cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

نورالعلم والهدى

Show more
The country is not specifiedThe language is not specifiedThe category is not specified
Advertising posts
173
Subscribers
No data24 hours
No data7 days
No data30 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

🌙 إعلان هام: قد ثبت عندنا بشهادة العدول وتحرّي العلماء بأن الجمعة آخر يوم من شعبان -أعاده الله على المسلمين باليمن والبركة والنصر والتمكين- وأن غدا السبت أول يوم من شهر رمضان المبارك -. 🌙ثبتت رؤية الهلال في مناطق من الصومال وكينيا.
Show all...
والشواهد المقرّرة للقاعدة متضافرة كقوله تعالى:﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾، ﴿فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾، ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾، ﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾، ﴿وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾، ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ الآية، ﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾، ﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾،﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾، ﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى﴾، ﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾، ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾، ﴿وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾،﴿وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾، ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾؛ فصارت قاعدة التأثيم والتجريم أصلا لا ينخرم في جاهلية وإسلام. وأكبر الجرائم الموجبة للتأثيم في جميع الأحوال والأزمان: الشرك والكفر الأكبر. ولما تمهّدت القاعدتان في عدم التكليف بما فوق الوسع، وأنّ كسب العبد يجازى به عاجلا وآجلا= انتقل البيان القرآني إلى العوارض الأهلية، وهي القاعدة: الثالثة: في عدم المؤاخذة بالنسيان ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا﴾. مقتضى السياق: أنّ النسيان ليس من كسب العبد، وإلا لناقض آخر الآية أوّلها ﴿لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت﴾ مع ما أُجمِع عليه وتلقّي بالقبول من الأحاديث الصحاح: «إن اللَّه تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به، أو تَكَلَّم»، وفي لفظ: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانٌ، أَوْ تَعْمَلْ بِهِ يَدٌ» وفي آخر: «إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا به أو يعملوا»، «إن الله تجاوز لأمتي ما وسوست به، وحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به»، «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَا يُنْطَقُ بِهِ، وَلَا يُعْمَلُ بِهِ». فحصل من دلالة القرآن والسنة: أن حديث النفس وما دونه من الخواطر غير مؤاخذ به، وأنّ عمل العبد من فعل أو ترك مؤاخذ به؛ فلزم أن لا يكون النسيان من كسبنا. على هذا التقرير فالنسيان لو كان من كسبنا لكنّا مؤاخذين به بدليل الآيات والأخبار القطعية. وإن لم يكن من كسبنا فلا نؤاخذ به؛ فيكون الدعاء بعدم المؤاخذة بالنسيان من تحصيل الحاصل. وعليه؛ فما وجه الدعاء بعدم المؤاخذة به؟ نعم، النسيان يحتمل معنيين: أحدهما: النسيان الذي ضدّ الذكر، (السهو)، وبه قالت طوائف من أهل القبلة؛ فتأويل الدعاء على هذا: لا تؤاخذنا إن نسينا شئيا من أوامرك ولم نتذكّره. وعلى التأويل؛ فإنّ الدعاء بعدم المؤاخذة بالنسيان مشكل؛ لأنّه لا يصحّ التكليف مع السهو للقاعدة الأولى. فإن قيل: كان بنو إسرائيل إذا نسوا شيئا مما أمروا به عجّلت لهم العقوبة في الدنيا فأمِر المسلمون بالدعاء برفع ذلك عنهم فقالوا: ﴿ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا﴾. أجيب بأنّ نفي التكليف بما فوق الوسع لا يختص بأهل الإسلام، بل هو حكم عام لجميع الناس، كما دل عليه القرآن في مواضع، منها: ما حكاه الله في اعتذار الفتى لموسى عليه السلام: ﴿أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره﴾ فاعتدر به اعتذار عارف بأنه عذر مقبول عند كليم الله موسى، ولم يردّ عليه. ومنها: اعتذار موسى به عليه السلام: ﴿لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا﴾، فاتفقا على أنّ المؤاخذة بالنسيان عسر وحرج في شريعتيهما، وصح عن النبي عليه السلام: أن الأولى كانت من موسى نسيانا، والثانية شرطا، والثالثة عمدا أو فراقا. انظر: صحيح البخاري (4725) ومسلم (2380).
Show all...
