قناة د. محمد بن أحمد الشهري.

هذا الكتاب قرأته قريبا وهو لشيخ قاض فاضل، عمل مفتيا في الحرم المكي وفي الحج سنوات، وخَبرَ أسئلةَ المحرمين وما يطرأ لهم، فجمع في هذا الكتاب المتميز مئآت المسائل التي يحتاجها من ذهب لإجابة أسئلة المحرمين في الحج والعمرة . وذكر كلام العلماء المعاصرين في نوازل المناسك والمشاعر بأسلوب مختصر وواضح وتوثيق وقد أفدت من الكتاب نفسه ونقلت منه، وأفدت من مؤلفه أيضا فأوقفني على مسائل مهمة كثيرة جزاه الله خيرا فيامن ذهبت لإجابة الناس في الحج والعمرة فعليك بهذا الكتب وليكن رفيقك في كل مرة تذهب فيها لإجابة المستفتين وهو كتاب مهم لطلاب العلم أيضا ويحتاج في قراءته التأني والتكرار والتلخيص . جزى الله مؤلفه خير الجزاء على جمعه الطيب .

من وحي آيات الحج قال الله عز وجل في ختام سياق آيات الحج، (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى، واتقوا الله، واعلموا أنكم إليه تحشرون). وفي وجه اصطفاء لفظ (تحشرون) في هذا المقام قال الطاهر ابن عاشور: "واختير لفظ (تحشرون) هنا دون (تصيرون) أو (ترجعون) لأن (تحشرون) أجمعُ؛ لأنه يدل على: • المصير وعلى الرجوع • مع الدلالة على أنهم يصيرون مجتمعين كلهم كما كانوا مجتمعين حين استحضار حالهم في هذا الخطاب وهو اجتماع الحج • ولأن الناس بعد الحج يحشرون إلى مواطنهم فذكرهم بالحشر العظيم. فلفظ (تحشرون) أنسب بالمقام من وجوه كثيرة". واستحضار مثل هذه المعاني للعالم بها يزيده فقها في مقاصد هذه العبادة العظيمة. https://t.me/abnmzher

"لما أردت أن أختار لنفسي، وأنظر في علم أًُعد أنوارَه لظُلَم رمسي، سبرتها بالتنويع والتقسيم، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم فوجدت أمتنها حبالا، وأرسخها جبالا، وأجملها آثارا، وأسطعها أنوارا، علمَ كتاب الله جلت قدرته، وتقدست أسماؤه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، الذي استقل بالسنة والفرض، ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض، هو العلم الذي جعل للشرع قواما، واستعمل سائر المعارف خُدَّاما، منه تأخذ مبادئها، وبه تعتبر نواشئها، فما وافقه منها نصع، وما خالفه رفض ودفع، فهو عنصرها النمير، وسراجها الوهاج وقمرها المنير ... وأيقنت أنه أعظم العلوم تقريبا إلى الله تعالى وتخليصا للنيات، ونهيا عن الباطل وحضا على الصالحات ... ورجوت أن الله تعالى يُحرِّم على النار فِكْرا عَمَرتْه -أكثر عُمره- معانيه، ولسانا مرِن على آياته ومثانيه، ونفسا ميزت براعة رصفه ومبانيه، وجالت سومها في ميادينه ومغانيه، فثنيت إليه عنان النظر، وأقطعته جانب الفكر، وجعلته فائدة العمر، وما ونيت- علِم الله- إلا عن ضرورة بحسب ما يلم في هذه الدار من شغوب، ويمس من لغوب، أو بحسب تعهد نصيب من سائر المعارف ... وأنا وإن كنت من المقصرين فقد ذكرت في هذا الكتاب كثيرا من علم التفسير، وحملت خواطري فيه على التعب الخطير، وعمرت به زمني، واستفرغت فيه مُنني، إذ كتاب الله تعالى لا يتفسر إلا بتصريف جميع العلوم فيه، وجعلته ثمرة وجودي، ونخبة مجهودي". | ابن عطية | https://t.me/abnmzher

قد يغلبك طبع أو خلق لا يحمد، والإنسان مطالب مع مثل هذا بالتطبع والتخلق الحسن جهده، ولكنه ليس من دين الله في شيء أن تمحو بعض جميل أخلاقك ظانا ذلك دينا. فلو كنت مجبولا على الطرفة الحاضرة مثلا، فلا يثقل ميزانك بأن تتعمد التثاقل المموج، أو العبوس، ظانا ذلك أليق سمتا، وذلك بعد أن تعرف لكل شيء قدره زمانا ومكانا وحالا، واعلم أن كثيرا من التكلف المصطنع قناع يوشك أن يسقطه عنك طوفان السأم. https://t.me/abnmzher

من ضوابط ابن دقيق -رحمه الله- في دلالة السياق قوله في شرح العمدة (٣٩١): "ودلالة السياق لا يقام عليها دليل، وكذلك لو فُهم المقصود من الكلام، وطُولب بالدليل عليه لعَسُر، فالناظر يرجع إلى ذوقه، والمناظر يرجع إلى دينه وإنصافه". وقد نظم هذا الشيخ حمزة الأنصاري فقال: ولا احتجاجَ للسياقِ احتمَلهْ قولٌ، ففرضُ الناظرِ الفطنةُ لهْ كما على مُناظِرٍ تركُ الشَّغَب له بمَحْضِ الاحتمالِ قد وجَبْ https://t.me/abnmzher

﴿‌وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلّٖ﴾ [الأعراف: 43] قال ابن عطية: "هذا إخبار من الله -عز وجل- أنه ينقِّي قلوب ساكني الجنة من الغِلِّ والحِقْدِ؛ وذلك أن صاحب الغِلِّ متعذَّبٌ به، ولا عذاب في الجنة" !