مدونة سليمان بن محمد النجران
قناة تواصل، أسأل الله - عز وجل - أن تكون وسيلة خير، وواسطة إحسان وصلة، وتعاون على البر والتقوى، وتواص بالحق والصبر، مع جميع الإخوة المشاركين.
Show more5 554
Subscribers
+624 hours
+897 days
+41430 days
Posting time distributions
Data loading in progress...
Find out who reads your channel
This graph will show you who besides your subscribers reads your channel and learn about other sources of traffic.
Publication analysis
| Posts | Views | Shares | Views dynamics |
01 مواعظ الوحي:
لا موعظة إلا في القرآن العظيم والسنة النبوية: فمواعظ الوحي شاملة متزنة هادئة كاملة واضحة رقيقة قريبة؛ فمن أكثر من تأمل وتدبر مواعظ الوحي: رق قلبه، واستكانت نفسه، وارتاح باله، واجتمع شمله، وشفي صدره، وطابت حياته، وحلت عليه الهداية، وتتابعت عليه الرحمات:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ". | 175 | 4 | Loading... |
02 لا بقاء للكتاب الورقي إلا بتغير:
لا يقوى الكتاب الورقي إلا بتغييرات ثلاثة، تنهض به، لتبقي حضوره وتحفظ توهجه:
١-تغيير الفكر الكتابي والتأليفي ليرتقي لسد المتغيرات والاحتياجات الفكرية والحياتية المتسارعة، وهذا يبدأ بالمؤلف.
٢- إبداع هيئات جديدة في الإخراج والصف الحرفي، والتقلل من الحواشي والتهميشات الزائدة.
٣-عرض الكتب بكيفيات جاذبة وأساليب مشوقة في المكتبات. | 224 | 0 | Loading... |
03 الأصول تكشف الفروع:
لا تُقرأ المذاهب من فروعها ولا تُدرك من جزئياتها، إنما تعرف وتفهم بأصولها وكلياتها؛ فالعناية بأصول المذاهب وتحريرها تكشف الفروع، فتدرك مقاصد أرباب المذهب بترجيحاتهم، وتوجه اختياراتهم، وتنكشف تعليلاتهم، وغالب الناس اليوم يقرأ الخلافيات المذهبية من فروعها فيرجح بحسبها، ولا يعتني بمعرفة أصولها ولا يستبين مداركها، ولزاماً على كل معتنٍ بالفروع ومتصد للقراءات الفقهية الخلافية: معرفة الأصول المذهبية وتحري دقائقها، ليتسع نظره المذهبي، ويقوى تصوره الفقهي، ويتبصر بمدارك الأحكام الصحيحة فيرد إليها الفروع، فيستبين الجزئي بالكلي إذ انكشافها موقوف على معرفة أصولها، قال الزنجاني:"فإن المسائل الفرعية على اتساعها وبعد غاياتها: لها أصول معلومة، وأوضاع منظومة من لم يعرف أصولها لم يحط بها علماً". | 553 | 11 | Loading... |
04 فتوى أصولية: مسالك العلة:
س/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله مساءكم صاحب الفضيلة أستأذنكم في سؤال يتعلق بحديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *(لا تسكنِ الكُفُور؛ فإن ساكن الكفور كساكن القبور).*
هل يمكن أن يُقال: إن عبارة (فإن ساكن الكفور كساكن القبور) تعتبر علة ظاهرة للنهي؟
أو فضلا منكم شيخنا: تحت أي مسلك من مسالك علة النص يمكن أن تُدرج؟
أحسن الله إليكم، وجزاكم خير الجزاء.
ج/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله أخي الفاضل..
نعم هذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد رقم (579) ص 203، والطبراني في مسند الشاميين رقم (986) 2/ 99، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (7518 – 7519) 6/ 68، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (7326)، وفي صحيح الأدب المفرد رقم (579).
والعلة كما ذكر:"فإن ساكن الكفور كساكن القبور" لبعدهم عن المدن الجامعة والحواضر الكاملة فهم كالأموات من جهة قلة العلم الذي تحيا به القلوب، فيغلب على أهل القرى الصغيرة الجهل وكثرة الأهواء والتحاسد والبغضاء.
قال النووي: "قال ثعلب يقال اكتفر الرجل إذا لزم الكفور وهي القرى وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه أهل الكفور هم أهل القبور يعنى القرى البعيدة عن الأمصار وعن العلماء".
شرح النووي على صحيح مسلم 8/ 204.
قال أبو عبيد: "قوله كفرا، كفرا يعني قرية، قرية وأكثر من يتكلم بهذا أهل الشام يسمون القرية الكفر وروي عن معاوية أنه قال أهل الكفور هم أهل القبور قال الأزهري يعني بالكفور القرى النائية عن الأمصار ومجتمع أهل العلم فالجهل عليهم أغلب وهم إلى البدع والأهواء المضلة أسرع يقول إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجمع والجماعات" كما في لسان العرب.
والمقصود التعليل بهذه العلة ب"إن" وهي أحد مسالك العلة المنصوصة الصريحة عند بعض الأصوليين، خاصة إذا جاءت الفاء قبلها، وبعض الأصوليين يجعلها من قبيل الإيماء، لكن الأصوليين يعللون بها جميعهم فالخلاف لفظي كما ذكر الطوفي لأنه متبادر منه التعليل بقرينة السياق، نحو:"فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا" ونحو:"إنها رجس" وغيرها كثير.والله أعلم. | 792 | 6 | Loading... |
05 فتوى أصولية: مسالك العلة:
س/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله مساءكم صاحب الفضيلة أستأذنكم في سؤال يتعلق بحديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *(لا تسكنِ الكُفُور؛ فإن ساكن الكفور كساكن القبور).*
هل يمكن أن يُقال: إن عبارة (فإن ساكن الكفور كساكن القبور) تعتبر علة ظاهرة للنهي؟
أو فضلا منكم شيخنا: تحت أي مسلك من مسالك علة النص يمكن أن تُدرج؟
أحسن الله إليكم، وجزاكم خير الجزاء.
ج/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله أخي الفاضل..
نعم هذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد رقم (579) ص 203، والطبراني في مسند الشاميين رقم (986) 2/ 99، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (7518 – 7519) 6/ 68، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (7326)، وفي صحيح الأدب المفرد رقم (579).
والعلة كما ذكر:"فإن ساكن الكفور كساكن القبور" لبعدهم عن المدن الجامعة والحواضر الكاملة فهم كالأموات من جهة قلة العلم الذي تحيا به القلوب، فيغلب على أهل القرى الصغيرة الجهل وكثرة الأهواء والتحاسد والبغضاء.
قال النووي: "قال ثعلب يقال اكتفر الرجل إذا لزم الكفور وهي القرى وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه أهل الكفور هم أهل القبور يعنى القرى البعيدة عن الأمصار وعن العلماء".
شرح النووي على صحيح مسلم 8/ 204.
قال أبو عبيد: "قوله كفرا، كفرا يعني قرية، قرية وأكثر من يتكلم بهذا أهل الشام يسمون القرية الكفر وروي عن معاوية أنه قال أهل الكفور هم أهل القبور قال الأزهري يعني بالكفور القرى النائية عن الأمصار ومجتمع أهل العلم فالجهل عليهم أغلب وهم إلى البدع والأهواء المضلة أسرع يقول إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجمع والجماعات" كما في لسان العرب.