قال ابن العربي في أحكام القرآن (3/1246): «ذكر أنّ النسيان لا يقتضي المؤاخذة، وهذا يدل على ما قدّمناه من أنه لا يدخل تحت التكليف، ولا يتعلّق به حكمٌ في طلاق ولا غيره». وقال القرطبي في التفسير (13/ 329): «ففيه ما يدلّ على أنّ النسيان لا يقتضي المؤاخذة، وأنّه لا يدخل تحت التكليف، ولا يتعلّق به حكم طلاق ولا غيره». ولهذا قال ابن القيم: «عدم التكليف فوق الوسع لا يختص بالذين ءامنوا، بل هو حكم شامل لجميع الخلق». قال أبو سلمان أيده الله: على هذا ما ورد في الأخبار من قوله عليه السلام «تجاوز لأمتي» مفهوم لقب لا يقتضي التخصيص، والدلائل الشرعية تشهد له. لكن النسيان عارض لا يقدر على دفعه فكيف كلّفوا بعدم النسيان؟ والجواب بـ: أن الدعاء لا ينصبّ على النسيان، وإنما على سبب النسيان من التفريط والغفلة كقوله: ﴿وما أنسانيه إلا الشيطان﴾، والشيطان لا يقدر على النسيان، وإنما يفعل الوسوسة التي يتسبب منها النسيان. وعلى هذا ذُكر النسيان وأريد السبب فلا إشكال؛ لأن القاعدة في الأصول: «متى ورد التكليف بشيء غير مكتسب تعيّن صرفه لسببه، أو لثمرته». الاحتمال الثاني: النسيان الذي هو ضدّ الفعل، وهو ترك الواجبات، فيكون المعنى على هذا: لا تؤاخذنا إن تركنا من أوامرك شيئا، كقوله تعالى: ﴿نسوا الله فنسيهم﴾ فوجب أن يكون الدعاء في غير الشرك الأكبر؛ لأن الله أخبر أنه لا يغفره وأجمع عليه أهل الإسلام؛ ولهذا قال عطاء: "نسينا" جهلنا، و "أخطأنا" تعمّدنا. وقال ابن جرير الطبري: «إن النسيان على وجهين: أحدهما: على وجه التضييع من العبد والتفريط، والآخر: على وجه عجز الناسي عن حفظ ما استحفظ، ووكل به وضعف عقله عن احتماله. فأما الذي يكون من العبد على وجه التضييع منه والتفريط، فهو ترك منه لما أمر بفعله، فذلك الذي يرغب العبد إلى الله عز وجل في تركه مؤاخذته به، وهو النسيان الذي عاقب الله عز وجل به آدم صلوات الله عليه، فأخرجه من الجنة، فقال في ذلك: ﴿ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما﴾، وهو النسيان الذي قال جل ثناؤه:﴿فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا﴾، فرغبة العبد إلى الله عز وجل بقوله:﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾ فيما كان من نسيان منه لما أمر بفعله على هذا الوجه الذي وصفنا ما لم يكن تركه ما ترك من ذلك تفريطا منه فيه وتضييعا كفرا بالله عز وجل؛ فإن ذلك إذا كان كفرا بالله، فإن الرغبة إلى الله في تركه المؤاخذة به غير جائزة؛ لأن الله عز وجل قد أخبر عباده أنه لا يغفر لهم الشرك به، فمسألته فعل ما قد أعلمهم أنه لا يفعله خطأ، وإنما يكون مسألته المغفرة فيما كان من مثل نسيانه القرآن بعد حفظه بتشاغله عنه، وعن قراءته ومثل نسيانه صلاة أو صياما، باشتغاله عنهما بغيرهما حتى ضيعهما. وأما الذي العبد به غير مؤاخذ لعجز بنيته عن حفظه، وقلة احتمال عقله ما وكل بمراعاته، فإن ذلك من العبد غير معصية، وهو به غير آثم، فذلك الذي لا وجه لمسألة العبد ربه أن يغفره له؛ لأنه مسألة منه له أن يغفر له ما ليس له بذنب، وذلك مثل الأمر يغلب عليه، وهو حريص على تذكره وحفظه، كالرجل يحرص على حفظ القرآن بجد منه، فيقرؤه، ثم ينساه بغير تشاغل منه بغيره عنه، ولكن بعجز بنيته عن حفظه وقلة احتمال عقله ذكر ما أودع قلبه منه، وما أشبه ذلك من النسيان، فإن ذلك مما لا يجوز مسألة الرب مغفرته، لأنه لا ذنب للعبد فيه، فيغفر له باكتسابه». إذا ثبت أن النسيان يأتي بمعنى السهو وعدم الذكر، وبمعنى الترك وعدم الفعل؛ فعَلَىٰ أي المعنيين تحمل الآية؟ وما الدليل عَلَىٰ الحمل مع السلامة عن المعارض؛ لأنّ من النسيان ما يؤاخذ به العبد، ومنه ما لا يؤاخذ به إجماعًا، ومنه ما هو مختلف فيه؛ فأيّها المراد؟ على أن النسيان بمعنى الترك عمدا تردّد كثيرا في كتاب الله، والناسي بمعنى التارك لمن أمر به عمدا مكلّف لوجود شرط التكليف والمؤاخذة، والناسي بمعنى الساهي غير مؤاخذ؛ لانتفاء شرط الفهم والقصد، وما لزمه من الأحكام فهو من خطاب الوضع الذي لا يشترط فيه قصد ولا فهم. القاعدة الرابعة: قاعدة الخطأ ﴿أو أخطأنا﴾ معنى أخطأنا فيه إجمال واشتراك؛ لأن أخطأ يقال في الإثم وغيره، ويقال: خطئ في الإثم لا غير. على هذا تأويل الدعاء: لا تؤاخذنا إن لم نتعمّد الذنب، فإنه إن عَمِد إليه يقال: خطئنا لا أخطأنا. وقيل معنى: أخطأنا دخلنا في الخطيئة. قال ابن جرير الطبري رحمه الله: «للخطأ وجهان: أحدهما: من وجه ما نُهي عنه العبد فيأتيه بقصد منه وإرادة، فذلك خطأ منه وهو به مأخوذ، يقال منه: خطئ فلان وأخطأ. فيما أتى من الفعل، وأثم، إذا أتى ما يأثم فيه وركبه، ومنه قول الشاعر: الناس يلحون الأمير إذا هم ... خطئوا الصواب ولا يلام المرشد يعني: أخطئوا الصواب، وهذا الوجه الذي يرغب العبد إلى ربه في صفح ما كان منه من إثم عنه، إلا ما كان من ذلك كفرا.
Show all...
(18) إشارات قرآنية لطيفة قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ الآية، البقرة: (286). وفيها إشارات، وقواعد: من الإشارات: الإشارة الأولى: الأصل تقديم الشرط على الجزاء، وجرى الخطاب هنا على غير الأصل فقدّم ﴿لا تؤاخذنا﴾ على الشرط ﴿إن نسينا أو أخطأنا﴾ للاهتمام والاعتناء بعدم المؤاخذة. الإشارة الثانية: أنّ المؤمنين قالوا: ﴿أو أخطأنا﴾ ولم يقولوا «خطئنا»؛ لأن أخطأ يقال في الإثم وغيره، ولا يقال: (خطئ) إلا في الإثم فشمل دعاؤهم على نوعي الخطأ والنسيان إلا ما خرج بدليل. الإشارة الثالثة: العدول عن «وعليها ما كسبت» إلى ﴿وعليها ما اكتسبت﴾ لأمرين: معنوي، ولفظي: 1- أما اللفظي فهو استثقال تكرار لفظة «كسبت» مع قرب الثانية من الأولى من غير زيادة. 2- وأما المعنوي، فلأنّ المراد: الإشارة إلى الفطرة التي فُطر الإنسان عليها، فطرة الخير وإرادته، وأن ارتكاب الإنسان للسيئات تكلّف ومخالفة للفطرة التي جبل عليها فحسن زيادة تاء الافتعال في الموضع الثاني ﴿اكتسبت﴾ فحصل بالزيادة: زوال الاستثقال عن النظم، والإشارة إلى المعنى المراد في الآية لتوافق قوله: ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها﴾ وما ورد في هذا المعنى من الأخبار. والمراد: أنّ الحسنات يؤتى بها دون تكلّف ومخالفة للفطرة إذا العامل على جادّة الأمر والفطرة بخلاف السيئات؛ فإنّ فيها اعتمالا؛ لأنّ الكاسب يتكلف مخالفة الفطرة، وخرق حجاب النهي والأمر. وعكس بعضهم فقال: خصّ الخير بالكسب، والاكتساب بالشر؛ لأن النفس منجذبة إليه، أمّارة به؛ فكان الإنسان أحرص وأجدّ في تحصيل الشر فجُعل مكتسبا له بخلاف الخير فإن النفس غير منجذبة إليه ولا أمارة به فخصّ بالكسب هنا في النظم القرآني. الإشارة الرابعة: لم يذكر هنا العفو عن الخطأ والنسيان، وذكره في آيات أخر من البقرة والأحزاب وغيرهما مع ما ورد في سبب النزول من الأخبار. ومن القواعد: القاعدة الأولى: القاعدة الكلية القرآنية: نفي التكليف بما فوق الوسع، وهي مسألة عظيمة يدور