قلائل.

فَبُعدٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَرَجفَةٌ فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنا أَقرَبُ! - قيس بن الملوح.

أتخيّل لو أن صحابيًّا من سيوف الله قام من مرقده فجأةً فوجد نفسه بين ظهرانينا، الزمان اليوم والمكان غزة هاشم، فوجد الحال ما نرى؛ فكأننا به لا يفعل إلا ما فعل ذلك الليث، لا يلبث أن يرتدي كامل ثوبه، وإنما يشمر عن ساعديه حتى تظهر كتفاه، فيخلع عنه سترته، ويبقى بخفيف الثوب على جسمه، كأنه لا يطيق من الدنيا أيًّا من متاعها، ثم يمضي غارةً لله في أرضه، مخلصًا في غرضه! ‏يتجلى ساعده ويتنفس صدره كأنه لحصان لا فارس، وكأنه حين يتحدث يصهل لا يتكلم، وكأن كفوفه سيوف، وثناياه القواطع، وقلبه على ذلك كله كالطير، ففي عزمه الجوارح، وفي جوفه الجوانح، وفي عينيه فرائسه من شرّ دواب هذا العصر، يقطع فيفصل، ويظهر فيُخفي، ويضرب فيتوزع الثأر قرّات لعيون أولياء الدم! ‏وهكذا هي الحياة يا ابن أمي؛ يا حبيب قلبي وإلم أرك يومًا ولو لن أعرفك يومًا، بين مسرف في الثوب وهو عارٍ وعارٌ، وبين مكرٍّ لا يطيق قطعة قماش فوق جلده إلا جلدًا من عدوه أو كفنًا من صاحبه، وهو الذي يرقّع للأمة كلها ثوبها، ويرد لها سترها! ‏أقول: ‏وما كان للسيف النبيل أن يختال في الغمدِ!

أكثر من خان غزة وهو أقربهم منها اثنان؛ أحدهما ينادى "سيادتك" والآخر ينادى "سيدنا"؛ وكلاهما تناديه إسرائيل "عبدي".

كانت السماء شديدة المطر، والأرض كادت تنصدع من شدة ضوء البرق وصوت الرعد، الرياح عاتية، والهواء سحيق، حتى كاد أن ينكسر زجاج الشبابيك، كل ذلك كان يدفعها للصمت القاتل واحتساء الشاي بكل برود، ردة فعل معاكسة مغايرة لما حولها! تذهب إلى سريرها بلامبالاة، لتنام جسداً وعقلها واعٍ، خارجها صمت وداخلها طقس كالجوّ حولها، ذكريات تسقط كالمطر، وأحداث كادت تصدع قلبها كالبرق والرعد، صور وأصوات صاخبة، لا تكاد تهرب منها حتى تقيدها وكأنها على السرير مكبلة! تنعاد أمامها كل ذكريات الماضي التي تفر منه كما يفر المرء من الموت، كلوحة ظلماء، ملطخة بعدة ألوان، تسمع كل الكلمات القاسية بأصوات أصحابها، الضحكات المستهزأة ترن كالجرس في أذنيها، تنظر للنتائج وكم أنها حاولت جاهدة ألا يصيب كل ذلك قلبها أو ثقتها..! لكنها تتزعزع مع أقل الكلمات وإن أبدت العكس، فتراها تظنها الأنثى الوحيدة التي مازالت على كوكب محظوظ بها، ولكنها تكاد ألا تصدق كلمة شكر أو عرفان، ولا كلمة حب أو امتنان، رغم أنها تعلم اختلافها لكنّ شيئاً ما بها لا تعرف ماهيته، يحدثها بأن كل الأشياء كثيرة وهي وحدها من لا يستحق!، رغم التعب بها، رغم الطريق الوعر، رغم المواقف الصعبة التي تعانيها.. ولا شئ أصعب على فتاة من فقدانها الثقة! ولا تلام عليه، فلكل فعل ردة فعل، وربما ذلك نتيجة لأشياء لم تدركها أو ربما أدركتها وحاولت أن تدفعها وربما نجحت حيناً ثم اكتشفت أن الأمر مازال بداخلها بل يتفاقم.. أشياء لا تحدث بها أحد.. فلربما فقدان الثقة يودي بالمرء ألا ينظر لنفسه بالمرآة.. حتى غفل ذهنها قليلاً، وراحت في سبات، فإذا بالمرآة التي كرهت أن تنظر لنفسها بها، تتحدث إليها معاتبة، أن دموعها قد وصل انعكاسها لها، وتسألها لماذا كل هذا الحزن داخلكِ على شئ لم تختاريه؟، فأجابت بخجلٍ لافتضاح شئ بها لم تكن لتكشفه وإن بدأ أثره: أنها تكره أن يقيمها الناس، تكره الحب باشتراط، تكره أراء الناس فيما لم تخلق ولم تملك!، تكره كلمة أنت جميلة ولكن إذا...، أنت رائعة بشرط...! فقالت المرآة: إنك تهتمين لذلك!، لأنكِ تبحثين عن قيمتكِ في عيون الناس!، لا أنكر أن الضعف داخلكِ هم السبب به، لكن استمرارك به هي مسؤوليتك! وما يضركِ أن تكوني قبيحة الشكل، فجمال الوجه والجسد زائل يا عزيزتي بعد يومين من الوفاة أو أقل، أو ربما حادث يودي بالجمال! وكم من جميلة يقال لها ذلك، فاغترت، وسارت في طرق لا ترضي الله، وكم من جميلة، إذا عوشرت كفّرت!، وكم من جميلة حقيرة!.. فالجمال محله القلب، هذا صنيعك وما ستسألين عنه!، لن تُحاسبي على قبحكِ أو جمالكِ، ثم لتكوني راضية، فوجهكِ وكيانكِ نصيبكِ من عند الله، وإن نقُص شئٌ فيكِ بآخر يكتمل! ثم لتقتنعي بعد ذلك بأنكِ جميلة، لأنكِ من صنع الله، ولأنكِ تودّين رضاه ولا تسعين في إيذاء أحد، ثم إذا رأيتِ في نفسك الجمال، لا تهتمي بعد ذلك لآراء أحد فيكِ أياً كان، فإذا رأيتِ نفسكِ جميلة، رآكِ الناس بالعين التي ترين بها نفسكِ!.. اقتنعت الفتاة، وما كادت تحتضن المرآة وتبتسم، حتى استيقظت، بروح جديدة ونفس مليئة بالرضا☘ _مها محمد