والمقصود التعليل بهذه العلة ب"إن" وهي أحد مسالك العلة المنصوصة الصريحة عند بعض الأصوليين، خاصة إذا جاءت الفاء قبلها، وبعض الأصوليين يجعلها من قبيل الإيماء، لكن الأصوليين يعللون بها جميعهم فالخلاف لفظي كما ذكر الطوفي لأنه متبادر منه التعليل بقرينة السياق، نحو:"فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا" ونحو:"إنها رجس" وغيرها كثير.والله أعلم. | 1 | 0 | Loading... |
06 Media files | 933 | 0 | Loading... |
07 العطاء بالحمد أعظم من الدعاء:
حمد الله وشكره والثناء عليه أحد رافعات العبد في مصاعد ومنازل العبودية العالية، وواقياته من المصائب العاجلة والآجلة، والفاتحة عليه بالخيرات والبركات المتتابعة، فما يعطيك الله -عز وجل - على الحمد أعظم مما يعطيك على الدعاء لأنك بالثناء عليه وحمده تظهر محبته وإجلاله وتعظيمه وتمجيده:"ولا أحد أحب إليه المدح من الله".
أما بالدعاء فتظهر حاجتك له، وبون شاسع بين الأمرين، مع عظم الدعاء ومنزلته.
وانظر طرفاً من أثر الحمد في قوله عليه الصلاة والسلام:"من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء".حديث حسن. فيحفظك الله من المصائب الدين والدنيا بحمده.
فكيف بمن لهج لسانه وانعقد فكره وجمع قلبه على الثناء عليه -عز وجل- في كل تقلباته وأحواله وأزمانه؛ فيثني على الله بشرعه وبكونه وبقدرته وبرزقه وبقوته وبإحاطته وبسعمه وبصره وسائر أوصافه وأسمائه الحسنى، فكم من الخيرات القريبة والبعيدة ستناله، والبركات الواسعة ستحيط به. | 1 165 | 14 | Loading... |
08 حد هجر القرآن الكريم؛
س/ متى يعد الإنسان هاجرا للقرآن الكريم؟
ج/حياكم الله أخي الفاضل..الهجر رتبتان:
الأولى:هجر أحكامه والالتزام به وحفظ حدوده وأوامره ونواهيه فهذا واجب على كل مسلم في كل وقت، لا يسعه هجر شيء منها أبدا، لقوله تعالى:"اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون".
الثانية: هحر تلاوته وتدبره والتلذذ بقراءته فهذا من أعظم القرب وأجل الطاعات قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم".
لكن هذه ليست واجبة بل من النوافل المؤكدة التي لا ينبغي على المسلم تركها بل يحفظها لما فيها من الخيرات الكثيرة على قلبه ونفسه ولده وأهله وفيها الدرجات العلى يوم القيامة.
وحد بعض العلماء ختم القرآن بأربعين يوما، قال ابن قدامة رحمه الله :
" يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)، | 1 558 | 15 | Loading... |
09 حد هجر القرآن الكريم؛
س/ متى يعد الإنسان هاجرا للقرآن الكريم؟
ج/حياكم الله أخي الفاضل..الهجر رتبتان:
الأولى:هجر أحكامه والالتزام به وحفظ حدوده وأوامره ونواهيه فهذا واجب على كل مسلم في كل وقت، لا يسعه هجر شيء منها أبدا، لقوله تعالى:"اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون".
الثانية: هحر تلاوته وتدبره والتلذذ بقراءته فهذا من أعظم القرب وأجل الطاعات قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم".
لكن هذه ليست واجبة بل من النوافل المؤكدة التي لا ينبغي على المسلم تركها بل يحفظها لما فيها من الخيرات الكثيرة على قلبه ونفسه ولده وأهله وفيها الدرجات العلى يوم القيامة.
وحد بعض العلماء ختم القرآن بأربعين بوما، قال ابن قدامة رحمه الله :
" يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)، | 1 | 0 | Loading... |
10 حد هجر القرآن الكريم؛
س/ متى يعد الإنسان هاحرا للقرآن الكريم؟
اج/حياكم الله أخي الفاضل..الهجر رتبتان:
الأولى:هجر أحكامه والالتزام به وحفظ حدوده وأوامره ونواهيه فهذا واجب على كل مسلم في كل وقت، لا يسعه هجر شيء منها أبدا، لقوله تعالى:"اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون".
الثانية: هحر تلاوته وتدبره والتلذذ بقراءته فهذا من أعظم القرب وأجل الطاعات قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم".
لكن هذه ليست واجبة بل من النوافل المؤكدة التي لا ينبغي على المسلم تركها بل يحفظها لما فيها من الخيرات الكثيرة على قلبه ونفسه ولده وأهله وفيها الدرجات العلى يوم القيامة.
وحد بعض العلماء ختم القرآن بأربعين بوما، قال ابن قدامة رحمه الله :
" يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)، | 1 | 0 | Loading... |
11 الكتب الشرعية نور القلوب، وبصر البصائر، وقوة العقول، ودواء النفوس، وشفاء العليل، وذهاب الهموم، وجلاء الأحزان. | 1 545 | 11 | Loading... |
12 الفقه والمقاصد:
القواعد الفقهية والقواعد الأصولية عائدة إلى المذاهب الفقهية فكل مذهب له أصول ينزع عنها، وله فروع منظومة بقواعدجامعة لمعان مشتركة فقهية.
أما المقاصد فالعكس فكل المذاهب تجتهد لتحصيل المقاصد الشرعية لأنها الأصل الذي جاءت الشريعة لأجله بإقامة وحفظ: الدين والنفس والعقل والنسل والمال بمراتبها الثلاثة: الضروري والحاجي والتحسيني.
فالاجتهاد في كل المذاهب الفقهية معيار قوته وثباته وبقائه: قدرته على حفظ وإقامة المقاصد الشرعية الدنيوية والأخروية، باتزان تام بينها، لا يهدم مقصد مقصداً آخر، بل يقويه ويشده ويثبته. | 1 395 | 9 | Loading... |
13 حفظ الكتب الورقية الشرعية فرض كفائي:
الكتاب الورقي الشرعي وعاء المعارف، وأصل العلم، وعليه بناء الفكر، به بقاؤه وثباته، فهو جسر الوصل والاتصال الفكري بين الأمم والأجيال لنقل الشرع المطهر، لا مقارنة بين أثره وأثر الكتاب الرقمي في الدرس الشرعي والتداول العلمي والتأمل الفكري، فالعلم منه أبقى، والنظر فيه أسهل، والفهم منه أرسخ وأثبت، والمهارات المتحصلة أكثر وأوسع.
أنادي بصوت عالٍ بحفظه والارتقاء به، بتدخل أهل الخير والمحسنين والموقفين ببذل طرفاً من أموالهم، وشيئاً من أوقافهم بتبني المكتبات العلمية الشرعية ودعمها ومساندتها، لتبقى قائمة قوية، فهي تسد فرض كفائي كبير بحفظ الكتاب الشرعي؛ لئلا تتناقص وتنحل عراها فتتساقط أوعية ومصادر المعارف، فنفقد أحد حافظات الدين ومقيماته وهي الكتب الشرعية. | 5 337 | 34 | Loading... |
14 تخليل أصابع القدمين:
من سنن الوضوء التي تتأكد بعد نزع الشراب: تخليل وتنظيف ما بين أصابع القدمين، بإدخال خنصر اليد بين أصابع القدمين وتحريك الماء داخلهما لإذهاب الأوساخ المتجمعة، وقد أمر عليه الصلاة والسلام بتخليل الأصابع عموما بقوله للقيط بن صبرة:"وخلل يين الأصابع".حديث حسن. | 1 491 | 4 | Loading... |
15 خاطرة أصولية: من أراد ضبط الخاص والعام، والمقيد والمطلق، فعليه ب"العقد المنطوم" للقرافي، لا تجد دقائق مباحث هذين البابين إلا فيه. | 1 590 | 54 | Loading... |
16 جاء في حديث معقل بن يسار عند الطبراني وغيره:"لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ من أن يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له".
فما وجه العموم في هذا الحديث إذ عمموه على الشابة والعجوز مع أنه نكرة في سياق الإثبات ولا تعم.
