- رَبُّك الأقرَبُ .

السَلامُ عَلى النَذيرُ والسَلامُ عَلى البَشيرُ.

-‏"وَ سَدَّ الأبوابَ إلاّ بابَهُ ثُمَّ أودَعَهُ عِلمَهُ وَ حِكمَتَهُ فَقالَ:‏أنَا مَدِينَةُ العِلمِ وَ عَلِيُّ بابُها فَمَن أرادَ المَدِينَةَ وَ الحِكمَةَ فَليأتِها مِن بابِهـا .

‏لا يوجد رجل في التاريخ حشّد ضده الإعلام الأمويّ لأكثر من ٨٠ عامًا من اللّعن، وخرج نقيًّا لم تهزّه رياح الحقد مثل عليّ (عليه السلام). ✨

حديث الغدير الذي يرويه الشيعة والسنّة، الحديث الصحيح الحسن المتواتر عند الجميع.. فيه أخطر جملة قالها رسول الله (صلّى الله عليه واَله) في حياته، وربّما الناس غير ملتفتين لها! سأل رسول الله (صلّى الله عليه واَله) الصحابة يوم الغدير -وكان هذا أخطر سؤال، وأعظم سؤال- وهم أجابوه مباشرة بلا تردّد حيث قال (صلّى الله عليه وآله): "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟".. قال الصحابة جميعهم مباشرة: "بلى يا رسول الله". لاحظوا عظمة السؤال، ولاحظوا الإقرار من الجميع بالجواب (بلى) تأكيدًا، وموافقةً، وقبولًا، ورضى. لاحظوا الاَن خطورة الجملة التي بعد السؤال "من كنتُ مولاه فهذا عليّ مولاه"، هنا التحوّل، هنا التغيير، هنا إصدار القرار التشريعيّ، والتنفيذيّ، والقضائيّ.. لقد كان رسول الله (صلّى الله عليه واَله) مصدر السلطات كلّها، فهو المشرّع، وهو القاضي، وهو الحاكم؛ وهنا رسول الله (صلّى الله عليه واَله) نقل كافّة الصلاحيّات الممنوحة من الله إليه من ولاية تامّة على الأنفس الإسلاميّة إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فهو كان أولى من المسلمين بأنفسهم، أي: يتحكّم بكل تفاصيلهم، وحياتهم، وأموالهم، ومقدّراتهم بإذن الله. فمن خلال قرار الرسول (صلّى الله عليه واَله) أصبح أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) هو الوليّ المتحكّم بأنفس المسلمين من بعده. هذا الحديث الذي يعرفه كلّ المسلمين، ونقله كلّهم.. يكفي ليوحّد الناس على مِلّة إبراهيم ودين محمّد وولاية عليّ (عليهم السلام أجمعين). ولهذا حين اعترض أحد الصحابة وانفعل وسخر واستهزأ من هذا الإعلان الخطير العظيم وقال: "يا محمّد أهٰذا من عندك أم من عند الله؟" فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): "بل هو من عند الله"، قال الصحابي: "اللهمّ إن كان هذا من عندك فأنزل علينا حجارة من السماء" فنزلت حجارة من السماء، وضربت رأسه، وخرجت من دبره، ومات. فنزلت الاَية الخطيرة وهم في حالة ذهول ممّا جرى لهذا الصحابي في تلك الساعة "سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ". تخيّلوا حال المسلمين لحظة نزول الحجارة على رأس هذا الأحمق المتكبّر المستهزئ بكلام رسول الله. تخيّلوا الرعب الذي داخلهم وهم يشاهدون ويسمعون صوت حجر يُلقى من السماء فيضرب به رأس هذا المشكّك بكلام الرسول (صلّى الله عليه واَله).

"كُلّ عَـامٍ وَ نَحنُ تَحتَ ظِلِّ وِلايَتِك وَ مُحاطونَ بِألطافِك مَوْلاي يَا أَمِيـرِ الْمُؤْمِنِينْ ".

أشهَدُ أنَّ عَليَّاً وَلِيُّ

"يَا مَنْ إذا عُدَّتْ فَضائلُ غيرِه رَجَحَتْ فَضائِلُه وَ كانَ الأفضلا ".

قَالَ النّبِيّ لَهُ مَقَالًا لَم يَكُن يَومَ الغَدِيرِ لِسَامِعِيهِ مُمَجْمِجَا مَن كُنتُ مَولَاهُ فَذَا مَولًى لَهُ مِثلِي وَأصبَحَ بِالفَخَارِ مُتَوّجَا - ابنُ الرّومِيّ.