𝐅𝐨𝐮𝐚𝐝 𝐒𝐚𝐦𝐞𝐡

مسكين مَن لم يدرك أن السعادة تأتي بصنع يديه وأنها تكمن بأشيائه المفضلة لا بالأشخاص")): -علا نوح

نبكي نحنُ النساء تحت اللّحاف، وفي حُضن الوسائد، ورُبما حتّى أمام التلفاز، وتحت الدوش.. وعلى الشرفة، ونحن نسقي الورود، وأمام المرآة، وأثناء الطبخ، وجلي صحون الغداء، وفي الصباح، والمساء.. نُخفيّ ببراعة وجوهنا، ونرسم الإبتسامة أمام الجميع وكأنَّ الحياة في صفِنا. ولكننا دوماً ما نصنع الأشياء المُبهرة بدموعنا، كالنصوص، والرسائل الورقية، والقصائد والشالات، وبعض الذكريات.. ولا نختار على أيةِ حال التدخين، والخروج من المنزل وشرب الخمر -وفش الغِل- نحن فقط نبكي دون صوت في اللّيل، ونمارس أشغالنا بعناية أمومية، في صباح اليوم التالي وكأننا لم نُجرح قط. -خيطان

إنه الصقيع الذي يحتل بدني.. الريبة الدائمة التي تجعلني أتقهقر دائمًا وأنزوي خلف كواليس المسرح، أجلس وقد تداعت تلك الألوان الهزلية عن وجهي، أراهم يقهقون ويتقنون أدوارهم بحرفية شديدة، وحينما ينسدل الستار يعود كل منهم إلى عالمه البائس، يجيدون الكذب بشتى ألوانه، يجيدون التلاعب والحيلة ووحدي رسبتُ في كلاهم.. إنه الظلام القاتم الذي يُحاوطني، حيث تساورني الشكوك في ماهية الحقائق المُسلمة، تساورني الشكوك حتي في نفسي، حياة سوداوية ومفارقات عجيبة تتجلى في انعكاسي على المرأة، يترصد لي الرعب في عدد من الأشخاص مجتمعين، هناك خلل ما بالتأكيد يجعلهم يلتفون حول بعضهم البعض هكذا، من قال بأن البشر يصلحون للعلاقات؟ من قال بأن هناك علاقة آدمية تستحق المثابرة؟ إنه عقلي، حيث مصدر الخوف بشتى أشكاله، حيث الصراخ كل ليلة بدون إصدار أي صوت، إن الحياة جحيم بحد ذاتها، أخبرني لم نُصِر هكذا على التشبث بكل الأحلام العابرة؟ لم نهيئ لأنفسنا بأن هناك أسباب تحثنا على المضي قدمًا؟ لم الحب وكل الألم لا يصدر إلا منه؟ لم نتغافل عن جرائمنا في حق أنفسنا ونتناسى بأننا السبب الأول في الحُطام ونتلذذ بإذاقتها شتى أنواع التعذيب؟ إنه الغباء والحمق أليس كذلك! أتعجب من ازدواجية الأشياء، يُصيبني الذهول حينما أعرف بأن الشرط الأول من أسس الحياة هو أن تكون وجهان لعملة واحدة، أن تبتسم في وجه كل من تبغضه وترسم له كل علامات الحب، أن تدعي الصمود ودخان الحرائق يصدر منك.. من أعمق جزء بداخلك، لا يحق لك أبدًا أن ترفع الراية البيضاء، لا يصح أن تقول بأنك تتهاوى، أخُلقنا لنشقى ونصارع أنفسنا؟ كل شيء يحمل تساؤل ليس له اجابة أبدًا، كل الأماكن مُحاطة بعلامات الاستفهام والتعجب، فقدنا النقاط التي تختم لنا الأسطر وتتم لنا المعنى بدون أي صراع، سقطت الصورة الجمالية للألوان وساد الأبيض والأسود، سقطت العساكر والبيادق وسقط كل من يحمي الملك وأصبح في وجه الرياح وحيدًا.. أطلق عليها ما تشاء، أدعوها بالمسرحية أو لعبة شطرنج، ولكن الشيء المهم هو أن تُفطن بأنك إذا أردت البقاء فيجب عليك أن تأكل كل من حولك، أن تظل على القمة دائمًا، وهذا سبب أحمق أخر يزين لك استمراريتك نحو العدم والفناء.. أغلق النافذة لمنع صوت أبواق السيارات، أطفئ الأنوار وأغلق الأبواب، اجلس على فراشك المتهالك واستعد للحرب اليومية، سلم نفسك لعقلك ولا تقاوم، دعه يتولى كافة شئونك لأنها حرب محسومة وأزلية، حرب عقلك فيها هو المنتصر دائمًا فلذلك لا تردعه.. عد لوحدتك ولا تتحدث. من قال بأن لك الحق في التحدث؟ أنت العدم.. أنت الوجود واللاوجود. -فؤاد سامح