وقد خطر ببالي: أنه في معنى النهي فيعم من هذا الوجه فهل هذا صحيح؟
ج/نعم السياق سياق نهي ووعيد فيحتمل العموم؛ لأن هذا خبر بمعنى النهي.
على أني لم أجد من الأصوليين من صرح بأن النكرة المثبتة في سياق التهديد والوعيد أنها تعم.
لكن قال الشيخ الأمين - رحمه الله - في المذكرة:"وربما أفادت النكرة في سياق الإثبات العموم بمجرد السياق كقوله تعالى:"علمت نفس ما أحضرت"" علمت نفس ما قدمت وأخرت" بدليل قوله تعالى:"هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت".
يقصد الشيخ -رحمه الله - عموم النفس مع أنها في سياق الإثبات.
وهنا جعلها الشيخ قاعدة: فكل ما يفهم من السياق العموم فيعم، ومنه العموم في المنهيات لأن مقصد الشارع في المنهيات إذهابها وإعدامها كلها فتعم.
والله أعلم. | 1 667 | 14 | Loading... |
17 الانضباط في الاستدلال:
الانضباط في الاستدلال أحد أهم شروط صحة الاستدلال وسلامته فلا يختل ولا يختلف المنهج الاستدلالي بمتغيرات المستدلات، فتقيس العالم بمنهجه الاستدلالي الثابت الذي لا يعتريه اهتزاز ولا اضطراب؛ لأن هذا ينجي صاحبه من أعظم زلات الاستدلال وهو اتباع الهوى، فإن صاحب الشهوة لا تجده يثبت على جادة واحدة في منازعه الاستدلالية٬ بل يتغير ويتلون بحسب مراداته من الأدلة.
قال الشاطبي:"ومن نظر إلى طرق أهل البدع في الاستدلال؛ عرف أنها لا تنضبط؛ لأنها سيالة لا تقف عند حد، وعلى كل وجه يصح لكل زائغ وكافر أن يستدل على زيغه وكفره، حتى ينسب النحلة التي التزمها إلى الشريعة". | 3 496 | 20 | Loading... |
18 https://x.com/aaa_1891/status/1789790683777191955?t=CnbIEYWV8bwUCW3B1kcCTQ&s=35 | 1 459 | 1 | Loading... |
19 مقطع صوتي من سليمان | 1 492 | 9 | Loading... |
20 تفسير أوائل سورة الحجرات | 1 | 0 | Loading... |
21 https://youtu.be/aDAClFqzQYw?feature=shared | 1 597 | 2 | Loading... |
22 كرامة النفس أصل عقدي:
الضعف بالحاجة، والقوة بالاستغناء، فمن احتجت إليه كنت ضعيفاً أسيراً بين يديه مهما ضعف، ومن استغنيت عنه كنت نظيره وشبيهه مهما قوي، لذا كان أصل العقيدة: رفع الناس بالاستغناء عن المخلوقين الضعفاء، والأشباه والأمثال النظراء، والاتصال بالغني الأعز الأكرم - عز وجل - وحده في كل حوائجنا ومطالبنا الدنيوية والأخروية، ليبقى الإنسان عزيزاً كريماً شريفاً؛ فأقوى ما تربيه العقيدة: العزة والقوة وكرامة النفس.
لذا قيل:"احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره". | 3 267 | 50 | Loading... |
23 https://youtu.be/rZduCnNeigI?feature=shared | 1 770 | 5 | Loading... |
24 ثبوت المسبب بوجود السبب:
من أكثر القواعد الأصولية التي استفدت منها فقها واسعا، ذكرها القرافي وغيره: الحكم لا ينعقد قبل سببه.
لأن الحكم مدار على سببه وجودا وعدما، فمتى وجد السبب وجد المسبب أي الحكم، ومتى انتفى السبب انتفى المسبب أي الحكم؛ كالصلاة لا تجوز قبل سببها وهو دخول الوقت. والزكاة لا تصح قبل ملك النصاب، لذا من أراد تعجيل الزكاة يجوز إذا كان مالكا النصاب، ولا يجوز إذا لم يملكه، ومثله الصيام لا يجوز قبل رؤية الهلال، ومن ذلك تكفير العاجز عن الصيام لا يجوز قبل دخول رمضان لأنه يكون قبل سببه،وحصل أن شخصاً له عدة سنوات يكفر قبل دخول رمضان بيوم أو يومين وهذا لا يجزئه لأنه قبل سببه. وكذا من قال: كل امرأة أتزوجها فهي طالق، لا يقع الطلاق لأنه قبل سببه. ومثله العتق: كل عبد أملكه فهو حر.
وكمن أسقط حقه من الإرث قبل موت مورثه فلا يقع لأنه قبل سببه، وكذا لو أسقط حقه من الشفعة قبل بيع الشريك، وكذا من كفر يمينه قبل أن يحلف احتياطا لها لأنه قبل سببه. وغيرها كثير. | 1 777 | 8 | Loading... |
25 فتوى تفسيرية في إعجاز القرآن الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير شيخنا الفاضل سليمان ...
ما رأيكم بقول الإمام الطبري ـ رحمه الله ـ ، بأن الإعجاز في القرآن الكريم والتحدي، انما كان في البيان لا في التأليف والمعاني! فقد قال ـ رحمه الله ـ عند آية البقرة:"فإن قال قائل: إنك ذكرتَ أن الله عني بقوله(٨) "، فأتوا بسورة من مثله"، من مثل هذا القرآن، فهل للقرآن من مثل فيقال: ائتوا بسورة من مثله؟
قيل: إنه لم يعنِ به: ائتُوا بسورة من مثله في التأليف والمعاني التي باينَ بها سائرَ الكلام غيرَه، وإنما عنى: ائتوا بسورة من مثله في البيان، لأنّ القرآن أنزله الله بلسان عربيّ، فكلام العرب لا شك له مثلٌ في معنى العربية. فأمّا في المعنى الذي باين به القرآن سائرَ كلام المخلوقين، فلا مثلَ له من ذلك الوجه ولا نظيرَ ولا شبيه".
ج/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..حياكم الله أخي الفاضل..اعلم ـ وفقكم الله لكل خير ورشد وهدى ـ أن الإعجاز القرآني خاض فيه العلماء ووسعوا فيه العبارة ومدوا الكلام وبالغوا في إيضاحه وتقريره وتتبعه، حتى أتوا على أمور واسعة من أصول إعجاز القرآن وتحديه ،بدء بأهل اللغة من النحويين والبلاغيين والأدباء، ثم الأصوليين والمفسرين والمحدثين وغيرهم؛ كالجاحظ وابن قتيبة والواسطي والرماني والخطابي والباقلاني والقاضي عبدالجبار وعبدالقاهر الجرجاني والراغب الأصفهاني والفخر الرازي وابن عطية والشاطبي والزركشي والسيوطي حتى آخرهم د.محمد محمد أبو موسى، وخلائق لا يحصون كثرة، اتفقوا في مواضع واختلفوا في أخرى، كل نظر من جهة فجعلها المقتضية لإٍعجاز القرآن الكريم، غير أن لفظ الكتاب العزيز بتركبه من مفردات وجمل بكونه جمع بين الفصاحة: بخلوص الكلام من التعقيد ووحشي الكلام والتنافر بين الألفاظ والجمل بما يؤدي للمعنى المراد بيسر وسهوله ووضوح، والبلاغة: بأن يبلغ المتكلم كُنه مراده ودقة مقصده، مع إيجاز بلا إخلال وإطالة بلا إملال، باتفاق الألفاظ مع السياق لتأدية المعاني المرادة من الكلام، هو الذي عليه غالبهم في إعجاز الكتاب العزيز، قال الشاطبي(ت790هـ):" إذ من العجب إيراد كلام من جنس كلام البشر في اللسان والمعاني والأساليب، مفهوم معقول، ثم لا يقدر البشر على الإتيان بسورة مثله" (الموافقات 4/ 144)
فالذي عليه مدار جمهور البلاغيين والمفسرين والمحدثين في الإعجاز القرآني الكريم أنه بنظمه لفظا ومعنى؛ فليس الإعجاز باللفظ دون المعنى ولا بالمعنى دون اللفظ، بل بهما معا باتفاقهما لتأدية مقصد الكلام باتساق تام ووصف عال لا يصل إليه البشر أبدا.
