما أشارتا إلى كل هذه المعاني، وهي حاضرة في المعاملات؛ ولكن أمر أركان الإسلام أعظم لذا خصصتها بالذكر.
Show all...
كمال الجمال بكمال الجلال ونقضٌ على جميع الكفار بالوحي… في قوله تعالى: {الرحمن الرحيم • مالك يوم الدين} في سورة الفاتحة التي تُقرأ في كل ركعة من المعاني الشيء العظيم، وكلما خطر لك أنك أحطت بها ظهر لك الجديد. فمن فائدة {مالك يوم الدين} بعد قوله: {الرحمن الرحيم} بيان أن رحمته جاءت مع كمال قدرته على عبيده، فهي ليست رحمة ضعف. وفيه إشارة للوارد في الحديث مِن عظيم رحمة الله عز وجل يوم القيامة. قال رسول الله ﷺ: «إن لله مئة رحمة أَنزَل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فَبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحشُ على ولدها، وأَخَّر الله تسعا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة» رواه مسلم من حديث أبي هريرة. وفيه النقض على المعترضين على الشرائع، إذ لا يفهمون رحمة الله؛ لنسيانهم الآخرة. فيقولون: ما الفائدة في العقوبات؟ ما الفائدة في الجهاد؟ ما الفائدة في السبي؟ ما الفائدة من الابتلاءات؟ ما الرحمة في ذلك؟ وقد ورد في النصوص أن العقوبات لأهل الإيمان كفارة، ولأهل الكفر موعظة وعبرة، وكذلك الابتلاءات، فالرحمة فُهِمت لمَّا عرفنا {يوم الدين}. وورد في الحديث الصحيح: «عَجِبَ الله من قوم يَدخلون الجنة في السلاسل». يعني يأسرهم أهل الإسلام ويعرفون الدين في الأسر؛ فيكون ذلك سبباً في نجاتهم في الآخرة. والملِكُ هو الذي يأمر وينهى فيطاع، وفي ذلك رد على الربوبية الذين يزعمون أن الله خلق الكون وتركه، وفي أوامره ونواهيه رحمة. والكل يرى رحمته في مخلوقاته حتى الملاحدة؛ ولكن يكابرون، فيناسب أن توجد رحمة في أمره ونهيه، وذلك الوحي. وكل من عبد غير الله؛ أو فضَّل شرعاً غير شرع الله على شرعه؛ أو ظنَّ الهداية توجد في غير الوحي (كأهل الكلام) = ظنَّ أن غير الله أرحم منه أو أعظم هدايةً وبياناً منه، فقوله تعالى: {الرحمن الرحيم} رد عليهم، وفي {مالك يوم الدين} جزاؤهم. وخلاصة مخالفة أهل الإيمان لهم: {إياك نعبد وإياك نستعين}. إذ اعتقدوا ألَّا أرحم من الله، فيدعونه وحده ويستعينون به وحده. ويطلبون الهدى من وحيه: {اهدنا الصراط المستقيم}.
Show all...
بين أولية سحرة فرعون وأولية أهل بدر وعبرة للدعاة في زماننا... قال تعالى: {إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين} [الشعراء]. رجا السحرةُ التائبون أن يغفر الله عز وجل لهم خطاياهم أن كانوا أول المؤمنين الشهداء، إذ تكلموا بكلمة الحق الأعظم (كلمة التوحيد) أمام أعظم خلق الله جَوراً وهو فرعون. وذلك أن الأول له فضيلة أن كل من جاء بعده مقتدٍ به مستلهِم لسيرته، كما في حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده» كانت في رجل سبق في الصدقة، ولذلك نحن في الصلاة نستلهم طريق من سبقنا، فنقول: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم}. وقد تحقق رجاء هؤلاء التائبين في نظرائهم من أهل بدر. فقد جاء في الحديث: «وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم». وهذا المعنى أشير إليه في القرآن في موضعين. قال تعالى: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}. يعني لولا ما سبق لكم من السعادة والمغفرة يا أهل بدر لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم. وقال تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم}. وهذا في معنى الآية السابقة، وكان ممن دخل في هذا مسطح بن أثاثة، وهو من أهل بدر. وفضل أهل بدر في أنهم سابق هذه الأمة في الجهاد، فكل من جاء بعدهم تبع لهم، وكان ذلك في رمضان وقد نزلت معهم الملائكة، كما نزلت الملائكة بالقرآن في رمضان. فهم سابقون في هذه الفضيلة. وفي الحديث: «من أحيا أرضاً ميتة فهي له» فكذلك من أحيا قلباً ميتاً فله أجره، وكم من إحياء يكون بالقدوة الحسنة. ولذلك يرجى الأجر العظيم لمن أحيا سنَّة أميتت، أو نشرَ الإسلام والسنة في مكان لم يكن الإسلام فيه حاضراً، واليوم مع انفتاح العالم على بعضه وسهولة تعلُّم اللغات الأجنبية صار الأمر قريباً، وكثير من الناس محرومون مع المقدرة. تأمل حال حاطب وحال مسطح، كل واحد منهما جاء بأمر عظيم فذُكرت بدريته مسليةً له مع ما كان من توبته، وكذلك الحسنات العظيمة لا تُحتقر فيقنط المرء وينتكس تماماً، ولا يغتر بها فتُهمل التوبة، بل تكون مشجعة على التوبة. فاليوم المرء الفاضل إن وقعت منه سقطة قلَّما يشجعونه على التوبة تذكيراً بفضله، بل غالباً يلغون فضله بالسقطة، وربما هو يعامل نفسه كذلك فيقنط وينتكس.
Show all...