مدونة سليمان بن محمد النجران

الأصول تكشف الفروع: ‏لا تُقرأ المذاهب من فروعها ولا تُدرك من جزئياتها، إنما تعرف وتفهم بأصولها وكلياتها؛ فالعناية بأصول المذاهب وتحريرها تكشف الفروع، فتدرك مقاصد أرباب المذهب بترجيحاتهم، وتوجه اختياراتهم، وتنكشف تعليلاتهم، وغالب الناس اليوم يقرأ الخلافيات المذهبية من فروعها فيرجح بحسبها، ولا يعتني بمعرفة أصولها ولا يستبين مداركها، ولزاماً على كل معتنٍ بالفروع ومتصد للقراءات الفقهية الخلافية: معرفة الأصول المذهبية وتحري دقائقها، ليتسع نظره المذهبي، ويقوى تصوره الفقهي، ويتبصر بمدارك الأحكام الصحيحة فيرد إليها الفروع، فيستبين الجزئي بالكلي إذ انكشافها موقوف على معرفة أصولها، قال الزنجاني:"فإن المسائل الفرعية على اتساعها وبعد غاياتها: لها أصول معلومة، وأوضاع منظومة من لم يعرف أصولها لم يحط بها علماً".

فتوى أصولية: مسالك العلة: س/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله مساءكم صاحب الفضيلة أستأذنكم في سؤال يتعلق بحديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *(لا تسكنِ الكُفُور؛ فإن ساكن الكفور كساكن القبور).* هل يمكن أن يُقال: إن عبارة (فإن ساكن الكفور كساكن القبور) تعتبر علة ظاهرة للنهي؟ أو فضلا منكم شيخنا: تحت أي مسلك من مسالك علة النص يمكن أن تُدرج؟ أحسن الله إليكم، وجزاكم خير الجزاء. ج/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله أخي الفاضل.. نعم هذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد رقم (579) ص 203، والطبراني في مسند الشاميين رقم (986) 2/ 99، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (7518 – 7519) 6/ 68، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (7326)، وفي صحيح الأدب المفرد رقم (579). والعلة كما ذكر:"فإن ساكن الكفور كساكن القبور" لبعدهم عن المدن الجامعة والحواضر الكاملة  فهم كالأموات من جهة قلة العلم الذي تحيا به القلوب، فيغلب على أهل القرى الصغيرة الجهل وكثرة الأهواء والتحاسد والبغضاء. قال النووي: "قال ثعلب يقال اكتفر الرجل إذا لزم الكفور وهي القرى وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه أهل الكفور هم أهل القبور يعنى القرى البعيدة عن الأمصار وعن العلماء". شرح النووي على صحيح مسلم 8/ 204. قال أبو عبيد: "قوله كفرا، كفرا يعني قرية، قرية وأكثر من يتكلم بهذا أهل الشام يسمون القرية الكفر وروي عن معاوية أنه قال أهل الكفور هم أهل القبور قال الأزهري يعني بالكفور القرى النائية عن الأمصار ومجتمع أهل العلم فالجهل عليهم أغلب وهم إلى البدع والأهواء المضلة أسرع يقول إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجمع والجماعات" كما في لسان العرب. والمقصود التعليل بهذه العلة ب"إن" وهي أحد مسالك العلة المنصوصة الصريحة عند بعض الأصوليين، خاصة إذا جاءت الفاء قبلها، وبعض الأصوليين يجعلها من قبيل الإيماء، لكن الأصوليين يعللون بها جميعهم فالخلاف لفظي كما ذكر الطوفي لأنه متبادر منه التعليل بقرينة السياق، نحو:"فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا" ونحو:"إنها رجس" وغيرها كثير.والله أعلم.

فتوى أصولية: مسالك العلة: س/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله مساءكم صاحب الفضيلة أستأذنكم في سؤال يتعلق بحديث ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *(لا تسكنِ الكُفُور؛ فإن ساكن الكفور كساكن القبور).* هل يمكن أن يُقال: إن عبارة (فإن ساكن الكفور كساكن القبور) تعتبر علة ظاهرة للنهي؟ أو فضلا منكم شيخنا: تحت أي مسلك من مسالك علة النص يمكن أن تُدرج؟ أحسن الله إليكم، وجزاكم خير الجزاء. ج/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله أخي الفاضل.. نعم هذا الحديث رواه البخاري في الأدب المفرد رقم (579) ص 203، والطبراني في مسند الشاميين رقم (986) 2/ 99، والبيهقي في شعب الإيمان رقم (7518 – 7519) 6/ 68، وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم (7326)، وفي صحيح الأدب المفرد رقم (579). والعلة كما ذكر:"فإن ساكن الكفور كساكن القبور" لبعدهم عن المدن الجامعة والحواضر الكاملة فهم كالأموات من جهة قلة العلم الذي تحيا به القلوب، فيغلب على أهل القرى الصغيرة الجهل وكثرة الأهواء والتحاسد والبغضاء. قال النووي: "قال ثعلب يقال اكتفر الرجل إذا لزم الكفور وهي القرى وفي الأثر عن عمر رضي الله عنه أهل الكفور هم أهل القبور يعنى القرى البعيدة عن الأمصار وعن العلماء". شرح النووي على صحيح مسلم 8/ 204. قال أبو عبيد: "قوله كفرا، كفرا يعني قرية، قرية وأكثر من يتكلم بهذا أهل الشام يسمون القرية الكفر وروي عن معاوية أنه قال أهل الكفور هم أهل القبور قال الأزهري يعني بالكفور القرى النائية عن الأمصار ومجتمع أهل العلم فالجهل عليهم أغلب وهم إلى البدع والأهواء المضلة أسرع يقول إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجمع والجماعات" كما في لسان العرب. والمقصود التعليل بهذه العلة ب"إن" وهي أحد مسالك العلة المنصوصة الصريحة عند بعض الأصوليين، خاصة إذا جاءت الفاء قبلها، وبعض الأصوليين يجعلها من قبيل الإيماء، لكن الأصوليين يعللون بها جميعهم فالخلاف لفظي كما ذكر الطوفي لأنه متبادر منه التعليل بقرينة السياق، نحو:"فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا" ونحو:"إنها رجس" وغيرها كثير.والله أعلم.

