شوارد الأفكار

لا يكفي لإثبات اتفاق مذهبين أو طائفتين تتبع جزئيات مسائلهم فحسب، بل لا بد من التنبه للأصول والأدوات، فقد يحصل الاتفاق في النتيجة مع خلاف كلي في المنهج! ولنضرب له مثالًا من الفقه؛ فالحنفية والشافعية يقولون: لا زكاة في غير السائمة من الغنم لكن الشافعية بنوه على مفهوم المخالفة، في حين لا يعمل الحنفية بهذا الأصل، فالاتفاق في النتيجة هنا لم يكن اتفاقًا حقيقيًا بل اتفاقيًا. وفي علم الكلام مثلًا يتفق المعتزلة والماتريدية أن الله تعالى حين كلَّم سيدنا موسى خلق كلامًا في الحوادث سمعه النبي عليه السلام، لكن هذا لا يعني اتفاقهم في صفة الكلام فالمعتزلة ينفونها اصلًا، والخلاف معهم شديد فيها، وهذا المظهر الجزئي وإن أوهم الاتفاق، لكن العالم بالأصول والمناهج يعلم أنها معترك الأقلام وميدان النزاع. ولننظر لمخالفة الصاحبين أبا حنيفة، وموافقة غيرهم من الأئمة له كأحمد أو مالك في جزئيات متعددة، فلأي شيء يخالف محمد ويبقى حنفيًا، ويوافق أحمد ولا يصير حنفيًا؟ لأن العبرة بطريقة النظر، وأدوات الاستنباط، والأخذ من النصوص والأقوال والترجيح بينها، لا في النتيجة. ولأجله فإن إدخال فرقة في #أهل_السنة_والجماعة أو إخراجها منه لا يقوم على استقراء نتائج أقوالها فحسب، بل على مواقفها من القضايا الكلية، ومعاييرها في الاستنباط، والترجيح، والتعارض، والنظر، والخلاف، ووراثة السلف. #منهجيات

نقل عن الإمام شقيق البلخي أنه قال لزوجته: (لو كان أهل بلخ كلهم معي، وأنت ضدي، ما استطعت أن أقيم أمر ديني). فكيف بالمرأة إن كان زوجها ضدها، ودفعها لما لا يحب الله، وحجزها عما يحب الله سبحانه!

وكم في التأخير من آفات!

#صدر حديثا تحقيق جديد لشرح الفناري على إيساغوجي، للعالم الفاضل د محمد ذنون، نفع الله به.

مما علمتنيه الأيام، وأيدته كثرة الأمثال، أن اسم المقدّم للكتاب -تحقيقًا أو تصنيفًا- مهما كان فخمًا بدرجته الأكاديمية ومكانته العلمية، فإنه لا يغني الكتاب شيئًا ما لم يكن العمل جيدًا. وكثيرًا ما يكون تقليد الشوهاء بالياقوت إهانةً له! #منهجيات #التحقيق #أهل_العلم

الفكرة إذا توزعت قصرت عن درك الحقائق وغموض الدقائق، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه! ابن جماعة #منهجيات

مما يُنقل عن القاضي الأجل أبي يوسف: "يا قوم.. أريدوا بعلمكم اللهَ تعالى؛ فإني لم أجلس مجلسًا قط أنوي فيه أن أتواضَعَ إلا لم أقم حتى أعلوهم، ولم أجلس مجلسًا قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى أفتضح". #منهجيات #المذهب_الحنفي

مما يروى عن الإمام البخاري أنه سئل: هل من دواء يشربه الرجل للحفظ؟ فقال: لا أعلم شيئًا أنفع لحفظٍ من نهمة الرجل، ومداومة النظر! #منهجيات

في تفسير ابن أبي حاتم عن سيدنا أبي بكر الصديق أنه قال: أطيعوا اللهَ فيما أمركم به من النكاح، ينجزْ لكم ما وعدكم من الغنى، قال تعالى: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}. #تفسير

من قال بقول لا عن دليل لا يمكنك إرغامه على خلافه بدليل! سيدي الشيخ عبد الحميد التركماني -نفع الله به-. #منهجيات #أهل_العلم