صِـرَاط.

"يومًا ما ستواجه لحظات صعبة ومؤلمة وحزينة، وستقول من شدة ثقلها عليك: كيف ستمضي وكيف ستعبر؟ ثم ستتجاوزها وينقلك الزمان مراحل بعيدة عنها، وفي ليلة هادئة سترتسم على وجهك ابتسامة وأنت تحدث من حولك من أصحاب عن قصتك التي واجهت فيه المصاعب، وكيف تغلبت عليها، وستتحدث أمامهم كقدوة ومثال"

- ألْقَيْتُ بينِي وبينَ الْحُزنِ مَعرفةً لا تنقضِي أبداً أو ينقَضِي الأبدُ!

باختصار وبتجاوز للمثاليّة النفسيّة، على الإنسان أحيانًا اختيار الصمت عمّا في صدره، عن أحزانه تلك، عن عثراته العاطفيّة، عن قصّته التي لم تكتمل، عن أمله الذي لم يُنجَز، وأدري أنّ المرء رُبّما يحتاج أن يُكلِّم أحدًا، ولكن أحيانًا رُبّما لا يكون شيء مثاليّ أكثر من بكائك في غرفتك وحدك، حيث لا أحد، حيث لا شيء مثالي، حيث قُربك من السماء وهروبك من الأرض، حيث الحياة الحقيقيّة…

- ‏كان لدي كلام كثير وكلمات بليغة وجمل منسّقة وجاهزة حتى النيّة في الصراخ كانت لدي ولكنني مثل كل مرة.. فقدت صوتي وراقبت مضي اللحظة وأنا صامت.. .

- ياربّ شمس تضوّي عتمة هالروح.. يارب غيم يبلّل ذابل الغصن والعِش.. ⁰| ساعة استجابة..

- يا ربّ فقِّه أفكارنا بالفكر السديد والحكمةَ والرُشد، وأرنا الباطلَ باطلًا يا الله دون تمييّعٍ له وأرزقنا اجتنابه، وأرنا الحقَّ حقًّا بحولك وقوتك وأرزقنا اتباعه، وأهدِّنا هداية لا غَوَى فيها، وثبتنا على الدينِ الحقَّ دين رسولك المصطفى الصادقُ الأمين صلّى الله عليهِ وسلم تسليمًا كثيرًا..

- أبعد عنَّا الشمّاتين اللعانين، والكذابين والمُخادعين، والمُراوغين للكَلِم، المسمومة مُعاشرتهم، والمستنزفين للوقتِ والمشاعر، والقاسيةِ قلوبهن، الذين لا نَجني من بعدهم إلّا الأسى على عمرنا ومضيعة أوقاتنا، وهدرِ مشاعرنا..

- اجعل لنا لسان صدقٍ في الآخرين، واجعلنا مِنْ ورثةِ جنَّةِ الفردوسِ مُنعّمين مُكرمين، لا نقول إلّا الصدق وإن قتلنا، ولا نخون العهد وإن قُيّدنا، هينين لينين حقيقيين أبدًا ما حييِّنا، وأبعد عنَّا مَنْ لا يتوجس خيفةً منك يا الله..

- وقرّب إلينا الطيبين، الصادقين ذو الوجهِ الواحد، والأُنفسِ الرحيمة والقلوب الكريمة، والعقول الحكيمة، الذين يرشدوننا للحقِّ والصلاح ونجني من وراءهم الثبات على الدين، والمحَبَّة الكبيرة الواسعة التي تُحسِّن من جودة حياتنا وأعمارنا، وعند مَمَاتِنا مذكورين بالدعواتِ الحانية، ومن الشافعين لنا عندك يا الله بصلاحهم وهُداهم..

- ياربّ بلغنا مقاصد آمالنا وأُمنياتنا، وأروي قلوبنا بالسَّلام وحصن الأمان، وطهرها من الآثام ونقِّها بنورك الذي لا ينطفئ، وجمّل أقدار حياتنا للخير والأرزاق الطيِّبة الواسعة المُباركة من فيضِ كرمك الذي لا يبورُ ولا يفنى، وامنح أرواحنا عفّةً وجمالًا بالخُلقِ المُبَجَّل، وسلّم أعمارنا من الخطايا والذنوب، واجعل زيادة بركة أعمارنا لطاعتك ورحمتك ورضاك عنَّا يا سميعُ يا بصير..