العطاء بالحمد أعظم من الدعاء: ‏حمد الله وشكره والثناء عليه أحد رافعات العبد في مصاعد ومنازل العبودية العالية، وواقياته من المصائب العاجلة والآجلة، والفاتحة عليه بالخيرات والبركات المتتابعة، فما يعطيك الله -عز وجل - على الحمد أعظم مما يعطيك على الدعاء لأنك بالثناء عليه وحمده تظهر محبته وإجلاله وتعظيمه وتمجيده:"ولا أحد أحب إليه المدح من الله". أما بالدعاء فتظهر حاجتك له، وبون شاسع بين الأمرين، مع عظم الدعاء ومنزلته. وانظر طرفاً من أثر الحمد في قوله عليه الصلاة والسلام:"من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء".حديث حسن. فيحفظك الله من المصائب الدين والدنيا بحمده. فكيف بمن لهج لسانه وانعقد فكره وجمع قلبه على الثناء عليه -عز وجل- في كل تقلباته وأحواله وأزمانه؛ فيثني على الله بشرعه وبكونه وبقدرته وبرزقه وبقوته وبإحاطته وبسعمه وبصره وسائر أوصافه وأسمائه الحسنى، فكم من الخيرات القريبة والبعيدة ستناله، والبركات الواسعة ستحيط به.

حد هجر القرآن الكريم؛ س/ متى يعد الإنسان هاجرا للقرآن الكريم؟ ج/حياكم الله أخي الفاضل..الهجر رتبتان: الأولى:هجر أحكامه والالتزام به وحفظ حدوده وأوامره ونواهيه فهذا واجب على كل مسلم في كل وقت، لا يسعه هجر شيء منها أبدا، لقوله تعالى:"اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون". الثانية: هحر تلاوته وتدبره والتلذذ بقراءته فهذا من أعظم القرب وأجل الطاعات قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم". لكن هذه ليست واجبة بل من النوافل المؤكدة التي لا ينبغي على المسلم تركها بل يحفظها لما فيها من الخيرات الكثيرة على قلبه ونفسه ولده وأهله وفيها الدرجات العلى يوم القيامة. وحد بعض العلماء ختم القرآن بأربعين يوما، قال ابن قدامة رحمه الله : " يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)،

حد هجر القرآن الكريم؛ س/ متى يعد الإنسان هاجرا للقرآن الكريم؟ ج/حياكم الله أخي الفاضل..الهجر رتبتان: الأولى:هجر أحكامه والالتزام به وحفظ حدوده وأوامره ونواهيه فهذا واجب على كل مسلم في كل وقت، لا يسعه هجر شيء منها أبدا، لقوله تعالى:"اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون". الثانية: هحر تلاوته وتدبره والتلذذ بقراءته فهذا من أعظم القرب وأجل الطاعات قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم". لكن هذه ليست واجبة بل من النوافل المؤكدة التي لا ينبغي على المسلم تركها بل يحفظها لما فيها من الخيرات الكثيرة على قلبه ونفسه ولده وأهله وفيها الدرجات العلى يوم القيامة. وحد بعض العلماء ختم القرآن بأربعين بوما، قال ابن قدامة رحمه الله : " يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)،

حد هجر القرآن الكريم؛ س/ متى يعد الإنسان هاحرا للقرآن الكريم؟ اج/حياكم الله أخي الفاضل..الهجر رتبتان: الأولى:هجر أحكامه والالتزام به وحفظ حدوده وأوامره ونواهيه فهذا واجب على كل مسلم في كل وقت، لا يسعه هجر شيء منها أبدا، لقوله تعالى:"اتبعوا ما أنزل إليكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون". الثانية: هحر تلاوته وتدبره والتلذذ بقراءته فهذا من أعظم القرب وأجل الطاعات قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم". لكن هذه ليست واجبة بل من النوافل المؤكدة التي لا ينبغي على المسلم تركها بل يحفظها لما فيها من الخيرات الكثيرة على قلبه ونفسه ولده وأهله وفيها الدرجات العلى يوم القيامة. وحد بعض العلماء ختم القرآن بأربعين بوما، قال ابن قدامة رحمه الله : " يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)،

الكتب الشرعية نور القلوب، وبصر البصائر، وقوة العقول، ودواء النفوس، وشفاء العليل، وذهاب الهموم، وجلاء الأحزان.

‏الفقه والمقاصد: القواعد الفقهية والقواعد الأصولية عائدة إلى المذاهب الفقهية فكل مذهب له أصول ينزع عنها، وله فروع منظومة بقواعدجامعة لمعان مشتركة فقهية. أما المقاصد فالعكس فكل المذاهب تجتهد لتحصيل المقاصد الشرعية لأنها الأصل الذي جاءت الشريعة لأجله بإقامة وحفظ: الدين والنفس والعقل والنسل والمال بمراتبها الثلاثة: الضروري والحاجي والتحسيني. فالاجتهاد في كل المذاهب الفقهية معيار قوته وثباته وبقائه: قدرته على حفظ وإقامة المقاصد الشرعية الدنيوية والأخروية، باتزان تام بينها، لا يهدم مقصد مقصداً آخر، بل يقويه ويشده ويثبته.