إنّي امرؤٌ لَعِبَ الأسى بفُؤادِهِ. - البارودي.

اللهم لك الحمد حمدا طيبا مباركا فيه، ملئ السموات، وملئ الأرض، وملئ ما بينهما وملئ وما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد.. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.❤️❤️ الحمدلله

فطرة..☘

اللهم رد إليّ ضالتي..🥀

1- حدثت مشكلة بيني وبين زوجة صديق زوجي فلم أقابل الإساءة بمثلها، لكن لما روحت البيت حكيت لزوجي كل حاجة ورأيي فيها بدون أي نية غير أفضفض وأهدي، هل دي من الغيبة وسوء الظن بها؟ ج/ الحمد لله وحده. نعم، وبذلك تكونين قد قابلت الإساءة بإساءة. والله أعلم أي الإساءتين أعظم. ..... 2- طيب لو فرضا حكيت فقط ونقلت له إحساسي بالضيق من الموقف من غير تجريح فى الشخصية، هل هي غيبة؟ ج/ الحمد لله وحده. كل كلمة تذكرها في غياب المتكلم عنه، بحيث لو كان موجودا كره ذلك منك؛ فهي غيبة محرمة. ولا تباح الغيبة إلا في مواضع، ليس منها أن تنفّس عن نفسك. والله أعلم. الشيخ خالد بهاء الدين

أتعجب من قلب الإنسان منّا..! كيف يحب وكيف يكره وكيف يُهمش وكيف يُقدس! وإني لأرى في وسطية المرء، الراحة والسِواء.. فكما أن الحب، المبالغة به قد تجعلك تذوب في محبوبك حتى تتمنى لو تصبح أنت هو!، وكم يكلفك ذلك من انهيار داخلي وانعدام الذات، فتتصرف من منظوره وتلغي كينونتك، وتجعله كأنه إله لك، فقد تطيعه طاعة خالصة مهما كان الأمر ومهما كلفك الأمر، فتصبح كما الكلب يلهث خلف من يحب!... فكذلك العداء والكره، فالقلب الذي يحب لدرجة أن يبذل ويضحي بنفسه، بطرق غير سوية، قادر على أن يكره ويبالغ في ذلك بطرق لا تُتخيل أيضاً، فيصبح يتمنى كل الشر والأذى والمرض لعدوه، يتمنى لو يقتله وأحياناً لو يأكل كبده حياً، أو يأكل لحمه ميتاً ولا أعني هنا الغيبة، وإنما أعني حقيقة الأمر!_عافانا الله_، لذلك نحن بحاجة للدعاء دوماً بأن يسلل الله سخيمة قلوبنا، بألا يكن في قلوبنا غل للذين ءامنوا) بأن يجعلنا من أهل العدل والإحسان والوسطية والسِواء، فإذا أحببنا توسطنا، ونلنا ما نرجو وحققنا ما يرتجى منا، دون إفراط أو تفريط... وإذا كرهنا، تجنبنا وتجاهلنا دون رغبة في الانتقام، أو استهزاء بحق أنفسنا..) _مها محمد