عليها روح الإسلام وسماحة الدين. وفي القاعدة قوله تعالى: ﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا﴾، وقوله: ﴿وَأَوْفُو الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾، وقوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾، وقوله: ﴿وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾، وقوله: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾. ونظائر الآية - في أنّ الخارج عن الوسع لا يكلّف به- معلومة؛ فالتكليف بما فوق الوسع ممتنع. ثم ذكر أنّ ما تتعلّق به القدرة يجري فيه التكليف؛ فيكون من كسبنا الذي نجازى به في الدنيا والآخرة، وهي القاعدة: الثانية: قاعدة الثواب والتأثيم في قوله: ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾، وهي أيضا من المبادئ القرآنية: لكلّ نفس ثواب ما كسبت من الخير، وعلى النفس جزاء ما اكتسبت من الشر. قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآيات: «نسخ الله الوسوسة، وأثبت القول والفعل» «فتجوز لهم من حديث النفس، وأخذوا بالأعمال»، «وصار الأمر إلى أن قضى الله عز وجل أن للنفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت في القول والفعل»، وقال ابن زيد: «فصيره إلى الأعمال، وترك ما يقع في القلوب». وقال ابن جرير الطبري: «تأويل الآية: لا يكلف الله نفسا إلا ما يسعها، فلا يجهدها، ولا يضيق عليها في أمر دينها، فيؤاخذها بهمة إن همت، ولا بوسوسة إن عرضت لها، ولا بخطرة إن خطرت بقلبها».
Show all...
والآخر منهما: ما كان منه على وجه الجهل به، والظن منه بأن له فعله، كالذي في شهر رمضان ليلا وهو يحسب أن الفجر لم يطلع، أو يؤخر صلاة في يوم غيم وهو ينتظر بتأخيره إياها دخول وقتها فيخرج وقتها وهو يرى أن وقتها لم يدخل، فإن ذلك من الخطأ الموضوع عن العبد الذي وضع الله عز وجل عن عباده الإثم فيه، فلا وجه لمسألة العبد ربه أن يؤاخذه به، وقد زعم قوم أن مسألة العبد ربه أن لا يؤاخذه بما نسي أو أخطأ، إنما هو فعل منه لما أمره به ربه تبارك وتعالى، أو لما ندبه إليه من التذلل له والخضوع بالمسألة، فأما على وجه مسألته الصفح، فما لا وجه له عندهم وللبيان عن هؤلاء كتاب سنأتي فيه إن شاء الله على ما فيه الكفاية لمن وفق لفهمه». والمقصود: أن الخطأ يأتي عَلَىٰ ضُروبٍ؛ إذ لفظ الخطأ فيه إجمال واشتراكٌ قويٌّ لا يظهر أحد المعاني إلا بدليل، ولشدة الاشتراك قال الراغب الأصفهاني: «فإذًا هَـٰذِهِ اللفظة مشتركة كما ترى، متردّدة بين معاني، يجب لمن يتحرّى الحقائق تأمّله، فهي مشكلة جدًّا». إلا أن ضروب الخطأ تعودُ لمعنيَين: أحَدهما: الخطَأ خلاف العَمد، وهوَ انتفَاءُ القَصدِ إِلَىٰ الفِعل، وبيّنٌ أن شرطَ التّكليف: القصد إِلَىٰ الفعل، فمن لا قصد له لا فعل له تكليفًا؛ وعليهِ فالمخطئُ غير القاصدِ خارجٌ عن محلّ الدعاء كما بيّن الطبري؛ لأنَّهُ لم يوجَد منه الفِعلُ التّكليفيّ فلا يكون به مؤاخذا، وعَلَىٰ هَـٰذَا فالدّعاء بعدم المؤاخذة يعود إِلَىٰ أسباب الخطأ. الثّاني: فعل ما نُهي العبد عنه، أو ترك ما أمر به عن قصد وإرادة، وهو خطأ بمعنى خلاف الصواب. ومعلومٌ: أنّ العبادَ مؤاخذون بترك المأمورات وارتكاب المنهيات بالإجماع، ومن قال بعدم المؤاخذةِ من حيث الجملة كفر. فإن كان هَـٰذَا الضَّربُ محلَّ الدعاء فالكفرُ لا يدخل فِيْ الدعاء ولا فِيْ العفو لأمرين: 1- أنّ الشارعَ أخبر أنّه لا يغفر الشِّركَ؛ فلا يكون الكفر غير مؤاخذٍ به ولا يكون من محالِّ الدعاء. 