عبد الإله تموست

عيدكم مبارك، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

إنما يستجاب لك لتزداد طمعاً رأيت منشوراً تفاعلياً يطلب كاتبه من متابعيه أن يذكروا أحوالهم مع الدعاء يوم عرفة، فكتب كثيرون عن أمور دعوا بها يوم عرفة وتحققت في نفس العام. فقلت في نفسي: وماذا عمن دعا لنفسه بالمغفرة والجنة؟ في الحقيقة الاستجابة لك في أمور دنيوية ينبغي أن يجعلك طامعاً في فضل الآخرة الذي لا تساوي الدنيا عنده شيئاً. فمن أعطاك ذاك الخير الدنيوي بكمال الرغبة والرهبة وقد ضاقت أمامك السبل هو يعطيك المغفرة والجنة ولا يبالي سبحانه. وكما أنك إذا دعوت بالأمر الدنيوي لا تكف عن بذل الأسباب، فكذلك إذا دعوت بالمغفرة والجنة لا تكف عن بذل الأسباب من العمل الصالح، بل توفيقك له قد يكون من علامات استجابة دعاءك. وقد كان السلف يولون للدعاء يوم عرفة أهمية كبيرة، حتى روى عبد الرزاق عن عطاء أنه كان يقول أن من ترك الصيام ليتقوى على الدعاء فله مثل أجر الصائم. وأحسب أننا اليوم مع التكييف ووسائل الراحة قادرون على جمع فضل الصيام والدعاء على أكمل وجه. يوم عرفة يوم يدنو به الله عز وجل من خلقه، وهل يجرؤ أحد في هذا المقام أن يستغيث بالأولياء أم أن نفسه تحدِّثه أن ذلك وقاحة وقبح؟ كذا الأمر في كل وقت لو كان يعقل. وفي حديث الترمذي: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير». وقال ابن أبي شيبة في «المصنف»: "١٥٨٢٢- حدثنا محمد ابن فضيل عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن (شتر) قال: قلت لابن الحنفية ما أفضل ما نقول في حجنا؟ قال: لا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر". أورده ابن أبي شيبة في باب الذكر يوم عرفة مع آثار أخرى عن السلف في الدعاء. وذِكر (لا إله إلا الله) و (الله أكبر)، وإن لم يكن دعاءً إلا أنه حفظٌ لرأس المال الذي لا يُثمِر الدعاء إلا معه، فـ(لا إله إلا الله) فيه توحيد القصد والطلب فلا يُعبد إلا الله، و(الله أكبر) فيه توحيد المعرفة والإثبات من إثبات صفات الكمال لله عز وجل، وإذا سلم لك توحيدك أثمر عملك الصالح ودعاؤك، وكل خير تدعو به في الدنيا عند الله في الجنة ما هو خير منه، وذلك بابه الإيمان والعمل الصالح.

:")

