طيب يا إخوة المدارس والجامعات لا تقوم بما يفترض أن تقوم به فما الحل ؟ (1)
واقعيا لا يمكن حل هذه الإشكالية حلا جذريا من قبل فرد أو حتى مجموعة من الأفراد، لكن هذا لا يلغي مسؤولية كل واحد منا عن أطفاله ففي النهاية كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ثم لا تتوقع أن الحل سيكون سهلا بعدما وقع الفأس بالرأس كما يقال وقد مضى من عمر أولادك سنوات عديدة فهنا حقيقة ليس أمامك إلا الترقيع والإجتهاد في الدعاء.
أما الحل الأهم والأول يبدأ عند إدراك الوالدين أن دورهما مع الأبناء ومنذ الولادة -بل قبل ذلك حقيقة- لا ينحصر في توفير المسكن والمأكل والمشرب وأساسيات الحياة أو كمالياتها، ومع إعترافي بأن توفير هذه الأساسيات وحدها قد يستهلك وقت وجهد الوالد بل والأم في زماننا هذا, إلا أن ما أتحدث عنه يعتبر حقيقة من الضروريات التي تستحق أن يضحى بالحاجيات والكماليات من أجلها، فالأب الذي لا يجد وقتا لابنه والأم التي لا تجد وقتا لابنتها عليهما التعامل مع الموضوع كما كان تعاملهم ليكون لو أن الولد سيقع في الكفر أو يموت لو لم يجدوا حلا لهذه الإشكالية.
والطفل بطبيعة الحال يبدأ حياته متعلقا بأمه وغالبية وقته سيكون معها، لكن يفترض أن يزداد الوقت الذي يقضيه هذا الطفل مع والده كلما كبر في العمر خصوصا إن كان ذكرا، وحتى يصل إلى مرحلة يكون الوقت الذي يقضيه هذا الطفل مع والده أطول من الوقت الذي يقضيه مع أمه، وللعلم كان هذا الحال هو الطبيعي في حياة البشر حتى جاءت الثورة الصناعية التي صعّبت على الأب أخذ ولده معه إلى العمل مع تحول الناس إلى نظام الوظيفة، ومع إنشغال الأطفال بالمدارس التي تقولبهم وتجهزهم لهذا النمط من الحياة حتى تستمر دورة الإستعباد.
وحتى الأم -العاملة أو غير العاملة- فعليها أن تقوم بأكبر قدر من النشاطات المشتركة مع طفلها قدر الإمكان خصوصا الإناث منهم، لا إشغال الطفل بعيدا عنها حتى لا يجد أمامه إلا الشاشات وأنا شخصيا مقتنع أن الأم التي تفعل هذا آثمة شرعا.
ولا تظنن أني أتكلم عن كثير بل حديثي عن نشاطك اليومي مهما كان شكله ومن الأمثلة على النشاطات التي أحاول القيام بها مع إبني وقد تجاوز إبني العامين حديثا
الصلاة سواء في البيت أو في المسجد
التكلم معه وسؤاله عن يومه
شراء الحاجيات
تغيير قارورة المياه
رمي النفايات
التمشي في الحارة
اللعب في البيت أو خارجه
نشر الغسيل
أي شيء يخطر على بالك المهم أن يكون هناك نشاط مشترك بينك وبينه مهما كان تافها بنظرك، وإن استطعت أخذه معي إلى العمل فهذا ممتاز، وأنوي أن يزداد هذا النشاط كلما كبر الولد وإن لم يكن معي فمع غيري.
وأنا أقوم بكل ما سبق وأحاول فعل كل ما يخطر على بالي مع طفلي عند استطاعتي، ولا تظن أني أقوم بكل ما سبق بشكل يومي فأحيانا أغيب عن البيت النهار كاملا ولا أستطيع فعل شيء لكن علينا المحاولة قدر الإمكان، وكم أفرح هذه الأيام عندما أرى إبني يدعوني إلى الصلاة لأنه سمع الأذان أو يذهب ليرمي بعض النفايات بنفسه في سهلة المهملات أو يضع صحنه في المجلى بعد تناول الطعام، وهو بنفسه يطلب مني أن نغير قارورة المياه معا عند فراغها وكم يفرح بذلك، أو يطلب الذهاب معي في مشوار ولو كان قصيرا وأحاول أن لا أرده.
هل هذا فقط هو الحل لمشاكل المدارس الجامعات ؟
لا هنا البداية فقط وتجاوزها سيصعب ما بعدها والله المستعان
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما