أنَس الشِّيَّال

«لازلتُ أتردَّد، أقُولُ في نفسي: لعلَّ القدرَ غيرُ ما ظننَّا، لازلتُ أُفكِّر، أقُولُ لنفسي: خاطبها!… أحمق! رُبما، ورُبما إلفُ الرُّوحِ للرُّوح، أقُولُ في نفسي كغبيٍّ أحيانًا: كُنتُ لأُحقِّقَ لها أحلامَها، ثُمَّ أبتسمُ رُبما، رُبما أبتسمُ في داخلي، لم أعهد نفسي مُتصالحًا معَ امرأةٍ من قبل، لكنَّني… لا أدري لا أدري، يُؤلمُني أنِّي وإيَّاكِ لم نجتمِع كي نتفرَّق، ولكنَّني لا أكادُ أحملُ تُجاهَكِ ذرَّةَ غضب، ذلكَ الغضبُ الذي ينتابُ العاشقَ المكسور، لا شيء، فقط… فقط أُمنيات، حديثُ نفس، أقُول: ماذا لو اقتربَت! ماذا لو كانت هيبتُها التي كستها تحتَ سقفِ بيتٍ واحدٍ وإيَّاي! لكنَّها الأقدار، رُبما، ورُبما ينتهي بنا القدرُ مُجدَّدًا على ضفَّةٍ واحدة، ليتكِ كُنتِ تقرأينَ هذا، لقد كُنتِ شمسَ 2024 ولكنَّكِ توارَيتِ خلفَ الغيمات، ليتَها تنقشع، لأنَّنِي لازلتُ أتردَّد…»

«ولكن، كيفَ انتهى كُلُّ شيءٍ قبلَ أن يبدأ، قبلَ أن نتشاركَ العالَم؟…»

لازم نجيبهم

ادعولي نجيب ٣٠ غدوا

«لستُ مُتاحًا البتَّة، أنا فقط كاتبٌ عزيزتي، لستُ ذاكَ الفارسَ الرُّومانسيَّ الذي يرتادُ حصانًا أبيض، لا أُلقي بالًا بمشاعرِكِ ولا أهتمُّ حتَّى بوُجُودِكِ من عدمه، كأنَّنِي طائرٌ بدَّلَ ريشهُ توًّا، نفضَ عن نفسِهِ أخِرَ ريشةٍ من طُفُولته واكتسى بريشِ الرُّجُولة…»

«لطالما شعرتُ بالاغترابِ عن مُجتمعي، بأنَّنِي لستُ منهُم، في كُلِّ تفاصيلِ حياتي أجدُني منبوذًا، يلفظُني هذا المُجتمعُ باستمرار، مُعتقداتي، أفكاري وذَوقي، كُلُّها أشياءٌ تبني بينِي وبينَ قومِي سُورًا عاليًا يفصلُني عن كُلِّ شيء، يضحكُونَ بصخبٍ وأضحكُ لعلَّ السُّورَ يتحطَّم، لعلَّهُم يرونني، ثُمَّ سُرعانما ترتسمُ على وجهِيَ الغريبِ ملامحُ الجُمود، لا شيءَ مُضحُِك! أضعُ القناعَ تلوَ القناع، لعلَّهُم يروننِي من خلفِ شُقوقِ الجُدران فيُلقُونَ التَّحيَّة، لكنَّ وجهِيَ الغريبَ يُؤلِمُني، تحكُّني لحيَتي، يُضايِقُها القناع، فأضعُهُ وألبسُ آخر، لا جدوى! يلفظُني هذا المُجتمعُ باستمرار، أهِيَ لعنةُ العيشِ في القرنِ الحادي والعشرين؟ أم أنَّنِي فعلًا غريب، لمَ أبدُو غريبًا؟ لمَ؟…»

«تغييرُ المقامات، لُعبةٌ أُجيدُها بامتياز، لن أقُومَ باغتيالِكَ إن شعرتُ بالخطر، ولن أطرُدَكَ من مملكتِي حتَّى، ولكنَّكَ ستنزِلُ إلى درَجةٍ بعيدة قد تكُونُ في طرفِ المدينة، رُبما ستشعُرُ بذلك، ربما لن تفعل، ولكنَّكَ ستُصبحُ بعيدًا عنِ العرشِ الذي قرَّبك، يا للاشمئزاز، لم تعُد ذلكَ الصَّديقَ الذي أُحبُّه، رُبما لم يكُن ذنبك! رُبما هُوَ ذنبُ وعيِي، دعنا نقُل ضريبته، ومهمَا يكُن من أمر فإنَّكَ صرتَ مُثيرًا لاشمئزازي…»

«My lady, my dearest one, the blowing winds are beautiful breezes to my soul, I am the one who’s obsessed with autumn; unlike people, shall we go far away from the world into the darkness of the woods, perhaps we find a wooden house were we can light candles, were we can disappear, like two falling leaves swimming together in a cold lake; dancing their final dance away of the old tree, let us dance and whisper, whisper and dance till dawn’n light smiles, let us lose our paths in this world, lets us live far far away of people, let autumn’s winds take us like two dancing leaves 🍂 »

«داخلَ قبوٍ في أعمقِ نُقطةٍ مِن رُوحي يُوجدُ ملكٌ سجين، ملكٌ يمينُهُ السَّيفُ وفي قلبهِ القلمُ، خُطُواتُهُ تُزهرُ تحتها الأرضُ، خُطُواتُهُ تُسعَّرُ بها جحيمُ الحرب، ملكٌ نائمٌ لا يرضى المهانة، لو استيقظَ لن يرحمَ غُرابًا، لو استيقظَ لم تبقى في قفصٍ يمامة، داخلَ قبوٍ في أعمقِ نُقطةٍ مِن رُوحي، هُناك، الملكُ السَّجين…»

«أكبرُ مكانٍ ديمقراطيٍّ يُمارسُ فيهِ الفردُ حُرِّيَّةَ التَّعبيرِ والتَّصرُّفِ في العديدِ منَ الجَوانبِ في ليبيا دُونَما أدنى تدخُّلٍ منَ الأخر، بحيثُ يمتلكُ كُلُّ فردٍ مساحتهُ الشَّخصيَّةَ بشكلٍ تام هُوَ المقهى أو ما تُعُورِفَ عليهِ باسم "القهوة" خاصَّةً تلكَ الخاصَّة بالشِّيشة "الأرچيلا"، هُناكَ ترى تجسُّدَ الحُرِّيَّةِ المُطلقِ في أبشعِ صُورِها وتفهمُ تمامًا مساوِئَ الحُرِّيَّةِ المُطلقة في الكثيرِ منَ الجوانب…»