ثم كان النظر والمدار بتفصيل هذا الأمر وبيانه؛ فالخطابي(ت388هـ) جعل عمود إعجاز القرآن الكريم وضع كل لفظة موضعها في سياقها؛ فلا تصلح هذه اللفظ إلا لهذا السياق، لو أبدلت ضعف المعنى وقل البيان، ويعده أقوى ما في القرآن من إعجاز، فقال في بلاغة القرآن الكريم:" ثم اعلم أن عمود هذه البلاغة التي تجمع لها هذه الصفات هو وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به، الذي إذا أُبدل مكانه غيره جاء منه: إما تبدل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام ، وإما ذهاب الرونق الذى يكون معه سقوط البلاغة ، ذلك أن في الكلام ألفاظًا متقاربة في المعاني ، يحسب أكثر الناس أنها متساوية في إفادة بيان مراد الخطاب ؛ كالعلم والمعرفة ، والحمد والشكر ، والبخل والشح ، وكالنعت والصفة". بيان إعجاز القرآن (ص29)
ونحوه قال الباقلاني(ت403هـ) وهو يعلق على قوله تعالى : { وَهَمَّتْ كُلُّ أمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأخُذُوهُ } : "هل تقع في الحسن موقع قوله: "لِيَأْخُذُوهُ" كلمة ، وهل يقوم مقامها في الجزالة لفظة ،وهل يسد مسدها في الأصالة نكتة ، لو وضع موضع ذلك " ليقتلوه " أو" ليرجموه" أو" لينفوه" أو" ليطردوه" أو" ليهلكوه" أو" ليذلوه" ونحو هذا...ما كان ذلك بديعاً ولا بارعاً ، ولا عجيباً ولا بالغاً " . | 1 308 | 7 | Loading... |
26 فكلام العلماء في الإِعجاز القرآني دائر على هذا الأصل وإن تخطوه لغيره، بانعقاد نظرهم على الفصاحة بقوة اللفظ وسهولته ويسره ووضوحه، وعلى البلاغة ببعد المعنى وموافقته للسياق والحال، قال ابن عطية(ت452هـ):"الصحيح والذي عليه الجمهور والحذاق في وجه إعجازه أنه بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه، وذلك أن الله أحاط بكل شيء علما، وأحاط بالكلام كله علما؛ فإذا ترتبت اللفظة من القرآن علم بإحاطته أي لفظة تصلح أن تلي الأولى وتبين المعنى بعد المعنى، ثم كذلك من أول القرآن إلى آخره، والبشر يعمهم الجهل والنسيان والذهول ومعلوم ضرورة أن أحدا من البشر لا يحيط بذلك فبهذا جاء نظم القرآن في الغاية لقصوى من الفصاحة؛ وبهذا يبطل قول من قال: إن العرب كان في قدرتها الإتيان بمثله فصرفوا عن ذلك والصحيح أنه لم يكن في قدرة أحد قط، ولهذا ترى البليغ ينقح القصيدة أو الخطبة حولا ثم ينظر فيها فيغير فيها وهلم جرا، وكتاب الله تعالى لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب على لفظة أحسن منها لم يوجد، ونحن تتبين لنا البراعة في أكثره ويخفى علينا وجهها في مواضع لقصورنا عن مرتبة العرب يومئذ في سلامة الذوق وجودة القريحة وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة، كما قامت الحجة في معجزة موسى بالسحرة وفي معجزة عيسى بالأطباء فإن الله إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبرع ما تكون في زمن النبي الذي أراد إظهاره فكان السحر قد انتهى في مدة موسى إلى غايته وكذلك الطب في زمن عيسى والفصاحة في زمن محمد صلى الله عليه وسلم".
ونرجع مرة أخرى للإمام الخطابي(ت388هـ) الذي فصل في هذا وزاد فقال:" واعلم أن القرآن إنما صار معجزًا لأَنه جاءَ بأَفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف، مضمنًا أصح المعاني، من توحيد له عزت قدرته، وتنزيه له في صفاته، ودعاء إلى طاعته، وبيان بمنهاج عبادته؛ من تحليل وتحريم، وحضر وإباحة، ومن وعظ وتقويم وأمر بمعروف ونهي عن منكر، وإرشاد إلى محاسن الأخلاق، وزجر عن مساوئها، واضعًا كل شيءٍ منها موضعه الذي لا يرى شيء أولى منه، ولا يرى في صورة العقل أمر أليق منه، مودعًا أخبار القرون الماضية وما نزل من مَثُلات الله بمن عصى وعاند منهم، منبئًا عن الكوائن المستقبلة في الأَعصار الباقية من الزمان , جامعًا في ذلك بين الحجة والمحتج له، والدليل والمدلول عليه، ليكون ذلك أوكد للزوم مادعا إليه , وإنباء عن وجوب ما أمر به، ونهى عنه.
ومعلوم أن الإتيان بمثل هذه الأمور، والجمع بين شتاتها حتى تنتظم وتتسق أمر تعجز عنه قُوى البشر، ولا تبلغه قدَرهم، فانقطع الخلق دونه، وعجزوا عن معارضته بمثله أو مناقضته في شكله. ثم صار المعاندون له ممن كفر به وأنكره يقولون مرة إنه شعر لما رأوه كلامًا منظومًا، ومرة سحر إذ رأوه معجوزًا عنه، غير مقدور عليه، وقد كانوا يجدون له وقعًا في القلوب وقرعًا في النفوس يُريبهم ويحيرهم، فلم يتمالكوا أن يعترفوا به نوعًا من الاعتراف. ولذلك قال قائلهم: إن له حلاوة وإن عليه طلاوة. وكانوا مرة لجهلهم وحيرتهم يقولون: {أساطير الأولين اكْتَتَبها فَهى تُمْلَى عليه بُكرةً وأصِيلاَ} مع علمهم أن صاحبه أميُّ وليس بحضرته من يملي أو يكتب، في نحو ذلك من الأمور التي جماعها الجهل والعجز، وقد حكى الله جل وعز عن بعض مردتهم وشياطينهم - ويقال هو الوليد بن المغيرة المخزومي - أنه لما طال فكره في أمر القرآن، وكثر ضجره منه، وضرب له الأخماس من رأيه في الأسداس، لم يقدر على أكثر من قوله: {إن هذا إلَّا قولُ البَشَرْ} عنادًا للحق وجهلًا به وذهابًا عن الحجة وانقطاعًا دونها، وقد وصف ذلك من حاله وشدة حيرته فقال سبحانه: {إنه فكَّرَ وقدَّر، فقُتل كيف قدَّرَ، ثم قُتِل كيف قَدَّر، ثم نَظَر، ثم عَبَس وبسَر، ثم أدبر واسْتكبَر، فقال إن هذا إلا سحر يُؤْثَر. إنْ هذا إلَّا قولُ البشَر}.
(بيان إعجاز القرآن ص: 27). | 1 310 | 5 | Loading... |
27 ثم صار الإمام الخطابي(ت388هـ) إلى نتيجة مهمة في إعجاز القرآن الكريم: بأن فصاحته وبلاغته حصل منها قدرته على التأثير في النفوس وانجذاب القلوب إليه، وهي غاية إنزاله ومقصد تلقيه وإنذاره، فقال:"قلت: في إعجاز القرآن وجهًا آخر ذهب عنه الناس فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من آحادهم: وذلك صنيعه بالقلوب وتأثيره في النفوس؛ فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن منظوما ولا منثورا إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال، ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه عادت مرتاعة قد عراها الوجيب والقلق وتغشاها الخوف والفرق، تقشعر منه الجلود وتنزعج له القلوب، يحول بين النفس وبين مضمراتها وعقائدها الراسخة فيها؛ فكم من عدو للرسول صلى الله عليه وسلم من رجال العرب وفتاكها أقبلوا يريدون اغتياله وقتله فسمعوا آيات من القرآن، فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم أن يتحولوا عن رأيهم الأول، وأن يركنوا إلى مسالمته، ويدخلوا في دينه، وصارت عداوتهم موالاة، وكفرهم إيمانا.. ولما سمعته الجن لم تتمالك أن قالت: {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به} ومصداق ما وصفناه في أمر القرآن في قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله}، وفي قوله {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله}، وقال سبحانه: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم}، وقال سبحانه: {وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا}. وقال سبحانه {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} في آي ذوات العدد منه، وذلك لمن ألقى السمع وهو شهيد، وهو من عظيم آياته، ودلائل معجزاته"(بيان إعجاز القرآن ص71).
وأخيرا أختم بمقولة رائعة جامعة للإمام السيوطي(ت911هـ) بقوله:"وأكثر معجزات بني إسرائيل كانت حسية لبلادتهم وقلة بصيرتهم، وأكثر معجزات هذه الأمة عقلية لفرط ذكائهم وكمال أفهامهم، ولأن هذه الشريعة لما كانت باقية على صفحات الدهر إلى يوم القيامة خصت بالمعجزة العقلية الباقية ليراها ذوو البصائر". (الإتقان في علوم القرآن: 4/ 3). والله أعلم . | 1 435 | 6 | Loading... |
28 Media files | 1 582 | 1 | Loading... |
29 Media files | 1 | 0 | Loading... |
30 دقيقة واحدة || الشيخ: سليمان النجران | 2 382 | 14 | Loading... |
31 الوصف الأخص لا يتعدى إلى الوصف الأعم:
س/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الفضل الوارد في أذكار النوم يختص بنوم الليل فقط؟
ج/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله أخي الفاضل..نعم ألفاظ الأحاديث دائرة على من أوى إلى فراشة، أو أخذ مضجعه، وهي تشير لنوم الليل ليس مطلق النوم:"كان عليه الصلاة والسلام إذا أوى إلى فراشه.."، :"إذا أويتما إلى فراشكما.."، "إذا أوى أحدكم إلى فراشه.."، "إذا أخذ مضجعه.."، "إذا أتيت مضجعك.."، وقد تتبعت أكثر من ثلاثين حديثا واردة في أذكار النوم كلها تشير لنوم الليل بهذه الألفظ المشعرة بذلك، ليس أي نوم، ذلك أن نوم الليل هو الأصل في زمن النبوة ونوم النهار كان قليلا لا يطول لتجدد النشاط وقوته فلا يأخذ أحكام نوم الليل؛ إذ النظر والمدار على طول النوم والاستغراق فيه لساعات، والوصف الأخص وهو نوم الليل لا يتعدى إلى الأعم ليشمل أي نوم مهما كان قليلا.
لكن في نوم القيلولة أو غيره لو ذكر الله العبد بأي ذكر قبل النوم فهو أفضل لقوله عليه الصلاة والسلام كما عند أبي داود بإسناد جيد كما قال النووي:"من اضجع مضجعا لا يذكر الله فيه كان عليه من ترة"أي حسرة ونقصا يوم القيامة. ولفظ:"من" من ألفاظ العموم فيشمل أي اضطجاع.
لكن يبقى أن حياة كثير من الناس تبدلت خاصة في رمضان والإجازات فأصبح نومهم بعد صلاة الصبح، أو من لا ينام لظروف عمله إلا بعد صلاة الصبح، فهذا يشرع في حقه أن يقول كل أذكار النوم؛ لأن النوم بعد صلاة الفجر صار بدلا عن نوم الليل والبدل يأخذ حكم أصله فإن المدار في هذه الأذكار على النوم الطويل المستغرق الذي هو مظنة الآفات والتغيرات، وهذا حاصل في هذا النوم.والله أعلم. | 2 212 | 13 | Loading... |
32 حياكم الله أخي الفاضل..سبق نبهت على هذا الأمر وأن هذا من الاعتداء في النيات والتكلف الخارج عن رسوم الشرع ويكفي الإنسان نية التعبد الخالصة لله بالقراءة أو الذكر أو الطاعة فتأتيه كل مصالح العبادة كلها الدنيوية والأخروية فالمدار على صحة القصد وصحة العمل؛ فالصلاة لو أراد استحضار مصالحها لبقي زمنا طويلا لكثرتها وتشعبها فيختاج لسجلات أوراق يقرأ منها لأن مصالح الصلاة لا تنتهي، وكذا الزكاة والحج والصيام والذكر والقراءة ففي العبادات مصالح واسعة دنيوية وأخروية لا حصر لها. فكلها يكفي فيها نية التعبد الخالص لله سبحانه وتعالى.مع كون العبادة صحيحة على طريق السنة.
وكم من عبادات عظيمة قام بها أصحابها بنية التقرب لله بإخلاص وإقبال عليها، وحصلت لهم مصالحها العظيمة دون تخصيصها بعذه النيات.
لذا ذكر الشاطبي بأن العمل على المقاصد الأصلية يأتي بالمقاصد التبعية كلها.ولا عكس فالعمل بالمقاصد التبعية لا يأتي بالأصلية.والله أعلم. | 4 606 | 52 | Loading... |
33 __من نيات قراءة القرآن_.pdf | 71 | 4 | Loading... |
34 نشر- ولله الحمد - لي بحث محكم بعنوان:"أصول المقاصد عند الإمام الشاطبي: غايات ومنطلقات" في مجلة دار العلوم. أشكر القائمين على المجلة.
أسال الله أن ينفع به كاتبه وقارئه. | 3 404 | 13 | Loading... |
35 MKDA_Volume 41_Issue 149_Pages 509-551.pdf | 3 431 | 38 | Loading... |
36 بر الوالدين الأحياء يقوم على ثلاثة أركان:
١- الإحسان إليهما بالعمل، والقول الكريم:"وقل لهما قولا كريما".
٢- التواضع لهما برحمة ومحبة:"واخفض لهما جناح الذل من الرحمة".
٣- الدعاء لهما:"وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا". | 1 810 | 11 | Loading... |
37 فتوى في تعارض المفاسد مع المصالح
"سؤال من خارج المملكة"
س/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساك الله بالخير: أنا اعمل كمسؤول في مصنع في إحدى الشركات الكبيرة للنفط والغاز وطلب مني مسؤول أعلى مني أن أقوم بحلق اللحية وأن أجعل جميع الموظفين الذين يعملون تحت إدارتي يقومون بنفس الشيء من أجل إجراءات السلامة الصحية واستخدام أجهزة ومعدات الإنقاذ مثل أجهزة الأكسجين وغيرها.
والمخالف لهذا النظام سيتم طرده من الوظيفة، علما أن الشركة يمكنها توفير أجهزة تتوافق مع اللحية ولكن تم رفضها من الشركة.
السؤال هنا يا شيخ هل أنا مشارك في الإثم خصوصًا أن كثير من الموظفين تحت إدارتي متبعين للسنة( ملتحين) وفي حالة مخالفتهم لهذا النظام فإن نظام الشركة يجبرني على أن أطبق أنظمة وقوانين الشركة. والله يجزاك خير ويكتب أجرك وينفع بعلمكم.
ج / عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..حياكم الله أخي الفاضل، وهذه من الأسئلة الصعب تقحمها لقوة منازعتها أكثر من أصل من المصالح والمفاسد.
