علم السلوك والتزكية

"ليسَ سَهلًا أن تنضبط! ليس سَهلًا أن تُلزم نفسَك كلّ يوم، كلّ دقيقة، كلّ لحظة، بكلّ هذا الجهد والتَّعَب، ليس سَهلًا أن تَنظُرَ حَولك فلا تَجِد أحدًا معك، ليس سَهلًا أن تُداوي الجَرح بالعمل، والألَم بالأمَل. الفَتح.. يَحتاجُ جُهدًا لا لَعِب! .. • ذَكّر نفسَك مع كلّ نَبضة؛ أنّ الجَنّة أغلى مِن أن تَقِف!" _قصي عاصم العُسَيلي

- قال ابن أبي جمرة: "العمل في أيام التشريق أفضل من العمل في غيره، ولا يُعكّر على ذلك كونها أيام عيد؛ لأن ذلك لا يمنع العمل فيها، بل قد شُرع فيها أعلى العبادات وهو ذكر الله تعالى، وسر كون العبادة فيها أفضل من غيرها: أنّ العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها، وأيام التشريق أيام غفلة في الغالب؛ فصار للعابد فيها مزيدُ فضلٍ على العابد في غيرها" .

" تَقبَّلَ اللَّهُ يا أحبابُ طاعتَكم ‏وفَرَّجَ الهَمَّ والأحزانَ والكُرَبَا ‏وأَسألُ اللَّهَ أن يُبْقي مَسرَّتَكم ‏وأنْ يُديمَ عليكم فضلَهُ حِقَبا"

"‏تناصروا بالدعاءِ لبعضكم، فإنّ أحدَنا ليعلم من أمانيّ إخوانه ومخاوفِهم أكثرَ ممّا يعلم أهلُه عنه، فما تكارَم أحدٌ إلّا كان ربُّنا فوقه أكرَم."

بُشراكُم.. "دعاءُ عرفة مُجَابٌ كلُّه في الأغلب." - ابن عبد البر.

"يا من يطمعُ في العتق من النار ثُمّ يمنع نفسهُ الرحمةَ بالإصرارِ على كبائرِ الإثم والأوزار! تالله؛ ما نصحتَ نفسَك، ولا وقفَ في طريقِكَ غيرك، توبِقُ نفسكَ بالمعاصي، فإذا حُرِمتَ المغفرةَ؛ قُلتَ أنّى هذا؟ قل هو من عندِ أنفسكم. فنفسكَ لُمْ ولا تَلُمِ المطايا ومُتْ كمَدًا فايسَ لكَ اعتذارُ" _ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-

"كانت أحوالُ الصداقين في المواقفِ بعرفةَ تتنوّع: فمنهم من كان يغلبُ عليه الخوفُ أو الحياء.. وقفَ الفُضيلُ بعرفةَ والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثّكلى المحترقةِ قد حالَ البكاءُ بينه وبين الدعاء، فلمّا كادتِ الشمسُ أن تغرُب؛ رفع رأسه إلى السماء وقال: واسَوأتاه منكَ وإن عفَوتَ!" _مختصر لطائف المعارف | ص٢٧٩

اقترب يوم عرفة، وإنه لخير وقت نذكر فيه هذا الأثر الذي يُبكي العيون ويُثلج الصدور ويرفع الهمم... حدثنا الامام عبد الله بن المبارك، قال: «جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان فبكيت فالتفت إليّ فقال: ما شأنك؟ فقلت: من أسوأ هذا الجمع حالا؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم». (حسن الظن بالله لابن أبي الدنيا).

"أنّ الإنسان يجب أن لا يتّكِل على عمله الصالح؛ لأنّه إذا وثِقَ بعملهِ الصالح قدِ اغتر! أي إذا قال أنّ عمليَ هذا يدخلني الجنّة فقد اغتر، وإذا اغترَّ فقد هَلك!" _الشيخ إبراهيم بن الفراج.

"فمَن أراد أن ينال محبَّة الله عزَّ وجلَّ، فليلهج بذكره." الله أكبر -لمن وعاها- هي بردُ اليقين بأنَّ الأمر كلَّه لله ربِّ العالمين، فإذا نزلت بك ملِمَّة، أو علتك مهمَّة، أو ضاقت بك ضائقة، أو حالت دون مرادك عائقة؛ فتذكَّر أنَّ (الله أكبر)، وكلَّ من دونه - وإن كان كبيرًا - فهو أصغر وأصغر.