المعلمة الأصولية

"واعلم أن مَن غلب عليه النقليات يقلُّ عنده التحقيق والغوص والتدقيق؛ فإن الطبع يتعوَّد النقل فيستمرُّ عليه ويَجمُد، وقد قيل: إن بعض الأنبياء كان يحثُّ على تعلُّم الصناعات الدقيقة قبل الدخول في العلم؛ ليتعوَّد الذهنُ الفكرَ والتدقيق". - كمال الدين الأدفوي ت 748 هـ - وهذا هو معنى الحشو الذي يقصد العلماء ذمه، فهي صفة تغلب على عقول بعض الناس ممن ينقل النقول الكثيرة أو يقبلها عقله دون تمييز بين الغثّ منها والسمين. قناة| الدر النثير

‏ من البلادة إلى الريادة! سعد الدين التفتازاني(ت792) علم من عباقرة القرن الثامن الهجري، انحدر من ضواحي تفتازان بإقليم خراسان، تفقه على عضد الدين الإيجي(ت:756)، ذكر المؤرخ ابن العماد (ت: 1089) في «شذرات الذهب»، «أن الشيخ سعد الدّين كان في ابتداء طلبه بعيد الفهم جدا، ولم يكن في جماعة العضد أبلد منه ومع ذلك فكان كثير الاجتهاد ولم يؤيسه جمود فهمه من الطلب» (8/549)، فقاده الصبر والإصرار والتوقد إلى هزيمة بلادته، والانتصار على ضعفه، فأحرز لقب (العلامة الثاني) بعد الزمخشري(ت:538). فتح الله أبواب الفهم على السعد فتكاثرت علومه ودقت تحقيقاته، وتجاسر علمه على أبناء عصره حتى بزهم في العلم والتحرير، وتحولت كتبه إلى مناهج يصمد أمامها الدارسون، يسهر على تحصيلها الطالبون. من يطالع في كتبه يرى وعورتها العلمية، ودقة تفاصيل مباحثها المعرفية في البلاغة والنحو والمنطق ويدرك مقدار عبقريته وما فتح الله عليه من دقائق الفهم. في بواكير حياته وضع «المطول» على «تلخيص» القزويني (ت:739) ثم بعد تقدم العمر «المختصر»، شرح القسم الثالث من «مفتاح» السكاكي (ت:626)، ووضع حاشية وعرة دقيقة على «الكشَّاف»، وجاب سواحل المنطق وأعماقه، وتضلع في علم الكلام، وكانت نجابته الأصولية لا تقل كفاءة عن عبقريته اللغوية، فوضع «التلويح»، ودبج تعليقات فائقة على شرح شيخه عضد الدين على مختصر منتهى ابن الحاجب(ت:646). إن شخصية السعد التفتازاني نموذج للعناد الإيجابي الذي يهزم الهزيمة، ويحبط الإحباط ويفتت كتل اليأس. أقف عندما أقرأ كتب التفتازاني أمام عقلية كبيرة جدا فأتعجب من ملكته المعرفية، وأدهش لهذه العبقرية. هذا النموذج العلمي جدير بأن تُدرس تجربته وعلى خطوها يُحتذى. د.الخضر سالم بن حُليس

💡أصول السرخسي كالشرح لأصول البزدوي. ذكر محقق أصول البزدوي د. سائد بكداش أنه عمل مقارنة بين أصول السرخسي وأصول البزدوي فقال: تبيّن لي من خلالها مبدئيا أن أصول السرخسي بمثابة شرح له.

علاقة علم أصول الفقه بعلم الكلام محمد بن علي الجلاني الشتيوي مكتبة حسن العصرية

✨️بشرى لطلاب العلم وأصول الفقه..✨️ قريبا جدا بإذن الله.. اللهم يسر..

وهاهنا سؤال، وهو: ما الحِكمة في ذِكر إبراهيم عليه السلام مع محمد صلى الله عليه وسلم في باب الصلاة، حيث يقال : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ؟! والجواب عنه من وجوه : أولها : أن إبراهيم عليه السلام دعَا لمحمد عليه السلام حيث قال : "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك" فلما وجَب للخليل على الحبيب حقُّ دعائه له قضَى الله تعالى عنه حقَّه؛ بأن أجرَى ذِكره على ألسِنة أمته إلى يوم القيامة. وثانيها : أن إبراهيم عليه السلام سأل ذلك ربه بقوله : "واجعل لي لسان صدق في الآخرين " يعني: أبقِ لي ثناء حسنًا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فأجابه الله تعالى إليه وقرَن ذِكره بذِكر حبيبه إبقاءً للثناء الحَسن عليه في أمته. وثالثها : أن إبراهيم كان أبَ المِلّة لقوله : ( ملة أبيكم إبراهيم ) ومحمد - صلى الله عليه وسلم- كان أبَ الرحمة ، وفي قراءة ابن مسعود : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبٌ لهم " وقال في قصته : ( بالمؤمنين رءوف رحيم ) وقال عليه السلام : " إنما أنا لكم مِثل الوالد " ، يعني في الرأفة والرحمة، فلما وجَب لكل واحد منهم حقُّ الأُبُوّة من وجهٍ قَرَّب بين ذِكرهما في باب الثناء والصلاة. ورابعها : أن إبراهيم عليه السلام كان مُنادي الشريعة في الحج : ( وأذِّن في الناس بالحج ) وكان محمد عليه السلام مُنادي الدِين : ( سمعنا مناديا ينادي للإيمان ) فجمَع الله تعالى بينهما في الذِكر الجميل. - الإمام الرازي-