فيحتاج جواب مفصل يقوم على مقاصد ومصالح الشريعة..
أولا: الأصل أن حلق اللحية محرم، وأمر الناس بذلك أشد حرمة للمفاسد المتعدية.
ثانيا: هل يجوز ارتكاب مفسدة في مقابل مصلحة؟ فالأصل أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح إذا تساوت.
لكن إذا اختلفت فينظر حجم المصلحة والمفسدة فمتى رجحت المصلحة جلبت حتى لو وقعنا في المفسدة.
نأتي لحلق اللحية والوظيفة، حال تعارضهما: فإذا كنت في هذه الوظيفة لا تجد عملا مساويا لراتبك، ولا حتى أقل منه قريب منه لو خرجت، ويؤثر عليك وعلى من تعول في حاجاتكم الأصلية، وتجدون مشقة بالغة في نقص المال ولا يوجد عندك موردا غيرها فيجوز لك أن تأخذ من لحيتك حفظا لوظيفتك لأنها تكون ضرورة مالية في مقابل موجب ديني تحسيني، والحاجي مقدم على التحسيني حال التعارض، والحاجة تنزل منزل الضرورة.
ثالثا: هذا الحكم من أحكام الضرورة والضرورة تقدر بقدرها فإن كانت تندفع بتخفيف اللحية فتخففها ولا تنتقل للحلق الكلي إلا في أضيق الظروف. فتحاول لعله يكفي التخفيف فالمفاسد درجات، لا سيما أن المقصد من الحلق جانب السلامة،كما في تعليل صاحب العمل، وهذا يتحقق بتخفيف اللحية دون حلقها كلية.
رابعا: بالنسبة للموظفين يقال لهم ما قيل لك بالضبط من حيث حكم الضرورة.
خامسا: الذي أراه أنك لا تتولى أمر الموظفين بحلق لحاهم، بل تأخذ أمرا مكتوبا ممن هو أعلى منك وترسله لهم؛ لأن الأمر ليس من عندك لئلا تبوء بإثم من تحتك.
خامسا: متى زال الموجِب زال الموجَب فإذا تغير موقع عملك الذي يتطلب حلق لحيتك فتعفيها، وأيضا متى حصل لك فرصة للخروج من هذه الشركة في مكان آخر فتخرج ويعوضك الله خيرا منها لأنك تركتها لله حفظا لدينك:" {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنفال: 70].والله اعلم. | 1 938 | 12 | Loading... |
38 فتوى أصولية اصطلاحية:
س/خلاف الأولى هل هو قسم أو قسيم للمكروه؟
ج/حياكم الله أخي الفاضل...خلاف الأولى هل هو قسيم للمكروه أو قسم منه؟ فإذا قلنا بأنه قسيم للمكروه يكون هو والمكروه تحت أقسام الحكم التكليفي فيكون قسما سادسا.
أما إذا قلنا بأنه قسم من المكروه فيكون المكروه مراتب أحدها خلاف الأولى.
والذي يظهر لي ـ والله أعلم ـ أن حقيقة المكروه وخلاف الأولى متقاربة فهما يشتركان بأمرين:
1 ـ أن كلاهما جاء النهي عنه، فالمكروه وخلاف الأولى كلاهما منهي عنه، لكن النهي عن المكروه جاء مقصوداً، وليس التزاما.أما خلاف الأولى فالنهي عنه جاء بطريق الالتزام لا نصا مباشرة، من قاعدة: الأمر بالشيء نهي عن ضده، كما ذكر إمام الحرمين. فالمشي بنعل واحدة والأكل متكئا مكروه لمجيء النهي عنه، أما ترك سنة الضحى والسنن الرواتب وقيام الليل فخلاف الأولى لأنه جاء بطريق الالتزام من الأمر به.
2 ـ أن كلاهما تركه يؤجر عليه المكلف ولا يعاقب على فعله.
فالجوامع بينهما قوية.
أما الفرق بينهما فمن وجه واحد:
1 ـ أن المكروه جاء النهي صريحا فيه، أما خلاف الأولى فاستفيد من الأمر بالمندوب المتأكد، أو عموم المندوب، فيكون خلاف الأولى درجات بحسب تأكد المندوب.
فخلاف الأولى رتبة من رتب المكروه ،كالسنة التي هي أقسام بحسب قوتها لأنها يجمعها أصل واحد:وهو كون الأمر غير جازم، يؤجر فاعلها ولا يعاقب تاركها؛ فالسنة تقسم إلى سنة وسنة مؤكدة ومستحب ومندوب ونفل وتطوع عند بعض المذاهب ألفاظ مترادفة للسنة، وعند بعضهم لا تختلف فكل تسمية تدل على رتبة من مراتب السنة لكن كلها يجمعها وصف واحد: يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وكما قسم الأحناف السنة إلى سنة هدى، وهي المتأكدة عندهم، وسنن زوائد أقل من سنة الهدى، والنفل وهو دون السنن الزوائد؛ فكلها يجمعها وصف واحد.
وكذا المكروه وخلاف الأولى يجمعهما أصل واحد: يثاب التارك ولا يعاقب الفاعل، وإن اختلف الطريق الذي ثبتت فيه الكراهة.
وهذا ما توصل إليه الزركشي في البحر المحيط(1/400) في نهاية كلامه على خلاف الأولى فقال:" والتحقيق: أن خلاف الأولى قسم من المكروه، ودرجات المكروه تتفاوت، كما في السنة، ولا ينبغي أن يعد قسمًا آخر، وإلا لكانت الأحكام ستة، وهو خلاف المعروف، أو كان خلاف الأولى خارجًا عن الشريعة، وليس كذلك".
وكان قد قال قبل هذا في كلامه على خلاف الأولى :"هذا النوع أهمله الأصوليون، وإنما ذكره الفقهاء وهو واسطة بين الكراهة والإباحة، واختلفوا في أشياء كثيرة هل هو مكروه، أو خلاف الأولى؟ كالنفض والتنشيف في الوضوء وغيرهما".
وهذه المسألة من مسائل الشافعية الذي كثر فيه الاضطراب عنهم، وأول من فرق بين المكروه وخلاف الأولى إمام الحرمين، كما ذكره أكثر من واحد من كبار الشافعي كتقي الدين السبكي في جوابه على الإمام الأذرعي، وابن قاسم العبادي في حواشي التحفة (7/ 185)، حيث قال: "التفرقة بين خلاف الأولى والمكروه بما ذكر مما أحدثه المتأخرون، ومنهم الإمام وتبعه في جمع الجوامع، والذي عليه الأقدمون خلافه".
ونقل الزركشي عن إمام الحرمين مرة التفريق ومرة عدم التفريق فقال الزركشي:" قال إمام الحرمين في كتاب الشهادات من " النهاية ": التعرض للفصل بينهما مما أحدثه المتأخرون، وفرقوا بينهما بأن ما ورد فيه نهي مقصود يقال فيه: مكروه وما لا فهو خلاف الأولى، ولا يقال: مكروه، وقال: المراد بالنهي المقصود أن يكون مصرحا به كقوله: لا تفعلوا كذا، أو نهيتكم عن كذا، بخلاف ما إذا أمر بمستحب فإن تركه لا يكون مكروها، وإن كان الأمر بالشيء نهيا عن ضده؛ لأنا استفدناه باللازم وليس بمقصود".
ثم نقل الزركشي عن إمام الحرمين بأنه لا يفرق بينهما فقال:" وكلام الإمام في كتاب الجمعة يقتضي أنه لا فرق بينهما، فإنه قال: كل فعل مسنون صح الأمر به مقصودا فتركه مكروه. وقال في موضع آخر: إنما يقال: ترك الأولى إذا كان منضبطا كالضحى وقيام الليل، وما لا تحديد له ولا ضابط من المندوبات لا يسمى تركه مكروها، وإلا لكان الإنسان في كل وقت ملابسا للمكروهات الكثيرة من حيث إنه لم يقم فيصلي ركعتين، أو يعود مريضا ونحوه".
