شُكْد

«من أعظم مطالب الدنيا: أن يكفيك الله الهم، ومن أعظم مطالب اﻵخرة: أن: يغفر الله لك الذنب؛ وهما مضمونان ومكفولان بكثرة الصلاة على النبي ﷺ: إذًا تُكفَى همك ويُغفَر ذَنبك.»

الواقع هو أن أكثرنا تعايش مع ما يجري في غزة.. ولم تعد غزة من همومنا. صارت خبرا عابرا، لا يكاد يختلف شعور أحدنا إذا قرأه عن شعوره عند قراءة خبر جريمة في إحدى ضواحي نيويورك. كانت غزة -حرسها الله- "ترند" مثل رقصات تيكتوك، فاستغله أكثر المشاهير لكسب المعجبين، واستغله أكثر العامة لكسب معنى مؤقت لحياتهم فكسبوا نشوةً نفسية مؤقتة، وصمدت قلّة أهمّها أمر غزة لعقيدة راسخة في قلوبهم.. لا تنفكُّ عن الإيمان بالله واليوم الآخر. قلوبنا مريضة، وعقائدنا بحاجة لتصحيح وترميم. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، واستخدمنا ولا تستبدلنا، وأيقظنا من غفلتنا ولا تخذلنا، لا حول ولا قوة إلا بك.

الشغف بالمسابقة بالخيرات والمرابطة على ثغور الإسلام يأتي من استمرارية التدبر في كتاب الله وأحاديث نبيه المختار. يأتي من الدعاء والاستعانة بالله، من استشعار المسؤولية مع كل لحظة متابعة لأخبار المسلمين، يأتي من الخشية من الله ومن الاستبدال، يأتي من حرقة الشعور أن هناك من اصطفاهم الله.

يا عبد الله.. ما لك تسخط وتغضب وتعجب إذا وقفت بباب ربك ولم يستجب وقد اعتلى وجهك انعكاس الذنب، وزاحمت النكت السوداء بعضها على قلبك، وفحش تقصيرك في حق خالقك، وحرمتَ نفسك حظها من لذة اتباع سنة نبيّه -عليه الصلاة والسلام-، وقسا قلبك فصرت تردد الدعاء كمسجّل بلا خشية ولا رجاء؟ استغفر وتب، وامتثل لأمر ربك، وأقدم على ما يحب ودع ما يجلب سخطه، وأره الصبر على قدره. نظّف طريق الإجابة من أدران الذنوب، وتذلل في سيرك إلى ربك، وهاجر إليه بكُلّك = يستجب لك. وعطاؤه لعبده كمنعه، كله خير.

«من أعظم مطالب الدنيا: أن يكفيك الله الهم، ومن أعظم مطالب اﻵخرة: أن: يغفر الله لك الذنب؛ وهما مضمونان ومكفولان بكثرة الصلاة على النبي ﷺ: إذًا تُكفَى همك ويُغفَر ذَنبك.»

الناس في شمال غزة تموت من الجوع، ولا أحد في هذا العالم يأبه بهم أو يهتم لحالهم !! ‏سلطوا الضوء على معاناة إخوانكم قبل فوات الأوان، فمن أعظم الخذلان أن تملوا من الكتابة عنهم، في الوقت الذي هم فيه في أمس الحاجة إلى كلمتكم وحرفكم !! ‏لا تفشلوا في هذا الاختبار السهل، فإن أعجز الناس من عجز عن الكتابة والنشر !! ‏اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد !!

"الإنسان لو اهتم بأمر الآخرة كما يهتم بأمر الدنيا لنالها".

نجم الدين | مختصر منهاج القاصدين ط: البيان (٢٤٩)

اليوم يوم فرح وسرور، والناس تغفل عن كثير من السنن؛ والعبادة في وقت الغفلة عظيمة جدًا، فانفرد بنفسك ولا تنسى صلاة الضحى والسنن والدعاء لأخوتك بغزة، قال ابن رجب في قول النبي ﷺ ذاك شهر يغفل عنه الناس: «وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل.»

تقبّل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير.

ولأن غدًا عيد؛ لزم أن ننبه على بعض المحرمات التي يتساهل بها الناس في يوم العيد: ١)حلق اللحية. (الإصرار على حلقها يعد من الكبائر!). ٢)الإسبال، أفتى بحرمته كثير من أهل العلم. (سواء بخيلاء أو لا). ٣)الأغاني والموسيقى، بل البعض أصبح لا يستقيم عيدهم من غيرها، الله المستعان. ٤)الأظافر والرموش الصناعية= يدخل في حكم الواصلة، (لعن الله الواصلة والمستوصلة). ٥)تكشّف النساء وتعطرهن عند خروجهن إلى صلاة العيد. ٦)لبس السوار للرجال أو ما يخص النساء ( لعن رسول اللهﷺ المتشبهين من الرجال بالنساء). *المجاهرة بشيء من هذه المحرمات يعد ذنب آخر! يوم العيد، يوم فرح وسرور لكن فيما يرضي الله.