برير السلطاني

طبعاً أنهيت الزيارة بسرعة لان بديت افكر "أهفة بگلاص المي الگزاز الي يمي"..!

زرت احد الاخوة ظهيرة البارحة بمناسبة العيد الكريمة فسألته عن اخبار لبنان وما يجري فيها فقال بنص الكلمة " اني ما متابع هالسوالف.. لان ماعدي وقت" قلت مستغرباً "انت تشتغل خوية..؟!" قال "لا.. بس ملتهي بترويض نفسي وتزكيتها تدري هاي النفس تحتاج مراقبة" قلتُ له " انت تخاف على نفسك تسمعلك اغنية لو نظرة محرمة لو تفوتك صلاة الليل بس ما تخاف عليها ان تهمل شؤؤن المسلمين..؟ ما تخاف تسكت عن سفك دماء المسلمين..؟ ما تخاف عليها تركن للظالم..؟ ما تخاف عليها توالي الطاغوت..؟! انت سامع قول الامام الحسين "ص" (منكُم سُلْطاناً جائِراً مُسْتَحِلاًّ لِحُرَمِ اللهِ يُغَيِّرْ عَلَيْهِ بِفعْلٍ ولا قَوْلٍ، كان حَقّاً على الله أنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ.) زين هو اكو اليوم سلطان جائر اكبر من امريكا واكو جور وظلم اكثر من سفك دم المسلمين الابرياء..؟! ططأ رأسهُ وقال "ايي اني مقصر" ثم عاد ليحدثني ان اثار الذنب على النفس. فعرفت ان هذا الاخ الطيب غارق في وحل الشعارات المنقمة والاحاديث المزورقة.. - بالتاكيد لا عتب على صديقنا البسيط هذا بل العتب كل العتب على منابر التلقين تلك التي رسمت الطريق الى الله بصورة مشوهة فعزلته عن كل احداث الخارج وحبسته بين المسحبة والمناجاة والمحراب.! تلك المنابر التي رفعت شعار "مالنا وصراع السلاطين" وعزلت نفسها واعزلت جمهورها عن معارك يُسفك بها دماء المسلمين وتتفرع فيها فراعنة الزمان بدعوة انها من احاديث الدنيا التي تفسد الروح وتعرقل الوصول..! والله وبالله وتالله ستقفون يوم الحشر وقفة القصاص امام كل دماء الشهداء التي حجبتموها عن الوصول الى قلوب المؤمنين..!

لقد استطاع هذا الرجل المخلص وبكل شجاعة ان يقدم قراءة للمحطات التاريخية المفلصية في الاسلام من منظور اخر ليست مختلفة عن القراءة الكلاسيكية الموروثة فقط بل قد تصتدم بها في كثير من الاحيان.! وبهذا احدث نقلة نوعية في منهج الفهم الديني يراد لها ان تنعكس كسلوك مجتمعي ولا تبقى نظرية فكرية حبيسة الاذهان.. يعني ان تتبعها اسقاطات على ارض الواقع وهذهِ القيمة الحقيقة لهذا القراءة والتي تميزها عن جميع القراءت الاخرى..!

لا يهم عندي من أين اشتعلت شرارة ثورة العشرين ومن اشعلها.. المهم من أين سُتشعل اليوم شرارة الثورة بوجه الامريكان ومن سيشعلها..! حتى لانكون مجتمع تاريخ يتنازع على امجاد التاريخ.. ويهرب من واقع الحاضر فمجتمع التاريخ ميت سريرياً في تصنيف المجتمعات..!

اسلام الحسين "ع" يُصدر لنا نموذج حسن نصر الله فكل اسلام لا يُصدر لنا هذا النموذج مشكوك في انتمائه للحسين "ع"..!

دين جديد لا نعرفه ولم نعهده يُراد له ان يكون دين طبقة شبابية جديدة تعاني من سطحية فكرية مزمنة وتمتاز بعاطفة جياشة متلهبة.. هو دين "لاطمي الوجوه" الانتماء له مشروطٍ بالجنون فان لم ترفع شعار المجانين.. فستبقى مشكوكٍ في انتمائك.. ومعيار التدين فيه لطم الوجوه وشق الجيوب والصراخ والعويل فكلما زدت من لطم وجهك زدادت الحسنات اطراداً في كيس حسابك اما ان اغمي عليك من شدة اللطم فهذه بشارة حصولك على بطاقة "VIB" تمكنك من ادخال عشرة ممن تختارهم الى الجنة..! نبت هذا الدين في ارض الشيعة الخصبة وفي غفلة من منابر الشيعة الرصينة ليسجلهُ اتباعه طريقة عزاء وسينتهي بهم المطاف طائفة جديدة من طوائف المسلمين هذا ما يعرفه كل من عرف القرامطة والحشاشين والفاطميين.الخ..!

هدهد المقاومة يخترق قلب الكيان ويعود بالنبأ العظيم.. والنبأ كل مافي اسرائيل متاح للصواريخ والمسيرات ولا وعود تنفع ولا ضمانات ولا اسرار ولا شفيرات كل ما لدى اسرائيل لدى الحزب فبيت العنكبوت صار خربة..

يا كاشف الكرب عن قلوب المستضعفين..

ديراتي وما ادارك ما ديراني..