فالذي اعتمد عليه إمام الحرمين في نفي تسمية خلاف الأولى مكروها، أنه يلزم من هذا القول كون المكلف يكون متلبسا بالكراهة غالب وقته، وهذا لا يصح.
لكن يقال إجابة عن إشكال إمام الحرمين: بأنه لا يكون متلبسا بالكراهة الصريحة، بل بالكراهة اللازمة، التي هي خلاف الأولى، وإن سميناه كراهة بهذا الاعتبار فلا إشكال فيه لأن القضية اصطلاحية مجردة؛ فمن فعل المباح مقدما له على المستحب فلا شك أن فعله خلاف الأولى ففعل المستحبات أولى من المباحات، وإذا سمي هذا مكروها بهذا المعنى فلا إشكال فيه لأن القضية اصطلاحية . | 1 379 | 14 | Loading... |
39 وفي فتوى لتقي الدين السبكي عن سؤال من الإمام الأذرعي حول خلاف الأولى والكراهة أجاب :" أما قولهم: المكروه: ما ورد فيه نهي مقصود، فأول من علمناه ذكر هذا الضابط إمام الحرمين، ومراده به: الفرق بين المكروه وترك الأولى؛ فإن كل مستحب تَرْكه ترك أولى، وقد لا يكون مكروها.
واستغراق الأوقات بالعبادة لا شك أنه أولى، ولا يقال لتركه: مكروه، فالمكروه لا بد فيه من نهي عنه.
ولم يكتف بقوله: نهي؛ لأن الأمر بالشيء نهي عن ضده، فكل مأمور به تركه منهي عنه،
لكن النهي المستفاد من الأمر إنما يستفاد منه بطريق الالتزام، لا بطريق القصد، فلذلك احتُرز وقيل: نهي مقصود، فضابط المكروه: ما ورد فيه نهي مقصود." قضاء الأرب في أسئلة حلب (ص: 140 _ 149).
لذا صار عند كبار الشافعية اضطراب في هذا قال الإمام الرافعي: "لا يلزم من استحباب الشيء أن يكون تركه منهيًا عنه مكروهًا" الشرح الكبير (1/ 511) ، ونحوه قاله الإسنوي: (لا يلزم من كون الشيء مستحبًا أن يكون تركه مكروهًا) الهداية إلى أوهام الكفاية (20/ 104).
وهذا صحيح على اعتبار أن المكروه الذي جاء فيه النهي صريحا، أو أخذ من طريق صحيح كالإجماع والقياس، أما على اعتبار أن المكروه واسع يشمل الصريح ويشمل ما جاء بطريق الالتزام فيسمى مكروها، بكون الكراهة على رتبتين، كل رتبة نوع مختلف عن الآخر، بحسب طريقة ثبوت الكراهة، فلا إشكال في هذا لذا قال الإمام ابن الرفعة: "ما كان تركه مستحباً، فقد يطلق على فاعله أنه ترك الأولى، وقد يطلق عليه أنه فعل مكروها".كفاية النبيه (8/ 162).
وخلاصة الكلام في هذه المسألة: أن القضية اصطلاحية لا أكثر ولا أقل فلا يترتب عليها شرعا أي أثر، سواء قلنا بأن خلاف الأولى مكروه بكونه رتبة من مراتب المكروه، أو قلنا بأنه قسم خارج عن الكراهة بين الكراهة والإباحة: فالمحصلة متقاربة والمعاني والحقائق لن يختلف شيء فيها: بأن خلاف الأولى يستحب تركه ولا يأثم فاعله، لكن قد يقوى وقد يضعف، والله أعلم. | 1 506 | 9 | Loading... |
40 تسجيل اللقاء الثاني من لقاءات الاتجاهات الأصولية في القرن العشرين (الخطاب الحداثي).
https://zoom.us/rec/share/tGeRgJZND4r_wX1tDp30ZZL0RNMhgwn-fzYfnowYpHEtl8OQZ5SW1v3ZpOpJkxkS.i2m11EJSGWNhqDEZ
كلمة المرور:
^!ETjx.0 | 2 055 | 11 | Loading... |
مواعظ الوحي:
لا موعظة إلا في القرآن العظيم والسنة النبوية: فمواعظ الوحي شاملة متزنة هادئة كاملة واضحة رقيقة قريبة؛ فمن أكثر من تأمل وتدبر مواعظ الوحي: رق قلبه، واستكانت نفسه، وارتاح باله، واجتمع شمله، وشفي صدره، وطابت حياته، وحلت عليه الهداية، وتتابعت عليه الرحمات:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ".
لا بقاء للكتاب الورقي إلا بتغير:
لا يقوى الكتاب الورقي إلا بتغييرات ثلاثة، تنهض به، لتبقي حضوره وتحفظ توهجه:
١-تغيير الفكر الكتابي والتأليفي ليرتقي لسد المتغيرات والاحتياجات الفكرية والحياتية المتسارعة، وهذا يبدأ بالمؤلف.
٢- إبداع هيئات جديدة في الإخراج والصف الحرفي، والتقلل من الحواشي والتهميشات الزائدة.
٣-عرض الكتب بكيفيات جاذبة وأساليب مشوقة في المكتبات.
الأصول تكشف الفروع:
لا تُقرأ المذاهب من فروعها ولا تُدرك من جزئياتها، إنما تعرف وتفهم بأصولها وكلياتها؛ فالعناية بأصول المذاهب وتحريرها تكشف الفروع، فتدرك مقاصد أرباب المذهب بترجيحاتهم، وتوجه اختياراتهم، وتنكشف تعليلاتهم، وغالب الناس اليوم يقرأ الخلافيات المذهبية من فروعها فيرجح بحسبها، ولا يعتني بمعرفة أصولها ولا يستبين مداركها، ولزاماً على كل معتنٍ بالفروع ومتصد للقراءات الفقهية الخلافية: معرفة الأصول المذهبية وتحري دقائقها، ليتسع نظره المذهبي، ويقوى تصوره الفقهي، ويتبصر بمدارك الأحكام الصحيحة فيرد إليها الفروع، فيستبين الجزئي بالكلي إذ انكشافها موقوف على معرفة أصولها، قال الزنجاني:"فإن المسائل الفرعية على اتساعها وبعد غاياتها: لها أصول معلومة، وأوضاع منظومة من لم يعرف أصولها لم يحط بها علماً".
👍 6
فتوى أصولية: مسالك العلة:
س/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله مساءكم صاحب الفضيلة أستأذنكم في سؤال يتعلق بحديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *(لا تسكنِ الكُفُور؛ فإن ساكن الكفور كساكن القبور).*
هل يمكن أن يُقال: إن عبارة (فإن ساكن الكفور كساكن القبور) تعتبر علة ظاهرة للنهي؟
أو فضلا منكم شيخنا: تحت أي مسلك من مسالك علة النص يمكن أن تُدرج؟
أحسن الله إليكم، وجزاكم خير الجزاء.
ج/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله أخي الفاضل..
نعم هذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد رقم (579) ص 203، والطبراني في مسند الشاميين رقم (986) 2/ 99، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (7518 – 7519) 6/ 68، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (7326)، وفي صحيح الأدب المفرد رقم (579).
والعلة كما ذكر:"فإن ساكن الكفور كساكن القبور" لبعدهم عن المدن الجامعة والحواضر الكاملة فهم كالأموات من جهة قلة العلم الذي تحيا به القلوب، فيغلب على أهل القرى الصغيرة الجهل وكثرة الأهواء والتحاسد والبغضاء.
