رحلة نفس

عَنْ أَبِي حَازِمٍ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : " مِنْ أَعْظَمِ خَصْلَةٍ تُرْجَى لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ أَشَدَّ النَّاسِ خَوْفًا عَلَى نَفْسِهِ ، وَأَرْجَاهُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ " .

من العزاء والتسلية أن تدرك أن كثيراً من الناس تبعوا "مسيلمة الكذاب" و(محمد الصادق) بين أظهرهم صلى الله عليه وسلم, بل إن كثيراً منهم قاتل مع الكذاب وضحى بنفسه في سبيل الغباء بعد أن ضحى بدينه وعقله !! فلا عجب أن تجد اليوم من يضحي بدينه يؤجر بقايا عقله لكل جعلان... لنسوية متسلقة على الشريعة يؤيدها الشيطان والتافهات من النسوان.. أو لمتسلق متملق يتملق الشخصيات المشهورة ليصعد على أظهرهم، ويتملق الناس ويطأ على أعناقهم ويحدثهم بما تحدثهم شياطينهم عبادة لأهوائهم !! أو لصانعة وهم تدغدغ الساذجات بأحلام الانفلات لتفتي في كل باب وهي لا تتقن تضبط نفسها عند أدنى تحدي !! أو لمراهق يتلاعب بالجهلة بكلماته الكبيرة يشبه لهم انه عالم كبير وما هو إلا جاهل بربه أضل من الحمير !! . أيها الحائر تفكر قليلاً ... هل ما جاء به الأنبياء يحبه أهل الشبهات والشهوات؟ وهل كانت ستنهال عليه كل هذه الإعجابات والمشاركات؟ أم أن كلامهم كان مزعجاً لأهل الأهواء قامعاً لأهل الشبهات ينذرهم ويحذرهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور !! فاحذر -وفقك الله وهداك بنوره- ممن يدغدغ هواك ليمكث بك في الظلمات فهو ليس بخارج منها ولا يريدك أن تخرج !!

لقد علمتم أنه ليس عندهم علم ليحاجوكم به! وعلمتم أنه لا عقل لهم ليجاروكم به! وعلمتم أنه لا ديانة تمنعهم من الكذب والفجور! وجربتم عنادهم ومخادعاتهم وتلاعبهم! وعلمتم أنه لا فائدة مرجوة من متابعة جديدهم القديم! السؤال: لم تتبرعون لهم بالمشاهدات؟ لم تتابعون بثوثهم؟ لم تتقافزون في منشوراتهم! أين الإعراض عن الجاهلين؟ أين انشغالكم بما ينفع؟ أين استجابتكم لأمر الله وأمر رسوله ووصايا السلف الكرام!؟ لتعلموا أنكم جزء من المشكلة!

لا تجعل دينك لعبة بين أقدام المتخاصمين https://youtu.be/GErKdRee07E

بمناسبة دخول وليد إسماعيل فيما لا يفهم واستخدامه أساليب الرافضة في عقيدتهم وفي خصومتهم! وبمناسبة دخول أبو عمر الباحث فيما لا يحسن وإصراره على مخادعة العوام بتهويلاته الفارغة! وبمناسبة نكشة أحمد السيد الأخيرة والتكتيك المعتاد الذي يقوم به (رن الجرس واشرد). أعيد نشر هذا المقطع. وأرجو من الإخوة والأخوات أن ينشغلوا بما ينفعهم وأن يتركوا عنهم سماع القيل والقال وأن ينشغلوا بالإجابات العلمية بعيدا عن التشغيبات الانفعالية والتهويشات الحزبية. واعلموا أن المتصدرين والمؤثرين إنما يلعبون بكم لعب الصبية وقلّ الصادق فيهم وقلّ الناصح فاحتاطوا لدينكم فيوم الدين عظيم! . وإني لأحسب محمد بن شمس الدين من القليل الصادق الناصح. فإنه لا يحسن التمثيل كما يحسنه خصومه ويحترفونه! هل نسمع لـ محمد بن شمس الدين ؟ تحذير من التطرف والتعصب ؟ https://youtu.be/TumftDLTvN8?si=p6KTYbie7DDoA4q-

الحمد لله الذي أكرمنا بالإنسانية والعقل واعتدال الخلقة والمزاج ورفعنا بالتوحيد وأتم علينا بالسنة الحمد الذي عافانا مما ابتلى به أهل البزاق فما بين متبركين ببزاق مشايخهم، ومتشبهين ببزاق أحبارهم ومتنافسين مع مقام بزاق أئمتهم ضاعت عقولهم!

" وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: "إنّ في الدنيا جَنَّةً من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة". وقال لي مرة: "ما يصنع أعدائى بي؟!، أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رُحْتُ فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة". وكان يقول في محبسه بالقلعة: "لو بذلت لهم ملء هذه القلعة ذهبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة"، أو قال: "ما جزيتهم على ما تسبَّبوا لي فيه من الخير"، ونحو هذا. وكان يقول في سجوده وهو محبوس: "اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" ما شاء الله. وقال لي مرة: "المحبوس من حُبِس قلبه عن ربه تعالى، والمأسور من أسره هواه". ولما أُدخِل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)} [الحديد: 13]. وعَلِمَ اللهُ ما رأيت أحدًا أطيب عيشًا منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش، وخلاف الرفاهية والنعيم، بل ضِدِّها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرجاف، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشًا، وأشرحهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسرِّهم نفسًا، تلوح نضرة النعيم على وجهه. وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض = أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحًا وقوةً ويقينًا وطمأنينةً. فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فأتاهم من رَوْحِها ونسيمها وطِيبها ما استفرغ قُواهم لطلبها، والمسابقة إليها. وكان بعض العارفين يقول: "لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف". وقال آخر: "مساكينُ أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها! " قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: "محبةُ الله تعالى ومعرفته وذِكره"، أو نحو هذا. وقال آخر: "إنه لتمرُّ بالقلبِ أوقاتٌ يرقُص فيها طربًا" وقال آخر: "إنه لتمرُّ بي أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عَيْشٍ طيِّب". فمحبةُ الله تعالى، ومعرفته، ودوام ذكره، والسكون إليه، والطمأنينة إليه، وإفراده بالحب، والخوف، والرجاء، والتوكل، والمعاملة، بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد وعزماته وإرادته = هو جَنَّةُ الدنيا، والنعيم الذي لا يشبهه نعيم، وهو قرة عين المُحِبّين، وحياة العارفين. " «ابن القيم - الوابل الصيب»

(رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ) . [سورة آل عمران 193]

أي انحراف فكري أعظم من انحراف المنتسبين للدعوة إذ يخلطون ترتيب الضرورات ويُدخلون فيها ما ليس منها !! فجعلوا الدين في آخر الأولويات .. وجعلوا الدنيا غاية الغايات ..