ايديگنا 💙

الكلايش هذي والله مزعجة بيها حذف بس مصختها

ما أعرف منو مروّج لفكرة لازم تلگىٰ الّي يشابهك، بس فكرته بالضرورة هي فكرة صحيحة. لأن مهما تحاول أو تجبر روحك بأن تتقبّل هذي الفوارق.. تتعب وتنسحب، وتخسر بقوّة. خلّي نتفق علىٰ أنه احنة لازم عندنا مبادئ ثابتة نقرّب الّي يوافقها ونعادي ونبعّد اليخالفها. مثلًا لنفترض آنا مبدأي الصدق، فمستحييل أقرَب واحد عادي عنده من أحچي ويّاه يگلي طالع وهو بالبيت. من هذا المستوىٰ البسيط بالچذب وأنتَ صاعد ما أتقبّله.. قطعًا. وكذلك نرجع لنقطة أساسيّة بحياتنا! الإختلاف مُتعِب كلّش..البشر دائمًا يبحثون عن شبيه وواحد يفتهمهم. بس يا أصدقائي من خلال اختلافهم عنّك تگدر تعرف نفسك لأنهم يملكون رؤية مختلفة. همّ ما يكونون قريبين! .. القريبين هُم الأشباه. لكن أعتقد -بحسب معرفتي- أنّ الناس المُختلفة عنّك راح يكتشفولك نفسك.. لمجرّد حديثهم عن تفاصيل انتَ تفتقدها تخلّيك تعدّل من هواي سوالف. وممكن تطلعك من أزمة نفسيّة صعبة إلىٰ نور إلـٰهي. خصوصًا الإختلافات القوية.

ليش راح تختلف عن الآخر في وقتٍ ما ؟ مثلًا من چنتوا صغار وعندكم صحبة بعدكم بشخصيّتكم الطفوليّة البسيطة والحقيقيّة..تستمتعون سوة بأبسط الأشياء . بس الفكرة لمّا الواحد يكبر وتبدي تتشكّل شخصيته ووعيه ويختلف عن الطفل القديم الّي چان متقبّل هالشخص. هنا تشوفون شگد ما تتشابه أرواحكم.. شگد ما شخصيّاتكم مختلفة. وهذا الفرق ما يخلّي التواصل يستمر. وأي علاقة يصير بيها فجوة لشكم سنة ما ترجع بعد مثل ما چانت، لحّد يچذّب عليكم ويگلّلكم البُعد والمسافات ما تأثّر. بس أكثر فئة راح تروحلهم وتحتاجهم بوقت الضيق والأوقات الجادّة، همّ هذولة القدامىٰ. لأنها الشي الوحيد المشترك، سوالفكم اليومية مو مُشتركة. وممكن ما يفهموك وانتَ تفهمهم أكثر بس متقبليك بكل أحوالك، لذلك راح يبقون الأكثر قُربًا وبُعدًا منّك.

لهذا هو اعتبر أنّ "المشاكل الفلسفيّة تظهر عندما تأخذ اللّغة إجازة ". بمعنىٰ أنّ هالمشاكل حسب تصوّره تظهر لأن الفلاسفة والمفكرين يستخدمون كلمات معيّنة خارج سياقها الحقيقي، يعني خارج اللعبة اللغوية مالتها، فمثلًا لما يتناقشون عن "الذات" ممكن يجيبون كلمات (مثل العقل، والروح، والأنا) خارج سياقها المعتاد وبالنتيجة يصنعون "سوء فهم" وهالشي راح يوهّم المرء بأنّ أكو مشكلة فلسفيّة. يشبه أن تستخدم قطعة دومنة بلعبة شطرنج. وهالأمر لا ينطبق فقط علىٰ المشاكل الفلسفيّة بل علىٰ هواي نقاشات عقيمة؛ حسب فيتكنشتاين، فهي عقيمة لأن كل واحد من الطرفين يلعب لعبة لغوية مختلفة عن الآخر (تخيل شخصين، واحد يلعب بقوانين الدومنة، والثاني بقوانين الاونو ... واثنينهم يلعبون حية ودرج ). شنو هالمثال ما أدري يلا تحملوني

وهو نفسه يگول اللّغة محدودة بوصف الواقع، لهذا لا تستيطع أن تصف ما غير الواقع، فقط تشير إلىٰ وجودها. يعني إذا واحد گلّك انتَ حلو فانتَ أحلىٰ من الحلو.

لودفيغ فيتكنشتاين چان يعتبر أنّ اللّغة بالحقيقة مو شي متناسق. بل هيَ مثل مجموعة ألعاب مختلفة، ولهذا اعتبر اللّغة تتكون من أشياء سمّاها ألعاب لغوية (language-games) بحيث كل لعبة إلها قواعدها وأهدافها الخاصة. فاللعبة اللغوية (التواصل) الّي تصير بينك وبين صاحب محل تشتري منّه ملابس، تختلف عن اللّعبة اللغوية الّي تصير بينك وبين صديق مقرّب إلك. مثلًا : سؤال "شلونك؟" ممكن يحمل معاني مختلفة بسياقات مختلفة؛ لما شخص غريب يسألك السؤال، راح تعتبره نوع من الترحيب السطحي وترد بشكل رسمي "بخير/الحمدلله". لكن لما شخص مقرّب منك يسأل "شلونك؟" ممكن ترد عليه بشعورك بتلك اللّحظة وتگول "البشرية كلها عطلت بس آنا بعدلي امتحانين وما يخلصن" وتنگلب دراما يمه. السؤال بقى نفسه بالحالتين، لكن الفرق هو أنّك وي الشخص الغريب تلعب لعبة لغوية بقواعد مختلفة عن الّي تلعبها وي الشخص المقرّب منك.

وطّنتُ نفسيّ يا زمانُ علىٰ البلىٰ ممّا تجيء خَبَّرتُها أشكالا ورأيت أنّي ما سررت بمطلبٍ لأنالهُ إلا اِنتَهيتُ فزالا ! حتّىٰ كأنّي إذ بُرِئت من الورىٰ أُنشِئتُ فيهم عِبرةً ومِثالا.

#ليش_بطلت_نشر

تأمَن من كلّ شيء إذا أمِن منك كلّ شيء. - ابن عربي