قال النووي: "قال ثعلب يقال اكتفر الرجل إذا لزم الكفور وهي القرى وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه أهل الكفور هم أهل القبور يعنى القرى البعيدة عن الأمصار وعن العلماء".
شرح النووي على صحيح مسلم 8/ 204.
قال أبو عبيد: "قوله كفرا، كفرا يعني قرية، قرية وأكثر من يتكلم بهذا أهل الشام يسمون القرية الكفر وروي عن معاوية أنه قال أهل الكفور هم أهل القبور قال الأزهري يعني بالكفور القرى النائية عن الأمصار ومجتمع أهل العلم فالجهل عليهم أغلب وهم إلى البدع والأهواء المضلة أسرع يقول إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجمع والجماعات" كما في لسان العرب.
والمقصود التعليل بهذه العلة ب"إن" وهي أحد مسالك العلة المنصوصة الصريحة عند بعض الأصوليين، خاصة إذا جاءت الفاء قبلها، وبعض الأصوليين يجعلها من قبيل الإيماء، لكن الأصوليين يعللون بها جميعهم فالخلاف لفظي كما ذكر الطوفي لأنه متبادر منه التعليل بقرينة السياق، نحو:"فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا" ونحو:"إنها رجس" وغيرها كثير.والله أعلم.
👍 15
فتوى أصولية: مسالك العلة:
س/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله مساءكم صاحب الفضيلة أستأذنكم في سؤال يتعلق بحديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *(لا تسكنِ الكُفُور؛ فإن ساكن الكفور كساكن القبور).*
هل يمكن أن يُقال: إن عبارة (فإن ساكن الكفور كساكن القبور) تعتبر علة ظاهرة للنهي؟
أو فضلا منكم شيخنا: تحت أي مسلك من مسالك علة النص يمكن أن تُدرج؟
أحسن الله إليكم، وجزاكم خير الجزاء.
ج/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله أخي الفاضل..
نعم هذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد رقم (579) ص 203، والطبراني في مسند الشاميين رقم (986) 2/ 99، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (7518 – 7519) 6/ 68، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (7326)، وفي صحيح الأدب المفرد رقم (579).
والعلة كما ذكر:"فإن ساكن الكفور كساكن القبور" لبعدهم عن المدن الجامعة والحواضر الكاملة فهم كالأموات من جهة قلة العلم الذي تحيا به القلوب، فيغلب على أهل القرى الصغيرة الجهل وكثرة الأهواء والتحاسد والبغضاء.
قال النووي: "قال ثعلب يقال اكتفر الرجل إذا لزم الكفور وهي القرى وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه أهل الكفور هم أهل القبور يعنى القرى البعيدة عن الأمصار وعن العلماء".
شرح النووي على صحيح مسلم 8/ 204.
قال أبو عبيد: "قوله كفرا، كفرا يعني قرية، قرية وأكثر من يتكلم بهذا أهل الشام يسمون القرية الكفر وروي عن معاوية أنه قال أهل الكفور هم أهل القبور قال الأزهري يعني بالكفور القرى النائية عن الأمصار ومجتمع أهل العلم فالجهل عليهم أغلب وهم إلى البدع والأهواء المضلة أسرع يقول إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجمع والجماعات" كما في لسان العرب.
والمقصود التعليل بهذه العلة ب"إن" وهي أحد مسالك العلة المنصوصة الصريحة عند بعض الأصوليين، خاصة إذا جاءت الفاء قبلها، وبعض الأصوليين يجعلها من قبيل الإيماء، لكن الأصوليين يعللون بها جميعهم فالخلاف لفظي كما ذكر الطوفي لأنه متبادر منه التعليل بقرينة السياق، نحو:"فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا" ونحو:"إنها رجس" وغيرها كثير.والله أعلم.
العطاء بالحمد أعظم من الدعاء:
حمد الله وشكره والثناء عليه أحد رافعات العبد في مصاعد ومنازل العبودية العالية، وواقياته من المصائب العاجلة والآجلة، والفاتحة عليه بالخيرات والبركات المتتابعة، فما يعطيك الله -عز وجل - على الحمد أعظم مما يعطيك على الدعاء لأنك بالثناء عليه وحمده تظهر محبته وإجلاله وتعظيمه وتمجيده:"ولا أحد أحب إليه المدح من الله".
أما بالدعاء فتظهر حاجتك له، وبون شاسع بين الأمرين، مع عظم الدعاء ومنزلته.
وانظر طرفاً من أثر الحمد في قوله عليه الصلاة والسلام:"من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء".حديث حسن. فيحفظك الله من المصائب الدين والدنيا بحمده.
فكيف بمن لهج لسانه وانعقد فكره وجمع قلبه على الثناء عليه -عز وجل- في كل تقلباته وأحواله وأزمانه؛ فيثني على الله بشرعه وبكونه وبقدرته وبرزقه وبقوته وبإحاطته وبسعمه وبصره وسائر أوصافه وأسمائه الحسنى، فكم من الخيرات القريبة والبعيدة ستناله، والبركات الواسعة ستحيط به.
👍 18
حد هجر القرآن الكريم؛
س/ متى يعد الإنسان هاجرا للقرآن الكريم؟
ج/حياكم الله أخي الفاضل..الهجر رتبتان:
الأولى:هجر أحكامه والالتزام به وحفظ حدوده وأوامره ونواهيه فهذا واجب على كل مسلم في كل وقت، لا يسعه هجر شيء منها أبدا، لقوله تعالى:"اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون".
الثانية: هحر تلاوته وتدبره والتلذذ بقراءته فهذا من أعظم القرب وأجل الطاعات قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم".
لكن هذه ليست واجبة بل من النوافل المؤكدة التي لا ينبغي على المسلم تركها بل يحفظها لما فيها من الخيرات الكثيرة على قلبه ونفسه ولده وأهله وفيها الدرجات العلى يوم القيامة.
وحد بعض العلماء ختم القرآن بأربعين يوما، قال ابن قدامة رحمه الله :
" يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)،
👍 13
حد هجر القرآن الكريم؛
س/ متى يعد الإنسان هاجرا للقرآن الكريم؟
ج/حياكم الله أخي الفاضل..الهجر رتبتان:
الأولى:هجر أحكامه والالتزام به وحفظ حدوده وأوامره ونواهيه فهذا واجب على كل مسلم في كل وقت، لا يسعه هجر شيء منها أبدا، لقوله تعالى:"اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون".
الثانية: هحر تلاوته وتدبره والتلذذ بقراءته فهذا من أعظم القرب وأجل الطاعات قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم".
لكن هذه ليست واجبة بل من النوافل المؤكدة التي لا ينبغي على المسلم تركها بل يحفظها لما فيها من الخيرات الكثيرة على قلبه ونفسه ولده وأهله وفيها الدرجات العلى يوم القيامة.
وحد بعض العلماء ختم القرآن بأربعين بوما، قال ابن قدامة رحمه الله :
" يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)،
حد هجر القرآن الكريم؛
س/ متى يعد الإنسان هاحرا للقرآن الكريم؟
اج/حياكم الله أخي الفاضل..الهجر رتبتان:
الأولى:هجر أحكامه والالتزام به وحفظ حدوده وأوامره ونواهيه فهذا واجب على كل مسلم في كل وقت، لا يسعه هجر شيء منها أبدا، لقوله تعالى:"اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون".
الثانية: هحر تلاوته وتدبره والتلذذ بقراءته فهذا من أعظم القرب وأجل الطاعات قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم".
لكن هذه ليست واجبة بل من النوافل المؤكدة التي لا ينبغي على المسلم تركها بل يحفظها لما فيها من الخيرات الكثيرة على قلبه ونفسه ولده وأهله وفيها الدرجات العلى يوم القيامة.
وحد بعض العلماء ختم القرآن بأربعين بوما، قال ابن قدامة رحمه الله :
" يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)،