يا مَعشر الإنس:- إنْ الفؤادَ يُرثىٰ لحالهِ كَانت الطامةُ الكبرىٰ مَن أُريدهُ لا يُريدني تبًا لكُل قوانين الكونْ تبًا للعِشقِ الذي اخترق حُصوني وأَرهقني كَانت تُزلزلُ الجِبال تحت قدمي فبَاتت كُل الحروبِ بداخلي إنّ الهيامَ فيكِ عبادةٌ ما لي أن أستعصى عن الجمال! الشمسُ في عَينيكِ والقمرِ يُزين ثغركِ آياتُ الله نُحتت فيكِ أتهوين عذابي؟ حدثيني عن أمري.. أيروقُ لكِ حَالي؟ مَا بين نارينِ أنام.. نار الشوق ونار الفقد وهل تُصدقيني؟ جافاني النوم مُنذ أمد اعتدتُ الكذب عليكِ دائمًا تفضحني أشواقي وأنفيها أمثلي ينهزم أمام عيناكِ؟ صَليل السيفِ لي طربٌ وصَوتكِ هو العَذب الفُراط جِنان الحُب بين يديكِ رفقًا بي وأنا المُشتاق يا بصيرتي إلى يوم الدين.. يا شفيعتي لا جُرمَ عليّ في حُبكِ الكفر بابتسامتكِ عار وإيمَاني تاجٌ علىٰ رأسي اليوم والأمس والغد هو أنتِ ومَا دونكِ سَراب يُضرَب المثل بكِ في العشق ويُضرب بي في الأشواق. -فؤاد سامح

أسيرُ عكس القَافلة ولستُ أدري أعلىٰ صوابٍ أنا أم علىٰ خطإٍ.. زرعوا الشك بِداخلي مُنذ نُعومة أظافري إن قُلت سأكون.. قالوا لن تكون، وإن قُلت لن أكون.. قالوا ستكون أطفئوا فيّ أول ومضةٌ لِلنور.. وقالوا "نحن بِالظلام نحيا وبهِ نموتَ، نحن لِلجهل أقرب مِن شِراك الموتَ" كُل مَن يُخالف أهوائهم يُصبح بغير أرحامٍ ولذلك لفظوني حينما تمردتُ علىٰ القطيع. -فؤاد سامح

صامتٌ جدًا صامتٌ كالجماد أشاهد الحريق تلو الأخر ولا أبالي أن أصبح رمادًا -فؤاد سامح

أُحب هؤلاء الأشخاص الذين لا يحتاجوا شرحًا للحديث، الذين يُحاوطوننا بأذرع الحنية وقتما هزمتنا الحياة؛ وظننا ألا مَفر، الذين لا يتصيدوا لك الكلمة حتىٰ يستنزفوا بها أنفاسك الأخيرة، أو يستخلصوا منك أخر ذرةٍ للطاقة بِداخلك، إننا رهائن للكلمة، بواحدةٍ نتحطم، وبأخرىٰ نلمس النجوم. -فؤاد سامح

كل الأشياء التي أريدها.. تتركني وتأتيني هرولةً حينما أعرض عنها تأتيني لتقتلني بالبطيء بين مرارة الرفض واشتهاء القبول. -فؤاد سامح

ما عادت تحملنا الطُرق ولا الأرصفة والميادين.. جزعت مِنا أوراق الورد والمراسيل الباهتة.. تبرأت مِنا قاعات السينما الخاوية بِأفلامها التي لم نُشاهدها يومًا جائتها فرصة الثأر علىٰ طبقٍ مِن ذهب.. الانتقام مِن جسدين يتبادلان الغزل دون إعارتها أي انتباه أنكرت وجودنا كأننا لَمَّ نكن يومًا.. كأننا مُجرد ظلٌ شاحب علىٰ الحائط وبعدما كُنا روحًا واحدة تسكن جسدين تبقت الذِكريات فقط، وافترقنا دون رجعة.. للأبد. -فؤاد سامح

أُسابق الزمن كومضة برق في العدو تجاه أحبتيّ فيردني خاسئًا.. مدحورًا بين سحابه بإعراضهم عنيّ أوزع الحُب أطنانًا.. ولا أنال سوىٰ الفُتات. > فؤاد سامح