نتعافى.

أهيمُ في رؤاكَ كَطفلٍ أنا عِندما رمقتَ عَينايَ بالحُبِّ قُبّتُكَ أصابني الذُّهول وَعكس نُّورها عَلى فؤادي أُطيلُ بُكاءً بالنَظرِ إليها حتّى إن أفترشتُ الأرضَ وأشكو إليك فؤادي الغريب الدَّمعُ صار دمًا والشّوقُ يلذّع الحشى حتّى صارَ نزفًا لكن! كُلّ هَذا كان أُنسٌ كأنّك الطَبيب وهُم يقصدوك للشفاء يعود كُلًّا منهم رحبًا مداوًا مُنقشعَ الهواجسِ والأَلَمْ ذَابَ فؤادي الشَّجيّ أيُها الرؤوف فِيكَ وَترنّم حُبًا وَعشقًا .

-

ياسيدي عذرًا لقلائل كلماتي المتوشحة بجراحات البُعد عنك يا سُلطان روحي اعفوا عن رّوحي فلا ذكرى لهَا عندك ، عيوني لم تر قُبتك يداي لم تلمس ايوان ضَريحك ، وفي ليلة مولدك ترتسم على ثغري ابتسامات مجروحة ؛ وهذا حَال من حُرمَ تقبيل شُباكك الفضي ياسيدي اني مَنفي في ديار البُعد تنهشني ذئاب الشوق وتطرحني صَريع الهجر ياسيد الرأفة نسألك بحق عَظيم الحسرات والزفرات ان تَتفضل عَلينا بزاد مِن التقوى لنحتمل الفراق ان تتفضل عَلينا بمعرفتكم وقربكم .

يفيضُ سَيْل الدُّموع ، غَزو الخِذلان يُفتِكُ بكَ حتّى تَصبح لا تشعُر بشيءٍ. عندما تصل مرحلة اللاشعور وكأنَّكَ جُثَّة هامِدة تركُنُ الى زاويةٍ من زوايا الوَحدة. تأخُذُ بِجِبال الأذى ومَرارتِها الى مَن ادرى بِحالها مِنك تُحَدِّثهُ بدموع الأطفال 'رباه لا احد لي سِواك' هَوِّن عليَّ ما نَزَل بي هَوِّن علي ثقل الشُعور.

أنا بهذا البُعد أُصارع الأشياء لأُبقي مَزيج الطين الذي تشكلت مِنه هَيئتي صُلبًا ومُتماسكًا لا يَنكسر ولكني برُغم اِدعائي لقوتي تتحطم الكواكب فِي صَدري ومجراتٍ من الأشجان ليس لها غير أثر التهشيم وأطرافٍ مُتآكلة مُتنامية وتَصدعٍ يقضم جُدران روحي.

دعني أُحلق نحوك.. فالأرض لا تُناسبني، والبقاء بين البشر يُرهقني؛ لا تبعدني.. دعني افرد أجنحتي الرقيقة لأطير نحوك بكُل خفة، خفة الذي لا يرتجي شيءً من غيرك ولا يقف على غير بابك. أهب كُل الرحيق الذي في جوفي لبدائع خلقك، لعل بزكاة جوارحي تصطفيني لقُربك؛ تحت ظلك .. قربني اليك؛ أنا الذرة الفانية في فضاءك في رحابك التي لا يسعني استيعاب مداها وتعكس لي قُدرتك.. قربني.

︎كطفلٌ خُدِشَ إصبعَهُ وَفرَّ راكِضًا إلىٰ أحضانِ أُمَّهُ يَشكُو إليها ما حَدث إعتَدتُ أنا هكذا أن آوي إلى حَرَمك كُلَّما مسَّ رُوحي حُزنٌ أو ضَرر.

يَا فَاطِمَةَ الزَّهرَاء امسَحِي عَلَىٰ قَلبِي..

مَهما بَلَغ جُرمُكَ وبُعْدَكَ عن الله وَتَباعد صَوتُكَ عن سَماواتِهِ حتّى اصبَحَت الحَيرة والضَّياع شُركاء أيامِك، أركُن بِظُلمِكَ مُلتجِئً لا تَحرم نفسِكَ من الإشتياق والمُكوث بَين يديه للحظات تُرَمِّم خَرابُكَ وليستمِر حَبل الوِصل بينَكما بعد ان مَزَقت الدُّنيا روحَكَ اشلاءً بعيدًا عنه، فالضَياع في مَحضر الله هو سِرُّ الوجود ورشادُكَ للطَريق ،هَيْهاتَ أنْتَ أكْرَمُ مِنْ أنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ أو تُشَرِّدَ مَنْ آويتهُ.. يا طَريق السالِكين ويا حَبيب العارِفين بِك لا تَسلُبنا نظرة لُطفِكَ وتَترُكنا لزوبعة الدُّنيا فَتُهلِكنا.

-