بخصوص مناظرة الشيخ محمد بن شمس الدين مع الرافضي المهدوي قرأت عددًا من ردود الأفعال السيئة والتي فيها قِلّة أدب تجاه الشيخ محمد لقبوله المناظرة، وقبل أن أتحدث عن مسألة المناظرة أريد أن أبيّن أن كثير من الإخوة يتجاوب مع إرهاب المخالفين المدجنة لا شعوريًا فيقدّم إخوانه للذَبح بجلافة وغِلظة الشيخ محمد رجل في الدعوة من مدة طويلة ولا يغرنّك محاولات مجموعة من السفلة كالمدجنة والمناطقة وحبايب المناطقة للتقليل من علمية وفضل هذا الرجل فمحاولتك التقليل منه وسبّه حتى تبيّن للمُخالِف الي ماهو محترمك ولا شايفك شيء أنك إنسان غير متعصّب؟! هذا من السفاهة وقلة العقل والله للشيخ محمد مكانة عظيمة وسيبقى هكذا إن شاء الله شيخًا لتربية وتعليم أمثالك، بل ربما عدد من الإخوة الذين يسيؤون أدبهم معه اليوم تعلّموا مجموعة من مسائل السُنّة والأثر منه، فإذا كنت تحتمل مصائب مجموعة من المشايخ المشاهير لفضلهم عليك وتعليمهم لك فالشيخ محمد من باب أولى وهذه المُقدّمة ليس المراد منها التعصب لذات الشيخ محمد أو لغيره، وأنا أعرف أن مجموعة من مرضى القلوب قد يعترضون علي بهذا قدّمت بهذا حتى أشرح لمجموعة من الإخوة أن تصرفاتهم الصبيانة واعتراضاتهم التي يحوم حولها قلة الأدب والحكمة والفقه في الدعوة ما لها مبرر إلا لتعرضهم لتخرصات وإرهاب أما من ناحية المناظرة، فبغض النظر عن هل أنت ترى أن الشيخ أخطأ أم أصاب بقبوله للمناظرة فهذا لا يبرر لكم سوء الأدب والتقليل من الرجل الشيخ مقبل على مناظرة فهل تتصور مدى تخذيلك له وخذلانك لنفسك وأنت تتكلم بهذا الكلام قبل المناظرة حتى؟ ألا يحتاج منك الدعاء والدعم؟ بغض النظر عن رأي حضرتك الذي تحسب أنه "مهم جدًا" في هذا... لكن خلاص الشيخ وافق فلا تُشمت وتضحك عليك الرافضي والمدجّن يا قليل العقل... وادعم الشيخ باختياره هذا مع اظهار تحفظك لكن بأدب لا بغلظة يا جَلف الشيخ محمد وافق على المناظرة لأنه يرتجي مصلحة معينة، وله فيها وجهة نظر... اذهب وكلمه باحترام وأدب واسأله عنها علاء المهدوي اسم له شهرته الكبيرة في الأوساط الرافضية، وأتمنى أن لا تنظر من مكانك وأنت لا تعرف بعمق هذه البيئات... فنحن نعيش هناك ونعلم تأثير هذا الكافر عليهم وله جمهور كبير نسبيًا، مئات الآلاف على مواقع التواصل والرجل يلتزم بآداب المناظرة، ورأينا أنه في مناظرته مع وليد إسماعيل ما خرج عن السياق بشكل عام وهذا مراد الشيخ محمد شمس الدين بقوله عنه أنه "مُؤدّب" لأن هذا الاتزام بالسياق يخرج عنه فروخ المدجنة حتى، وهذا الرافضي يلتزم به والسلف مع ذمهم للمناظرة إلا أن عددًا منهم ناظر معينين من أهل البدع والزندقة، كالإمام أحمد وغيره فالمناظرة لها تعلّق مصلحي، والشيخ محمد يرتجي مصلحة من هذه المناظرة بدعوة جمهور هذا الرافضي المغيبين إلى التوحيد... وهذه رسالة طيبة وحتى لو كان رأيي الشخصي معارضة قبول الشيخ للمناظرة، إلا أني أسكت عن هذا وأعرف متى أتكلم وأدعمه أشد الدعم باختياره وأسأل الله له التوفيق وأن يهدي به قلوب هؤلاء الجهلة والمعاندين، يا رب العالمين ويخسأ مجموعة من السفلة أن يُرهبوني حتى أبيع أخي لهم.

{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَٰذَا بِالْحَقِّ ۖ قَالُوا بَلَىٰ وَرَبِّنَا ۚ قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"وسائر ما في هذا المعنى من الأحاديث الصحيحة الصريحة المتواترة مع ورودها على سؤال السائل وجوابه بهذا التصريح هو من أبلغ ما يكون في إثبات هذه الرؤية وأبعد عن التشابه كما يظنه الرازي وغيره ممن يحرف الرؤية عن حقيقتها اتباعًا للمريسي وغيره من الجهمية وإن كان الرازي في الظاهر مقرًّا بالرؤية فإن إقراره بها كإقرار المريسي وذويه بألفاظها ثم يحرفون الكلم عن مواضعه"

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (3/ 91) وقد يقال إن ابن تيمية قال هذا في الرازي قبل أن يتوب، إلخ.. وهذا لا يهم هنا لأن الرازي ليس منفردًا في ذلك بل له نظراء قالوا بنفس تلك التأويلات وحالهم كحاله قبل التوبة فإذًا كلام ابن تيمية نازلٌ عليهم "والكلام هذا بعد أن أثبت له التوبة عن السحر" في الصفحات السابقة من الكتاب. #الغيث_الشامي

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق. [صحيح مسلم]

{ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنا إذا علونا كبرنا، فقال النبي ﷺ: أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، ولكن تدعون سميعا بصيرا. ثم أتى عليّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة. أو قال: ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله. [صحيح البخاري] قال الشيخ ابن عثيمين: معنى لا حول ولا قوة إلا بالله لا تحول من حال إلى حال فحول بمعنى التحول يعني لا أحد يملك أن يتحول من حال إلى حال ولا أحد يقوى على ذلك إلا بالله عز وجل يعني إلا بتقدير الله والاستعانة به ولهذا نجد الإنسان يريد الشيء ثم يحاول أن يحصل عليه ولا يحصل لأن الله لم يرد ذلك ونرى أيضا كثيرا من الناس إذا أرادوا الشيء واستعانوا بالله وفوضوا الأمر إليه فإن الله تعالى يعينهم وييسر لهم الأمر ومن ثم كان ينبغي للإنسان إذا أجاب المؤذن أن يقول عند قول المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح لا حول ولا قوة إلا بالله يعني لا أستطيع أن أتحول من حالي التي أنا عليها إلى الصلاة ولا أقوى على ذلك إلا بالله عز وجل فهي كلمة استعانة يستعين بها الإنسان على مراده.