وطن.

اخترِ الرِّضا، يهُن عليك التعب .

أتوقُ إلى صبّاحٍ مُفعمٍ بنسائمِ العزّة..

.. ﴿ وَالَّذينَ يُمَسِّكونَ بِالكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ المُصلِحينَ ﴾ الشدَّة في "يُمسِّكون" لها ما لها من الصبر والمصَابرة في تحمل تبعات الأذى في مناصرة الحق

يا رب مغفرةً وعفوا .

.. اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من قلبٍ لا يخشع ، و من دعاءٍ لا يُسمَع ، و من نفْسٍ لا تشبع ، و من علمٍ لا ينفعُ . و أعوذُ بك من هؤلاءِ الأربَعِ - حديث صحيح .

.. كان دافعي الدائم للعمل دماء أمتي، وجراحُها النازِفة وإلا فأنا أكثر الناسِ كسلاً وأقلهم عملا وأقساهُم قلباً ، وأقتلهم لنفسه بالهوى، وأشدهم تفريطاً في حقها، لكنها الدماء والأشلاء! لم أطلبِ العِلم حُباً في بدايةِ الأمر، لكنني طلبتُه للجهل المركب الذي كان يُطبِق علينا، أردتُ النجاة ما عدتُ احتمل العتمة، كانت الصورة أمامي منكوسة رأسا على عقب كل شيء كان يدفعني للسؤال.. لم علينا أن نتبع سادتنا وكبراءنا إن كان لا يُعجبنا ما يقولون؟ لم نستمع للترهات ونصفق ونحن نعلم أنها لا تعدو كونها أكاذيب؟ لم دماءنا في نشرة الأخبار حدثٌ عابر ؟ لم قتلى الإيمان رقم؟ وقتيل الكفر أرقام! كيف نقرأ القُرآن بلسانٍ عربي وقلوبنا أعجميّة؟ من رسول الله الذي يتكلمون عنه البشوش دون القتّال، المتسامح دون الثائر لمحارم الله؟ ما هو التاريخ المجيد الذي كان لأسلافنا؟ ما بغداد ما القيروان وما قرطُبة! أعرف الأسماء والأحداث والتفاصِيل كنصٍ في كتاب لا أكثر، وإنما الأثر لا يرى إلا في شفاه الباكِين النادبين أمجادنا الضائعة على المنابر ، المُبجلين لهادمي المكارم، الباذلين فتاواهم لغمد سيوف الأباة الثائرة. كان لزاماً أن نسارع لننجو، إنها سنون لا ترحم .. - وطن - من نص قديم

كريم يواسي كريماً! قال ‏الشيخ إبراهيم السكران فرج الله عنه: "الشيخ عبدالعزيز الطريفي عالم أمة، ومفخرة للعالم الإسلامي، قلّ أن يجود الزمان بمثله نحسبه والله حسيبه.. حقه التكريم والتقدير، لا الحبس والتضييق، فرج الله كربه، وكشف ما به من ضر عاجلا غير آجل". #اعتقال_الطريفي_8سنوات

في جهادٍ منذ سنين رَبَت على النصف قرن، ومطاردةٍ لا تنقطع إلا بالموت، وأسرٍ يُهانُ فيه الرجال ويُمتحنون على دينهم ويُساوَمون على كرامتهم، ثم لا تسمعُ لأيٍّ منهم كلمةً في تحقير الأمة رغم عظيم خذلانها، ولا تقليل من شأنها رغم كبير جُرمها، بل لا تسمع إلا الشفقة والرحمة والتلطُّفَ والتودد، والاستبشار بها، وتغليبَ النصوص التي جاءت بالتبشير بالسناء والرِّفعة للأمة، دون نبذٍ لأخرى نصَّت على الغثائية والبُعد عن الدين، لكن نُظر لها بفقهٍ جامعٍ لا مفرِّق وبعين رحمة النبي لا غضب ملائكة الجبال. وصاحبنا متكئ على أريكته، آمنٌ في سربه، يشاهدُ بضعة مقاطع، ويقرأ خبراً قراءة عابرٍ، فينتفضُ ليُحقِّر الأمة ويذمَّها ويضع من قدرها، ثم يعودُ لشؤونه كأن لم تكن بينكم وبينه مودة. وكلما عنَّ له خاطرٌ كدَّر عليه انقلب -عاجزاً- يرمي الأمة بالسفه والتقصير، وكان أحرى به لو قامَ بحق نفسه وأعدَّ نفسه بأيِّ بابٍ من أبواب الإعداد بدلاً من صرف قهره وعجزه إلى غيره. النموذج الأول لم يرضَخ لعقدة العار التي يرسّخها العدو ويعمل المستعمِر على تضخيمها في نفسه، فبقيَ سويًّا في نفسه وفي تعامله مع غيره من المَقهورين المستضعفين، ولم يحمِّلهم وزرَ القهر والعجز. وهذا في حرب عدوٍّ كعدوِّنا: انتصار ساحق. فهؤلاء الأفذاذ قُتلوا وقلوبهم سليمةٌ على أمَّتهم رغم استكانتها وخذلانها إياهم. والنموذج الثاني، لم يُقدِم على عملٍ، إنما انتظمَ طواعيةً في سلك «الإنسان المقهور» الذي يمسك بطرفيه العدو، فرمَى بعجزه على غيره (غالباً أقرانه)، وبدلَ أن يجعلَ من شعوره بالقهر دافعاً لفعلٍ برَّانيٍّ يواجه به العدو والعدو وحده صرَّف قهرَه الجوَّاني على أهله وأمته؛ فلم يُذهب كيدُه ما يَغيظ، وطوى كشحه على غلٍّ. لَكم خسرنا برحيل أولئك!

.. ﴿ رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ ﴾

نقرأ سوية .. بسم الله