2- إذا كان الكفر لا يغفر إلا بتوبة فلا يجوز الدُّعاءُ بعدم المؤاخذة؛ لأنه من الاعتداء فِيْ الدعاء؛ ولهَـٰذَا قال الإمام الطبري فِيْ عدم دخول الكفر فِيْ الدعاء: «وهَـٰذَا الوَجْه الَّذِيْ يرغب العبد إِلَىٰ ربه فِيْ صفح ما كان منه من إثم عنه، إلا ما كان من ذلك كفرًا»، وفي مسألة النسيان: «فإن ذلك إذا كان كفرًا بالله، فإن الرَّغبة إِلَىٰ الله فِيْ تركه المؤاخذة به غير جائزة؛ لأن الله جلّ ثناؤه قد أخبر عباده أنه لا يغفر لهم الشرك به، فمَسألتُهُ فِعْلَ ما قد أعلمهم أنه لا يفعله خطأ». عمدة البَابِ: الخطأ إما أن يمنع حقيقة الفعل أو لا يَمنَع. فإن منع حقيقة الفعل فلا فعل ولا تأثيم، ولا محلّ للدعاء بعدم المؤاخذة إلا عَلَىٰ الوَجْه الَّذِيْ مرّ ذكرُه أو ما في معناه. وإن لم يمنعِ الخطأُ حقيقةَ الفعل فلا يجوز الدُّعاء بعدم المؤاخذة بالكفر والشرك؛ لأنَّهُ منَ الاعتدَاءِ في الدعاء؛ لخَبرِ الشّارعِ وإِجماعِ المُسلمينَ عَلَىٰ أن الكفر لا يغفر؛ فَينتجُ: أنّ الكفرَ الأكبرَ إذَا وُجِدَ فإنَّهُ لا يُغفَر إلّا بالتّوبةِ، وعند انتفاءِ الشّرط فالكلّ مؤاخذ به. والله الموفّق.
Show all...
Photo unavailableShow in Telegram
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية مكي الحسني نسخة مفهرسة
Show all...
نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية مكي الحسني نسخة مفهرسة
Show all...
نحو_إتقان_الكتابة_العلمية_باللغة_العربية_مكي_الحسني.pdf4.22 MB
" مرضاة الخلق " قال الإمام ابن القيم رحمه الله: : "هذا، وقد جرت سنة الله - التي لا تبديل لها - أن من آثر مرضاة الخلق على مرضاته: أن يسخط عليه من آثر رضاه، ويخذله من جهته. ويجعل محنته على يديه. فيعود حامده ذاما. ومن آثر مرضاته ساخطا. فلا على مقصوده منهم حصل، ولا إلى ثواب مرضاة ربه وصل. وهذا أعجز الخلق وأحمقهم. هذا مع أن رضا الخلق لا مقدور ولا مأمور، فهو مستحيل، بل لا بد من سخطهم عليك. فلأن يسخطوا عليك وتفوز برضا الله عنك أحب إليك وأنفع لك من أن يسخطوا عليك والله عنك غير راض. فإذا كان سخطهم لا بد منه - على التقديرين - فآثر سخطهم الذي تنال به رضا الله. فإن هم رضوا عنك بعد هذا، وإلا فأهون شيء رضا من لا ينفعك رضاه، ولا يضرك سخطه في دينك، ولا في إيمانك، ولا في آخرتك. فإن ضرك في أمر يسير في الدنيا فمضرة سخط الله أعظم وأعظم.  وخاصة العقل: احتمال أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما. وتفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعلاهما. فوازن بعقلك، ثم انظر أي الأمرين خير فآثره، وأيهما شر فابعد عنه. فهذا برهان قطعي ضروري في إيثار رضا الله على رضا الخلق. هذا مع أنه إذا آثر رضا الله كفاه الله مؤنة غضب الخلق. وإذا آثر رضاهم لم يكفوه مؤنة غضب الله عليه. [مدارج السالكين (3/18)] @al_Qaswoara
Show all...
الأربعون الدرية مما جاء في اليتيم والصغير مجهول الهوية د. زكريا شعبان الكبيسي
Show all...
الأربعون_الدرية_مما_جاء_في_اليتيم_والصغير_مجهول_الهوية.pdf1.03 MB
Photo unavailableShow in Telegram
الأربعون الدرية مما جاء في اليتيم والصغير مجهول الهوية د. زكريا شعبان الكبيسي
Show all...
Choose a Different Plan

Your current plan allows analytics for only 5 channels. To get more, please choose a different plan.